مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

المثلجات

المثلجات: فوائد ومحاذير

تاريخ المثلجات:
المعتقد أن المثلجات من ابتكار الصينيين، وعنهم نقلها الهنود، ثم الفرس ثم العرب، وبهذا عرفنا طريقة مزج الثلج الطبيعي بالفواكه أو الزهور أو العطور.

وفي فرنسا عرفت المثلجات أول مرة بمناسبة عرس "هنري الثاني"، فيقال أن العروس عندما جاءت من ايطاليا كان يرافقها جيش من الطباخين والكيميائيين، إذ كانت هاتان الحرفتان متشابهتان، فاستطاعوا إحداث نهضة في فن الطهو، وكانت من جملة مستحدثاتهم بالنسبة لفرنسا اختتام الوجبات الملكية بالمثلجات.
أما في أيامنا هذه، فقد باتت للمثلجات مكانة مرموقة بين ما يتناوله الناس صيفاً. لا سيما بعد انتشار البرادات المنزلية.
فوائد المثلجات:
أما فوائد المثلجات فتختلف باختلاف المواد الأولية الداخلة في تركيبها وما إذا كانت مصنوعة من الحليب أو الفاكهة أو الشوكولاته، ففي هذه الحالة تحتوي المثلجات على نفس الفوائد الغذائية التي تحتوي عليها موادها الأولية.
فالبوظة التي تصنع من الحليب، تحتوي على النسب التالية من المركبات الغذائية 20,5% مواد سكرية وكربوهيدرونية، 5% مواد بروتينية، 10 مواد دهنية، كما تحتوي على الكلس.
ونظراً لخاصية الثلج كمسبب لشيء من التخدير في أغشية الفم، فإن الأطباء يوصون مرضاهم الذين أجريت لهم جراحات في الفم بتناولها كما يصفونها للأطفال المصابين بالسعال الديكي لأن التجربة أثبتت أن المثلجات تكاد تكون هي الغذاء الوحيد القادر على الاستقرار في المعدة خلال نوبات السعال العنيفة، كما توصف لمن أجريت لهم عملية استئصال اللوزتين، كمغذ ومسكن للألم.
على أن من الضروري التنبه إلى أن المثلجات سريعة التلوث بجراثيم التفوئيد والديزانتزيا. ولذا يجب التنبه من نظافتها التامة قبل تناولها.
وإذا أخذت المثلجات باعتدال بعد الطعام، كانت عاملاً فعّالاً في المساعدة على الهضم، شريطة أن تؤخذ ببطء. لأن مفعولها كمفعول المواد المغلية التي تحرّض جدران المعدة على الإفراز والعمل.
أما إذا أخذت المثلجات بسرعة، فإنها تصيب أعصاب المعدة بالكسل أو الفالج المؤقت،  يسبب توقف المعدة عن العمل وإصابتها بالتقلص مما ينجم عنه سوء الهضم، وهذا هو السبب فيما يعرف بأن تناول قطعة صغيرة من الثلج يحول دون استمرار التقيؤ.
ويجب أن نتحاشى تناول المثلجات قبل الطعام، أو عقب سير طويل تحت أشعة الشمس لأن ردة الفعل إذ ذاك تكون قوية، وتؤثر على غشاء المعدة وتجعله مهيأً للإصابة بالالتهاب أو التقرح، كما قد تبدو ردة الفعل بالإغماء أو الدوخة بسبب حدوث احتقان شديد في المعدة على حساب الدماغ الذي يصاب عندها بفقر في الدم.
ولا ننسى ما في البوظة من سعرات حرارية للمهتمين بتنقيص وزنهم.

المصدر: القبّاني، صبري. الغذاء لا الدواء. ط33، دار العلم للملايين، لبنان- بيروت.


 

التعليقات (0)

اترك تعليق