غالبًا ما تتولى الأم الدور الأساسي في أي مناسبة أو حدث تمر به أسرتها، وكذلك الحال في شهر رمضان، فالأعباء ملقاة على كاهلها دومًا: مسؤولية المنزل التي تتضاعف في هذا الشهر، ومتابعة الأبناء تربويًّا ودينيًّا، وحثهم على الطاعة بما يليق بالشهر، وفي غمرة كل ذلك قد لا تجد وقتًا لتتعبد وتتقرب إلى الله, وإلى جانب ذلك هي مطالبة بتحبيب الشهر الفضيل إلى أبنائها، وتقريبه إلى نفوسهم.
الاختصاصي الاجتماعي المحاضر بقسم الخدمة الاجتماعية في الجامعة الإسلامية الدكتور أمين شبير يقول: "إن أهم خطوة تتخذها الأم هي تنظيم وقتها في رمضان، واستغلاله بالطريقة المثلى؛ لكي لا تستولي أعباء المنزل على الحصة الكبرى من الوقت، مع الاعتماد على مساعدة الزوج والأبناء لها، بعد توضيحها لهم أنها بحاجة لوقت تتعبد فيه مثلهم، ومن الأفضل ألا يبدأ الشهر إلا وقد انتهت من تنظيف منزلها بشكل كامل يعينها على الاكتفاء بالعمل اليومي البسيط طيلة الشهر".
ويضيف: "إن عليها أن تجمع الأسرة حولها فيما هو مفيد، سواء بما تحدثهم هي به أم مشاهدة برامج تلفزيونية وندوات مفيدة، مع الانتباه إلى عدم الوقوع فريسة المسلسلات والبرامج التي لا داعي لها، وتتخذ بعض الفضائيات رمضان وقتًا لعرضها، ومن الجيد حذف هذه القنوات".
يجب أن يكون رمضان مختلفًا عن غيره من أشهر السنة في طريقة استقبالك له؛ ليحصل على مكانة خاصة عند أبنائك، وفي سبيل تحقيق هذا الاختلاف، وتوفير أجواء تساعد على تحبيب الشهر إلى الأبناء يمكنك تزيين منزلك بطريقة تبرز الفرحة بقدوم رمضان، مثل تعليق الفوانيس والزينة الخاصة برمضان.
ويلفت شبير إلى أن من مهام الأم في رمضان أن تدفع أبناءها نحو العمل بنشاط في أعمالهم وفي البيت، والتطوع في أعمال الخير؛ لتعليمهم أن الشهر ليس للراحة والنوم، وإنما هو للجد والعمل.
وعلى الأم أن تحدد ما يحتاج له كلٌّ من أبنائها، وما يجب أن يتعلمه في رمضان، وتضع جدولًا لذلك؛ لتضمن ألا ينتهي رمضان إلا وقد أجاد كلٌّ منهم ما هو مطلوب منه، مثل تعليم أحدهم الصيام، وتعويد آخر الصيام، ومن المحبذ أن يتم ذلك من خلال جدول يلتزم به الأبناء.
ويرى شبير أن للمكافآت والتشجيع -سواء بالنقود أم الهدايا أم بالكلمة الطيبة- أثرًا كبيرًا في تحبيب شهر رمضان والتعبد خلاله إلى الأبناء، ما يقنعهم بالاستمرار على وتيرة العبادة التي يكونون عليها في رمضان.


المصدر: فلسطين أون لاين.