مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

دماء الحاجة أبو دقة اختلطت بخبز أبنائها

دماء الحاجة أبو دقة اختلطت بخبز أبنائها

اختلطت دماء الحاجة نجوى أبو دقة (49 عاما) برغيف الخبز الذي كانت تعده لأبنائها لتناول طعام الإفطار بعد غيابها يومين عن المنزل بسبب مرض ابنتها.
وترقد الحاجة أبو دقة على سرير الشفاء في غرفة العناية الفائقة بحالة حرجة جدا في مستشفى غزة الأوروبي جنوب محافظة خان يونس جنوب القطاع، بعد إصابتها بقصف إسرائيلي استهدف محيط منزلها في بلدة عبسان الجديدة.
وذكر ابنها جهاد، والذي كان قريبا منها لحظة سقوط الصاروخ، أنّ والدته نهضت مبكراً من نومها كعادتها وبدأت بتجهيز الدقيق تمهيداً لخبزه في "فرن الطينة" الذي يوجد خارج المنزل، وطلبت من شقيقه محسن أن يساعدها في إيقاد نار الفرن.
وتابع أبو دقة في حديث لـ"وفا" أن والدته بعدما تأكدت من تجهيز الفرن الذي يوجد خلف المنزل خرجت، وهي تحمل "فرش العجين" وما أن قطعت مسافة مترين عن المنزل، وإذ بصوت انفجار يهز المنطقة بأكملها فخرج ليجد والدته، التي أصابها الصاروخ بشكل مباشر، تغرق في دمائها، فحملها على الفور ونقلها في سيارة أجرة إلى المستشفى الذي يبعد عن المنزل نحو 15 كيلو متر عن منزلهم في بلدة عبسان الجديدة.
وأشار أبو دقة إلى أنه اعتقد أن والدته قد استشهدت على الفور من غزارة الدماء التي نزفت من كافة أنحاء جسدها الذي مزقته شظايا الصاروخ.
وقال سمير أبو دقة وهو زوج المصابة إنه كان نائما عندما هز الصاروخ المنزل، منوها إلى أنه لم يتوقع أن الصاروخ استهدف زوجته التي كانت قبل يومين ترقد في المستشفى إلى جانب ابنتها المريضة، ونهضت لتجهز الخبز لأبنائها قبل أن تعود مرة أخرى إلى المستشفى.
وأضاف أنه لم يخطر بباله أن رغيف الخبز أصبح يشبه الصاروخ، حتى تجد طائرات الاحتلال مبررا لقصف أم تجهز الخبز لأبنائها، كما حدث مع نجاح قديح قبل عامين تقريبا.
ودعا أبو دقة كافة وسائل الإعلام إلى فضح جرائم الاحتلال التي يرتكبها يوميا بحق المدنيين، كما طالب كافة منظمات حقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر لتشكيل لجنة تحقيق في كافة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين.
ومن جانبه أوضح رئيس قسم جراحة الأطفال في مستشفى غزة الأوروبي الدكتور هشام دلول والذي أشرف على علاج أبو دقة، أنها وصلت إلى المستشفى وهي تعاني من إصابة في القولون ونزيف شديد من فرع من الشريان الرئيسي الذي يغذي القولون نتج عنه صدمة شديدة صاحبها بعض الإصابات الأخرى في أنحاء الجسم، مثل كسر في الفخذ الأيسر، وكسر في الساعد الأيمن والساعد الأيسر، إضافة إلى كسر في العضض الأيمن مع وجود حالة صدمة في الرئة أدت إلى عدم القدرة على التنفس.
وأكد د. دلول لـ"وفا" أنه تم إجراء العمليات الأزمة للمصابة من قبل طاقم طبي متخصص وهي ترقد الآن في غرفة العناية الفائقة في حالة حرجة جداً.

المصدر: وكالة وفا.

التعليقات (0)

اترك تعليق