مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

عذراً ملائكة الرحمة

عذراً ملائكة الرحمة

عذراً
عذراً ملائكة الرحمة..
عذراً.. أطفال غزة..
اعتذار لا يجزي ولا يرد عنك الأذى والعدوان..
لكن، عذراً عن التخاذل العربي..
عذراً لعدم وجود ضمير أممي..
عذراً، للصمت المتقع.. والمخزي..
اعتذارنا.. لكم يا أطفال لا ذنب لكم.. إلا أنكم من أمة عربية، اقتضت جامعة دولها أن تجتمع من أجلكم بعد أربعة أيام من بداية مأساتكم التي لم تنتهِ منذ زمن، لا ندري السبب أإنه إستراتيجي أو تقني أو فني أو سياسي..
ولعل السياسة سم لا بدّ منه، لأن العربان المتخاذلين لا يروون في العدوان عليكم أي انتهاك أو مأساة، بل أن عقودهم واتفاقياتهم لا بنيغي أن تتأثر مع العدو الصهيوني لا الواقع الاستراتيجي هكذا يتطلب.. حسب ما يدعون.
ولكن إدعاءهم يعبّر عن تخاذلهم وخذلانهم لانفسهم وأرضهم وعروبتهم وقوميتهم إن كان بهم شيئاً من القومية والعروبة.

الإجتماع عقد، بعد المماطلة، ولكن ما الذي نتج عنه؟؟
حتى بعد انعقاد مؤتمر عربي لوزراء خارجية الدول العربية كأنه لم يكن، لأنه لم يرشح عنه أي شيء، إلا الخطابات، خطابات لا تغني عن جوع، ولا ترد صواريخ وهمجية الصهاينة عن الأطفال والأبرياء والمدنيين. ولكن للأمانة يجب التنويه بخطاب لوزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، الذي دعا إلى استخدام سلاح النفط من قبل العرب لوقف مأساة غزة وأطفالها المحاصرين، إضافةً إلى العمل الدبلوماسي على وتر الاتفاقيات الدولية من أجل إيقاف العدوان من خلال تهديد الآراء الدولية المنتاثرة حسب الأهواء السياسية العدو الاسرائيلي من قبل الدول الراعية لها.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، عملت الجامعة العربية من أجل جمع التبرعات لتوصيل الأدوية إلى غزة، وكأنّ الدول العربية النفطية لا تستطيع الدعم المالي لغزة دون انتظار نتائج هذه الحملة.
أضف إلى ذلك، وفي حين يستمر العدوان بشكل متواصل ولا ينقطع، "ومن أجل الواجهة الإعلامية سترسل الجامعة العربية وفداً إلى القطاع المحاصر للوقوف على الأضرار؟؟؟!!".

بالمقابل، بواسل المقاومة وسواعدها الحديدية التي طالت العمق الصهيوني وأسقطت مفاخرة العدو بقبته الحديدية، مقاومة باسلة لا يردعها رادع ولا يردها أي شيء، وعملت من أجل تطبيق القول "العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم". ومن أظلم من الصهاينة الذين لا يرحمون كبير ولا صغير؟!.
هذا  العمل البوطولي والكبير للمقاومة الفلسطينية المحاصرة والتي تلتقط أنفاسها من خلال الأنفاق، أرعبت العدو، حتي أصبح يستجدي التسوية والهدنة من خلال ما عبّر عنه أفيغدور ليبرمان، حيث أشار لقبول التسوية مع الفلسطينيين. أيضاً، الأب الراعي للصهاينة و"إسرائيل" "الولايات المتحدة الأميركية" ورئيسها أوباما الذي نصح الاسرائيليين بعدم اللجؤ إلى التدخل البري العسكري.

من هنا، وفي ظل الآراء الدولية المنتاثرة حسب الأهواء السياسية، لا يمكن أن نهمل أطفالاً يموتون دون أي ذنب، أو جريمة..
صمت متقع..
ضمير نائم..
غفوة إحساس لربما أبدية..
ملائكة غزة تحت الركام وفي مرمى العدوان..
لا يمكنننا القول سوى عذراً أطفال غزة..
على أمل الصحوة العربية والعالمية للضمير والإحساس بالإنسانية.


المصدر: وكالة أنباء التقريب.

التعليقات (0)

اترك تعليق