إذا كنت طالباً للكمال (السيدة آسية نموذجاً)
اعتباراً من كون الإنسان طالباً للكمال وعاشقاً له بالفطرة، فهو يعمل جاهداً من أجل تحقيقه بما يمتلك من وسائل مساعدة لذلك الغرض. وبما إنّ الكمال عبارة عن مجموعة من الصفات الكمالية، فإنّ مَنْ يتصف بها يُسمّى كاملاً، ويصبح قدوة وأسوة، ويتأسّى به الآخرون.
ميزات القدوة:
ذكر القرآن الكريم مجموعة من الصفات، التي شكّلت الأسس لشخصيّة القدوة، وأنّ من يتّجه نحوها للاتصاف بها، فهو يتّجه نحو الكمال بتلك النسبة، وقد جمعتها الآية الشريفة(1): «إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا»(2).
- الاسلام: والمراد منه الإسلام العملي، والذي تتحدد معالمه بإتيان التكاليف الإلهيّة.
- الإيمان: وهو ما عُقد عليه القلب وانعكس على الجوارح، غذ كل مؤمن مسلم ولا عكس.
- القنوت: هو لزوم الطاعة مع الخضوع والامتثال الكامل لها.
- الصدق: مطابقة الخبر للواقع.
- الصبر: على المصائب والنوائب والطاعات، والبعد عن المعاصي.
- الخشوع: هو التذلّل الباطني بالقلب، كما غنّ الخضوع تذلّل ظاهري بالجوارح.
- الصدقة: الإنفاق في سبيل الله تعالى سواء الزكاة الواجبة أم غيرها.
- الصوم: الواجب منه والمستحبز
- العفة: حفظ الفروج من الوقوع فيما حرّمه الله تعالى واجتناب كلّ مقدماته، والالتزام بالحياء الحاضن والمحصّن للإنسان من الوقوع في الحرام.
- ذكر الله: الذين يذكرون الله تعالى كثيراً في السرّاء والضرّاء. والذكر هو لفظي وعملي، يشمل كل عبادة من الصلاة، والصيام، والحجاب، والحج وغير ذلك، وكل ما له علاقة بالسلوك العملي.
- إنّ مجموع هذه الصفات، يضع الإنسان في سكّة القبول لعمله ولذاته. وإذا تحقق ذلك، أصبح مورداً لاصطفاء الله تعالى واجتبائه، وهما منزلتان تعتبران نتيجة ثمرة حياة بأكملها.
- القدوة حاجة أم تقليد:
ليست القدوة موروثاً اجتماعياً أو دينيّاً، وغنما هي حاجة إنسانيّة لدى كل فرد، ولذلك هو يسعى دائماً لإشباعها، وفي حال لم تتوافر له القدوة الحسنة، فإنه لا شكّ متّجه نحو السيء منهاز ومن هنا، يقلّد سلوك قدوته وكلامها ولباسها... كل شيء فيها. وتبدأ شخصيته في التكوّن على ذلك شيئاً فشيئاً.
أما أقسام القدوة، فقد أشار القرآن الكريم إليها، في قوله تعالى: «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ»(3).
يُفهم من هذه الآيات الشريفة، أنّ القدوة هي مثالٌ للإنسان، ذكراً كان أم أنثى، والشاهد قوله تعالى: «لِّلَّذِينَ آمَنُوا» و «لِّلَّذِينَ كَفَرُوا»؛ وذلك لأنّ صفات القدوة تجعل منه نموذجاً يُقتدى به، بغضّ النظر عن جنسهز ولذلك أشار الله تعالى إلى أنّ امرأة نوح وامرأة لوط كانتا مَثَلين للذين كفروا، بسبب جحودهما، بينما كانت امرأة فرعون بإيمانها الثابت، مضثَلاً وقدوةً للذين آمنوا. والخطاب عام لا يخصّ زماناً دون آخر، ولا النساء دون الرجال. فمن يستحق الاتباع في موضوع التقوى والصلاح، يصبح أسوة للجنسين معاً، أسوةً للإنسان بشكل عام، فلا علاقة للذكورة أو الأنوثة.
- مواضع القدوة في القرآن:
تارة يذكر القرآن الكريم شخصية الأسوة بالاسم، ويبين الدور الذي تتميّز به، وأخرى يشير إليها من خلال صفاتها. أما كلمة الأسوة فقد ذكرت في ثلاثة موارد:
الأول: خاص بالرسول(ص) كما في قوله تعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا»(4).
والأسوة هي القدوة، وهي الاقتداء والاتباع. وقوله في «رَسُولِ اللَّهِ» أي في مورد رسول الله، والأسوة التي في مورده هي تأسّيهم به، واتباعهم له. التعبير بقوله «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ» الدال على الاستقرار والاستمرار في الماضي، وفي ذلك إشارة إلى كونه تكليفاً ثابتاً مستمراً، والمعنى: من حكم رسالة الرسول وإيمانكم به أن تتأسوا به في قوله وفعله وأنتم ترون ما يقاسيه(5).
الثاني: خاص بالنبي إبراهيم(ع) في قوله تعالى: «قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ»(6).
فالخطاب للمؤمنين... والمعنى: لكم في إبراهيم أسوة في جميع خصاله، إلا في قوله لأبيه: "لأستغفر نلك"، فلا أسوة فيه(7).
الثالث: فكان من اتصف بصفات القدوة الأساسيّة: الهدف لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، كما في قوله تعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ»(8).
- السيدة آسية قدوة ومثلاً:
لم يرد ذكر السيدة آسية سوى في آيتين فقط، رسمتا لها شخصية القدوة الحسنة تارة بصراحة اللفظ، وأخرى بالظهور والمفاد. ففي الآية الشريفة: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ»(9) تجد تصريحاً بقدوتها، بينما ذكرت الآية الأخرى جملة من المعاني والصفات الجليلة، من خلال سلوكها وتصرفها تجاه نبي الله تعالى، والطاغية فرعون: «وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ»(10).
وقد ورد عن النبي(ص) أنه قال: "كَمُلَ من الرجال كثيرٌ، ولم يكمل من النساء إلا أربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد(ص)"(11).
كانت آسية بنت مزاحم، امرأة من بني إسرائيل "استنكحها فرعون، وهي من خيار النساء، ومن بنات الأنبياء وكانت أمّاً للمؤمنين، ترحمهم وتتصدّق عليهم ويدخلون عليها"(12).
وقد تميزت بعدة ميزات جعلتها ضمن النساء الأربعة المقربات والمصطفيات لدى الله تعالى، وأسوة لنساء العالمين من هذه الميزات:
1- الإيمان الكامل الذي نطق به قلبها؛ فما عادت ترى سوى ربّها تعالى، ولم تدعُ سواه، ولم تتضرّع إلا إليه، فآمنت به في سرّها، وراحت تطلب النجاة والخلاص من ظلم فرعون وطغيانه، فَقَويَ ظاهرها بقوة باطنها المملوء إيماناً وعشقاً له تعالى؛ لأنّ "الإيمان إذا كمل تواطأ الظاهر والباطن، وتوافق القلب واللسان، فلا يقول الإنسان إلا ما يفعل، ولا يفعل إلا ما يقول، فيكون ما يرجوه أو يتمناه أو يسأله بلسانه، هو الذي يريده كذلك بعمله"(13).
2- كمال عبوديتها لله تعالى؛ حيث كانت على منزلة خاصة في العبودية، وظهر ذلك من خلال دعائها الذي دعت به. ما "يدل على أنه جامع لعبوديتها، وعلى ذلك كانت تسير مدى حياتها"(14).
وتمثّل ذلك بقولها: «رَبِّ ابْنِ لي عنْدَكَ بَيْتَاً فِيْ الجَنَّة»، فقد آثرت حبّ الله تعالى وعبادته على أن تكون أنيسة فرعون الطاغية، وملكة لمصر. آثرت بيتاً في الجنة بجوار الله تعالى، على قصر فرعون المملوء من زينة الدنيا لذاتها وزخارفها، وفيه ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.
لم يكن دعاؤها هذا، ردّة فعل على ظلم فرعون أو عزوفاً عنه، بل تشير الآية إلى أنها كانت معه وقلبها مع الله الواحد الأحد. ولذلك صدر منها هذا الكلام بأن: «لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ»(15).
3- ذكاؤها العاطفي؛ حيث كان لديها قدرة على فهم مشاعرها ومشاعر الآخرين وعواطفهم، ومخاطبتهم بما ينسجم معهم، وبرز ذلك من خلال كلامها: «لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا». فإنّ كلمة "عسى" امتصت مشاعر الغضب والحقد لدى فرعون على أطفال بني إسرائيل، وهدأت من روعه. عرفت كيف تُليّن قلبه لذلك الصبي، فذكرت سببين لإبقائه حيّاً، وهما إما الانتفاع به بعد أن يربيانه، وإمّا اتخاذه ولداً لهما، حيث لم يكن لهما ولد.
4- صبرها على ظلم فرعون، الذي لا يرحم صغيراً، فكيف بالكبير؟! كما لم يرحم الرجال ولا النساء، بل حتى زوجته صبرت على ظلمه لها، بعدما اختار لها أشدّ أنواع العذاب، لكنها تحملت كل هذه المشاق بسبب إيمانها الكبير، الذي توهج به قلبها.
فرسولٌ كموسى(ع) ولد وسط هذا المحيط من الظلم والطغيان، تحت وطأة فرعون الذي كان يقول: "أنا ربكم الأعلى" كان محتاجاً إلى الكثير من المساعدة، لأجل أن يكبر، ويصل إلى عمر يؤهله لتلقي الرسالة الإلهيّة، والبدء بالمواجهة المصيرية مع فرعون. لكن الله أمدّه بثلاث نساء، كنّ المحور الأساس في احتضانه والمحافظة عليه، بمعونة الله تعالى وإلهامه لهن. ولذا قد أعلى الله شأنهن، وذكرهن في صريح آياته الشريفة.
المرأة الأولى: كانت والدته التي أوحى الله إليها. وهذا الوحي هو نوع من الإلهام، بأن تضعه في تابوت بعد أن ترضعه وتقذفه في النهر، وقد طمأنّ قلبها بأنه سيعود إليها؛ ليقضي فترة رضاعه معها: «وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ»(16).
المرأة الثانية: السيدة آسية بنت مزاحم، التي تشفّعت له لدى فرعون بعدم قتله، وأشارت إليه بأن يتخذاه ولداً لهما. وقامت برعايته والإشراف على تربيته، فكان سلواها مما تعانيه من ظلم فرعون، فتحمّلت ظلماً أكبر وأشدّ نتيجة ذلك. وكان فرعون كلما نظر إلى موسى اغتاظ(17) وهبّ لقتله، فكانت تدافع عنه، وتخترع حججاً أُخَر لحمايته. وبقيت على ذلك سنوات، وهي الفترة التي مكثها في قصر فرعون، إلى أن أصبح شاباً.
المرأة الثالثة: كانت أخته التي أرسلتها أمّه، المنفطر قلبها عليه، لكي تتفقده وتتعرف على أوضاعه خلسة، ثم تعود لتطمئنها: «وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ»(18).
إذاً، هذه السيدة الجليلة كانت قدوة في زمن وعصر صعبين، يفقتد لأدنى مقومات الإيمان والتوجه إلى الله تعالى، ولكنها بإرادتها وصلابتها، وإيمانها المفعم، الذي ملأ باطنها وظهر على جوارحها، وبسلوكها الحسن، وبمنطقها القويم، استطاعت أن تصبح مثالاً وقدوةً حسنةً للذين آمنوا على مرّ العصور والأزمان، وأن تحيا في كل القلوب العاشقة لله تعالى.
الهوامش:
1- يراجع، الطباطبائي، محمد حسين: المرأة في القرآن. ط1، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، 2007م، ص 500.
2- سورة الأحزاب، الآية: 35.
3- سورة التحريم، الآيات: 10- 11- 12.
4- سورة الأحزاب، الآية: 21.
5- يُراجع: الطباطبائي، محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن. (لا.ط)، جامعة المدرسين، قم، (لا.ت)، ج16، ص288.
6- سورة الممتحنة، الآية: 4.
7- يُراجع: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، (م.س)، ج16، ص288.
8- سورة الممتحنة، الآية: 6.
9- سورة التحريم، الآية: 11.
10- سورة القصص، الآية: 9.
11- الطبرسي، الفضل بن الحسن: مجمع البيان في تفسير القرآن. ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1997م، ج10، ص50.
12- (م.ن)، ج10، ص331.
13- الطباطبائي: الميزان في تفسير القرآن، (م.س)، ج19، ص344.
14- (المصدر نفسه).
15- سورة القصص، الآية: 9.
16- سورة القصص، الآية: 7.
17- الطبرسي، (م.س)، ج10، ص331.
18- سورة القصص، الآية: 11.
المصدر: مجلة نجاة، العدد 22/ 23، ربيع/ صيف 2009م.
اترك تعليق