استشهد أخي علي رضا في عام 1361 هـ ش/ 1982م في نورد أهواز لم يكن عمري آنذاك أكثر من 6 سنوات. فالكثير من البشر يحملون خاطرات جميلة عن عهد طفولتهم، كما ينقل كل من أبي وأمي الكثير من الخواطر عن علي رضا.
كان علي رضا شاب في الثامنة عشرة من عمره والنجل الأكبر للأسرة وقد أوفد إلى الجبهة. لكنه قبل ذلك بكثير كان محارباً للظلم والتعسف والنهب.
كانت والدتي تقول: «علي كان لا يبلغ من العمر أكثر من 13 عاماً وذات يوم في طريق عودته من المدرسة فصل صورة زوجة الشاه، والتي كانت آنذاك تطبع في الكتب المدرسة، عن كتابه المدرسي وثقبّها وعرضها على الناس فقلنا له في المنزل يا علي رضا العزيز لقد كان عملك خطير لرجال السافاك فهم يلقون القبض علي الفرد المعارض ويعذبوه أشد التعذيب فأجابني قائلاً «إن هذه المرأة سافرة وينبغي أن لا تطبع صورة المرأة السافرة في كتبنا.
فذهب شقيقي علي وذات يوم أخبرتنا طيور سماء الحب بالتحاق روحه بالرفيق الأعلى.
كنت في ذلك اليوم ملتهية باللعب مع بنات الجيران. وقف أمامنا اثنان من راكبي الدراجة النارية. سألوا عن منزل السيد جلالي وأين هذا المنزل؟ أنا بعد رؤيتي لهما وكانا يرتديان ملابساً تشبه ملابس أخي علي تقدمت مسرعة نحوهما وقلت هذا هو بيتنا، لقد ذهب أخي إلى الجبهة.
إنهما ضغطا علي جرس البيت المجاور لنا أي منزل السيد طهراني كنت أنظر إليهما بتعجب وبعد لحظة سمعت صوت بكاء أمي والذي كان مدوياً في الأجواء. وبعد أعوام طويلة مازال هذا الصوت مدوياً في أذني.