مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

مؤتمر أدب الأطفال: الكتاب الأجنبي يطغى على العربي

مؤتمر أدب الأطفال: الكتاب الأجنبي يطغى على العربي

يمكن القول إنه في السنوات الأخيرة، باتت كتب الأطفال المكتوبة باللغة العربية تنافس تلك الأجنبية. وقد ترفعها الأيادي الصغيرة عن الرفوف بعد انجذاب العين إلى رسومها وألوانها الزاهية التي تعززها طباعة "تحترم" القارئ الصغير، فيفضّلها على الكتب الأجنبية.
لا توجد دراسات تترجم واقع سوق كتب الأطفال العربية، سواء في لبنان أو في الدول العربية الأخرى. لكنّه قطاع آخذ بالتطور، كما تفيد الأستاذة المحاضرة في كلية التربية في "الجامعة اللبنانية"، وعضو "تجمّع باحثات" الدكتورة فاديا حطيط. وهي تحدّد عواقب تقف أمام سرعة تطوره تبدأ بالإمكانيات، التي تتمتع بها كتب الأطفال الأجنبية بالمقارنة مع العربية منها، وتنتهي عند المجتمع العربي المأخوذ بكل ما هو أجنبي. وتعني بذلك الأهل وإدارات المدارس. مع ذلك ترى حطيط أن أدب الأطفال العربي تطور في الشكل بطريقة أسرع مما تطوّر في المضمون، خصوصاً أنه "من الصعب أن نبدع نصوصاً لا علاقة لها بما أنجز في مجال أدب الأطفال، أو أن نتطرّق فيها إلى خصوصيات عربية بحتة في ظلّ التشابه والتشابك الحضاري الحاصل".
ولأنه قطاع آخذ بالتطور وقد بات له أربابه، من كتّاب ورسّامين ودور للنشر متخصصة، أراد "تجمّع باحثات" دراسة واقعه، فيطلّ عليه، هذه المرة، من باب السياسة من خلال مؤتمره الدوري الذي يقيمه في مبنى "الجامعة اللبنانية" في الحدث.
هكذا سيبحث نحو ستة عشر اختصاصيا من لبنان ودول عربية وأجنبية، في مجالات الرسم والكتابة والبحث والنشر للأطفال موضوع "السياسة في أدب الأطفال". والهدف تبادل الخبرات في هذا الشأن، خصوصاً أن "الأبحاث برهنت أن كتب الأطفال في العالم الغربي يتم توظيفها للتوعية السياسية والمواطنية العامة، بينما ينظر إلى كتب الأطفال المكتوبة بالعربية على أنها وسيلة للهو"، كما تلفت الكاتبة والناشرة رانيا زغير، وهي تؤكد أن المؤتمر يؤسس لحراك في المجال، وسيصدر عنه كتاب مرجعي يضاف إلى الكتاب الصادر عن المؤتمر في نسخته الأولى، ليشكلا أساساً علمياً وبحثياً للرسامين، والكتاب، والناشرين اللبنانيين والعرب، في ظلّ غياب كليات أدبية خاصة بأدب الأطفال، واقتصار التعليم الأكاديمي على بعض المقررات.
ولا ترى حطيط وزغير، وهما من منظمي المؤتمر، أنه من المبكر مناقشة السياسة في أدب الأطفال العربي عموماً واللبناني خصوصاً، وتعتبران أن الكتاب لا بدّ أن يؤثر في قارئه، من هنا أهمية طرح مواضيع كالسلطة والحرية واحترام القوانين واحترام الآخر، ومسألة الديمقراطية وحلّ النزاعات في بلد يعاني دائماً من الصراعات. وتعوّل حطيط على التجارب الأجنبية التي لا شك أنها تختلف عن تلك العربية واللبنانية.
من خلال عملية تبادل الخبرات سيحاول الباحثون من خلال مؤتمر "قصتنا قصة: السياسة في أدب الأطفال" الإجابة على أسئلة كثيرة ما زالت مطروحة في المجال ومنها: كيف يمكن تقييم تجربة أدب الأطفال في لبنان والدول العربية اليوم؟ أين يقع في مسيرة الكتابة للأطفال عالمياً؟ هل ثمة عقبات أو موانع تحول دون تقدّمه وانتشاره؟ ما هي القضايا التي ما زالت تشكل محرّمات بالنسبة للتأليف والرسم؟ وما هي جوانب الفرادة والأصالة والخصوصية في تجربة كتاب الطفل العربي؟
كما سيدرس الباحثون مدى تأثير الكتاب الأجنبي على الكتاب العربي، وأهمية المحافظة على الخصوصية، وسيُخصص رسامي المجال بجلسات تلقي الضوء على هويتهم المهنية وعدم تأسيسهم لنقابات أو جمعيات مهنية، كما على الأطر الحقوقية التي يجب أن تحترم في عملهم، وبالتالي كيفية المحافظة على ملكيتهم الفكرية.


المصدر: جريدة السفير.
 

التعليقات (0)

اترك تعليق