منذ أن تعرفت على علي رضا كان يقول لي دائماً إن أمنيتي هي أن أستشهد. وكنت أقول له لقد انتهت الحرب حالياً. وفي عصر يوم الخميس أخذت ابنتي مهلاً إلى بيت والدي كي أبقى هناك لبعض الأيام وأعد نفسي للامتحانات الجامعية الفصلية لكن علي رضا جاء في اليوم الثاني لذلك اليوم وقال لي أنوي التوجه مع أسرتي إلى مشهد.
فقلت له بتعجب إننا ومنذ أقل من أربعة أشهر عدنا من زيارتنا إلى مشهد. قال علي رضا إذا كان الفرد يزور كل يوم مشهد فهو لا يشبع من الزيارة، وكان لعلي رضا رغبة خاصة بمشهد، فقلت له حسناً إذن أنا ومهلاً نأتي معك إلى مشهد. أما هو فقد تذرع بوجود الجو الحار كي لا يأخذنا معه.
كنا جميعاً في الساعة الحادية عشرة صباحاً في مشهد وقد تناولنا وجبة الغداء في حديقة كوه سنگي. وكانت مشهد تشهد في أيام عزاء الإمام الحسين(ع) صخباً ووضعاً آخر. لم يعد علي رضا في ليلة عاشوراء إلى المنزل وكان حتى الصباح يبكي وينوح في جمع أصحاب العزاء الحسيني في صحن الحرم وعاد إلى البيت في التاسعة من صباح يوم عاشوراء. وبعد اغتساله غسل الزيارة، تناول إفطارا مختصراً وأيقظ أخاه وأخته من النوم وذهبوا جميعاً نحو الحرم. وقررنا أن نجتمع في الساعة الثانية من بعد الظهر بعد إقامة صلاتي الظهر والعصر وذلك في القسم الأمامي للصحن وأن نتحرك نحو كرمسار بعد آخر زيارة لنا لمرقد الإمام الرضا(ع).
قلت لعلي رضا أن يحضر في الوقت المحدد في المكان الذي قررناه، وكانت مهلاً آنذاك لم تتجاوز الثلاثة أشهر من عمرها، وكان من المحتمل أن تمرض. ابتسم علي رضا وتحرك برفقة أخيه الحاج داوود والسيد محمد، وقد أتيت أنا قبل حلول الساعة الثانية من بعد الظهر إلى المكان الذي اتفقنا عليه وانتظرتهم. ونوّمت مهلا على رجليّ وكنت غارقة في التفرج على مواكب العزاء، وفجأة سمعنا دوي انفجار رهيب وكدت أن أهرب من شدة الذعر، وكان الناس يشعرون بالاضطراب والتشويش وهم يركضون وكانوا يقولون لقد وضعوا قنبلة في الحرم، وبعين باكية وضعت مهلا فوق رأسي ودخلت بين حشود الناس داخل صحن السقا خانه، وفي لحظة قلت في نفسي لأوْدع مهلا إلى شخص ما ولكن خشيت أن يأخذ ذلك الشخص مهلا معه.
وفي لحظة شاهدت الحاج داوود بين جموع الناس. وكلما أشرت له لم ينتبه، فعندما حل بي اليأس حيال كل شيء قلت في نفسي من الأفضل أن أعود إلى المكان المقرر قد يكون علي رضا في انتظارنا هناك وكان الناس ينقلون الجرحى إلى خارج الصحن بواسطة سيارات الإسعاف والنيسان والوسائل الأخرى. وكنت أنا أبكي فقط، وكان أعضاء الأسرة قد حضروا في الوقت والمكان المحددين. لكن لم يتوفر خبر من علي رضا، وبعد مدة من الزمن جاء أخو علي رضا بنبأ يشير إلى تعرض علي رضا إلى جرح وتم نقله إلى طهران. تحركنا فوراً إلى كرمسار وقد أشيع في المدينة نبأ استشهاد علي رضا.
كان الحاج داوود يقول للجميع بأنه قد شاهد جسم أخيه علي رضا المتقطع إلى العديد من القطع في الحرم، وبذلك يكون التاريخ قد سجل في سجله بتاريخ 30 خرداد عام 72 الموافق 20 يوليو تموز عام 1993م جريمة أخرى.