مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كلمة الحاجة عفاف الحكيم بمناسبة افتتاح مبنى الجمعيات

كلمة الحاجة عفاف الحكيم بمناسبة افتتاح مبنى الجمعيات

بسم الله الرحمن الرحيم ...
بداية أرحب بالحضور الكريم. من الأخوات والأخوة الأعزاء.. لاسيما راعي الافتتاح سماحة رئيس المجلس السياسي في حزب الله  السيد إبراهيم أمين السيد حفظه الله وسعادة سفير الجمهورية الإسلامية الدكتور غضنفر ركن آبادي وسائر العلماء الأفاضل والأخوة المسؤولين... رافعة التهنئة للجميع بعيديّ الأضحى والغدير الأغر..
وبعد.. فإنّ افتتاح مبنى الجمعيات في هذه الأيام يعيدنا لصفحتين متلازمتين، صفحة الصمود والثبات الأسطوري لأبطالنا وأهلنا في عدوان تموز/2006، تلك الصفحة التي تكللت بنصر إلهي عزّ نظيره في تاريخ الشعوب، وصفحة الدمار الهمجي الذي خلفته الغطرسة الصهيونية، والذي طال بحقده البشر والحجر في مناطقنا وضاحيتنا الأبية، وكان من بينها مؤسساتنا الثلاث:
- الجمعية النسائية للتكافل الاجتماعي.
- جمعية الأمومة والطفولة.
- جمعية الرابطة اللبنانية الثقافية.
والتي عملنا على تأسيسها في العام1992 كنتيجة لما عايشته في عملي التدريسي من لهفة الطالبات في ثانوية برج البراجنة للالتزام الديني، والحماس العملي، ولذا قررت حينها أن تكون ثلاث لتضم سائر الاهتمامات الثقافية والاجتماعية والتدريب وهذا ما كان.
ومع أن مؤسساتنا هذه التي رسخت أقدامها سريعاً عبر خدماتها وتفاعلها الحميم مع محيطها، والتي وصلت لأن تشغل سبعة طوابق، سُويّت جميعها بالأرض مع عدوان تموز، ولم يبقى منها سوى مركز التكافل الخيري الذي كان بعيداً عنها، والذي يرعى حوالي ماّئتي عائلة محتاجة. يقدم لها في كل يوم جمعة وعلى مدار العام الدرس الديني مع الحصة الغذائية.
ولذا بعد وقف إطلاق النار مباشرة سارعت الأخوات المتطوعات في الجمعيات الثلاث لمزاولة النشاط بمساعدة المنكوبين وسائر العوائل المحتاجة والتي تضم أيتام ومسنين، بحيث استعيد النشاط بفاعلية أكثر وعلى مختلف الصعد.
وذلك كله بفضل الزخم الذي مدّتنا به القيادة الربانية المظفرة لسيد المقاومة أعزّه الله، وللأبطال الذين رفعوا الرؤوس والحياة وعبروا بنا، بل عبروا بالوطن كله باتجاه تاريخ جديد، باتجاه نصر زلزل قادة الصهاينة وأجبرهم كما ورد بأن يدونوا مكرهين في ملفاتهم العسكرية بأن إسرائيل في تموز 2006 هُزمت والمقاومة الإسلامية على أرض لبنان انتصرت.
نعم، بفضل الله -تبارك وتعالى- وبفضل المجاهدين المجدّين وسيدهم أعزه الله، طوينا صفحة الدمار الهمجي، عادت بيوتنا، وعادت مؤسساتنا التي اشتقنا لفاعلية نشاطاتها، ومعها الضاحية ككل أجمل مما كانت..
وما هذا المبنى -مبنى الجمعيات- الذي نحتفل بافتتاحه إلا نموذجاً لانبعاث الحياة بزخم أكبر وإصرار على العمل بعزيمة أقوى، وإكمال للمسيرة بوضوح أشد وتحديد لأولويات العمل بصورة أعمق.
فمن استمسك بالسلسلة الذهبية لمحمد(ص) وآل بيته الأطهار(ع)، وتابع السبح في غيبة ولي الله المعظم الإمام المهدي(عج)، وفي خط الإمام الخميني(رض)، ونهج وأوامر ولي أمر المسلمين القائد الخامنئي دام ظله، وتنفس مستنشقاً عبير الجهاد بين يدي سيد المقاومة أعزه الله، فلا بد أن يصل إلى مبتغاه. ولقد وصلنا والحمدلله.
أخيراً لا بد أن أشكر ومن كل قلبي الأخوات العزيزات العاملات والمتطوعات في الجمعيات الثلاث على الدأب والإخلاص وروح التعاون..
أشكر أيضاً كل من ساهم بدعمنا على مدار عشرين عاماً لاسيما الأخوات العزيزات والصديقات الوفيات اللواتي قمن بدعم عملنا بفاعلية منذ الخطوة الأولى للتأسيس وواصلوا.. سواء من داخل لبنان أو خارجه..
أيضا أشكر باعتزاز وتقدير الجهود المتميزة لجميع الأخوة المحترمين من إداريين ومهندسين ممن واكبوا معنا مراحل هذا العمل بدءاً من خرائط التصميم إلى مراحل البناء والتجهيز. وتابعوا بصبر التفاصيل والجزئيات التي تدعم قيام هذا الصرح النسائي الثقافي الصغير على أكمل وجه. ووصلوا به إلى هذه الموفقية التي تستحق منا كل الشكر والامتنان.
أشكركم مجدداً..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
 


خاص موقع ممهدات

التعليقات (0)

اترك تعليق