مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

قصة

قصة "الحب الذي يكفي": من إصدارات مشروع التأريخ لدور المرأة في مقاومة الاحتلال الصهيوني

                        

الحب الذي يكفي:
إعداد: مركز دراسات المرأة والأسرة والطفل في جمعية الرابطة اللبنانية الثقافيّة (مشروع التأريخ لدور المرأة في مقاومة الاحتلال الصهيوني).
الكاتبة:
عبد القدوس الأمين
.
الناشر:
دار المحجة البيضاء.

الطبعة الأولى 1432هـ- 2011م
.
"الحب الذي يكفي"
، ومضات مشرقة من سيرة فضيلة، تهاجر بالقارئ إلى أرضٍ مقدسة، نساءها أشدُّ من الرجال حباً لها
، تقع في 111 صفحة.
هي هكذا كلما تذكرت الحسين (ع) توغلت حبّاً، علاقتها بالحسين متى بدأت؟
هي لا تدري، ربما منذ خلقت، كان اسمه نغماً في مسامعها... وظل حب الحسين ينمو، تكدّسه الأيام في القلب يوماً بعد يوم، ثمّ يمتد هذا الحب إلى كل من سلك درب الحسين (ع)، ومنهم شباب المقاومة... أحقّاً أفضت دروبها الصغيرة إلى درب الحسين؟

تأجج العشق في قلب فضيلة، باكراً، فدرجت صغيرة بانتظار صيفٍ يطير بها إلى قريتها محرونة،... استفاق عشقها الطري باكياً على رعب الاحتلال، والعشق يوجع حين يكون بلا جدوى، وحب القرى لظىً في القلوب، فأفاض الحب عطاءاً متدفقاً، عطاء مجاهدة على درب المقاومة، وعطاء زوجة وراء رجل عظيم، رجلٍ ما لبث أن أفلت من تلك اليد الحنون، فكان مجاهداً في أسره، وكانت مجاهدة في غيبته، فتمسكت بجنينها بيد، وبالإيمان بيد أخرى.
وكحركة الفصول يعود الصيف إلى فضيلة بإشراقة ثمرة حبّها وجواد، جميلة،... وينبت الريش على الجناح الحزين لفضيلة، فتطير بابنتها إلى ذلك السجن، الذي ما كفت عن الرحيل إليه، تقلّب فيه كل ذاكرتها مع ذلك الفارس المجاهد، الممتطي جواد الأسر والغربة.
وكالطيور المهاجرة، تقرع فضيلة طبول السفر نحو رحلة جديدة، مع الآلام، فتهاجر إلى خريفٍ مضنٍ من الأوجاع والمرض الذي أصاب سلوى الأيام الوحيدة، جميلة.
دبّين سجن العدو وسجن المرض، رحلات طويلة لفضيلة، تهرب من واقعها لذاكرتها ومن ذاكرتها إلى واقعها، حتى ضاق النفس بجميلة، فهربت هي الأخرى برحلة طويلة، إلى أحضان الأرض التي تربّت على حبها ودفعت لأجلها فاتورة غياب والدها.
... وترحل فضيلة مجدداً، وهذه المرة إلى المقبرة... رحلتها هذه، غير كل الرحلات، فرحلة الجهاد يحفّزها ألم النصر، ورحلة السجن يحفّزّها أمل التحرير، أمّا هذه الرحلة فقد بقيت دون محفز، لا عودة عنها، ولا أمل، إنّه  الدرب الذي كُتب على الجميع، لكنه كُتب على جميلة باكراً، وبقيت فضيلة في تلك الرحلة طويلاً كل يوم، انطلقت بصلاتها وصبرها، ترمق القبر بسلام من النافذة، ثمّ يضيق الصدر فتلجأ إليها، فلم يعد السلام يجدي من بعيد، تضم بياض القبر، تمسح غباره بدموعها، ولا تدري، أتبكي فرحاً أم حزناً، فلقد تحقق الوعد، بحرية جواد ولا تدري كيف تستقبله بدون وديعته، وقد انتظرت طويلاً هذا اليوم، انتظرت أن يحضنها معاً... وأشرقت شمس فضيلة من جديد بتحرير جواد، مكسوفة وراء قمرٍ خبا قبل أوانه.

"الحب الذي يكفي" من إصدارات مشروع التأريخ لدور المرأة في مقاومة الاحتلال الصهيوني- جمعية الرابطة اللبنانية الثقافية، وضمن سلسلة المرأة المقاومة.


العنوان: بيروت- حارة حريك- خلف حوزة الرسول الأكرم(ص)- مبنى الجمعيات.
تلفاكس: 01/453995
Email: momahidat-lb@hotmail.com

التعليقات (0)

اترك تعليق