عندما كان ابني أبو الفضل في الثامنة من عمره، كان سلوكه وكلامه يشيران إلى أن عقله أكبر بكثير من شكله الظاهري. ففي أيلول عام 1978م وصلتني نحو 20 صورة من صور الإمام العزيز، وعندما كانت الساعة تشير إلى حدود الحادية عشرة والنصف، ذهبت مع أبو لفضل إلى الأزقة الموجودة حول بيتنا وألصقنا صور الإمام على جدران الأماكن المناسبة، وعندما عاد أبو الفضل ظهر اليوم التالي من المدرسة إلى البيت قال: «أماه، كافة الصور التي ألصقناها في الأزقة اقتلعها رجال السافاك».
في الليل عندما كان الجميع نائمين انتبهت إلى صوت بكاء فتحت عينيّ، لم أجد أبو الفضل موجود في فراشه. ذهبت نحو الصوت وجدته جالساً على سجادة الصلاة متوجهاً إلى القبلة، رافعاً يديه الصغيرتين إلى السماء ويتكلم بعض الأشياء ويبكي. احتضنته وجرت أدمعي دون إرادتي.
وفي آخر لقاء عندما كان ذاهباً إلى الجبهة قال: "يا أمي هل تتذكرين عندما مزقوا صور الإمام؟"، ضحكت وقلت له: يا ولدي هل تتذكر عندما ذهبت إلى غرفتك وفرشت سجادة الصلاة وكنت جالساً نحو القبلة وتبكي؟ قال: في تلك الليلة طلبت من الله أن يمنحني تلك القوة التي أستطيع بها الرد على الذين مزقوا صور الإمام. والآن فقد حان الوقت لكي أتوجه إلى الجبهة والمحافظة على نهج الإمام.
وقد استشهد في عمليات كربلاء بالإضافة إلى باقي الشهداء ليبقي نهج الإمام.