عائشة بنت أحمد القرطبية
قال ابن حبان: لم يكن في زمانها من حرائر الأندلس من يعادلها علما وفهما، وأدبا وفصاحة وشعرا وكانت تمدح ملوك الأندلس وتخاطبهم بما يعرض لها من حاجة، وكانت حسنة الخط تكتب المصاحف وماتت عذراء لم تتزوج، وكانت وفاتها سنة 400 هجرية.
وقال صاحب المقرب: إنها من عجائب زمانها وغرائب أوانها وأبو عبد الله الطبيب عمها ولو قيل: إنها أشعر منه لجاز ودخلت يوما على المظفر بن المنصور بن أبي عامر وبين يديه ولد فارتجلت:
أراك الله فيه ما تريد ... ولا برحت معاليه تزيد
فقد دلت مخايله على ما ... تؤمله وطالعه سعيد
تشوقت الجياد له وهز ال ... حسام له وأشرقت البنود
وكيف يخيب شبل قد نمته ... إلى العليا ضراغمة أسود
فسوف نراه بدار في سماء ... من العليا كواكبه الجنود
فأنتم آل عامر خير آل ... زكا الأبناء منكم والجدود
وليدكم لدى رأي كشيخ ... وشيخكم لدى حرب وليد
وخطبها بعض الشعراء ممن لم ترضه فكتبت إليه:
إنا لبوة لكنني لا أرتضي ... نفسي مناخا طول دهري من أحد
ولو أنني أختار ذلك لم أجب ... كلباً ولا أغلقت سمعي عن أسد
عائشة بنت علي بن محمد بن عبد الغني بن المنصور الدمشقية كانت عالمة عاملة كاملة، تعلمت النحو، والصرف، والبيان، والعروض، والحديث، وفتحت حلقة للتدريس سمعت عن زوجها الحافظ نجم الدين الحسني، وعن الإمام ابن الخباز والمرداوي. ومن بعدهما حدثت وانتفع الناس بمعارفها وعلومها حتى أنها فاقت أهل زمانها علما وأدبا ومعاشرة وعفة.
المصدر: الدر المنثور في طبقات ربات الخدور: زينب فواز، جلد : 1