مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الحاجة أم غازي:

الحاجة أم غازي:"لن يتحقق حلم الاحتلال بأن نموت نحن الكبار وينسى الصغار، فحق العودة ثابت وراية تحملها الأجيال جيلاً بعد

في كل صباح تجلس الحاجة أم غازي، 70 عاماً وتجمع حولها أحفادها لتقص عليهم سيرة الدار وبستان البرتقال وقصص "الحاكورة"، وموسم الحصيدة وغيرها من القصص التي لا يأت ذكرها عبثاً، ولكن لحفرها في ذاكرة الصغار منذ الصغر حتى لا ينسوها.
ويُحيي الفلسطينيون في الخامس عشر من أيار/ مايو من كل عام، الذكرى السنوية لاغتصاب عصابات الاحتلال المدعومة من الدول الغربية أراضيهم عام 1948، وإقامة كيانهم عليها الذي حمل اسم "دولة إسرائيل"، فيما يحيي الاحتلال ما يسميه "يوم الاستقلال"، وهو اليوم الذي أنهت فيه القوات الإسرائيلية حربها ضد العرب بعد احتلال المدن الفلسطينية وتدمير القرى وإقامة دولتها على أنقاض المدن والقرى المُهجّرة.
وتستذكر الحاجة أم غازي اليوم في ذكرى النكبة أخبار الماضي العريق، قائلة: "إن هذه الذكرى تفتح جروحنا في كل عام بل في كل يوم، ومعها نستذكر ما حل بنا وبقرانا التي هجرنا منها، ولا زال هذا الشريط الأسود في حياتنا يمر في مخيلتنا كأنه حدث قريب، لكننا لم نعدم الحيلة يوماً في العودة إلى أرضنا وبيوتنا".
وتواصل حديثها لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية قائلة: "إن رئيسة الوزراء الصهيونية السابقة غولدا مائير، كانت تحدّث شعبها عن أفضل طريقة للتخلص من الفلسطينيين، فأوصتهم بأن "يقتلوا كبارهم فينسى صغارهم"، لكن خاب ظنها، وبقينا نذكر جدران بيوتنا ونشم رائحة البرتقال فيها حتى الآن، رغم أننا خرجنا منها صغاراً، وما زلنا نحتفظ بأوراق الطابو ومفاتيح بيوتنا ولم نفرط فيها أبداً، ولن يتحقق حلم الاحتلال بأن نموت نحن الكبار وينسى الصغار، فحق العودة ثابت وراية تحملها الأجيال جيلاً بعد آخر.
أما حفيدها عدي، 14 عاماً، فعبر عن أمله في العودة إلى أرض أجداده قائلاً: "إن حلم العودة سيبقى محفوراً في ذاكرتنا ولن ننسى هذا الحق مهما طالت السنين.
وقال: "صحيح أنني لم أرى بلدتي بربرة يوماً، لكن عشقها يتغلغل في قلوبنا يوماً بعد يوم، لما سمعناه من أجدادنا وآبائنا عنها، ولن ننساها على طول الزمن، وسنبقى نذكرها في كل حين ونرسم أشجارها على كراساتنا المدرسية ونكتب عنها على صفحات الكتب والمدونات وصفحات الانترنت حتى تعود لنا، ولن يضيع حق ووراءه مقاومة، فكيف إذا كان الذي يقاوم هو الشعب الفلسطيني؟؟
وتقول شيماء، 17 عاماً من "بلدة يبنا": "لا أحد يستطيع أن ينسى بلده الأصلي، ووجودنا في غزة سيبقى مؤقت، ونحن ضيوف فيها حتى موعد عودتنا الذي نراه أقرب من أي وقت مضى".
ولفتت شيماء إلى أن حلم العودة يراود الصغار والكبار، بل إن الصغار أصبحوا يستفسرون من آبائهم وأجدادهم ليقصوا عليهم قصص الهجرة من أراضيهم عام 1948، ويتعرفون على بلداتهم الأصلية من خلال البحث في الكتب والموسوعات، في مؤشر واضح على كذب مقولة الاحتلال بأن "الصغار سينسون".
لكنها أكدت بأن الحلم في العودة لن يتحقق إلا بوحدة الشعب الفلسطيني، والتفافه حول مقاومته الباسلة، الطريق الوحيد للعودة قي الوقت الذي فشلت فيه كل الخيارات الأخرى.

المصدر: وكالة فلسطين اليوم.

التعليقات (0)

اترك تعليق