مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

السيد نصر الله: الإساءة للرسول(ص) والإسلام يتطلب وقفة على مستوى الأمة

السيد نصر الله: الإساءة للرسول(ص) والإسلام يتطلب وقفة على مستوى الأمة

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الفيلم المسيء للرسول(ص) وللإسلام هو أخطر من كل الإساءات السابقة التي تعرضت للإسلام وللقرآن وللرسول(ص) والتي تمثلت في حرق نسخ من القرآن أو في رسوم كاركاتورية للرسول(ص) أو حتى في كتاب "الآيات الشيطانية".
ولفت السيد نصر الله في حديث متلفز على شاشة قناة "المنار" مساء الأحد تناول خلاله التطورات الأخيرة المتمثلة بالإساءة للرسول(ص) وما تبعه من ردود فعل على مستوى العالم كله إلى أن "هذا الفيلم المسيء للرسول(ص) في المضمون والشكل هو الأخطر بين كل الإساءات السابقة لأنه متاح لجميع الناس الإطلاع عليه وهو يشكل حدثاً خطيراً جداً في الحرب على الإسلام والرسول(ص)"، وأكد أن "ما حصل يتطلب وقفة من الأمة لأنه يمس أعظم ما ننتمي إليه بعد الله وهو الرسول(ص)"، معتبرا أن "ما حصل أخطر من إحراق المسجد الأقصى في الماضي لأنه وقتها تحركت الدول الإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي"، مؤكداً أن "الامة التي تسكت عن الإساءة لنبيها بحجم هذه الإساءة تعطي إشارة للإسرائيليين بأنكم يمكنكم أن تهدموا المسجد الأقصى"، مشدداً على أن "الدفاع عن الرسول هو دفاع عن كل المقدسات وهو دفاع عن كل الديانات السماوية وكل الأنبياء(ع)".
وأشار السيد نصر الله إلى أن "أحد الأهداف الخطيرة لهذا الفيلم (ولكل أشكال العدوان التي تمارس بين الحين والآخر) هو إيقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين"، وأوضح أن "أياً كان من يقف وراء هذه الأشكال من العدوان نجد دائما أنه يجب أن يكون هناك إما مسلما مرتداً أو أحد رجال الدين المسيحيين"، وتابع  "السؤال الذي يجب أن يطرح هنا هو لماذا يتم الدفع برجال دين أو جمعيات مسيحية للإظهار أنها تسيء إلى المقدسات الإسلامية؟"، ونبه إن "من يقف وراء هذه الاساءات يخطط أن المسلمين عندما يشاهدون ما يتعرض له رسولهم(ص) أو مقدساتهم فهم سيقومون للانتقام لمقدساتهم ولرسولهم وبالطبع هم سيردون ضد المسيحيين باعتبار أن من يقف في العلن هو مسيحي"، وأضاف إن "من يخطط بهذه الطريقة هدفه إراحة الحركة الصهيوينة والعدو الصهيوني".
وفيما نوه السيد نصر الله "بمبادرة رجال الدين المسيحيين بإدانة هذا الفيلم مما كان له الأثر الكبير في سحب فتيل الفتنة"، قال "نسجل إنه بطريقة تعاطي القيادات الروحية الإسلامية والمسيحية فإن الغضب الشعبي الإسلامي والمسيحي انصب على من يقف وراء هذه الأعمال من الإدارة الأميركية والصهيونية وليس على الطرف الآخر سواء كان إسلامي أم مسيحي"، وشدد  على أن "من يجب محاسبته ومقاطعته هو من يقف وراء هذا الفيلم ويحمي من أنتجوه وفي طليعة هؤلاء الإدارة الأميركية"، لافتا إلى أن "الخط الأول الذي يجب التشديد عليه هو إفشال الفتنة التي يهدف إليها من يقف وراء هذه الأعمال".
وقال السيد نصر الله إن "إنتاج هذا الفيلم حصل في الولايات المتحدة الأميركية وهنا العالم الإسلامي يطالب الإدارة الأميركية بالحد الأدنى أن يتم وقف بث هذا الفيلم على شبكة الأنترنت ومنع نشره كاملا في وقت لاحق كما يهدد من أنتجه وبمحاسبة ومعاقبة هؤلاء الذين اعتدوا على كرامة وعرض مليار ونصف إنسان في هذا العالم من خلال التطاول على مقدساتهم"، وتابع إن "الإدارة الأميركية تؤكد أنها لن تفعل شيئا انطلاقا من المعزوفة التي نعرفها وهي الحريات، والحفاظ على الحريات، وهي بذلك تقدم نموذجا حيا على نفاقها وكذبها على الشعوب والأمم".
وإذ أشار السيد نصر الله إلى "وجود الكثير من الشواهد الأميركية لمعاقبة أشخاص وجمعيات ودول فقط لأنهم يأخذون مواقف من الحركة الصهيونية أو مواقف مما يسمى المحرقة أو مواقف تشكك بها فقط"، سأل "ألا يدخل هذا في حرية الرأي؟"، وأضاف "ألا يستحق المسلمون بما لهم من حضور وتأثير في العالم أن يصدر قانون مشابه لذلك الذي أصدرته الإدارة الأميركية لمنع التعرض للأفكار الصهيونية أو حتى التشكيك فيها؟".
وشدد السيد نصر الله على أن "الأمر الأهم اليوم هو العمل لمنع تكرار هذا العدوان على المقدسات في المستقبل"، ولفت إلى أنه "في الماضي حصل احتجاجات على كتاب (آيات شيطانية) وكانت أكبر من الاحتجاجات التي تحصل اليوم وقد أصدر يومها الإمام الخميني فتوى بإعدام مؤلف الكتاب وهذا ساهم إلى حد كبير بمحاصرة الكاتب والمحلات التي تبيع هذا الكتاب"، داعيا "للعمل للإيصاد باب الاعتداء من جديد على المقدسات"، مطالبا "بالعمل لإصدار قرار دولي ملزم يجرم الإساءة إلى الأديان السماوية بالحد الأدنى وهذا أمر متاح".
ورأى السيد نصر الله أنه "يجب العمل على غير المستوى الدولي فكما أصدر الكونغرس الأميركي قانون ما يسمى معاداة السامية يمكن للكونغرس أن يصدر قانونا لتجريم الإساءة للأديان السماوية"، وأشار إلى أن "الجاليات والجمعيات الإسلامية عليها واجب ديني وأخلاقي ومسؤولية تاريخية كبيرة جداً فهي تستطيع أن تلعب دوراً كبيراً وضاغطا للحصول على التزامات بإصدار قانون من هذا النوع أو الحصول على التزامات من الأحزاب الأميركية وهم على باب الانتخابات الرئاسية الأميركية"، وأضاف إن "الدول التي تعتبر نفسها صديقة لأميركا يمكن أن تلعب دورا في هذا المجال وكذلك البرلمانات في العالم وخصوصا في أوروبا تستطيع أن تصدر مثل هذه القوانين".
وأكد السيد نصر الله إن "ما يحصل اليوم يستحق دعوة طارئة لمنظمة المؤتمر الإسلامي لأن نبيكم هو الذي يعتدى عليه ودينكم الذي يعتدى عليه"، وتابع "لو أن هذا الفيلم تناول ملكا أو أميراً من ملوك العرب والمسلمين أو رئيسا من هؤلاء لوجدتم غضبة لدى هذا الرئيس أو ذاك مختلفة عما هو اليوم عندما تعرض الرسول(ص) للإساءة"، وأوضح إنه "لا يكفي أن نعبر عن غضبنا بالتظاهر أمام السفارات الأميركية هنا وهناك بل يجب على الشعوب الإسلامية أن تضغط على دولها لتضغط بدورها على الإدارة الأميركية بضرورة أن يُحترم نبينا وديننا"، مضيفا "نحن أمة تملك الكثير من الإمكانات ويجب أن نُفهم العالم أن هذه الأمة لن تسكت عن الإساءة لنبيها".
وحول دور لبنان فيما يجري في العالم، قال السيد نصر الله "قدمنا في لبنان نموذجا على الوحدة ومنع الفتنة"، واعتبر أن "لبنان هذا بلد التعايش الإسلامي المسيحي يمكنه ن يلعب دورا خاصا في إطار ما حصل"، وتابع "هنا أوجه ندائي للجميع في لبنان أن وطننا يمكنه أن يلعب دور الرسالة في هذا المجال وأن يلعب دوراً أكبر من حجمه في مسألة حماية الأديان"، وأضاف "كما أناشد الحكومة العراقية (بصفة أن العراق يترأس جامعة الدول العربية) بدعوة مجلس الجامعة العربية لجلسة طارئة".
وحول مواصلة الاحتجاجات الشعبية عما جرى، لفت السيد نصر الله إلى أنه "يجب أن تستمر هذه الاحتجاجات ويجب أن تستمر المطالبات لوقف بث مقاطع الفيلم على الأنترنت ولمحاسبة المسؤولين عن هذا الفيلم"، وأشار إلى أنه "يمكن لوسائل الإعلام والأحزاب في العالم الإسلامي أن تلعب دورا في مسألة تجريم الإساءة للأديان السماوية في العالم"، منبها إن "أصدقاء أميركا في العالم سيعملون في المرحلة المقبلة لتبريد ردود الفعل حول ما حصل والعمل لكي تنسى الشعوب الإسلامية كل ما حصل".
وحول التظاهرة التي ينظمها حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، أشار السيد نصر الله إلى أن "هذه التظاهرة هي فقط للأهالي في منطقة بيروت والضاحية وأن هناك تحركات ومسيرات سيتم الإعلان عنها في كل المناطق اللبنانية في وقت لاحق"، وأوضح "نحن أخّرنا التظاهر بسبب الأيام الاستثنائية التي كانت تشهد زيارة البابا إلى لبنان وخشية من أن يتم استغلالها لأهداف أخرى"، وأضاف " تحركنا غدا في الضاحية لا يجب أن يكون كافيا بل يجب أن يستمر تحركنا بصورة دائمة كي يشاهد العالم وأن تفهم الحكومات والبرلمانات أن مصالحها في دولنا تحترم بقدر احترامها لمقدساتنا"، مشددا على "ضرورة أن يكون النداء غدا خلال مسيرة الوفاء للرسول(ص) في الضاحية مجلجلا وقويا أن لبيك يا رسول الله".
 


المصدر: قناة المنار 

التعليقات (0)

اترك تعليق