مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

"إنها الحياة".. الطبيعة والألوان تحكي مسارات إنسانية..

"إنها الحياة .."، بهذا العنوان تمّ افتتاح معرض الفنانة الرسامة فتاة بحمد، في غاليري أورجوان في بئر حسن يوم الخميس، والذي يستمر حتى الخامس عشر من شهر أيار. تميز افتتاح معرض الفنانة بحمد بحضور عدد من النقاد في عالم الرسم، إذ زيل الفنان الناقد عمران القيسي، هذا المعرض بالقول: "معرض الفنانة فتاة بحمد يدعونا لأن نتوقف أمام كل عمل أنتجته هذه الفتاة الشابة، ذلك أنه يلامس أمرين أساسيين لدى المتلقي. الأمر الأول يتعلق بالخارج الذي دونته تشكيلياً على مسطح لوحتها..
إذ يأتي هذا الخارج صياغة ذوقية فائقة تشي إلى أناقة ولباقة الأصابع، مع وعي داخلي يدفع إلى اختيار الزاوية الأكثر تأثيراً على النفس. الأمر الثاني- إنها لوحة احترافية وغير خاضعة لمزاجية متقلبة. لذلك تبدأ الفنانة مسيرتها الفنية بالرسوخ.. ليس هناك أجمل من عمل فني ينتجه فنان يعر ماذا يريد أن يرسم ويختار وليس هناك أجمل من لوحة نستطيع أن نقرأ حضورها بوصفه امتيازنا الذوقي".
كثافة الألوان بين روح الحياة وكيمائية اللوحة:
الفنانة فتاة بحمد، وهي خريجة كلية الفنون في الجامعة اللبنانية، في العام 1994، كان الرسم بالنسبة لها مجرد هواية قبل الانتساب إلى الجامعة، ليتطور هذا الحس لديها ويصبح مهماً في حياتها، لدرجة أنه أصبح مهنتها وحرفيتها.
شاركت في معارض جماعية عديدة، وهذا المعرض الفردي الثاني لها. تصف فنها التشكيلي، في مقابلة مع موقع المنار الالكتروني، أنه ليس انطباعياً بالكامل بل هو يتداخل مع الأسلوب التعبيري، إلى جانب العمل على الضوء، فأتت لوحات زيتية وأكولاير بألوان متشابهة، فالزيت يشغل على القماش، والأكولاير يشغل على الورق..
أهم ما يلفت في معرض الفنانة بحمد التشكيلية أن موضوع لوحاتها واحد هو الطبيعة الخارجية، من شجر وجبال وزهور وأنهار..
وتبهرك في لوحاتها كثافة الألوان، تعلل ذلك بأنه تعبير ضارخ عن حيوية الحياة في الطبيعة ولتوصل إحساسها هذا إلى المتلقي.
أما صاحبة الغاليري "أرجوان" الناقدة التشكيلية ليلى كعوش، تصف أسلوب الفنانة بحمد بأن فيه نوع من العفوية والتلقائية في الرسم، وطبقات الألوان في اللوحات تدفع المتلقي إلى التعمق باللوحة ليدرك ماذا تقول له أو ماذا تنقل له من أحاسيس.
هل الفن التشيكيلي في لبنان يعد مصر رزق للفنان مثلما هو الحال في أوروبا؟.. ابتسمت الناقدة ليلى متأسفة على واقع الحال المأزوم اقتصاديا في بلدنا، حيث تراجعت القدرة على الشراء عن السنوات الماضية. هذا أولا، وثانيا، الفنان التشيكلي في أوروبا معزز من قبل الدولة، مثلا في هولندا، ينال راتبا شهريا، على أن يزود الدولة لوحتين أو أكثر على مدى عام، وتوضع لوحاته في المتاحف الوطنية. فأين نحن من هذا في لبنان؟!!..
لا يوافق الفنان والناقد التشيكلي فؤاد جوهر، على كلية الوصف للناقد كعوش لوحات بحمد، وهو كان أستاذها، ومعلمها في الجامعة. وهو إن كان قد مدح جمالية لوحاتها ووصفها بأنها تجريدية، ولكنه يرى أن بحمد تقدم نصاً غير مقروء، بفعل كثافة الألوان وتداخلها فيما بينها وضبابية الصور المرسومة، مما يصعذب على المتلقي العادي صعوبة قراءة الرسالة والإحساس الفني. وأيضاً من شأن هذا التداخل للألوان أن يصيب اللوحة بالأمراض فيقصر من عمرها وجودتها، وذلك لوجود العناصر الكيمائية في الألوان المختلفة تسبب هذا الضرر عندما تتداخل مع بعضها البعض بهذا الشكل. ولكنه في الختام أكد على موهبة تلميذته وأنها ما تزال في بداية الطريق ويتمنى لها التوفيق.

 
المصدر: موقع المنار 


 

التعليقات (0)

اترك تعليق