تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
"علية السنديانة العامليّة.. تقديم راية الإمام الرضا عليه السلام للحاجة عفاف الحكيم تكريماً لها حفل توقيع كتب "علية السنديانة العامليّة"، "دار سكنة" و "ذات أحلام وسفر" حفل توقيع كتابي "دَار سُكنة"و"ذاتَ أحلامٍ وسَفَرَ" جديدنا "ذاتَ أحلامٍ وَسَفَر" "دار سُكنة.. [أيقونة جبشيت] سيرة والدة الشهيد القائد الشيخ راغب حرب" تقرير مشروع رداء النور بمناسبة ولادة الإمام الحسن (ع) رئيسة الجمعيات الحاجة عفاف الحكيم تشارك في "مؤتمر الدولي السيدات والقدس الشريف" الذي عُقد نهار الخميس بتاريخ 06 أيار 2021م بيان استنكاري من الجمعية النسائية للتكافل الاجتماعي بالتفجير الإرهابي الذي حصل في كابول في 6 أيار 2021 تقرير مشروع  "رداء النور" بمناسبة ولادة الإمام المهدي (عج) في منطقة حام، زبود، الجوبانية ورام..
بأقلامكم خدمة RSS صفحة البحث تواصل معنا الصفحة الرئيسة

 




 

 
فلاشات إخبارية
الضوابط الأخلاقية للسلوك الجنسي
الأخلاق الجنسية: [جذور الأخلاق الجنسية كما يراها الغربيون]
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق طباعة الصفحة

الأخلاق الجنسية: [جذور الأخلاق الجنسية كما يراها الغربيون]


إنّ ضوابط السلوك الجنسي أو الأخلاق الجنسية تعتبر جزء من الأخلاق بالمعنى العام. وتشمل تلك العادات والاستعدادات والوسائل الإنسانية التي ترتبط بالغريزة الجنسية.
إنّ الحياة لدى المرأة والرجل، وغيرة الرجل على عرضه، والعفة والإخلاص عند المرأة بالنسبة لزوجها، وكذلك ستر العورة وستر جسد المرأة عن غير المحارم، ومنع الزنا، وتحريم النظر الشهواني إلى غير الزوجة، ومنع التزاوج بين المحارم، ومنع التقارب مع المرأة في أيام حيّضها وخطر تداول الصور الخلعية، وبالتالي قدسية العزوبة أو رزالتها، كل تلك تعتبر جزء من الأخلاق والعادات الملازمة للعلاقة الجنسية.
وإنّ الأخلاق الجنسية أو الضوابط الخلقية الجنسية اعتبرت من أهمّ أقسام الأخلاق الإنسانية لما تمتلكه غريزة الجنس من قوة وتأثير في الحياة بحيث لا تجاريهما قوة أية غريزة أخرى وتأثيرها.
وفي هذا الصدد يقول "ويل دورانت": "إنّ مسألة تنظيم العلاقات الجنسية كانت تعدّ من أهم الوظائف الأخلاقية على مر العصور، لأن غريزة إنجاب المثل لم تكن سبباً للمشاكل أثناء الزواج فحسب، بل إن مشاكلها طغت على فترتي ما قبل الزواج وما بعده أيضاً. وبالنتيجة فإنّ اشتداد هذه الغريزة وعنفها وتمردها على القوانين وانحرافها عن المسار الطبيعي كانت سبباً دائماً لإيجاد الفوضى واختلال النظام في المؤسسات الاجتماعية"(1).
إنّ أول ما يهتم به العلماء والفلاسفة في هذا المجال هو البحث عن مصادر هذه الأخلاق، فيثير اهتمامهم بروز حالة الحياء والعفة عند المرأة دون الرجل. أو ظاهرة غيرة الرجل على زوجته. وهل إنّ هذه الغيرة هي من نوع الحسد المعروف الذي أدانه البشر في كلّ زمان ومكان، وبالعكس قبله في هذا المورد فقط؟ أم أنّها شيء آخر؟ فإذا كانت الغيرة هي الحسد بذاته، فلماذا إذن هذا الاستثناء؟ فلو كانت  شيئاً آخر فكيف يمكن توضيح ذلك؟ وكذلك عن أصول تحريم الزنا وكشف العورة والفحشاء والزواج بالمحارم وغيرها...؟ فهل إنّ فطرة الإنسان وطبيعته هما الأصل والأساس لكل تلك الضوابط والعادات؟ وهل إنّ الفطرة والطبيعة ولأجل الوصول إلى هدفهما في تنظيم حياة الإنسان الذي هو اجتماعي بالطبع، أوجدتا هذه المشاعر والعواطف في نفس البشر؟ أم أن هناك أسباباً أخرى في نفس الإنسان على مر التاريخ حتى أصبحت بصورة تدريجية جزء من الوجدان الأخلاقي للبشر؟ 
ويحلو لنا أن نسال لو كانت مصادر تلك الأخلاق والعادات هي طبيعة الإنسان وفطرته، فلماذا لا نلاحظ تلك الخصائص بصورتها الموجودة عند الإنسان المتحضر على الأقل لدى القبائل البدوية والمتوحشة الموجودة في الوقت الحاضر والتي ما زالت تعيش حالة البداوة القديمة؟ على أي حال فمهما كان أصل تلك الأخلاق والعادات ومصدرها وكيفما كان ماضي البشرية، يرد على ذهننا هذا السؤال وهو ماذا يجب أن نفعل اليوم؟ وفي أي مسير يجب أن تمشي البشرية اليوم في مجال الأخلاق الجنسية لكي تصل إلى السعادة المنشودة؟ وهل يجب التمسك بما سنّه القدماء من أخلاق في هذا المجال، أم يقتضي نبذ القديم واختيار مبادئ خلقية جديدة محله؟
إنّ "ويل دورانت" الذي يرى أنّ جذور الأخلاق تنشأ من حوادث مريرة وقاسية وظالمة بالنسبة للبشر وينكر أن تكون ناشئة عن الفطرة البشرية، يطالب في الوقت نفسه التزام الأخلاق لكونها إحدى مظاهر اختيار الأصلح في مسير التكامل الإنساني على الرغم من احتوائها على عيوب عديدة.
وعن تقديس البكارة وقضية الحياء والشعور بالخجل فهو يقول "إنّ العادات والتقاليد الاجتماعية القديمة تمثل الاختيار الفطري للإنسان بعد مرور قرون متوالية من ارتكابه أخطاء لا حصر لها. ولهذا السبب بجب القول ولو أن تقديس البكارة والشعور بالخجل هما من الأمور النسبية التي ترتبط بموضوع الزواج عن طريق شراء المرأة، ويسببان الكثير من الأمراض العصبية، إلا أنهما لا يخلوان من فوائد اجتماعية كما يعتبر أن من أحد العناصر المساعدة في بقاء الجنس(2).
أما فرويد وأتباعه فلهم اعتقاد اَخر وهم يرون بأن الأخلاق القديمة في مسائل الجنس يجب أن تنبذ وتنتخب محلها أخلاق من نوع جديد. وهم يعتقدون أيضاً بأن الضوابط الخلقية القديمة قائمة على أساس التحديد والمنع وأن ما أصاب البشر من كوارث كانت نتيجة هذه الممنوعات والحرمات والخوف والرعب التي أساسها ما يختزنه العقل الباطن للبشر من معان تحظر عليه الاقتراب من مصاديقها في الخارج.
كما أن "برتراندر اسل" يبني نظريته الأخلاقية الجديدة على الأساس نفسه. أو أنه يدافع حسب اعتقاده في مجال الأخلاق الجنسية عن منطق لا مجال فيه لمشاعر مثل الشعور بالخجل أو العفة والتقوى أو الغيرة (الحسد حسب رأيه) أو أي نوع أخر من المشاعر أو أمثالها التي يسميها هو بـ "التابو".
كما أنّ هذا المنطق يجب أن لا يسمح فيه لمعان ومفاهيم من قبيل: القبح والرداءة والفضيحة. بل يجب أن يعتمد كلية على العقل والفكر، وهو يقبل التحديات الجنسية فقط فيما يتعلق بالتقيدات الغذائية. فهو في كتابه "العالم كما أعرفه" وفي القسم الخاص يأخلاق "التابو" يرد على سؤال "هل لديك حكمة أو نصيحة لمن يريد أن يسلك سلوكاً جنسياً صحيحاً ومتفقاً مع العقل؟" فيقول: "على أية حال يجب أن نطرح موضوع الأخلاق الجنسية للبحث والدراسة. فلو أنّ عملاً لا يتأتى من إنجازه ضرر على الآخرين، فلا دليل لدينا لإدانة ارتكابه...".
وحول اعتراض آخر في جوابه لسؤال: "في اعتقادكم يجب إدانة عمل هتك البكارة ولكنكم لا تدينون الأعمال الاعتيادية المنافية للعفة فيما إذا كانت خالية من الأضرار؟" يقول: "نعم وهو كذالك إنّ إزالة البكارة هو اعتداء جسدي بين الأفراد، ولكن لو واجهتنا قضية منافية للعفة، عند ذلك يجب أن نلاحظ الظرف والنظر فيما إذا كانت هنالك أدلة لإظهار الاعتراض في هذا الوضع الحساس أم لا... "(3).
أما نحن فلسنا بصدد الدخول في بحث هل أنّ مشاعر مثل الحياء وغيرها، والتي تسمى اليوم بالضوابط الخلقية للعلاقات الجنسية، لها جذور في فطرة الإنسان وطبيعته أم لا، لأن هذا البحث يمتاز بسعة كبيرة، ونكتفي بالقول أنه لا يجب أن يرد هذا الوهم بأن العلوم قد توصلت إلى حد معرفة جذور هذه المسائل. وما قيل في هذا المجال لا يحسب إلا عدد من الفرضيات ومسائل لا تخرج عن حدود الحدس والتخمين. وحتى أصحاب هذه الفرضيات لا يمتلكون اتحاداً في الرأي بهذا الخصوص. إن "فرويد" مثلاً يرى أصل ظاهرة الشعور بالحياء شيئاً لا يراه "راسل" كما أن "ويل دورانت" يرى ذلك شيئاً آخر. ونتجنب نحن هنا الإطالة في سرد هذه الآراء. والسبب الرئيسي لميل هؤلاء الأفراد إلى الاعتقاد بأنّ هذه المشاعر هي ليست من الفطرة أو الطبيعة الإنسانية هو أنهم قصروا عن إيجاد التبرير الصحيح لتلك المشاعر.
ولنفترض نحن بأنْ ليس لهذه المشاعر أي سبب طبيعي، ونحاول كما هو في أي أمر مقرر آخر وعلى أساس مصلحة الفرد والمجتمع وسعادة البشرية أن نتخذ قرارنا في هذا الصدد. ولنرى ماذا يحدثنا العقل والمنطق في هذا المجال. وهل أنّ المنطق والعقل يقضيان بكسر كل القيود والحدود والممنوعات الاجتماعية وإزالتها من أجل توفير السلامة الكاملة للنفس الإنسانية ولإيصال المجتمع إلى حد من الرفاه والسعادة، أم لا يقضيان بذالك؟ إن المنطق والعقل يوجبان أن نحارب كل ألتقاليد والخرافات المبنية على أساس خبث العلاقة الجنسية وفي الوقت نفسه أن لا نفسح المجال لما يهيج غريزة الجنس أو يثيرها ويدفعها إلى التمرد باسم الحرية والتربية الحرة.
إن المناصرين للأخلاق الجنسية الجديدة يبنون نظرياتهم على ثلاثة أسس وهي:
1- حرية كل فرد محفوظة ما لم تخل بحرية الآخرين.
2- إنّ سعادة الإنسان رهينة بتربية استعداداته الذاتية، وحب الذات والأمراض الناجمة عنه لها علاقة باضطراب الغرائز عنده.
وسبب اضطراب الغرائز هو فرض التمييز بينها بحيث يصار إلى إرضاء بعضها وإشباعها ويترك بعضها الآخر ليعاني من الحرمان.
وبناء على هذا يلزم تربية كل الاستعدادات البشرية وتنميتها بصورة متساوية إذا أريد تحقيق حياة سعيدة للإنسان.
3- إن اندفاع البشر ورغبتهم في شيء يتناقص على أثر إقناع ذلك الاندفاع وإشباع تلك الرغبة. وبالعكس إذا منع الإنسان عن تحقيق رغبته يتضاعف حرصه ويكثر اندفاعه لتحقيق ذلك، فإذا أريد صرف الإنسان  عن الالتفات والانجذاب إلى الأمور الجنسية والأعراض الناتجة عنها يستوجب رفع كل القيود وإزالة كل الممنوعات في مجال الجنس عن طريقه وإعطائه الحرية الكاملة في هذا المجال، لأنّ الأخلاق الجنسية الخشنة هي منشأ كل شر وحقد وانتقام.
كانت تلك الأسس التي بنيت عليها الأخلاق والضوابط الجنسية الجديدة، وما علينا إلا أن نضع، بإذن الله، المواد المقترحة لهذا المذهب الجديد على طاولة البحث ليتسنى لنا دراسة الأسس الثلاثة المذكورة والتحقيق فيها بصورة كاملة.

 

 

الهوامش: 
1- كتاب " تاريخ تمدن" الجزء الأول ص 69.
2- كتاب "تاريخ التمدن"، الجزء الأول، ص 74.
3- كتاب "جهاني كه من ميشناسم"، ص 67 _ 68.


المصدر: مرتضى مطهري، الضوابط الخلقية للسلوك الجنسي من خلال نظرتي الإسلام والغرب. ط1، دار الرسول الأكرم(ص) للطباعة والنشر، بيروت لبنان، 1408 هـ- 1988م. 


 

22-01-2020 | 14-22 د | 485 قراءة
الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد

http://www.momahidat.org/pagedetails.php?pid=37
http://www.momahidat.org/pagedetails.php?pid=12
 
 

malafmoatamar




 
 
موقع ممهدات*** متخصص في دراسات المرأة والأسرة والطفل آخر تحديث: 2022-11-02

انت الزائر رقم: 12478016