كلمة رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيّد هاشم صفي الدين في إفطار عام 2005
الكلمة التي ألقاها رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيّد هاشم صفي الدين، في الإفطار السنوي الذي أقامته الجمعية النسائية للتكافل الاجتماعي عام 2005
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على سيدنا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. في البداية أسأل الله تعالى القبول للجميع، قبول الصيام والطاعات، العبادات والأعمال في شهر الله تعالى وهو شهر الضيافة عند الله سبحانه وتعالى. شهرٌ تُستجابُ فيه الأدعية وتقبل فيه الأعمال وكذلك الأخوات الكريمات القيمات على هذه الجمعيات التي ساهمت مساهمة قوية وفاعلة ومهمة في مجال إعطاء الأولوية للشؤون الثقافية والتربوية والاجتماعية والمتعلقة تحديداً بالمرأة وهذا العمل بحد ذاته من الأمور المهمة والأساسية التي تساهم في تكامل مجتمعنا وتعاون وتعاضد وتكافل كل أبناء مجتمعنا للوصول إلى خدمة، إلى تكريس القيم الدينية والإنسانية والتي نحتاجها دائماً. مجتمعنا ومجتمعاتنا كلها بأمس الحاجة في كل وقت، في كل ظرف، في كل زمن لهذه المبادرات الطيبة والكريمة.
أبارك للأخوات هذا الجو وهذا العمل على أمل أن يوفقهن الله للمزيد من العطاء لهذا الطريق، سوف لن أطيل وأتناول مفهوماً من وحي شهر رمضان ومن وحي القرآن الكريم الذي أرسله الله تعالى في شهر رمضان، يقول تعالى في محكم كتابه في سورة النحل: ﴿ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾، ﴿من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحييَنه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾ صدق الله العلي العظيم. هاتان الآيتان تتحدثان عن مجموعة أمور، سوف نختصر الكلام في ذكر ثلاثة أمور بشكل سريع.
الأمر الأول:
الآية واضحة أن كل الأشياء التي نحصل عليها في هذه الدنيا، مصيرها الفناء والتبدد والاندثار، كل الأشياء التي حصل عليها من سبقنا والتي حصلنا عليها والتي يمكن أن نحصل عليها سوف تنتهي كما سننتهي نحن من هذه الحياة الدنيا وبالتالي فإن الأشياء والموجودات مهما كانت عظيمة إذا كان محلّها وأفقها ومحيطها هو هذه الدنيا فقط فهذا يعني أن هذه الأشياء سوف تنقرض أما الذي يبقى هو ما عند الله سبحانه وتعالى وما عند الله هو ماذا؟ الأجر والثواب والنتائج الجيدة والعظيمة للأعمال الحسنة التي يقدّمها الإنسان. من هذه الفكرة نتوجه إلى ضرورة أن نحافظ على ما عند الله عزّ وجل إلى أن نطوّر رصيداً عند الله تعالى، يجب أن يكون رصيدنا الأكبر الذي نتوخّى تنميته هو عند الله عزّ وجل لأنه هو الباقي، هو الذي ينفع، هو الذي يكبر.
الأمر الثاني:
الأمر الثاني من هاتين الآيتين أن الأجر والثواب الذي هو الجزاء الأوفى لأنه من عند الله سبحانه وتعالى، بعضنا قد يقوم بعمل لخدمة أمر عام، لشأن إنساني، هذا عمل جيد ومهم، النّاس سوف تتطلع إلى هذا العمل على أنه معتبر، على أنه عمل ذو قيمة، على أنه قدّ م خدمة لحل مشكلة اجتماعية أو تربوية أو ثقافية وما شاكل لكن الأهم هو أن يربط هذا العمل بالله سبحانه وتعالى، الأهم هو أن يكون هذا العمل من موجبات الأجر والثواب. طالما نحن نقوم بهذا العمل في الحياة الدنيا كل من يقوم بالخير وبالعمل الحسن، طالما إنه يقدم هذا الخير ويحافظ على هذه القيم، الأفضل و الأجزل والأنجح له هو أن يجعله أيضاً عند الله عزّ وجل. هذا أمر سهل لا يحتاج إلاّ إلى النية إلاّ إلى الخلوص إلاّ إلى التوجه طالما أنه يقوم بهذه الخدمة العامة.
الأمر الثالث:
الأمر الثالث الذي نستفيد منه أيضاً وهو بيت القصيد فيما ذكرت، الحياة الطيبة الآية القرآنية تقول: ﴿من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾. قد يسأل سائل ما المراد فلنحيينه حياة طيبة؟ حياة الدنيا أو الآخرة؟ الآية القرآنية واضحة أجملت المعنى فيما بعد الآية تحدّثت عن الجزاء الأخروي ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون. أمّا على مستوى الحياة المقصودة هُنا ما هي هذه الحياة الطيبة؟ قد تكون الحياة الدنيا، وقد تكون الحياة الآخرة، وقد تكون كِلا الأمرين يعني المقصود الحياة الدنيا والآخرة.
الحياة، حيث توجد حياة، حيث يحيا الإنسان، ونحن نعلم أن الإنسان الذي يحيا سواء في هذه الحياة الدنيا أو الذي يحيا في الآخرة، هذا الإنسان يمكن أن يقسّم أو يصنّف حياته إلى صنفين: حياة سعيدة، حياة جميلة، حياة مؤنسة، وحياة طيّبة. وفي المقابل حياة ممغصة فيها شؤم، فيها ذل ومصاعب، وإذا كان الأمر كذلك فالنار والعذاب والجحيم. ندقق في قول الله عزّ وجل "حياةً طيبة" "فلنحيينه حياة طيبة" فلم يقل حياة سعيدة، حياة جميلة أو مؤنسة، الحياة الطيبة التي تتعلق بكلمة الطيبة فيها إشارة إلى معنى أجمل وأسعد وأفضل من نفس الأنس الذي يحصل عليه الإنسان لرغبة أو لشهوة وما شاكل، على كل حال القرآن الكريم استخدم كلمة طيبة في كثير من الموارد "كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء" أو في بعض الآيات "الطيبون للطيبات والطيبات للطيبون" بحسب الآيات التي تتحدث عن المؤمنين والمؤمنات، الطِيبة هُنا تستبطن معنى الراحة، تستبطن معنى المنشأ، منشأ العطاء للخير ولفعل الخير، قد يحصل الإنسان على جمال ولا يكون طيب القلب، قد يحصل الإنسان على مال ولا يكون طيب القلب، قد يحصل الإنسان على جاه وعلى موقع عظيم في هذه الحياة الدنيا ولا يكون طيب القلب، الطّيب هو الذي لا يتأتّى منه إلاّ الخير، الطيب هو الذي يمكن أن تأنس إليه وتلجأ إليه، هو صفةٌ إيمانيةٌ، قلبية، وجدانية، إنسانية، يمكن أن تُعطي الخير والصلاح والسعادة في كل حين. إذا كنّا نفتّش في حياتنا الدنيا عن حياة طيّبة فعلينا بالإيمان والعمل الصالح الحياة الطيبة لن نجدها إلا من خلال الإيمان الذي يعطينا الثقة بالله وبوجودنا وبدورنا وإلاّ فالعمل الصالح الذي نقدمه يكون للنّاس وللشأن العام.
ومن هُنا، أيتها الأخوات الكريمات أيها الأخوة الأعزّاء ما نحن بأمس الحاجة إليه هو أن نؤسس جميعاً لهذه الحياة الطيبة فالحياة المليئة بالقيم، المليئة بالخير، المليئة بالتكافل، المليئة بالتعاطف، المليئة بالتعاون، المليئة بالرحمة والمحبة والحنان فيما بين أبناء المجتمع، الحياة فيما خلت من هذه القيم ستصبح جحيماً ستصبح الحياة ممغصة، الذي يفتش فيها الإنسان عن السعادة فلا يجد سعادة، الذي يجهد فيها وراء كل مصلحة أو شهوة أو رغبة أو هدف، لن يجد الطمأنينة الطبيعية التي يحتاجها الإنسان، الحياة الطيبة إذا دخلت إلى بيوت الفقراء أصبحوا مرتاحين، الحياة الطيبة إذا كانت مع الأغنياء فهم مرتاحون، الحياة الطيبة إذا كانت مع من لهم شأن أو من ليس لهم شأن فهم مرتاحون هذا هو منشأ الراحة الحقيقية التي نحتاجها في حياتنا.
نحن مدعون في شهر رمضان وفي كل الأيام أن نسعى لتكريس هذا المعنى في أعمالنا العامة التي نقدّمها بين يدي الله سبحانه وتعالى، نحن نعتقد أن الإنسان الذي يصل إلى هذه الراحة وإلى هذا المعنى سوف يصل إلى تحقيق الهدف الأكبر الذي يسعى إليه أي إنسان بل نعتقد أن غاية كل الأنبياء والرسل والأئمة والأولياء عليهم السلام هو أن يصل الإنسان إلى هذا المستوى من الإحساس والطمأنينة والراحة لدوره لِمَا يقدّمه لحياته الدنيا من أجل أن يرضي الله ومن أجل الأجر والثواب في الآخرة، وعالمنا اليوم الذي يضج بالمآسي والآلام مع أن التقنية تطورت كثيراً مع أن العلوم أصبحت لبني البشر بشكل أفضل مع هذا كله نجد أن البشرية تنحدر في كثير من مؤشراتها الأخلاقية والإنسانية والقيادية وطبيعة الحال حيث أن البشر يزداد عددهم في العالم يحتاج البشر من أجل الوصول إلى السلام والاستقرار إلى جهود وإلى مزيد من التمسك بالقيم الإنسانية والأخلاقية مع هذا كله نجد بحسب الإحصاءات العالمية أن عدد الفقراء في العالم يزداد أمّا عدد المشاكل والمصائب والفتن التي تُصاب بها الأمم والشعوب تزداد أيضاً، لماذا؟!.. لماذا يتمكن الإنسان أن يصل إلى القمر إلى كل هذه التقنية الهائلة المتوفرة بين أيدينا ولم يتمكن الإنسان أن يوصل السعادة الحقيقية إلى سائر البشر مع كل الجهود المادية التي تُنفق، كل السياسات الدولية والعالمية التي تُبذل وإذا تحدّثنا تحديداً عن المرأة وحقوقها وشأنها، نسمع اليوم كل العالم يتحدث بلغة صاخبة وبلغة فيها الكثير من الاتهام للآخرين والتجنّي على الآخرين، لكن حتى هذا العنوان الذي يحتاج إلى عناية وإلى اهتمام من كل المعنيين بالشؤون السياسية والاجتماعية، حتى هذا العنوان، أصبح أيضاً عرضةً للاستفادة الخاطئة، عرضةً للاستهداف الخاطئ من قبل البعض، وما زلنا نجد أن المرأة في العالم ما زالت تعاني الكثير من المشاكل والكثير من الإجحاف، لماذا؟ لماذا كل هذا التراجع مع توفّر كل هذه التقنيات والمادة؟ السبب واضح لن يجد الإنسان سعادته بالجاه أو بالمال أو بالقيم التي يكون منشأها المادة أو المال أو الغلبة التي يطمع إليها بعض الجهات أو بعض الدول، الذي يوصل إلى الأهداف الإنسانية وإلى السعادة الحقيقية وإلى الراحة التامة هو هذا الإيمان وهذا الإخلاص وهذا التواصل الإنساني الصادق الذي ينطلق من قيمٍ صادقة، نجد إنساناً فقيراً ليس له شأن على المستوى المادي يقدم بقلب طيب خدمة أو بعض المال لعائلة محتاجة، هذا العطاء القليل هو أفضل بكثير بكثير من العطاء إن لم يكن يصدر من قلب طيب ومن نفسٍ مرتاحة ومن خاطر فيه كل إخلاص وتوكل على الله سبحانه وتعالى، هذه القيم التي نحتاجها وأنا أعتقد سواء في لبنان أو عالمنا العربي والإسلامي أعتقد أننا بأمس الحاجة للحفاظ على هذه القيم للتعاون لكي نتفاعل جميعاً من أجل الحفاظ على هذه القيم وحين نتحدث عن لبنان اليوم الذي نسمع فيه في كل يوم أحاديث السياسة وكل هذا الضجيج السياسي والملفات التي تُفتح يجب أن نفتش جميعاً لنهتدي إلى الطريق الصحيح وإلى المنطق الصحيح. الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام يقول في بعض تعابيره اللطيفة يقول:" إذا ازدحم الجواد خفي الصواب" يعني عندما يكون هُناك ازدحام حول موضوع، نحصل على كلام من كل حدب وصوب، كلام بلا ضابطة، بلا أي رادع، يتحدث فيه الإنسان ما يحلو له، يوجه كلامه كيفما يشاء، لهذا سيُصاب النّاس بشيء من الضياع والتشويش. إذا أردنا أن نفتّش عن الحق، عن الموقف الصحيح لكل هذا الضجيج السياسي علينا أن نفتّش عن القيم التي تحدّثتُ عنها قبل قليل.
من هُنا حينما نركز على المقاومة ودورها وعلى دور أبناء المقاومة والمجاهدين فإننا نتحدث عن فئة من الذين وفقهم الله عزّ وجل ليكونوا من الطيبين الحقيقيين في بلدنا ووطننا، من الذين آمنوا بالله والوطن، قدّموا العمل الصالح وقدّموا التضحيات في سبيل الله عزّ وجل وفي سبيل الشأن العام، هذا الجهاد الذي نشأ من قلب طيّب وإيمان عميق، الله سبحانه وتعالى أعطاه كل هذا التوفيق، لماذا؟ لأن نتيجته عند الله وما عند الله هو الباقي هو الذي يبقى بنفسه بجوهره ويبقى في آثاره وفي عطاءاته، المقاومة اليوم تتحدث بنفس اللغة التي كانت تتحدث بها في الماضي، مجتمعنا.. وطننا.. بلدنا.. أمتنا.. ما زالوا عُرضةً للمشاريع الإسرائيلية.
قبل يومين أحد الجنرالات الإسرائيلية الجدد استلم منطقة يسمُّونها جبل الشيخ، محاذية للبنان، القائد الجديد للجبهة الشمالية كما يقولون أنه أول ما قاله:"نحن نواجه مشكلة قادمة أو موجودة من الطرف الآخر يعني من جهة لبنان وبالتالي على الجيش أن يضع الخطط المناسبة والملائمة وليس الخطط التي تجعلنا في موقع الدفاع بل الخطط التي تجعلنا في موقع القادر على مواجهة هذا التحدي، ما المقصود من هذا الكلام؟ هذا تهديد واضح للبنان واللبنانيين، تهديد بأمن اللبنانيين، بمواقع اللبنانيين، نحن عندما كنّا ومازلنا نفكر بالمقاومة وبسلاحها وبخيارها، ليس الموضوع فقط لأننا نريد أن نبقى مع السلاح والقتال وانتهى الأمر، لا.. ليس الموضوع كذلك، واقع الأمر أن الإسرائيلي لم يتركنا ولن يتركنا على الإطلاق، طالما أنه يهدد الوجود ويهدد المستقبل ويهدد حتى الغرب وحتى كل الممتلكات الموجودة عندنا، من قال أن الإسرائيلي نسي لبنان!؟
المقاومة بنفس الجو السابق هي موجودة اليوم، تقوم بهذا الواجب لأنها تعرف أن وظيفتها الدفاع عن لبنان لأن وظيفتها هي الحفاظ على الانجازات التي تحققت لأن وظيفتها أن تُبقي الإسرائيلي مرعوباً وقلقاً.. القاعدة التي وصلنا إليها بعد كل التجربة مع الكيان الصهيوني، طالما الإسرائيلي قلق من المقاومة، من أبناء المقاومة، فلن يتمكن ولن يجرأ على توجيه سلاحه ومشاريعه إلى لبنان حينما يشعر الإسرائيلي بالطمأنينة يعني سوف نُصاب بالقلق والاضطراب والفتن، هُنا في لبنان الذي يطلب سلاح المقاومة هو الإسرائيلي والذي يسعى من أجل إيقاف المقاومة هو الأميركي، نحن نقول هذا الكلام بشكل واضح وأكيد وواثق من كل التجربة، لو كان اللبنانيون هم المستفيدون لما وجدنا كل هذه الحماسة الإسرائيلية والأميركية في موضوع سلاح المقاومة، لماذا يتحمس الأميركي بهذا الشكل من اجل أن يلغي دور المقاومة وسلاحها.
بهذه الروحية بدأت المقاومة واستمرت وبهذه الروحية انتصرت المقاومة وبهذه الروحية بإذن الله تعالى ستصمد المقاومة أمام كل التحديات، كل الاستحقاقات وكل الضغوط التي تأتي بها الولايات المتحدة الأميركية ونحن نعلم أن هذه الضغوطات هي تهويلات نفسية ليس أكثر، نفسية وسياسية وإعلامية وإلاّ لو كان الإسرائيلي قادراً على نزع السلاح بالقوة لكان فعل منذ زمن، ما علينا إلاّ أن نصبر ونصمد طالما أننا ندافع عن حقنا، هكذا كانت المقاومة، بقيت المقاومة، وهكذا استمرت. المشروع السياسي الذي نمرّ به يحتاج إلى المزيد من العقلانية، والمزيد من الرجوع إلى الله، ومن المزيد إلى الإخلاص، من يتعاطى الشأن العام سياسياً أو اجتماعيا أو ثقافياً عليه أن يعرف أنه يتحمل مسؤولية كبرى من أجل الوطن ومن أجل مستقبل الوطن والجميع مدعو إلى تجهيز الأولويات بالشكل الصحيح الذي يخدم اللبنانيين والذي يخدم مصلحة كل اللبنانيين، مصلحة وحدتهم ومصلحة اجتماعهم.
في الختام نسأل الله عزّ وجل أن يتقبل أعمال الجميع وأن يعيد علينا وعليكم شهر الصيام بالخير والبركة والمزيد من التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اترك تعليق