مقابلة حول مركز التكافل الخيري
مقابلة مع مسؤولة مركز التكافل الخيري الأخت "زينب موسى" حول مركز التكافل.
1- ما هو مركز التكافل الخيري؟
مركز التكافل الخيري هو مركز تابع للجمعية النسائية للتكافل الاجتماعي، يُعنَى بمساعدة العوائل المحتاجة والأيتام والمساكين والمسنين وفاقدي المعيل.
2- متى تأسس المركز؟ ومن صاحب الفكرة؟
في العام 2006 كانت البداية، بإرشاد من الحاجة "عفاف الحكيم" رئيسة الجمعية النسائية للتكافل الاجتماعي، وتفاعل الخيريين مع الفكرة وقد افتتح بتاريخ 31 / آذار / 2006 برعاية وحضور وزير العمل يومذاك د. طراد حمادة وبحضور جمع من الشخصيات والفعاليات النسائية، ولكنه دُمّر في حرب تموز من العام نفسه، إلا أننا أعدنا النهوض مباشرة، حيث زاولنا نشاطنا على الحطام، إلى أن انتقلنا إلى المركز الحالي، على أن نستقر إن شاء الله في مركز ممهدات الذي يصار على إنشائه هذه الأيام. ونحن نعتبر أن من واجبنا مساعدة الناس والنهوض بهذا المركز.
3- ما معنى التكافل، وإلى أي مدى شجع عليه الإسلام؟
إذا أردنا أن نفسر مصطلح التكافل لاحتجنا إلى كتب وقواميس، ولكنه باختصار يقوم عبر فتح جسور المودة والتكافل بين الموسورين والمحتاجين من أجل "مد يد العون لمساعدة كل شخص يتيم وفقير ومسكين ومحتاج"، والإسلام شجّع على مبدأ التكافل بالكثير من الأحاديث والروايات، ولعل أبرزها ما جاء على لسان النبي (ص): "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جوعان" "أنا وكافل اليتيم في الجنة".
4- ما هي طبيعة المساعدات التي يقدمها المركز؟
تكون المساعدات بحسب حاجة العائلة، فأحياناً تكون المساعدة عينية وأحيانا مادية أو صحية، أو ربما إرشادية، أو زيارة أو تفقد، وأحياناً بكلمة، فالمساعدة تكون بحسب الحاجة، وليست واحدة للجميع.
5- من هم المستفيدين من خدمات المركز؟
إن المستفيدين من الخدمات هم بالدرجة الأولى من المساكين، والمسنين وفاقدي المعيل من الأيتام والفقراء والمحتاجين، وأشدّد بين مزدوجين على "المسنّين"، فقليلاً ما يتم الالتفات إليهم في مجتمعنا، فيمكن أن لا يكونوا بحاجة إلى طعام أو ما شابه، بل ربما إلى إرشاد أو حضن يجلب لهم الدفء، أو إلى أذن تستمع لهم، فالمسن بطبيعته يحب أن يتحدث ويشكي ويخبر عمّا حصل معه في سني حياته.
6- من يحدد العوائل المحتاجة؟
هناك فريق يعمل على الأرض، يقوم بتعبئة الاستمارات، وزيارة منازل المحتاجين، ومن ثمّ يتم التأكد من صحة المعلومات بواسطة فريق مختص وهو الذي يحدّد طبيعة المساعدة التي تحتاجها العائلة.
7- ما هي النشاطات التي يقوم بها المركز؟ وكيف يتم سير العمل وفق هذه النشاطات؟
إن المركز ومنذ تأسيسه، كان يستقبل كل ما تجود به البيوت، من إطعام وكسوة، كسوة العيد وأثاث وحصص تموين، أو حتى أي من الأغراض الجيّدة التي يتم الاستغناء عنها في المنزل، وبذلك تستطيع العائلات الميسورة وغير الميسورة أن تقدم المساعدة، ويصار إلى بيع هذه الحاجيات في المركز، ويقدّم ريعها إلى الفقراء. وأحياناً تعطى الأثاث مباشرة بعد أن يتمّ تقسيم العوائل بحسب الحاجة.
يتفعّل النشاط في المركز كل يوم خميس وجمعة، وتكون العيل مقسمة إلى فئتين، أ و ب، فئة "أ" تعنى بالمساكين لأنهم الأكثر حاجة، المساكين الذين لا يملكون قوت يومهم، واليوم الثاني هو للأيتام والفقراء. والبرنامج المتّبع يبدأ عند وصول "بيك آب" صباحاً إلى المركز، محمل بالخضار واللحوم إذا أمكن، ومن ثم تقوم بعض المتطوعات من العوائل بتفريغ الحمولة داخل المركز، وتوزيعها بشكل حصص داخل الأكياس بطريقة عادلة.. وبعد التوضيب، يبدأ التحضير للدرس الثقافي الديني الاجتماعي، فميزة المركز عندنا أنه يقوم بهداية وإرشاد ورفع مستوى المحتاجين. وبعد الدرس الثقافي مباشرة يتم توزيع الحصص الغذائية، من خضار ولحوم، إضافة إلى الدجاج والسمك والخبز، وتجدر الإشارة أننا لا نعطي حصة غذائية بدون حصّة ثقافية.
وهناك أيضاً نشاط خارج المركز، وهو كفالة بعض العوائل بمبالغ مالية شهرياً، كما ونقدّم الهدايا في المناسبات والأعياد، ونعود المرضى ونساعدهم، أو في أية ظروف خاصة تختص بالعوائل. ويقوم المركز أيضاً بزيارات دينية وسياحية وترفيهية لعوائله.
8- ما هو الدرس الثقافي؟ وإلى أي مدى يترك تأثيره على العوائل؟
الدرس الثقافي عبارة عن درس ديني اجتماعي ثقافي، من وحي الحياة اليومية، يتطرق للمشاكل، والعلاقات مع الأمهات والأولاد، الجد والجدة إلخ، وكما ذَكَرْتُ فإن برنامج المركز يحتوي على حصة ثقافية تسبق الحصة الغذائية، وأثبتت الأيام أن معظم العوائل يتمتعون بالدرس الثقافي أكثر من أي شيء آخر. فهم يستمعون بشغف إلى المُحاضِرة الفاضلة الحاجة "كوثر عمرو" وهي تعطيهم الدروس وتطلعهم على شتى نواحي الدين والحياة.
إن العوائل ينتظرون الدرس الثقافي من أسبوع لآخر بفارغ الصبر، فهناك شريحة كبيرة تستفيد من الدرس، وتظهر استفادتهم عند أخذهم العبر وتحسن علاقاتهم مع الآخرين.
في يومٍ تغيّبت المُحاضِرة بداعي السفر، تضايقت الحاضرات وبدا على وجوههنّ بعض الحزن لعدم تمكنهمنّ من الاستفادة وتحصيلهنّ معلومات جديدة في ذلك اليوم.
9- هل باب التطوع مفتوح للجميع؟ وما هي الآلية التي يعتمدها المركز مع المتطوعين؟
نحن نستقبل أي فتاة تحب أن تتقدم بالتطوع وتحب أن تشاركنا في عملنا، بأي وقت تشاء. وأما بالنسبة للآلية، فيمكن أن يتطوع الفرد في مجال تعبئة الاستمارات، أو مثلاً بجلب تمويل للمركز، أو ربما بزيارة العوائل، أو بالمتابعة الميدانية لشؤون أخرى مرتبطة بالعوائل، أو توزيع "القجة" مثلاً أو تجميع محتواها شهرياً، إلخ. بالمحصلة ما يهم هو أن يكون المتطوع يتمتع بحس المسؤولية.
10- كونك المعنية المباشرة عن مركز التكافل، كيف تصفين المركز؟
أصف مركز التكافل على أنه منزل، وباب هذا المنزل مفتوح يستقبل الجميع، وبحسب إمكاناتنا نعطي المحتاجين والسائلين، ونحاول قدر الإمكان تلبية طلبات الجميع.
11- منذ متى وأنت تعملين في مركز التكافل الخيري؟
ابتداءً من اليوم الأول وأنا أعمل في المركز، فقد كان عدد العوائل لا يزيد عن اثني عشر عائلة، والحمد لله وصل الآن لمائتي عائلة.
12- ماذا أضاف لك العمل في المركز؟
في كثير من الأحيان، عندما أتغيّب عن المركز، أشعر أنه قد نقص مني شيء، والعكس صحيح، فعندما أعود إلى المنزل بعد يوم عملٍ منهكٍ وشاق، أذكر ماذا فعلت طوال النهار فأشعر بالراحة.
لقد أضاف لي المركز حب وعشق المساعدة، فمثل هذا النوع من الأعمال يُؤثّر في النفسية والشخصية، ويُحدث تغييراً إيجابياً.
13- أخبرينا عن قصة أو حادثة حصلت في المركز أو مع العوائل، وتركت فيك أثراً بارزاً.
هناك امرأة مسنّة تركت فيّ بالغ الأثر، جاءت يوماً إلى المركز، وعلِمتُ بأنها فقدت ابنها منذ فترة قصيرة، وفجعها هذا الفقد، فلم يستطع أحد أن يخفف عنها، فأخذت على عاتقي عملية مواساتها، وأعلمتها بأنني فقدت أمي وأخي وبأنني أيضاً أُفجِعتُ ولكن الحياة يجب أن تستمر، فأخذَتْ رقمي لتكلمني كلما أحست بالألم، وقررت أن أقص عليها قصة مضحكة أو طرفة، كي أخفّف عنها.
بشكل عام إن كل إنسان متعب أو محتاج أو مسكين زارني في المركز، قد ترك فيّ أثراً.
14- كيف تحصلون على التمويل للمركز؟
بالاتكال على الله والأيادي البيضاء.
15- كيف يمكن تقديم المساعدات والتواصل مع المركز؟
يوجد رقم هاتف الجمعية، والمركز مفتوح على مدار العام كل يومَي خميس وجمعة. ونحن نستقبل جميع أنواع المساعدات.
لا بد من الإشارة إلى أننا نستقبل فدو ونذورات وعقيقة...
اترك تعليق