منذ مدة كنا لا نعرف عن مرتضى شيئاً. بعثنا رسالة أخرى إليه. لم يأت جواب للرسائل. وبعد أربعين يوماً من هذا الحادث وإذا بي أشاهد في الحلم بيتاً، فقال لي هذا مرتضى الينبوع الذي ينبع من قلب الجبل وهذه الشجرة وهذه الزهرة الصفراء الوحيدة تعود جميعها لي. ويكون وجه هذه الزهرة دائماً نحو الشمس. فكلما أردت زيارتي تعالي هنا. كنت حزينة ومنزعجة، أخفيت موضوع الحلم ولم أفصح عنه. لكني كنت متنبئة بحدوث شيء.
ومرة أخرى شاهدت ذلك الحلم. راجعت دائرة حرس الثورة وذهبت عن طريق الأخوة الموجودين في الحرس إلى لواء أنصار الحسين. فعندما رويت لهم ذلك الحلم بكي الجميع. أخذوني معهم إلى منطقة عمليات والفجر، لقد رأيت كافة المشاهد التي كنت قد شاهدتها في المنام. كان برج الحراسة في مرتفع عال. فكانت هناك عين ماء وغابة من الأشجار الجميلة. شاهدت الزهرة الصفراء الوحيدة كانت تبتسم للشمس وهي علي حافة ساقية من الماء. غسلت يدي ووجهي بالماء الزلال، وقال الذين كانوا معي: لم تنقل بعد رفات مرتضى إلى المنطقة الخلفية من خط المواجهة. فما زالت الرفات باقية في منطقة العمليات. أما أنا كنت واثقة بالعنوان الذي أعطاني إياه مرتضى ولا بد أن تكون الرفات موجودة في تلك المنطقة. وهكذا كانت الرفات في خطوات أبعد منها.