مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

التغذيّة الصحيّة وسرطان الثدي

التغذيّة الصحيّة وسرطان الثدي

إنّ تناول الأكل الصحي يعني تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة التي تعطيك المواد الغذائيّة الكافية التي تحتاج إليها للحفاظ على صحتك، والحصول على الطاقة والشعور بأنك في حالة أفضل. وتشمل هذه المواد الغذائيّة البروتين، الكربوهيدرات، الدهون، المياه، الفيتامينات، والمعادن. إنّ التغذية الصحيحة مهمة بالنسبة للجميع، وعندما تقترن ممارسة الرياضة والحفاظ على الوزن الصحي بتناول الطعام بشكل جيد، فهذا سوف يضمن أنّ جسمك سوف يبقى قوياً وفي صحة جيدة.
إذا كان لديك تاريخ طبي في الإصابة بسرطان الثدي أو يتم حالياً إخضاعك للعلاج، فتأكد أنّ تناولك للطعام الصحي له أهمية خاصة بالنسبة لك في هذه المرحلة. فما تأكله يمكن أن يؤثر على جهاز المناعة لديك وعلى مستوى الطاقة الخاصة بك.
الأكل الصحي خلال فترة العلاج:
إذا كنت تتعافى من عملية جراحيّة، وتتلقى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، أو تتلقى أي علاج آخر لسرطان الثدي، فالتركيز الرئيسي في هذه المرحلة يكون على التخلص من السرطان. وتناول الطعام بشكل جيّد سوف يساعدك على البقاء قوياً في هذه الفترة وإعطاء جسمك المغذيات اللازمة للصمود.
لا يمكنك أو لطبيبك التنبؤ بكيفية سير مرحلة العلاج الخاصة بك وتأثيراتها عليك. فصحتك العامة ووزنك قبل التشخيص يلعبان دوراً مهماً، بالإضافة إلى نوع وجريمة ومدة العلاج التي تتلقاها، فقد تستمر في التمتع بالطبخ وتناول الطعام لعدم تأثر شهيتك. أو قد تمر بمرحلة زمنية تفقد فيها شهيتك بشكل نهائي، كما أنّ حاسة الذوق لديك في هذه الفترة قد تغيّر مذاق عدد كبير من الأطعمة. فمن الأفضل أن تكون لديك خطة غذائيّة صحيّة ومرنة لمساعدتك على التعامل مع الاحتياجات المتغيرة وتزويد الجسم بما يريد.
إنّ اتّباع نظام غذائي صحي من خلال تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة تتضمن الكثير من الفواكه، الخضراوات والبروتينات سوف يعطيك احتياطيات من المواد الغذائية التي تحتاج إيها للحفاظ على قوتك خلال مرحلة محاربة سرطان الثدي. فهذه الاحتياطيات الغذائية تساعدك أيضاً على إعادة بناء الأنسجة في الجسم والحفاظ على الجهاز المناعي لديك قوياً لمساعدتك في مكافحة العدوى والالتهابات التي قد تصيبك. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ اتباع نظام غذائي صحي يساعدك على إدارة الآثار الجانبيّة المرافقة للعلاج.
الأكل الصحي بعد العلاج:
إنّ الكثير من الناس المصابين بسرطان الثدي يعيشون حياة طويلة وصحية ويكون نشاطهم طبيعيّاً بعد مرور فترة العلاج. فكما أنّ الأكل الصحي خلال فترة العلاج وممارسة التمارين الرياضيّة بعد العلاج أيضاً مهمان للوقاية من تكرار الإصابة بالمرض. فإنّ الأبحاث تشير إلى أنّ عدم ممارسة الرياضة وزيادة الوزن بعد العلاج يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. كما يمكن للنظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية مساعدتك في الحفاظ على الوزن الصحي، تزويدك بالطاقة خلال مرحلة ما بعد العلاج وتحسين نوعية الحياة الخاصة بك. فتناول الطعام بشكل جيد سوف يساعد جسمك على إعادة بناء قوة العضلات والتغلب على الآثار الجانبية مثل فقر الدم أو التعب.
التغذية والحد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي:
يعتقد أنّ النظام الغذائي للإنسان مسؤول جزئيّاً عن حوالي 30% إلى 40% من جميع حالات السرطان، ولكن النظام الغذائي وحده ليس مرجحاً أن يكون "السبب" أو "العلاج" لمرض السرطان. فعلى الرغم من أنّ هناك بحوثاً علميّة إضافيّة يجب القيام بها لدراسة العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الثدي بشكل أعمق، فإنّ النتائج الحالية تشير إلى أنّ النشاط البدني، واتباع نظام غذائي صحي (وخاصة ذاك القليل الدهون والغني بالألياف والخضراوات) والحفاظ على وزن صحي يمكن أن يساعد على التقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي أو عودة الإصابة به.
من يستطيع مساعدتك في تنظيم الغذاء:
من أهم الأشخاص الذين سوف يساعدونك على وضع خطة غذائية خاصة بك خلال فترة العلاج وما بعد فترة العلاج اختصاصيّة التغذية التي سوف تتابع حالتك الصحيّة وتنظيم غذاءك. كما أنها سوف تساعدك على التأقلم مع الأعراض الجانبية التي قد تؤثر بشكل كبير على شهيتك وكمية أكلك ونشاطك البدني.


المصدر: مجلة كل الأسرة، العدد: 992.
إعداد: مي مغربي، أخصائيّة تغذية.

التعليقات (0)

اترك تعليق