تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
"علية السنديانة العامليّة.. تقديم راية الإمام الرضا عليه السلام للحاجة عفاف الحكيم تكريماً لها حفل توقيع كتب "علية السنديانة العامليّة"، "دار سكنة" و "ذات أحلام وسفر" حفل توقيع كتابي "دَار سُكنة"و"ذاتَ أحلامٍ وسَفَرَ" جديدنا "ذاتَ أحلامٍ وَسَفَر" "دار سُكنة.. [أيقونة جبشيت] سيرة والدة الشهيد القائد الشيخ راغب حرب" تقرير مشروع رداء النور بمناسبة ولادة الإمام الحسن (ع) رئيسة الجمعيات الحاجة عفاف الحكيم تشارك في "مؤتمر الدولي السيدات والقدس الشريف" الذي عُقد نهار الخميس بتاريخ 06 أيار 2021م بيان استنكاري من الجمعية النسائية للتكافل الاجتماعي بالتفجير الإرهابي الذي حصل في كابول في 6 أيار 2021 تقرير مشروع  "رداء النور" بمناسبة ولادة الإمام المهدي (عج) في منطقة حام، زبود، الجوبانية ورام..
بأقلامكم خدمة RSS صفحة البحث تواصل معنا الصفحة الرئيسة

 




 

 
فلاشات إخبارية
الضوابط الأخلاقية للسلوك الجنسي
الأخلاق الجنسية: [الغرب: بين قمع الغريزة والانفلات الجنسي]
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق طباعة الصفحة

الأخلاق الجنسية: [الغرب: بين قمع الغريزة والانفلات الجنسي]


وعدنا أن نتناول الأسس التي قامت عليها الأخلاق الجنسية بالتحليل والنقد.
ولكن يبدو قبل ذالك أنّ الأجدى أن نتطرق أولاً إلى النقد الذي وجهه أنصار المذهب الجديد إلى الأخلاق الجنسية القديمة وذكر المواد الجديدة التي اقترحوها في مجال إصلاح الأخلاق الجنسية.
وقد يرى البعض ممن لا يمتلكون معلومات كافية أن لا فائدة من طرح المواد المذكورة أعلاه، ولكننا نرى أنّ البحث في مثل هذه المسائل يمتاز بأهمية كبيرة، ليس لكونها جذبت نحوها أفكار الفلاسفة والمفكرين المشهورين، بل لأن هذه الأفكار هي في حالة تقدم ونمو بين طبقة الشباب. وكم من الشباب من لا تسعفه ذخيرته الفكرية لتناول هذه المسائل بالبحث المنطقي. ولا يستبعد أن يجذب بريق هذه الأفكار ولمعانها هؤلاء الشباب فيقعون فريسة الاعتقاد بأنّ هذه الأحاديث مطابقة للمنطق مائة بالمائة.
ومن الضروري أن نطلع القراء المحترمين إلى أين تسير الأفكار القادمة من الغرب في هذا المجال، هذه الأفكار التي ما زال شبابنا لم يتعرف إلا على ألف بائها وهم يتقبلونها أحياناً عن طيب خاطر لأنها تصل إليهم تحت عناوين خلابة "الحرية" و"العدالة" ويجب أن نعرفهم أين ينتهي مسير هذا الخط، وهل أن المجتمع البشري قادر على السير فيه وهل يمكنه الاستمرار في المسير؟ أم أن ذلك فوق طاقته وتحمّله؟ إن هذا الطريق لا يؤدي إلا إلى فناء البشرية وزوالها.
وهذا ما يدفعنا إلى التطرق ولو باختصار إلى هذه المسائل، وطبيعي إننا سنتناول تفاصيلها بالأطناب في مكان غير هذا.
يزعم دعاة إصلاح الأخلاق الجنسية أنّ الضوابط القديمة للسلوك الجنسي لها علل وأسباب ومنابع لا وجود لها في الوقت الحاضر، أو أنها في طريقها إلى الزوال. ويقول هؤلاء بما أنه لا أثر لفاعلية تلك العلل في هذا الوقت فلا دليل يلزمنا بالاستمرار في ذلك النظام الأخلاقي الذي لم يكن خالياً من الخشونة أحياناً.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ أسباب ظهور هذه الضوابط الخلقية كانت تيارات جاهلية ظالمة، ناقضت الحرية والعدالة والكيان الإنساني. فلذلك لو أخذنا مسألة الإنسانية والعدالة بنظر الاعتبار لكفانا عذراً لمحاربة هذه الأخلاق والضوابط.
إن هؤلاء يقولون بأنّ نشأة الأخلاق الجنسية القديمة كانت للأسباب التالية: تملك الرجل للمرأة، وجود الحسد عند الرجال، سعيهم للتأكّد من بنوة الجنين لهم، عقائد نشأت عن التنسك والرهبنة كانت تنادي بخبث العلاقة الجنسية الذاتي، شعور المرأة تجاه نفسها بأنها ملوثة بالخبث والنجاسة بسبب انطباعها الخاطئ عن عادتها الشهرية، واجتناب الرجال لها في هذه الفترة، معاناة المرأة على مر التاريخ من ظلم الرجل وبالتالي العوامل الاقتصادية التي كانت سبباً لاحتياج المرأة الدائم للرجل.
إنّ هذه العلل والأسباب وكما هو واضح منها إما أن تكون لها جذور في نزعة العدوان والظلم عند الرجل أو أنها تكون قد نبعت عن الخرافات والظروف المعاشة لذلك الوقت. أما الآن وحيث لا أثر لمسألة تملك الرجل للمرأة كما أن مسألة التأكد من بنوة الجنين قد تدخلت فيها العقاقير الطبية المانعة للحمل لما ظهر من تقدم في مجال الطب، وكذالك فلا حاجة للاستفادة من طرق العنف القديمة في الحصول على المرأة، كما أنّ اعتقادات التنسك والرهبنة هي في طريقها إلى الزوال، وأن المرأة لم تعد تحس بالنجاسة والخبث بسبب عادتها الشهرية لما اكتسبته من معلومات، وإفهام الناس بأن العمل الجنسي لم يعد أكثر من عمل بسيط تؤديه بعض الأعضاء، كما أنه لا أثر للعقوبات الصارمة التي كانت في السابق، ولا وجود أيضاً لتلك العوامل الاقتصادية التي كانت تجعل المرأة موجوداً دائم الاحتياج للرجل فقد حصلت على استقلاليتها من الناحية الاقتصادية، أضف إلى ذلك فإن الدولة وسعت أجهزتها وأصبحت المرأة تتمتع منها بحماية خاصة في أيام حملها ووضعها وبذلك تنتفي حاجتها إلى الرجل، وفي الحقيقة تشغل الدولة هنا محل الوالد.
كما ستجتث جذور الحسد بإعطاء التمرينات الأخلاقية وبتوفر كل هذه الوسائل لا تبقى لنا حاجة في الاستمرار بالتمسك بهذه الأخلاق القديمة.
هذه هي النقود والاعتراضات التي ترد على الأخلاق الجنسية القديمة، وهذه هي الأدلة التي توجب إجراء إصلاحات حتمية في هذا الجزء من الأخلاق الإنسانية.
والآن لنرى أية اقتراحات تقدم لإصلاح هذا النظام الأخلاقي، وبديهي أن كل الاقتراحات الإصلاحية تدور حول محور كسر القيود القديمة وإزالة الموانع والحدود القانونية السابقة.
وأول موضوع يثير الاهتمام هو حرية تمتع النساء والرجال بلذائذ العلاقات الجنسية أو بتعبير آخر حريتهم في ممارسة الحب. فهم يقولون بأن الرجل والمرأة بالإضافة إلى ضرورة نيلهم كل المتع الجنسية بحرية قبل الزواج، فإنّ الرابطة الزوجية يجب أن لا تصبح حائلاً دون هذه المتع بعد الزواج لأن الزواج فلسفته هي تأكيد الآباء من بنوة الجنين لهم بعد اختيارهم شريك الحياة بصورة قانونية وإنّ التقدم الذي حصل في مجال الطب جعل من اليسير حيازة هذا التأكد عن طريق الاستفادة من العقاقير الطبية المانعة للحمل. وعلى هذا الأساس فإنّ كلاً من المرأة والرجل يستطيعان بالإضافة إلى حيازة شريك الحياة القانوني أن تكون لديهما العديد من العشاق والخليلات، فالمرأة ليس عليها أثناء ممارستها العلاقات الجنسية مع عشاقها إلا استعمال العقار المانع للحمل لكي تحول دون تكون الجنين منهم، وإذا رغبت في الحصول على ولد لها يجب الاستفادة في ذلك من زوجها القانوني فقط.
ويقولون بأن الشيوع الجنسي يكون غير عملي من نقطة واحدة وهي أنه يفصم علاقة الولادة بين الآباء والأبناء. ولا يستطيع الإنسان الاستغناء عن هذه العلاقة، فكل أب يتوق لمعرفة ولده وكل ولد يرغب في أن يعرف والده الذي أنجبه.
ويزعمون بأنّ فلسفة الزواج واختيار شريك الحياة القانوني هي ما ذكر فقط وإنّ الجنس يجب أن لا يقيد بحدود أكثر من ذلك، وإن ضمان علاقة الولادة بما ذكر من وسائل يجب أن لا يكون سبباً لفرض قيود أكثر على العلاقات الجنسية. 
ويقول "برتراند راسل": "إن الموانع (موانع الحمل) جعلت من عملية الإنجاب شيئاً إرادياً خارجاً عن نتائج العلاقات البيولوجية التي لا يمكن تفادي حصولها (الإنجاب القسري للولد نتيجة المقاربة الجنسية) وبناء على الأدلة الاقتصادية التي شرحت في فصول سابقة فإن الأب لم يعد بذي أهمية كبيرة بالنسبة لتربية الأبناء وإعاشتهم، ولهذا فلا ضرورة تقتضي أن تختار المرأة الشخص الذي تحبه وتعشقه كأب لأبنائها.
وإن "أم" المستقبل يمكنها التنصل من هذا الالتزام دون أن يخل ذلك في شيء من سعادتها، وحتى الرجال فإنهم سيستطيعون اختيار أم لأبنائهم بطريقة أيسر وأبسط من ذلك. والذين يعتقدون مثلي بأنّ العلاقات الجنسية تكون أمراً اجتماعياً (قابلاً للتجدد) وذلك فقط عند مجيء طفل إلى الوجود، يجب على هؤلاء أن يخرجوا مثلي بهاتين النتيجتين: 
أولاً: إنّ ممارسة الحب بدون أطفال مباحة.
وثانياً: يجب أن تقيد مسألة الإنجاب بقوانين أكثر صرامة من تلك الموجودة في الوقت الحاضر(1).
أما "راسل" فيشرع في حل معضلة اجتماعية أخرى وذلك هي مشكلة سلامة الجنس البشري. ويقول لو أقيمت العلاقات الجنسية على هذا الأساس فإنّ المجتمع سيمنح حق الإنجاب فقط لنساء ورجال يمتلكون خصائص معينة من الناحيتين الشخصية والوراثية، كأن يمنح الحق لتلك المرأة التي تمتلك ملف للإنجاب من رجل له خصائص وراثية مفضلة فسيستفاد منها إما باستغلال بويضاتها أو للإنجاب، في حين أن رجالاً آخرين من الذين يستطيعون أن يكونوا عشاقاً جيدين سيحرمون من حق الأبوة(2).
بعد ذلك يحاول "راسل" أن يمنح لاقتراحاته وأقواله صفة أخلاقية أيضاً فيشرع بالوعظ والإرشاد وتقديم النصح، ولأنّه يعتقد بأنّ أحد جذور الأخلاق الجنسية القديمة هو (الحسد) لذلك فهو يوصي الرجال والنساء بنبذ الحسد فيقول: "صحيح أنني لا ألزم الزوجين في الطريقة التي أقترحها بالوفاء لبعضهما ولكنني أكلفهما عن ذلك عوضاً عن ذلك بعمل صعب ألا وهو محاولة كبت شعور الحسد لديهما. فالحياة الواعية لا يمكن أن توجد بدون ممارسة السيطرة على النفس، وعلى هذا المنوال يحسن بنا أن نحاول كبح واحد من المشاعر العنيفة المزعجة مثل الحسد وتنظيمه فلا ندع هذا الشعور أن يكون عائقاً للنمو العام لمشاعر الحب.
ليس خطأ الأخلاق القديمة في أنّها تبرر عملية كبت الغرائز والميول النفسية، بل إنّ الخطأ في تحديدها كيفية الاستفادة من هذه الغرائز والميول. (ويقصد "راسل" أنّ القدماء قد أوصوا بكبح جماح النفس، ويقول بأنّه يوصي بذلك أيضاً، ولكن القدماء قصدوا بعملية الكبح الحدّ من الغريزة الجنسية، ولكنّه يرى أنّ الحسد الذي اصطلحوا عليه بـ (الغيرة) يجب أن يزاح عن طريق الجنس. كما يرى بأنّ الرجال إذا شاهدوا نساءهم وهنّ يطارحنّ الغرام مع الغرباء يجب عليهم (القول لـ "راسل") بدل الإحساس بالضيق أن يضبطوا أنفسهم ويتجاهلوا الأمر ولا يتدخلوا لسلب راحة العشاق، بل عليهم أن يشكروا ذلك الغريب الذي أدخل البهجة والسرور في نفوس زوجاتهم المحبوبات(.
وفي مكان آخر يقول "راسل": "إنّ الإنجاب يجب أن يتمّ في حالة الزواج فقط، كما إنّ آثار الممارسات الجنسية الخارجة عن إطار الزواج يجب أن يحال دونها ويمنع وقوعها بأية وسيلة كانت، وإنّ على الأزواج إبداء التسامح مع عشاق زوجاتهم بقدر ما يبديه الشرقيون من تسامح تجاه غلمانهم المخصيين وإنّ المشكلة الرئيسة في هذا الطريق هي تلك الثقة القليلة التي تودع في وسائل منع الحمل من جهة ومسألة إخلاص النساء من جانب آخر (الخشية من حدوث الحمل لديهن من آخرين وإلصاقه بأزواجهن)، إلا أنّ هذه المشكلة تبدو في طريقها إلى الزوال بمرور الزمن".
لقدّ جاء الدور الآن لدراسة المبادئ الأساسية والأركان الأصلية لهذا النظام الأخلاقي الذي ذكرناه من قبل، دراسة دقيقة، ثم التوجه إلى شرح فلسفة الأخلاق الجنسية الإسلامية والتي تختلف عن الأخلاق الجنسية القديمة والحديثة عنّد الغربيين. والهدف من هذا العمل هو إثبات أنّ الرسالة الإسلامية وحدها لها صلاحية قيادة البشر ولإيضاح أنّ عمل الغرب في الفلسفة الاجتماعية قد أدّى إلى الهذيان والتخبط، وقد آن الأوان للغرب أن يتعلم فلسفة الحياة من الشرق كما كان في العصور السابقة مع ما يمتلك الغرب من تقدم في مجالات العلوم والصناعات في الوقت الحاضر.

 

الهوامش:
1-    كتاب "زناشوئي وأخلاق"، ص 122.
2-    المصدر نفسه، ص 123.


المصدر: مرتضى مطهري، الضوابط الخلقية للسلوك الجنسي من خلال نظرتي الإسلام والغرب. ط1، دار الرسول الأكرم(ص) للطباعة والنشر، بيروت لبنان، 1408 هـ- 1988م. 

22-01-2020 | 14-24 د | 514 قراءة
الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد

http://www.momahidat.org/pagedetails.php?pid=37
http://www.momahidat.org/pagedetails.php?pid=12
 
 

malafmoatamar




 
 
موقع ممهدات*** متخصص في دراسات المرأة والأسرة والطفل آخر تحديث: 2022-11-02

انت الزائر رقم: 12442457