النساء المذكورة أسماؤهنّ في كتاب "أعيان الشيعة" للسيد محسن الأمين (2)
18- أم البنين بنت حرام:
زوجة أمير المؤمنين ع وأم ولده العباس وإخوته. اسمها فاطمة بنت حرام بن خالد.
19- أم البنين والدة الرضا(ع):
اسمها سكن النوبة.
20- أم جعفر بنت محمد بن جعفر:
روى عنها عمار بن مهاجر وروت عن أسماء بنت عميس، كما ذكر في مشيخة الفقيه في طريقه إلى أسماء بنت عميس.
21- أم حبيب بنت أحمد بن موسى المبرقع بن محمد الجواد بن علي بن موسى بن جعفر(ع):
في الشجرة الطيبة عن تاريخ قم أنها جاءت من الكوفة إلى قم وكانت مع أولاد أخيها محمد الأعرج.
22- أم حبيبة بنت أبي سفيان صخر بن حرب زوجة النبي(ص):
اسمها رملة قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص أم حبيبة.
23- أم حرام بنت ملحان:
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص)، وفي الاستيعاب: أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار زوج عبادة بن الصامت وأخت أم سليم وخالة أنس بن مالك لا تقف لها على اسم صحيح، وكان رسول الله(ص) يكرمها، ويزورها في بيتها، ويقيل عندها، ودعا لها بالشهادة، فخرجت مع زوجها عبادة غازية في البحر، فلما وصلوا إلى جزيرة قبرص خرجت من البحر فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها، فماتت ودفنت في موضعها، وذلك في إمارة معاوية وخلافة عثمان، ولم يُعلم أنها من شرط كتابنا وذكرناها لذكر الشيخ لها.
24- أم الحسن بنت الشهيد محمد بن مكي:
اسمها فاطمة.
25- أم الحسن بنت الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر:
روت الحديث أخرج لها الحاكم في المستدرك في وفاة فاطمة الزهراء(ع) رواية عن أخيها جعفر بن محمد رواها عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عنها، ويمكن كونها بنت عبد الله الآتية ونسبت إلى جدها، ويؤيده أنهم لم يذكروا في أولاد الباقر(ع) من اسمها أم الحسن، أو تكنى باسم الحسن، وإنما ذكروا زينب وأم سلمة، وقيل أنّ أم سلمة هي زينب.
26- أم الحسن بنت عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين(ع):
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق(ع).
27- أم الحصين:
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص). وفي الاستيعاب: أم الحصين بنت إسحاق الأحمسية، روى عنها العيزار بن حريث ويحيى بن حصين، شهدت حجة الوداع انتهى. ولم يُعلم أنها من شرط كتابنا.
28- أم حكيم بنت عمرو بن سفيان الخولية:
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب علي(ع).
29- أم خالد:
قال الكشي حدثني محمد بن مسعود عن علي بن الحسن قال يوسف بن عمرو هو الذي قتل زيدا، وكان على العراق، وقطع يد أم خالد، وهي امرأة صالحة على التشيع وكانت مائلة إلى زيد بن علي(ع). حدثني محمد بن مسعود، حدثني علي بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبي بصير، قال كنت جالسا عند أبي عبد الله(ع) إذ جاءت أم خالد، التي كان قطعها يوسف لتستأذن عليه، فقال أيسرك أن تسمع كلامها، فقلت: نعم، جعلت فداك، فقال أما فائذن، فأجلسني على الطنفسة، ثم دخلت وتكلمت، فإذا هي امرأة بليغة، فسألته عن رجلين فقال لها توليهما، قالت فأقول لربي إذا لقيته أنك أمرتني بولايتهما، قال: نعم، قالت فإنّ هذا الذي معك على الطنفسة يأمرني بخلاف ذلك، وكثير النوا يأمرني به، فأيهما أحب إليك، قال هذا والله وأصحابه أحب إلي من كثير النوا وأصحابه، إنّ هذا يخاصم فيقول من لم يحكم بما أنزل الله الآيات الثلاث، فلما خرجت قال إني خشيت أن تذهب فتخبر كثير النوا فيشهرني بالكوفة، اللهم إني إليك من كثير النوا بريء في الدنيا والآخرة انتهى.
30- أم خالد البربرية:
اسمها حبيبة، وتُكنّى أم داود بابنها داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب(ع)، وقيل اسم أم داود فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم ويحتمل كون فاطمة أمه وحبيبة مرضعته وذكرتا في بابيهما.
31- أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص:
اسمها أمة بنت خالد عدها الشيخ في رجاله من أصحاب الرسول(ص) وفي الاستيعاب: أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس تُكنّى أم خالد مشهورة بكنيتها، ولدت بأرض الحبشة، تزوجها الزبير بن العوام، وولدت له عمرو بن الزبير، وخالد بن الزبير، وبه كانت تُكنّى، روت عن النبي(ص) أنها سمعته يتعوذ من عذاب القبر انتهى. ولم يعلم أنها من شرط كتابنا.
32- أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية:
تابعية، لم تر النبي(ص)، ورأت أصحابه، وهي من أهل الكوفة، معروفة بالذكاء، والفصاحة، والبلاغة، والولاء، لأمير المؤمنين(ع)، وحضرت معه حرب صفين، روى صاحب بلاغات النساء قال: حدثني عبد الله بن سعد، حدثنا إبراهيم بن عبد الله المقدمي، أخبرنا محمد بن الفضل المكي، أخبرنا إبراهيم بن محمد الشافعي، عن خالد بن الوليد المخزومي، عن سعد بن حذاقة الجمحي وحدثونيه، عن العباس بن بكار، عن عبيد الله بن عمر الغساني، عن الشعبي.
ورواه ابن عبد ربه في العقد الفريد، عن عبد الله بن عمر الغساني، عن الشعبي قال: كتب معاوية إلى واليه بالكوفة أن أوفد علي أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية برحلة محمودة الصحبة غير مذمومة العاقبة واعلم أني مجازيك بقولها فيك بالخير خيرا وبالشر شرا، فلما ورد عليه الكتاب ركب إليها فأقرأها إياه، فقالت أما أنا فغير زائغة عن طاعة ولا معتلة بكذب، ولقد كنت أحب لقاء أمير المؤمنين لأمور تختلج في صدري تجري مجرى النفس، يغلي بها غلي المرجل بحب البلسن، يوقد بجزل السمر، فلما شيعها وأراد مفارقتها قال لها يا أم الخير إنّ معاوية قد ضمن لي عليه أن يقبل قولك في بالخير خيرا وبالشر شرا، فانظري كيف تكونين، قالت: يا هذا لا يطمعك والله برك بي في تزويقي الباطل ولا تؤيسنك معرفتك إياي أن أقول فيك غير الحق فسارت خير مسير فلما قدمت على معاوية. أنزلها مع الحرم ثلاثا ثم أذن لها في اليوم الرابع، وجمع لها الناس فدخلت عليه، فقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال: وعليك السلام وبالرغم والله منك دعوتني بهذا الاسم، فقالت: مه يا هذا فإنّ بديهة السلطان مدحضة لما يحب علمه، قال صدقت يا خالة وكيف رأيت مسيرك، قالت لم أزل في عافية وسلامة، حتى أوفدت إلى ملك جزل وعطاء بذل، فأنا في عيش أنيق عند ملك رفيق، فقال معاوية بحسن نيتي ظفرت بكم وأعنت عليكم، قالت: مه يا هذا لك والله من دحض المقال ما تردي عاقبته، قال ليس لهذا أردناك، قالت إنما أجري في ميدانك إذا أجريت شيئا أجريته فاسأل عما بدا لك، قال كيف كان كلامك يوم قُتل عمار بن ياسر، قالت لم أكن والله رويته قبل ولا زورته بعد، وإنما كانت كلمات نفثها لساني حين الصدمة، فإن شئت أن أحدث لك مقالا غير ذلك فعلت، قال لا أشأ ذلك، ثم التفت إلى أصحابه فقال أيكم يحفظ كلام أم الخير، قال رجل من القوم أنا أحفظه يا أمير المؤمنين كحفظي سورة الحمد، قال هاته قال نعم كأني بها يا أمير المؤمنين وعليها برد زبيدي كثيف الحاشية، وهي على جمل أرمك وقد أحيط حولها حواء وبيدها سوط منتشر الظفرة، وهي كالفحل يهدر في شقشقته.
تقول: "يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم، إنّ الله قد أوضح لكم الحق وأبان الدليل، ونوّر السبيل، ورفع العلم، فلم يدعكم في عمياء مبهمة، ولا سوداء مدلهمة، فإلى أين تريدون رحمكم الله أفرارا عن أمير المؤمنين، أم فرارا من الزحف، أم رغبة عن الإسلام، أم ارتدادا عن الحق، أما سمعتم الله عز وجل يقول ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم، ثم رفعت رأسها إلى السماء، وهي تقول: اللهم قد عيل الصبر، وضعف اليقين، وانتشر الرعب، وبيدك يا رب أزمة القلوب، فاجمع اللهم الكلمة على التقوى، وألف القلوب على الهدى، واردد الحق إلى أهله، هلموا رحمكم الله إلى الإمام العادل والوصي الوفي، والصديق الأكبر، إنها إحن بدرية وأحقاد جاهلية، وضغائن أحدية، وثب بها معاوية حين الغفلة، ليدرك بها ثارات بني عبد شمس.
ثم قالت: قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون صبرا، معشر الأنصار والمهاجرين، قاتلوا على بصيرة من ربكم وثبات من دينكم، وكأني بكم غداً، وقد لقيتم أهل الشام كحمر مستنفرة، فرت من قسورة، لا تدري أين يسلك بها من فجاج الأرض، باعوا الآخرة بالدنيا، واشتروا الضلالة بالهدى، وباعوا البصيرة بالعمى، وعما قليل ليصبحن نادمين، حتى تحل بهم الندامة، فيطلبون الإقالة، ولات حين مناص، أنه والله من ضل عن الحق، وقع في الباطل، ومن لم يسكن الجنة نزل النار.
أيها الناس! إنّ الأكياس استقصروا عمر الدنيا فرفضوها، واستبطأوا مدة الآخرة فسعوا لها، والله أيها الناس لولا أن تبطل الحقوق، وتعطّل الحدود، ويظهر الظالمون، وتقوى كلمة الشيطان لما اخترنا ورود المنايا على خفض العيش وطيبه، فإلى أين تريدون رحمكم الله، عن ابن عم رسول الله(ص)، وزوج ابنته، وأبي ابنيه، خلق من طينته، وتفرع من نبعته، وخصه بسره، وجعله باب مدينته وعَلَم المسلمين، وأبان ببغضه المنافقين، فلم يزل كذلك يؤيده الله عز وجل بمعونته، ويمضي على سنن استقامته، لا يعرج لراحة الدأب، وها هو ذا مفلق الهام، ومكسر الأصنام، صلّى والناس مشركون، وأطاع والناس مرتابون، فلم يزل كذلك حتى قتل مبارزي بدر، وأفنى أهل أحد، وهزم الأحزاب، وقتل الله به أهل خيبر، وفرّق جمع هوازن، فيا لها من وقائع زرعت في قلوب قوم نفاقاً، ورِدّة، وشقاق، وزادت المؤمنين إيماناً، قد اجتهدت في القول، وبالغت في النصيحة، وبالله التوفيق وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فقال معاوية والله يا أم الخير ما أردت بهذا الكلام إلا قتلي، والله لو قتلتك ما حرجت في ذلك، وقالت والله ما يسؤني يا ابن هند أن يجري الله ذلك على يدي من يسعدني لله بشقائه، قال هيهات يا كثيرة الفضول، ما تقولين [...]
قال المؤلف: يقصد معاوية باستدعائه أمثال أم الخير من شديدي الموالاة لأمير المؤمنين(ع) أمرين:
الأول: تبكيتهن وإظهار الشماتة[...].
والثاني: إظهار الحلم على من لا يخاف منه ولا يخشى سطوته، ولو كان حليما لما فعل ما فعل بعبد الله بن هاشم المرقال وبحجر وأصحابه وبعمرو بن الحمق وغيرهم.
33- أم الخير بنت عبد الله بن الإمام الباقر(ع):
نقل ابن داود في رجاله، عن رجال الشيخ، أنه عدّها من أصحاب الصادق(ع)، قال الميرزا في الرجال الكبير والوسيط، والظاهر أنها أم الحسن المتقدمة انتهى. وذلك لانفراد ابن داود بنقلها، وكون كتابه كثير الأغلاط فصحف أم الحسن بأم الخير.
34- أم داود:
التي ينسب إليها عمل داود في اليوم الخامس عشر من رجب، اسمها حبيبة وتُكنّى أم خالد البربرية، وقيل اسمها فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم، ويحتمل كون فاطمة أم داود، وحبيبة مرضعته كما مر في أم خالد.
35- أم ذريح العبدية:
قال ابن أبي الحديد قال أبو مخنف أن عليا(ع) دفع مصحفا يوم الجمل إلى غلام اسمه مسلم ليدعو أهل الجمل إلى ما فيه فقطعوا
وفي رواية الطبري في تاريخه أن التي رثته هي أمه قال:
إن أم الفتى قالت ترثيه:
ويمكن أن يكون كل من أمه وأم ذريح قد رثته والله أعلم.
35- السيدة أم رستم:
زوجة فخر الدولة، وأم مجد الدولة أبي طالب رستم، وأخيه عين الدولة أبي شجاع أحمد، ولدي فخر الدولة علي بن الحسين بن بويه الديلمي. توفيت سنة 419 في العراق كما ذكر ابن الأثير. لم نعرف اسمها.
في كتاب "أحسن القصص ودافع الغصص" لأحمد بن نصر الله الدبيلي التتوي السندي، المعروف بقاضي زاده، كما في نسخة مخطوطة في الخزانة الرضوية، أنها كانت مدبرة، عاقلة زمانها، وحكمت العراق عدة سنين بالاستقلال، فأمنت البلاد، وأرسلت نواباً إلى كل واحد من السلاطين، وكانت تجيب أجوبة شافية بدون مشورة أحد انتهى.
وفي مسودة الكتاب، ولا أدري الآن من أين نقلته، أنها كانت هي المالكة للأمر في الري وتوابعها، وكان ولدها مجد الدولة إذ ذاك طفلاً صغيراً، فلما كبر دخل في مهام الأمور، وبعد مدة جعل يخالف أمه، فجاءت سرا إلى كردستان ونزلت عند حاكمها بدر بن حسنويه، فأكرمها وجهزت الجيوش لحرب ابنها وتوجهت نحو الري، وجاء ولدها مجد الدولة لحرب أمه فكانت لها الغلبة عليه، فأخذت مجد الدولة، واستقر ملكها في البلاد، وعمّرت ما كان خراباً، واشتغلت بإصلاح المملكة على أحسن وجه، وكانت تكاتب الملوك والوزراء.
وفي أحسن القصص المتقدم ذكره أنه كتب إليها السلطان محمود الغزنوي يطلب منها أن تكون الخطبة والسكة في العراق باسمه وإلا فالحرب، فكتبت إليه في الجواب بعد الامتناع عن ذلك أنه إلى وقت كان زوجي فيه حيا كان في الأمر دغدغة، وهو أنه إذا أمر السلطان بهذا فما يكون التدبير، أما اليوم فقد فرغت من هذه الدغدغة، فإنّ السلطان عاقل يعلم أن الحرب يجوز فيها أن يكون غالبا ومغلوبا، فإن تكن أنت الغالب فلا فخر لك لأنه يقال أنك غلبت امرأة، وإن تكن الأخرى يكن العار عليك لأن امرأة غلبتك، فكان هذا الجواب رادعا له عن حربها، وما دامت في الحياة لم يكن له عزم على فتح العراق انتهى.
وبعد مدة عفت عن مجد الدولة وجعل يباشر الأمور، ولكنما أزمة الأمور كانت بيدها، ونصّبت ابنها الآخر شمس الدولة حاكما في همذان، وأبا جعفر كاكويه حاكما على أصفهان، وكانت الأمور منتظمة على عهدها على أحسن وجه، فلما توفيت اختل أمر الملك فاستولى السلطان محمود الغزنوي في حدود سنة 420 على العراق، وأخذ مجد الدولة وابنه أسور وخواصه وقيدهم، وأرسلهم إلى غزنة انتهى.
وفي مجمع الآداب ومعجم الألقاب، لعبد الرزاق بن الفوطي، قال أبو إسحاق الصابي في تاريخه: كان أهل أصبهان قد شغبوا على المتولين، وأشير على السيدة أم مجد الدولة رستم بأن يسيروا إلى أصفهان بعض الأهل، فاتفقوا على إنفاذ ولدها عين الدولة أبي شجاع أحمد فسكن البلد بوروده، ثم إنّ أهل أصبهان عادوا إلى ما كانوا عليه، ولما علمت السيدة بذلك أنفذت إلى أصفهان ابن خالها علاء الدولة محمدا في شهر شوال فساس الناس أحسن سياسة انتهى.
وقال ابن الأثير: أنه لما توفي زوجها فخر الدولة كانت مفاتيح الخزائن بالري عندها، مما يدل على تسلطها في أيام زوجها.
36- أم رعلة القشيرية:
في الإصابة: رعلة بكسر أوله وسكون المهملة. وفي أسد الغابة: أم رعلة القشيرية أوردها جعفر المستغفري، روى باسناد ضعيف عن الأوزاعي، عن عطاء، عن ابن عباس قال: وفدت إلى النبي(ص) امرأة يُقال لها أم رعلة القشيرية، وكانت امرأة ذات لسان وفصاحة، فقالت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، إنا ذوات الخدور، ومحل أزر البعول، ومربيات الأولاد، وممهدات المهاد، ولا حظّ لنا في الجيش الأعظم، فعلّمنا شيئاً يقربناً إلى الله عز وجل فقال لها النبي(ص) عليكنّ بذكر الله عز وجل آناء الليل وأطراف النهار، وغضّ البصر، وخفض الصوت. الحديث أخرجه أبو موسى انتهى.
وفي الإصابة بعد ما أورد الحديث كما مر قال وفيه، وقالت يا رسول الله إني امرأة مقينة أقين النساء وأزينهن لأزواجهن، فهل هو حوب فأثبط عنه، فقال لها يا أم رعلة قينيهن وزينيهن إذا كسدن. ثم غابت في حياة رسول الله(ص)، وأقبلت في أيام الردّة، فذكر لها قصة في الحزن على النبي(ص) وتطوافها بالحسن والحسين أزقة المدينة تبكي عليه، وأنشد لها مرثية منها:
قال ثم ساق أبو موسى بسنده عن ابن عياش: قدمت القشيرية مع زوجها أبي رعلة، وكانت امرأة بدوية، ذات لسان، فكان النبي(ص) بها معجبا، وذكر نحوه، وقال في آخر الحديث فهاجت المدينة مأتما فلم يبق دار من دُور الأنصار إلا وأهلها يبكون انتهى.
ومن تطوافها بالحسنين(ع) وخطابها الزهراء(ع)بهذا الشعر قد يستظهر أنها من شرط كتابنا.
37- أم رومان:
في الاستيعاب: توفيت زعموا في ذي الحجة سنة 4 أو 5 عام الخندق، وقال الزبير سنة 6، وفي الإصابة أن وفاتها متأخرة عن سنة 8؛ لأن لها ذكرا في حديث التخيير الذي كان سنة 9.
عدّها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص)، وفي الاستيعاب: أم رومان يقال بفتح الراء وضمها، هي بنت عامر بن عويمر، بن عبد شمس، بن عتاب، بن أذينة، بن سبيع، بن دهمان، بن الحارث، بن غنم، بن مالك، بن كنانة، هكذا نسبها مصعب وخالفه غيره. امرأة أبي بكر الصديق وأم عائشة وعبد الرحمن ابنيه، ثم قال نزل رسول الله(ص) قبرها واستغفر لها وقال اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك.
ثم روى خبر هجرتها وروى أيضا ما حاصله أنه لما هاجر النبي(ص) أرسل أبا رافع مولاه فأحضر ابنتيه فاطمة وأم كلثوم انتهى. والمروي كما مر في الجزء الثاني أن الذي أحضر الفواطم وفيهن فاطمة الزهراء هو علي بن أبي طالب وهو الموافق للاعتبار، ثم حكى عن الواقدي أن أم رومان كانت تحت عبد الله بن الحارث، بن سبنجرة، بن جرثومة الخير، بن غادية، بن مرة الأزدي فمات فخلف عليها أبو بكر انتهى.
وفي أسد الغابة قال ابن إسحاق أم رومان اسمها زينب بنت عبد بن دهمان أحد بني فراس بن غنم. ثم قال اختلف في اسمها فقيل زينب وقيل دعد انتهى.
وفي الطبقات الكبير لابن سعد أسلمت أم رومان بمكة قديما وبايعت وهاجرت إلى المدينة مع أهل رسول الله(ص) وولده وأهل أبي بكر، وكانت امرأة صالحة وتوفيت في عهد النبي(ص) بالمدينة في ذي الحجة سنة 6 من الهجرة انتهى. ولم يُعلم أنها من شرط كتابنا.
38- أم سعيد الأحمسية:
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق(ع) أم سعيد الأحمسية أم ولد لجعفر بن أبي طالب انتهى. وعن كامل الزيارة أنه روى فيه عن ابن أبي عمير ويونس بن يعقوب وأبي داود المسترق وحسين الأحمسي وأحمد بن رزق الغمشاني عنها عن الصادق(ع).
39- أم سلمة أم المؤمنين:
اسمها هند بنت أبي أمية حذيفة وقيل سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وفي الاستيعاب يقال اسمها رملة وليس بشيء.
40- أم سلمة بنت الإمام أبي جعفر محمد الباقر(ع):
كانت زوجة محمد الأرقط بن عبد الله الباهر بن الإمام زين العابدين(ع) وولدت له إسماعيل بن محمد الأرقط ولها خبر مع أخيها الإمام جعفر الصادق ع حين مرض ولدها إسماعيل فعلمها أخوها الصادق(ع) دعاء فشفي ولدها ذكرناه في ترجمة إسماعيل المذكور.
41- أم سلمة أم محمد بن مهاجر الثقة من أصحاب الصادق(ع):
في التعليقة: يروي ابن أبي عمير عنها عن الصادق(ع) انتهى.
وفي العلل أخبرني علي بن حاتم حدثنا العباس بن محمد عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن مهاجر، عن أمه أم سلمة قالت: خرجت إلى مكة فصحبتني امرأة من المرجئة، فلما أتينا الربذة أحرم الناس وأحرمت معهم، فأخرت إحرامي إلى العقيق، فقالت يا معشر الشيعة تخالفون في كل شيء، يحرم الناس من الربذة وتحرمون من العقيق، وكذلك تخالفون في الصلاة على الميت يكبر الناس أربعا وتكبرون خمسا، وهي تشهد على الله أن التكبير على الميت أربع، قالت فدخلت على أبي عبد الله(ع) فقلت له أصلحك الله صحبتني امرأة من المرجئة، فقالت كذا وكذا فأخبرته بمقالتها، فقال أبو عبد الله(ع) كان رسول الله(ص) إذا صلّى على الميت كبّر فتشهد، ثم كبّر فصلى على النبي ودعا، ثم كبّر واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ثم كبّر فدعا للميت، ثم يكبر وينصرف، فلما نهاه الله عن الصلاة على المنافقين كبّر وتشهد، ثم كبّر فصلى على النبي، ثم كبّر فدعا للمؤمنين والمؤمنات، ثم كبّر الرابعة وانصرف ولم يدع للميت انتهى. وهو كما تراه صريح في تشيعها ويؤيده كون ولدها محمد وابنه إسماعيل من الشيعة.
42- أم سليط:
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص)، وفي الاستيعاب أم سليط امرأة من المبايعات، حضرت مع رسول الله(ص) يوم أحد. قال عمر بن الخطاب كانت تزفر لنا القرب يوم أحد انتهى. أي تحمل القرب المملوءة ماء.
وفي الإصابة: هي أم قيس بنت عبيد ذكر ذلك ابن سعد كما يأتي في حرف القاف، ثم ذكر غيره أنها تزوجت بعد أبي سليط مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري فولدت له أبا سعيد، فهو أخو سليط بن أبي سليط لأمه انتهى. ولم يعلم أنها من شرط كتابنا.
43- أم سليم:
عدّها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص) وذكر في الإصابة ست نساء صحابيات تكنى كل منهن أم سليم وهنّ أم سليم بنت حكيم، وأم سليم بنت خالد بن يعيش، وأم سليم بنت سحيم الغفارية، وأم سليم بنت عمرو بن عباد، وأم سليم بنت قيس بن عمرو، وأم سليم بنت ملحان.
وفي الاستيعاب وأسد الغابة ذكر اثنتين فقط وهما أم سليم بنت سحيم اسمها أمة أو أمية بنت أبي الحكم الغفارية، وأم سليم بنت ملحان، والظاهر أنّ الثانية هي التي أرادها الشيخ لاشتهارها من بينهن.
في الاستيعاب أم سليم بنت ملحان بن خالد، بن زيد، بن حرام، بن جندب، بن عامر، بن غنم، بن عدي، بن النجار، اختُلف في اسمها، فقيل سهلة، وقيل رميلة، وقيل رميثة، وقيل مليكة، ويقال الغميصاء أو الرميصاء. كانت تحت مالك بن النضر أبي أنس بن مالك في الجاهلية فولدت له أنس بن مالك، فلما جاء الإسلام أسلمت مع قومها وعرضت الإسلام على زوجها فغضب عليها وخرج إلى الشام فهلك هناك، ثم خلف عليها بعده أبو طلحة الأنصاري خطبها مشركا، فلما علم أنه لا سبيل له إليها إلا بالإسلام أسلم وتزوجها وحسن إسلامه، فولدت له غلاما مات صغيراً، ثم ولدت له عبد الله ابن أبي طلحة فبورك فيه وهو والد إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الفقيه وأخوته وكانوا عشرة كلهم حمل عنه العلم، وروت أم سليم عن النبي(ص) أحاديث وكانت من عقلاء النساء، روى عنها ابنها أنس انتهى.
وفي أسد الغابة خطبها أبو طلحة الأنصاري وهو مشرك، فقالت أما إني فيك لراغبة وما مثلك يرد ولكنك كافر وأنا امرأة مسلمة فإن تسلم فلك مهري ولا أسألك غيره فأسلم وتزوجها.
وفي الإصابة بسنده أنّ أبا طلحة خطب أم سليم، أعني قبل أن يسلم، فقال يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده نبت من الأرض قال: بلى، قالت: أفلا تستحي تعبد شجرة إن أسلمت فإني لا أزيد منك صداقا غيره، فأسلم. وبسنده أن النبي(ص) كان يزور أم سليم فتتحفه بالشيء للترف تصنعه له، وأنه قال إني أرحمها قتل أخوها وأبوها معي. قال وكانت تغزو مع رسول الله(ص) ولها قصص مشهورة منها ما أخرجه ابن سعد أنها اتخذت خنجرا يوم حنين فقال أبو طلحة يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر فقالت اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه، ومنها لما مات ولدها من أبي طلحة فلما سأل عنه قالت هو أسكن ما كان فظن أنه عوفي وقام فأكل ثم تزينت له وتطيبت فلما أصبح قالت له احتسب ولدك، فذكر ذلك للنبي(ص) فقال بارك الله لكما في ليلتكما فجاءت بولد هو عبد الله بن أبي طلحة فأنجب ورزق أولادا أقرأ القرآن منهم عشرة، ولما قدم النبي(ص) المدينة قالت يا رسول الله هذا أنس يخدمك انتهى. ولم يُعلم أنها من شرط كتابنا.
44- أم سنان بنت خيثمة بن خرشة المذحجية:
في كتاب بلاغات النساء: أبو عبد الله محمد بن زكريا حدثنا العباس بن بكار، حدثني عبد الله بن سليمان المديني عن أبيه، عن سعيد بن حذاقة، ورواه ابن عبد ربه في العقد الفريد عن سعيد بن أبي حذاقة قال: حبس مروان بن الحكم غلاما من بني ليث في جناية جناها بالمدينة فأتته جدة الغلام أم أبيه وهي أم سنان بنت خيثمة بن خرشة المذحجية فكلمته في الغلام، فأغلظ لها مروان فخرجت إلى معاوية فدخلت عليه فانتسبت له فقال مرحبا بك يا بنت خيثمة ما أقدمك أرضي وما عهدتك تنشئين قربي وتحضين علي عدوي، قالت يا أمير المؤمنين إن لبني عبد مناف أخلاقا طاهرة وأعلاما ظاهرة، لا يجهلون بعد علم، ولا يسفهون بعد حلم، ولا يتعقبون بعد عفو، فأولى الناس باتباع سنن آبائه لأنت، قال صدقت نحن كذلك فكيف قولك:
قالت كان ذلك يا أمير المؤمنين وإنا لنطمع بك خلفا فقال رجل من جلسائه كيف ذلك يا أمير المؤمنين وهي القائلة أيضا:
45- أم السيدين الرضي والمرتضى:
اسمها فاطمة بنت الناصر أبي محمد الحسن بن أحمد.
46- أم السيدين علي وأحمد ابني موسى بن جعفر بن طاوس:
في رياض العلماء: أم السيد ابن طاوس كانت من أجلّة العلماء، ذكرها بعض تلامذة الشيخ علي الكركي في رسالته المعمولة في ذكر أسامي المشايخ فقال ومنهم أم السيد ابن طاوس علي وهي بنت الشيخ الطوسي، أجاز لها جميع مصنفاته وروايته ويثني عليها بالفضل انتهى. والعبارة المنقولة في الرياض عن تلك الرسالة كانت ناقصة لأنه نقلها عن نسخة فيها سقم.
والمظنون أن صوابها ما ذكرناه ولها أخت أخرى من أهل العلم والفضل، ومرتا في ج 6 بعنوان ابنتا الشيخ الطوسي، ويأتيان في أم محمد بن إدريس، وقد أجازاهما أبوهما وأخوهما بجميع مصنفاتهما ورواياتهما وأثنيا عليهما بالفضل.
47- أم شريك:
عدّها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص) والنساء التي تُكنّى بأم شريك من الصحابيات أكثر من واحدة ولا يُعلم أنّ واحدة منهنّ من شرط كتابنا وهنّ:
48- أم شريك بنت أنس:
بن رافع بن امرئ القيس بن زيد الأنصاري من بني عبد الأشهل. في أسد الغابة بايعت رسول الله(ص) قاله ابن حبيب.
49- أم شريك بنت جابر بن حكيم:
في الطبقات الكبير لابن سعد: أم شريك واسمها غزية بنت جابر بن حكيم، كان محمد بن عمر الواقدي يقول: هي من بني معيص بن عامر بن لؤي، وكان غيره يقول هي دوسية من الأزد، ثم روى عن الواقدي بسنده: كانت أم شريك امرأة من بني عامر بن لؤي معيصية، وإنها وهبت نفسها لرسول الله(ص) فلم يقبلها، فلم تتزوج حتى ماتت، ثم روى بسنده أن النبي(ص) تزوج أم شريك الدوسية، وبسنده أنّ المرأة التي وهبت نفسها للنبي(ص) هي أم شريك امرأة من الأزد، وبسنده أنّ المرأة في قوله تعالى: وامرأة مؤمنة الآية هي أم شريك الدوسية.
وبسنده في حديث طويل حاصله أنه أسلم أبو العكر زوج أم شريك غزية بنت جابر الدوسية من الأزد، فهاجر مع دوس حين هاجروا، فجاء أهله إلى أم شريك فقالوا لعلك على دينه، قالت: أي والله، فعذبوها يطعمونها الخبز بالعسل ولا يسقونها، ووضعوها في الشمس وهم قائظون ثلاثة أيام قالت حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري، وقالوا لها في اليوم الثالث اتركي ما أنت عليه، فأشارت بإصبعها إلى السماء بالتوحيد، وقد بلغ بها الجهد إذ وجدت برد دلو على صدرها فشربت ثم رفع، ثم دلي فشربت هكذا ثلاث مرات، وأهرقت عليها منه، فنظروا إليها فقالوا من أين لك هذا يا عدوة الله، قالت إنّ عدوة الله غيري، هذا من عند الله، فأسرعوا إلى قربهم وأداوهم فوجدوها موكاة فأسلموا.
قال وهي التي وهبت نفسها للنبي(ص) وهي من الأزد وكانت جميلة فقبلها النبي(ص)، فقالت عائشة ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خير، قالت أم شريك أنا تلك فسماها الله مؤمنة أن وهبت نفسها للنبي، فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة إن الله ليسرع لك في هواك.
قال محمد بن عمر الواقدي رأيت من عندنا يقولون أن هذه الآية نزلت في أم شريك وأنّ الثبت عندنا أنها امرأة من دوس من الأزد إلا في رواية أنها من بني عامر بن لؤي معيصية، وقال روت أم شريك عن رسول الله(ص) أحاديث منها بالإسناد عن سعيد بن المسيب عنها أمر رسول الله(ص) بقتل الوزغان انتهى.
وفي الاستيعاب: أم شريك القرشية العامرية اسمها غزية، وقيل غزيلة بنت دودان بن عوف، بن عمرو، بن عامر، بن رواحة، بن حجر ويُقال حجر بن عبد، بن معيص، بن عامر، بن لؤي، وقيل في نسبها أم شريك بنت عوف، بن جابر، بن ضباب، بن حجر، بن عبد، بن معيص، بن عامر، بن لؤي.
يُقال أنها التي وهبت نفسها للنبي (ص) واختلف في ذلك وقيل في جماعة سواها ذلك، روى عنها سعيد بن المسيب، وجابر بن عبد الله، يقال أنها المذكورة في حديث فاطمة بنت قيس بقوله(ع) اعتدي في بيت أم شريك.
وقد ذكرها بعضهم في أزواج النبي(ص) ولا يصح من ذلك شيء لكثرة الاضطراب فيه، ومن زعم أن النبي(ص) تزوجها قال كان ذلك بمكة وكانت عند أبي العكر بن سمي بن الحارث الأزدي فولدت له شريكا، وقيل كانت تحت الطفيل بن الحارث فولدت له شريكا، والأول أصح، وقيل أنّ أم شريك الأنصارية تزوجها رسول الله(ص) [...] انتهى.
وفي الإصابة غزيلة بالتصغير وغزية بتشديد اللام وقيل بفتح أوله، قال أبو عمر من زعم أن رسول الله(ص) نكحها قال كان ذلك بمكة انتهى. وهو عجيب فإن قصة الواهبة نفسها إنما كانت بالمدينة.
وفي أسد الغابة أم شريك الدوسية من المهاجرات ذكرها ابن منده، وقال أبو نعيم هي عندي العامرية انتهى.
وفي الإصابة فعلى هذا تكون نسبتها إلى بني عامر من طريق المجاز مع أنه يحتمل العكس بأن تكون قرشية عامرية فتزوجت في دوس، ثم قال والذي يظهر أن أم شريك واحدة اختلف في نسبتها أنصارية أو عامرية من قريش، أو أسدية من دوس، واجتماع هذه النسب الثلاث ممكن. كان يقول قرشية تزوجت في دوس فنسبت إليهم، ثم تزوجت في الأنصار فنسبت إليهم، أو لم تتزوج بل هي نسبت أنصارية بالمعنى الأعم انتهى.
50- أم شريك بنت جابر الغفارية:
في الاستيعاب ذكرها أحمد بن صالح البصري في أزواج النبي(ص) هكذا انتهى.
وفي أسد الغابة قال ابن حبيب بايعت النبي(ص).
51- أم شريك بنت خالد:
أم شريك بنت خالد بن خنيس، بن لوذان، بن عبد ود، بن زيد، بن ثعلبة، بن الخزرج، بن ساعدة.
في الطبقات الكبير لابن سعد تزوجها أنس بن رافع، بن امرئ القيس، بن زيد، بن عبد الأشهل، فولدت له الحارث بن أنس، وأسلمت وبايعت رسول الله(ص) انتهى.
وفي أسد الغابة بايعت رسول الله(ص) قاله ابن حبيب انتهى.
52- أم عبد الله بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق(ع):
في معجم البلدان: بالقرافة الصغرى في مصر مشهد فيه قبر يحيى بن الحسين بن زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وقبر أم عبد الله بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق.
53- أم عثمان:
اسمها جويرية، روى الكليني في الكافي في باب أنّ الولاء لمن أعتق عن بكر بن محمد الأزدي عن جويرية قالت مر بي أبو عبد الله(ع) وأنا في المسجد الحرام انتظر مولى لنا فقال لي يا أم عثمان الحديث.
54- أم عمر بنت الصلت:
قال ابن الأثير: كانت تتشيع فأتت زيدا يوم خرج بالكوفة تسلم عليه، وكانت جميلة حسناء قد دخلت في السن ولم يظهر عليها فخطبها زيد إلى نفسه، فاعتذرت بالسن وقالت لي ابنة هي أجمل مني وأبيض وأحسن دلا وشكلا فضحك زيد ثم تزوجها. وكانت ابنتها تلك هي ابنة عبد الله بن أبي العنبس الأزدي انتهى.
55- أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب:
في مناقب ابن شهرآشوب عن عبد الملك بن عمير والحاكم والعباس قالوا خطب لحسن(ع) عائشة بنت عثمان فقال مروان أزوجها عبد الله بن الزبير، فلما قبض الحسن(ع) ومضت أيام من وفاته كتب معاوية إلى مروان، وهو عامله على الحجاز، يأمره أن يخطب أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر لابنه يزيد، فأتى عبد الله بن جعفر فأخبره بذلك فقال عبد الله إن أمرها ليس إلي إنما هو إلى سيدنا الحسين(ع) وهو خالها، فأخبر الحسين بذلك فقال أستخير الله تعالى اللهم وفق لهذه الجارية رضاك من آل محمد فلما اجتمع الناس في مسجد رسول الله(ص) أقبل مروان حتى جلس إلى الحسين(ع) وعنده من الجلة وقال: إن أمير المؤمنين أمرني أن أخطب أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر لابنه يزيد وأن أجعل مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ مع صلح ما بين هذين الحيين مع قضاء دين أبيها واعلم أن من يغبطكم بيزيد أكثر ممن يغبطه بكم، والعجب كيف يستمهر يزيد وهو كفو من لا كفو له، وبوجهه يستسقى الغمام فرد خيرا يا أبا عبد الله، فقال الحسين(ع): الحمد لله الذي اختارنا لنفسه وارتضانا لدينه واصطفانا على خلقه ثم قال: يا مروان قد قلت فسمعنا أما قولك مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنة رسول الله(ص) في بناته ونسائه وأهل بيته وهو اثنتا عشرة أوقية يكون أربعمائة وثمانين درهما، وأما قولك مع قضاء دين أبيها فمتى كان نساؤنا يقضين عنا ديوننا، وأما صلح ما بين هذين الحيين فإنا قوم عاديناكم في الله فلم نكن نصالحكم للدنيا فلعمري لقد أعيا النسب فكيف السبب، وأما قولك العجب ليزيد كيف يستمهر فقد استمهر من هو خير من يزيد ومن أبي يزيد ومن جد يزيد، وأما قولك أن يزيد كفو من لا كفو له فمن كان كفوه اليوم ما زادته إمارته في الكفاءة شيئا، وأما قولك بوجهه يستسقى الغمام فإنما كان ذلك بوجه رسول الله(ص)، وأما قولك من يغبطنا به أكثر ممن يغبطه بنا فإنما يغبطنا به أهل الجهل ويغبطه بنا أهل العقل، ثم قال فاشهدوا أني قد زوجت أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر على أربعمائة وثمانين درهما وقد نحلتها ضيعتي بالمدينة، أو قال أرضي بالعقيق وإن غلتها في السنة ثمانية آلاف ففيها لهما غنى إن شاء الله.
قال فتغير وجه مروان وقال: عذرا يا بني هاشم تأبون الا العداوة فذكره الحسين (ع)خطبة أخيه الحسن عائشة وفعله، ثم قال فأين موضع الغدر يا مروان؟ فقال مروان: أردنا صهركم لنجد ودا قد أخلقه به حدث الزمان فلما جئتكم فجبهتموني وبحتم بالضمير من الشنآن فأجابه ذكوان مولى بني هاشم:
وفي ترجمة أبي نيزر خبر خطبة معاوية أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر على ابنه يزيد بنحو من هذا مع بعض التفاوت وفي أول الخبر: تحدث الزبيريون وفي معجم البلدان بدله تحدث النيزريون ولعله هو الصواب، وحكى قبل ذلك عن محمد بن يزيد المبرد في الكامل أنه قال: رووا أن علي بن أبي طالب(ع) لما أوصى إلى ابنه الحسن في وقف أمواله وأن يجعل فيها عين أبي نيزر والبغيبغة قال وهذا غلط لأن وقفه هذين الموضعين كان لسنتين من خلافته، أه أقول وكان في كتاب الوقف الذي كتبه أمير المؤمنين علي(ع) في وقف عين أبي نيزر والبغيبغة المتقدم هناك أن لا توهبا حتى يرثهما الله وهو خير الوارثين إلا أن يحتاج إليهما الحسن والحسين. فلذلك نحلهما الحسين(ع) أم كلثوم أما عدم بيعه لها من معاوية كما مر هناك فلأنه لم يشأ أن يملك معاوية ما تصدق به أبوه وإن جاز له ذلك.
56- أم وهب زوجة عبد الله بن عمير الكلبي:
كانت مع زوجها عبد الله المذكور في كربلاء مع الحسين(ع).
قال ابن الأثير: كان زوجها عبد الله بن عمير الكلبي قد أتى الحسين من الكوفة وسارت معه امرأته، فبرز يسار مولى زياد وسالم مولى عبيد الله بن زياد وطلبا البراز فخرج إليهما مع عبد الله المذكور وحمل على يسار فقتله، فحمل عليه سالم فضربه فاتقاه الكلبي بيده فأطار أصابع كفه اليسرى، ثم مال عليه الكلبي فقتله، وأخذت امرأته عمودا وكانت تسمى أم وهب وأقبلت نحو زوجها وهي تقول فداك أبي وأمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد، فردها فامتنعت وقالت لن أدعك دون أن أموت معك، فناداها الحسين فقال جزيتم من أهل بيت خيرا ارجعي رحمك الله ليس الجهاد إلى النساء، فرجعت انتهى.
57- أم عطية:
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص) وفي الطبقات الكبير لمحمد بن سعد كاتب الواقدي: أم عطية الأنصارية أسلمت وبايعت رسول الله(ص) وغزت معه وروت عنه.
قال محمد بن عمر الواقدي شهدت أم عطية خيبر مع رسول الله(ص)، ثم روى بسنده عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية قالت غزوت مع رسول الله(ص) سبع غزوات فكنت أصنع لهم طعامهم، وأخلفهم في رحالهم، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى. وبسنده عن حفصة عن أم عطية: لما ماتت زينب بنت رسول الله(ص) قال لنا النبي اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا، واجعلن في الخامسة، وفي رواية في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور، وإذا غسلتنها فأعلمنني، فلما غسلناها أعلمناه، فأعطانا حقوه فقال أشعرنها إياه، قال إسحاق الأزرق: حقوه إزاره.
وبسنده عن أم شراحيل مولاة أم عطية قالت كان علي بن أبي طالب(ع) يقيل عند أم عطية الخبر، ومن هذا قد يظن بأنها من شرط كتابنا.
وفي الاستيعاب: أم عطية الأنصارية اسمها نسيبة بنت الحارث، وقيل نسيبة بنت كعب، والثاني قاله يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وفيه نظر؛ لأن نسيبة بنت كعب كنيتها أم عمارة، تعد أم عطية في أهل البصرة كانت من كبار نساء الصحابة، وكانت تغزو كثيرا مع رسول الله(ص) تمرض المرضى وتداوي الجرحى، وشهدت غسل ابنة رسول الله(ص) وحكت ذلك فأتقنت وحديثها أصل في غسل الميت، وكان جماعة من الصحابة وعلماء التابعين بالبصرة يأخذون عنها غسل الميت، ولها عن النبي(ص) أحاديث روى عنها أنس بن مالك، ومحمد بن سيرين، وحفصة بنت سيرين انتهى.
ثم في أسد الغابة ذكر أم عطية العوصية قال وقيل أم عصمة والأول أكثر، وقال إنها التي روت حديث ما من مسلم يعمل ذنبا إلا وقف الملك الموكل بإحصاء ذنوبه ثلاث ساعات فإن استغفر الله من ذنبه ذلك لم يرفعه عليه يوم القيامة انتهى.
أما في الإصابة فلم يذكر غير أم عصمة وذكر أم عطية الأنصارية نسيبة وذكر بعدها أم عطية الأنصارية الخافضة، وقال أفردها ابن منده والمستغفري عن الأولى وجوز أبو موسى أنها هي التي قبلها انتهى.
فأم عطية كانت تقوم مقام الفرقة الصحية في الحرب، وجعل الرداء شعارا يدل على انتفاع الميت بما فيه بركة.
المصدر: أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين. ج3.
زوجة أمير المؤمنين ع وأم ولده العباس وإخوته. اسمها فاطمة بنت حرام بن خالد.
19- أم البنين والدة الرضا(ع):
اسمها سكن النوبة.
20- أم جعفر بنت محمد بن جعفر:
روى عنها عمار بن مهاجر وروت عن أسماء بنت عميس، كما ذكر في مشيخة الفقيه في طريقه إلى أسماء بنت عميس.
21- أم حبيب بنت أحمد بن موسى المبرقع بن محمد الجواد بن علي بن موسى بن جعفر(ع):
في الشجرة الطيبة عن تاريخ قم أنها جاءت من الكوفة إلى قم وكانت مع أولاد أخيها محمد الأعرج.
22- أم حبيبة بنت أبي سفيان صخر بن حرب زوجة النبي(ص):
اسمها رملة قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص أم حبيبة.
23- أم حرام بنت ملحان:
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص)، وفي الاستيعاب: أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار زوج عبادة بن الصامت وأخت أم سليم وخالة أنس بن مالك لا تقف لها على اسم صحيح، وكان رسول الله(ص) يكرمها، ويزورها في بيتها، ويقيل عندها، ودعا لها بالشهادة، فخرجت مع زوجها عبادة غازية في البحر، فلما وصلوا إلى جزيرة قبرص خرجت من البحر فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها، فماتت ودفنت في موضعها، وذلك في إمارة معاوية وخلافة عثمان، ولم يُعلم أنها من شرط كتابنا وذكرناها لذكر الشيخ لها.
24- أم الحسن بنت الشهيد محمد بن مكي:
اسمها فاطمة.
25- أم الحسن بنت الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر:
روت الحديث أخرج لها الحاكم في المستدرك في وفاة فاطمة الزهراء(ع) رواية عن أخيها جعفر بن محمد رواها عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عنها، ويمكن كونها بنت عبد الله الآتية ونسبت إلى جدها، ويؤيده أنهم لم يذكروا في أولاد الباقر(ع) من اسمها أم الحسن، أو تكنى باسم الحسن، وإنما ذكروا زينب وأم سلمة، وقيل أنّ أم سلمة هي زينب.
26- أم الحسن بنت عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين(ع):
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق(ع).
27- أم الحصين:
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص). وفي الاستيعاب: أم الحصين بنت إسحاق الأحمسية، روى عنها العيزار بن حريث ويحيى بن حصين، شهدت حجة الوداع انتهى. ولم يُعلم أنها من شرط كتابنا.
28- أم حكيم بنت عمرو بن سفيان الخولية:
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب علي(ع).
29- أم خالد:
قال الكشي حدثني محمد بن مسعود عن علي بن الحسن قال يوسف بن عمرو هو الذي قتل زيدا، وكان على العراق، وقطع يد أم خالد، وهي امرأة صالحة على التشيع وكانت مائلة إلى زيد بن علي(ع). حدثني محمد بن مسعود، حدثني علي بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبي بصير، قال كنت جالسا عند أبي عبد الله(ع) إذ جاءت أم خالد، التي كان قطعها يوسف لتستأذن عليه، فقال أيسرك أن تسمع كلامها، فقلت: نعم، جعلت فداك، فقال أما فائذن، فأجلسني على الطنفسة، ثم دخلت وتكلمت، فإذا هي امرأة بليغة، فسألته عن رجلين فقال لها توليهما، قالت فأقول لربي إذا لقيته أنك أمرتني بولايتهما، قال: نعم، قالت فإنّ هذا الذي معك على الطنفسة يأمرني بخلاف ذلك، وكثير النوا يأمرني به، فأيهما أحب إليك، قال هذا والله وأصحابه أحب إلي من كثير النوا وأصحابه، إنّ هذا يخاصم فيقول من لم يحكم بما أنزل الله الآيات الثلاث، فلما خرجت قال إني خشيت أن تذهب فتخبر كثير النوا فيشهرني بالكوفة، اللهم إني إليك من كثير النوا بريء في الدنيا والآخرة انتهى.
30- أم خالد البربرية:
اسمها حبيبة، وتُكنّى أم داود بابنها داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب(ع)، وقيل اسم أم داود فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم ويحتمل كون فاطمة أمه وحبيبة مرضعته وذكرتا في بابيهما.
31- أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص:
اسمها أمة بنت خالد عدها الشيخ في رجاله من أصحاب الرسول(ص) وفي الاستيعاب: أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس تُكنّى أم خالد مشهورة بكنيتها، ولدت بأرض الحبشة، تزوجها الزبير بن العوام، وولدت له عمرو بن الزبير، وخالد بن الزبير، وبه كانت تُكنّى، روت عن النبي(ص) أنها سمعته يتعوذ من عذاب القبر انتهى. ولم يعلم أنها من شرط كتابنا.
32- أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية:
تابعية، لم تر النبي(ص)، ورأت أصحابه، وهي من أهل الكوفة، معروفة بالذكاء، والفصاحة، والبلاغة، والولاء، لأمير المؤمنين(ع)، وحضرت معه حرب صفين، روى صاحب بلاغات النساء قال: حدثني عبد الله بن سعد، حدثنا إبراهيم بن عبد الله المقدمي، أخبرنا محمد بن الفضل المكي، أخبرنا إبراهيم بن محمد الشافعي، عن خالد بن الوليد المخزومي، عن سعد بن حذاقة الجمحي وحدثونيه، عن العباس بن بكار، عن عبيد الله بن عمر الغساني، عن الشعبي.
ورواه ابن عبد ربه في العقد الفريد، عن عبد الله بن عمر الغساني، عن الشعبي قال: كتب معاوية إلى واليه بالكوفة أن أوفد علي أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية برحلة محمودة الصحبة غير مذمومة العاقبة واعلم أني مجازيك بقولها فيك بالخير خيرا وبالشر شرا، فلما ورد عليه الكتاب ركب إليها فأقرأها إياه، فقالت أما أنا فغير زائغة عن طاعة ولا معتلة بكذب، ولقد كنت أحب لقاء أمير المؤمنين لأمور تختلج في صدري تجري مجرى النفس، يغلي بها غلي المرجل بحب البلسن، يوقد بجزل السمر، فلما شيعها وأراد مفارقتها قال لها يا أم الخير إنّ معاوية قد ضمن لي عليه أن يقبل قولك في بالخير خيرا وبالشر شرا، فانظري كيف تكونين، قالت: يا هذا لا يطمعك والله برك بي في تزويقي الباطل ولا تؤيسنك معرفتك إياي أن أقول فيك غير الحق فسارت خير مسير فلما قدمت على معاوية. أنزلها مع الحرم ثلاثا ثم أذن لها في اليوم الرابع، وجمع لها الناس فدخلت عليه، فقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال: وعليك السلام وبالرغم والله منك دعوتني بهذا الاسم، فقالت: مه يا هذا فإنّ بديهة السلطان مدحضة لما يحب علمه، قال صدقت يا خالة وكيف رأيت مسيرك، قالت لم أزل في عافية وسلامة، حتى أوفدت إلى ملك جزل وعطاء بذل، فأنا في عيش أنيق عند ملك رفيق، فقال معاوية بحسن نيتي ظفرت بكم وأعنت عليكم، قالت: مه يا هذا لك والله من دحض المقال ما تردي عاقبته، قال ليس لهذا أردناك، قالت إنما أجري في ميدانك إذا أجريت شيئا أجريته فاسأل عما بدا لك، قال كيف كان كلامك يوم قُتل عمار بن ياسر، قالت لم أكن والله رويته قبل ولا زورته بعد، وإنما كانت كلمات نفثها لساني حين الصدمة، فإن شئت أن أحدث لك مقالا غير ذلك فعلت، قال لا أشأ ذلك، ثم التفت إلى أصحابه فقال أيكم يحفظ كلام أم الخير، قال رجل من القوم أنا أحفظه يا أمير المؤمنين كحفظي سورة الحمد، قال هاته قال نعم كأني بها يا أمير المؤمنين وعليها برد زبيدي كثيف الحاشية، وهي على جمل أرمك وقد أحيط حولها حواء وبيدها سوط منتشر الظفرة، وهي كالفحل يهدر في شقشقته.
تقول: "يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم، إنّ الله قد أوضح لكم الحق وأبان الدليل، ونوّر السبيل، ورفع العلم، فلم يدعكم في عمياء مبهمة، ولا سوداء مدلهمة، فإلى أين تريدون رحمكم الله أفرارا عن أمير المؤمنين، أم فرارا من الزحف، أم رغبة عن الإسلام، أم ارتدادا عن الحق، أما سمعتم الله عز وجل يقول ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم، ثم رفعت رأسها إلى السماء، وهي تقول: اللهم قد عيل الصبر، وضعف اليقين، وانتشر الرعب، وبيدك يا رب أزمة القلوب، فاجمع اللهم الكلمة على التقوى، وألف القلوب على الهدى، واردد الحق إلى أهله، هلموا رحمكم الله إلى الإمام العادل والوصي الوفي، والصديق الأكبر، إنها إحن بدرية وأحقاد جاهلية، وضغائن أحدية، وثب بها معاوية حين الغفلة، ليدرك بها ثارات بني عبد شمس.
ثم قالت: قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون صبرا، معشر الأنصار والمهاجرين، قاتلوا على بصيرة من ربكم وثبات من دينكم، وكأني بكم غداً، وقد لقيتم أهل الشام كحمر مستنفرة، فرت من قسورة، لا تدري أين يسلك بها من فجاج الأرض، باعوا الآخرة بالدنيا، واشتروا الضلالة بالهدى، وباعوا البصيرة بالعمى، وعما قليل ليصبحن نادمين، حتى تحل بهم الندامة، فيطلبون الإقالة، ولات حين مناص، أنه والله من ضل عن الحق، وقع في الباطل، ومن لم يسكن الجنة نزل النار.
أيها الناس! إنّ الأكياس استقصروا عمر الدنيا فرفضوها، واستبطأوا مدة الآخرة فسعوا لها، والله أيها الناس لولا أن تبطل الحقوق، وتعطّل الحدود، ويظهر الظالمون، وتقوى كلمة الشيطان لما اخترنا ورود المنايا على خفض العيش وطيبه، فإلى أين تريدون رحمكم الله، عن ابن عم رسول الله(ص)، وزوج ابنته، وأبي ابنيه، خلق من طينته، وتفرع من نبعته، وخصه بسره، وجعله باب مدينته وعَلَم المسلمين، وأبان ببغضه المنافقين، فلم يزل كذلك يؤيده الله عز وجل بمعونته، ويمضي على سنن استقامته، لا يعرج لراحة الدأب، وها هو ذا مفلق الهام، ومكسر الأصنام، صلّى والناس مشركون، وأطاع والناس مرتابون، فلم يزل كذلك حتى قتل مبارزي بدر، وأفنى أهل أحد، وهزم الأحزاب، وقتل الله به أهل خيبر، وفرّق جمع هوازن، فيا لها من وقائع زرعت في قلوب قوم نفاقاً، ورِدّة، وشقاق، وزادت المؤمنين إيماناً، قد اجتهدت في القول، وبالغت في النصيحة، وبالله التوفيق وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فقال معاوية والله يا أم الخير ما أردت بهذا الكلام إلا قتلي، والله لو قتلتك ما حرجت في ذلك، وقالت والله ما يسؤني يا ابن هند أن يجري الله ذلك على يدي من يسعدني لله بشقائه، قال هيهات يا كثيرة الفضول، ما تقولين [...]
قال المؤلف: يقصد معاوية باستدعائه أمثال أم الخير من شديدي الموالاة لأمير المؤمنين(ع) أمرين:
الأول: تبكيتهن وإظهار الشماتة[...].
والثاني: إظهار الحلم على من لا يخاف منه ولا يخشى سطوته، ولو كان حليما لما فعل ما فعل بعبد الله بن هاشم المرقال وبحجر وأصحابه وبعمرو بن الحمق وغيرهم.
33- أم الخير بنت عبد الله بن الإمام الباقر(ع):
نقل ابن داود في رجاله، عن رجال الشيخ، أنه عدّها من أصحاب الصادق(ع)، قال الميرزا في الرجال الكبير والوسيط، والظاهر أنها أم الحسن المتقدمة انتهى. وذلك لانفراد ابن داود بنقلها، وكون كتابه كثير الأغلاط فصحف أم الحسن بأم الخير.
34- أم داود:
التي ينسب إليها عمل داود في اليوم الخامس عشر من رجب، اسمها حبيبة وتُكنّى أم خالد البربرية، وقيل اسمها فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم، ويحتمل كون فاطمة أم داود، وحبيبة مرضعته كما مر في أم خالد.
35- أم ذريح العبدية:
قال ابن أبي الحديد قال أبو مخنف أن عليا(ع) دفع مصحفا يوم الجمل إلى غلام اسمه مسلم ليدعو أهل الجمل إلى ما فيه فقطعوا
يديه وقتلوه فقالت أم ذريح العبدية في ذلك:
يا رب إن مسلما أتاهم * بمصحف أرسله مولاهم
للعدل والإيمان قد دعاهم * يتلو كتاب الله لا يخشاهم
فخضبوا من دمه ظباهم * وأمهم واقفة تراهم
تأمرهم بالغي لا تنهاهم
يا رب إن مسلما أتاهم * بمصحف أرسله مولاهم
للعدل والإيمان قد دعاهم * يتلو كتاب الله لا يخشاهم
فخضبوا من دمه ظباهم * وأمهم واقفة تراهم
تأمرهم بالغي لا تنهاهم
وفي رواية الطبري في تاريخه أن التي رثته هي أمه قال:
إن أم الفتى قالت ترثيه:
لا هم إن مسلما دعاهم * يتلو كتاب الله لا يخشاهم
وأمهم قائمة تراهم * يأتمرون الغي لا تنهاهم
قد خضبت من علق لحاهم
وفي رواية أخرى للطبري أن اسم الفتى مسلم بن عبد الله وأن أم مسلم قالت ترثيه:وأمهم قائمة تراهم * يأتمرون الغي لا تنهاهم
قد خضبت من علق لحاهم
لا هم أن مسلم أتاهم * مستسلما للموت إذ دعاهم
إلى كتاب الله لا يخشاهم * فرملوه من دم إذ جاءهم
وأمهم قائمة تراهم * يأتمرون الغي لا تنهاهم
إلى كتاب الله لا يخشاهم * فرملوه من دم إذ جاءهم
وأمهم قائمة تراهم * يأتمرون الغي لا تنهاهم
ويمكن أن يكون كل من أمه وأم ذريح قد رثته والله أعلم.
35- السيدة أم رستم:
زوجة فخر الدولة، وأم مجد الدولة أبي طالب رستم، وأخيه عين الدولة أبي شجاع أحمد، ولدي فخر الدولة علي بن الحسين بن بويه الديلمي. توفيت سنة 419 في العراق كما ذكر ابن الأثير. لم نعرف اسمها.
في كتاب "أحسن القصص ودافع الغصص" لأحمد بن نصر الله الدبيلي التتوي السندي، المعروف بقاضي زاده، كما في نسخة مخطوطة في الخزانة الرضوية، أنها كانت مدبرة، عاقلة زمانها، وحكمت العراق عدة سنين بالاستقلال، فأمنت البلاد، وأرسلت نواباً إلى كل واحد من السلاطين، وكانت تجيب أجوبة شافية بدون مشورة أحد انتهى.
وفي مسودة الكتاب، ولا أدري الآن من أين نقلته، أنها كانت هي المالكة للأمر في الري وتوابعها، وكان ولدها مجد الدولة إذ ذاك طفلاً صغيراً، فلما كبر دخل في مهام الأمور، وبعد مدة جعل يخالف أمه، فجاءت سرا إلى كردستان ونزلت عند حاكمها بدر بن حسنويه، فأكرمها وجهزت الجيوش لحرب ابنها وتوجهت نحو الري، وجاء ولدها مجد الدولة لحرب أمه فكانت لها الغلبة عليه، فأخذت مجد الدولة، واستقر ملكها في البلاد، وعمّرت ما كان خراباً، واشتغلت بإصلاح المملكة على أحسن وجه، وكانت تكاتب الملوك والوزراء.
وفي أحسن القصص المتقدم ذكره أنه كتب إليها السلطان محمود الغزنوي يطلب منها أن تكون الخطبة والسكة في العراق باسمه وإلا فالحرب، فكتبت إليه في الجواب بعد الامتناع عن ذلك أنه إلى وقت كان زوجي فيه حيا كان في الأمر دغدغة، وهو أنه إذا أمر السلطان بهذا فما يكون التدبير، أما اليوم فقد فرغت من هذه الدغدغة، فإنّ السلطان عاقل يعلم أن الحرب يجوز فيها أن يكون غالبا ومغلوبا، فإن تكن أنت الغالب فلا فخر لك لأنه يقال أنك غلبت امرأة، وإن تكن الأخرى يكن العار عليك لأن امرأة غلبتك، فكان هذا الجواب رادعا له عن حربها، وما دامت في الحياة لم يكن له عزم على فتح العراق انتهى.
وبعد مدة عفت عن مجد الدولة وجعل يباشر الأمور، ولكنما أزمة الأمور كانت بيدها، ونصّبت ابنها الآخر شمس الدولة حاكما في همذان، وأبا جعفر كاكويه حاكما على أصفهان، وكانت الأمور منتظمة على عهدها على أحسن وجه، فلما توفيت اختل أمر الملك فاستولى السلطان محمود الغزنوي في حدود سنة 420 على العراق، وأخذ مجد الدولة وابنه أسور وخواصه وقيدهم، وأرسلهم إلى غزنة انتهى.
وفي مجمع الآداب ومعجم الألقاب، لعبد الرزاق بن الفوطي، قال أبو إسحاق الصابي في تاريخه: كان أهل أصبهان قد شغبوا على المتولين، وأشير على السيدة أم مجد الدولة رستم بأن يسيروا إلى أصفهان بعض الأهل، فاتفقوا على إنفاذ ولدها عين الدولة أبي شجاع أحمد فسكن البلد بوروده، ثم إنّ أهل أصبهان عادوا إلى ما كانوا عليه، ولما علمت السيدة بذلك أنفذت إلى أصفهان ابن خالها علاء الدولة محمدا في شهر شوال فساس الناس أحسن سياسة انتهى.
وقال ابن الأثير: أنه لما توفي زوجها فخر الدولة كانت مفاتيح الخزائن بالري عندها، مما يدل على تسلطها في أيام زوجها.
36- أم رعلة القشيرية:
في الإصابة: رعلة بكسر أوله وسكون المهملة. وفي أسد الغابة: أم رعلة القشيرية أوردها جعفر المستغفري، روى باسناد ضعيف عن الأوزاعي، عن عطاء، عن ابن عباس قال: وفدت إلى النبي(ص) امرأة يُقال لها أم رعلة القشيرية، وكانت امرأة ذات لسان وفصاحة، فقالت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، إنا ذوات الخدور، ومحل أزر البعول، ومربيات الأولاد، وممهدات المهاد، ولا حظّ لنا في الجيش الأعظم، فعلّمنا شيئاً يقربناً إلى الله عز وجل فقال لها النبي(ص) عليكنّ بذكر الله عز وجل آناء الليل وأطراف النهار، وغضّ البصر، وخفض الصوت. الحديث أخرجه أبو موسى انتهى.
وفي الإصابة بعد ما أورد الحديث كما مر قال وفيه، وقالت يا رسول الله إني امرأة مقينة أقين النساء وأزينهن لأزواجهن، فهل هو حوب فأثبط عنه، فقال لها يا أم رعلة قينيهن وزينيهن إذا كسدن. ثم غابت في حياة رسول الله(ص)، وأقبلت في أيام الردّة، فذكر لها قصة في الحزن على النبي(ص) وتطوافها بالحسن والحسين أزقة المدينة تبكي عليه، وأنشد لها مرثية منها:
يا دار فاطمة المعمور ساحنها * هيجت لي حزنا حييت من دار
قال ثم ساق أبو موسى بسنده عن ابن عياش: قدمت القشيرية مع زوجها أبي رعلة، وكانت امرأة بدوية، ذات لسان، فكان النبي(ص) بها معجبا، وذكر نحوه، وقال في آخر الحديث فهاجت المدينة مأتما فلم يبق دار من دُور الأنصار إلا وأهلها يبكون انتهى.
ومن تطوافها بالحسنين(ع) وخطابها الزهراء(ع)بهذا الشعر قد يستظهر أنها من شرط كتابنا.
37- أم رومان:
في الاستيعاب: توفيت زعموا في ذي الحجة سنة 4 أو 5 عام الخندق، وقال الزبير سنة 6، وفي الإصابة أن وفاتها متأخرة عن سنة 8؛ لأن لها ذكرا في حديث التخيير الذي كان سنة 9.
عدّها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص)، وفي الاستيعاب: أم رومان يقال بفتح الراء وضمها، هي بنت عامر بن عويمر، بن عبد شمس، بن عتاب، بن أذينة، بن سبيع، بن دهمان، بن الحارث، بن غنم، بن مالك، بن كنانة، هكذا نسبها مصعب وخالفه غيره. امرأة أبي بكر الصديق وأم عائشة وعبد الرحمن ابنيه، ثم قال نزل رسول الله(ص) قبرها واستغفر لها وقال اللهم لم يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك.
ثم روى خبر هجرتها وروى أيضا ما حاصله أنه لما هاجر النبي(ص) أرسل أبا رافع مولاه فأحضر ابنتيه فاطمة وأم كلثوم انتهى. والمروي كما مر في الجزء الثاني أن الذي أحضر الفواطم وفيهن فاطمة الزهراء هو علي بن أبي طالب وهو الموافق للاعتبار، ثم حكى عن الواقدي أن أم رومان كانت تحت عبد الله بن الحارث، بن سبنجرة، بن جرثومة الخير، بن غادية، بن مرة الأزدي فمات فخلف عليها أبو بكر انتهى.
وفي أسد الغابة قال ابن إسحاق أم رومان اسمها زينب بنت عبد بن دهمان أحد بني فراس بن غنم. ثم قال اختلف في اسمها فقيل زينب وقيل دعد انتهى.
وفي الطبقات الكبير لابن سعد أسلمت أم رومان بمكة قديما وبايعت وهاجرت إلى المدينة مع أهل رسول الله(ص) وولده وأهل أبي بكر، وكانت امرأة صالحة وتوفيت في عهد النبي(ص) بالمدينة في ذي الحجة سنة 6 من الهجرة انتهى. ولم يُعلم أنها من شرط كتابنا.
38- أم سعيد الأحمسية:
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق(ع) أم سعيد الأحمسية أم ولد لجعفر بن أبي طالب انتهى. وعن كامل الزيارة أنه روى فيه عن ابن أبي عمير ويونس بن يعقوب وأبي داود المسترق وحسين الأحمسي وأحمد بن رزق الغمشاني عنها عن الصادق(ع).
39- أم سلمة أم المؤمنين:
اسمها هند بنت أبي أمية حذيفة وقيل سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وفي الاستيعاب يقال اسمها رملة وليس بشيء.
40- أم سلمة بنت الإمام أبي جعفر محمد الباقر(ع):
كانت زوجة محمد الأرقط بن عبد الله الباهر بن الإمام زين العابدين(ع) وولدت له إسماعيل بن محمد الأرقط ولها خبر مع أخيها الإمام جعفر الصادق ع حين مرض ولدها إسماعيل فعلمها أخوها الصادق(ع) دعاء فشفي ولدها ذكرناه في ترجمة إسماعيل المذكور.
41- أم سلمة أم محمد بن مهاجر الثقة من أصحاب الصادق(ع):
في التعليقة: يروي ابن أبي عمير عنها عن الصادق(ع) انتهى.
وفي العلل أخبرني علي بن حاتم حدثنا العباس بن محمد عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن مهاجر، عن أمه أم سلمة قالت: خرجت إلى مكة فصحبتني امرأة من المرجئة، فلما أتينا الربذة أحرم الناس وأحرمت معهم، فأخرت إحرامي إلى العقيق، فقالت يا معشر الشيعة تخالفون في كل شيء، يحرم الناس من الربذة وتحرمون من العقيق، وكذلك تخالفون في الصلاة على الميت يكبر الناس أربعا وتكبرون خمسا، وهي تشهد على الله أن التكبير على الميت أربع، قالت فدخلت على أبي عبد الله(ع) فقلت له أصلحك الله صحبتني امرأة من المرجئة، فقالت كذا وكذا فأخبرته بمقالتها، فقال أبو عبد الله(ع) كان رسول الله(ص) إذا صلّى على الميت كبّر فتشهد، ثم كبّر فصلى على النبي ودعا، ثم كبّر واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ثم كبّر فدعا للميت، ثم يكبر وينصرف، فلما نهاه الله عن الصلاة على المنافقين كبّر وتشهد، ثم كبّر فصلى على النبي، ثم كبّر فدعا للمؤمنين والمؤمنات، ثم كبّر الرابعة وانصرف ولم يدع للميت انتهى. وهو كما تراه صريح في تشيعها ويؤيده كون ولدها محمد وابنه إسماعيل من الشيعة.
42- أم سليط:
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص)، وفي الاستيعاب أم سليط امرأة من المبايعات، حضرت مع رسول الله(ص) يوم أحد. قال عمر بن الخطاب كانت تزفر لنا القرب يوم أحد انتهى. أي تحمل القرب المملوءة ماء.
وفي الإصابة: هي أم قيس بنت عبيد ذكر ذلك ابن سعد كما يأتي في حرف القاف، ثم ذكر غيره أنها تزوجت بعد أبي سليط مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري فولدت له أبا سعيد، فهو أخو سليط بن أبي سليط لأمه انتهى. ولم يعلم أنها من شرط كتابنا.
43- أم سليم:
عدّها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص) وذكر في الإصابة ست نساء صحابيات تكنى كل منهن أم سليم وهنّ أم سليم بنت حكيم، وأم سليم بنت خالد بن يعيش، وأم سليم بنت سحيم الغفارية، وأم سليم بنت عمرو بن عباد، وأم سليم بنت قيس بن عمرو، وأم سليم بنت ملحان.
وفي الاستيعاب وأسد الغابة ذكر اثنتين فقط وهما أم سليم بنت سحيم اسمها أمة أو أمية بنت أبي الحكم الغفارية، وأم سليم بنت ملحان، والظاهر أنّ الثانية هي التي أرادها الشيخ لاشتهارها من بينهن.
في الاستيعاب أم سليم بنت ملحان بن خالد، بن زيد، بن حرام، بن جندب، بن عامر، بن غنم، بن عدي، بن النجار، اختُلف في اسمها، فقيل سهلة، وقيل رميلة، وقيل رميثة، وقيل مليكة، ويقال الغميصاء أو الرميصاء. كانت تحت مالك بن النضر أبي أنس بن مالك في الجاهلية فولدت له أنس بن مالك، فلما جاء الإسلام أسلمت مع قومها وعرضت الإسلام على زوجها فغضب عليها وخرج إلى الشام فهلك هناك، ثم خلف عليها بعده أبو طلحة الأنصاري خطبها مشركا، فلما علم أنه لا سبيل له إليها إلا بالإسلام أسلم وتزوجها وحسن إسلامه، فولدت له غلاما مات صغيراً، ثم ولدت له عبد الله ابن أبي طلحة فبورك فيه وهو والد إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الفقيه وأخوته وكانوا عشرة كلهم حمل عنه العلم، وروت أم سليم عن النبي(ص) أحاديث وكانت من عقلاء النساء، روى عنها ابنها أنس انتهى.
وفي أسد الغابة خطبها أبو طلحة الأنصاري وهو مشرك، فقالت أما إني فيك لراغبة وما مثلك يرد ولكنك كافر وأنا امرأة مسلمة فإن تسلم فلك مهري ولا أسألك غيره فأسلم وتزوجها.
وفي الإصابة بسنده أنّ أبا طلحة خطب أم سليم، أعني قبل أن يسلم، فقال يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده نبت من الأرض قال: بلى، قالت: أفلا تستحي تعبد شجرة إن أسلمت فإني لا أزيد منك صداقا غيره، فأسلم. وبسنده أن النبي(ص) كان يزور أم سليم فتتحفه بالشيء للترف تصنعه له، وأنه قال إني أرحمها قتل أخوها وأبوها معي. قال وكانت تغزو مع رسول الله(ص) ولها قصص مشهورة منها ما أخرجه ابن سعد أنها اتخذت خنجرا يوم حنين فقال أبو طلحة يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر فقالت اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه، ومنها لما مات ولدها من أبي طلحة فلما سأل عنه قالت هو أسكن ما كان فظن أنه عوفي وقام فأكل ثم تزينت له وتطيبت فلما أصبح قالت له احتسب ولدك، فذكر ذلك للنبي(ص) فقال بارك الله لكما في ليلتكما فجاءت بولد هو عبد الله بن أبي طلحة فأنجب ورزق أولادا أقرأ القرآن منهم عشرة، ولما قدم النبي(ص) المدينة قالت يا رسول الله هذا أنس يخدمك انتهى. ولم يُعلم أنها من شرط كتابنا.
44- أم سنان بنت خيثمة بن خرشة المذحجية:
في كتاب بلاغات النساء: أبو عبد الله محمد بن زكريا حدثنا العباس بن بكار، حدثني عبد الله بن سليمان المديني عن أبيه، عن سعيد بن حذاقة، ورواه ابن عبد ربه في العقد الفريد عن سعيد بن أبي حذاقة قال: حبس مروان بن الحكم غلاما من بني ليث في جناية جناها بالمدينة فأتته جدة الغلام أم أبيه وهي أم سنان بنت خيثمة بن خرشة المذحجية فكلمته في الغلام، فأغلظ لها مروان فخرجت إلى معاوية فدخلت عليه فانتسبت له فقال مرحبا بك يا بنت خيثمة ما أقدمك أرضي وما عهدتك تنشئين قربي وتحضين علي عدوي، قالت يا أمير المؤمنين إن لبني عبد مناف أخلاقا طاهرة وأعلاما ظاهرة، لا يجهلون بعد علم، ولا يسفهون بعد حلم، ولا يتعقبون بعد عفو، فأولى الناس باتباع سنن آبائه لأنت، قال صدقت نحن كذلك فكيف قولك:
عزب الرقاد فمقلتي لا ترقد * والليل يصدر بالهموم ويورد
يا آل مذحج لا مقام فشمروا * ان العدو لآل أحمد يقصد
هذا علي كالهلال يحفه * وسط السماء من الكواكب أسعد
خير الخلائق وابن عم محمد * وكفى بذاك لمن شناه تهدد
ما زال مذ عرف الحروب مظفرا * والنصر فوق لوائه ما يفقد
يا آل مذحج لا مقام فشمروا * ان العدو لآل أحمد يقصد
هذا علي كالهلال يحفه * وسط السماء من الكواكب أسعد
خير الخلائق وابن عم محمد * وكفى بذاك لمن شناه تهدد
ما زال مذ عرف الحروب مظفرا * والنصر فوق لوائه ما يفقد
قالت كان ذلك يا أمير المؤمنين وإنا لنطمع بك خلفا فقال رجل من جلسائه كيف ذلك يا أمير المؤمنين وهي القائلة أيضا:
أما هلكت أبا الحسين فلم تزل * بالحق تعرف هاديا مهديا
فاذهب عليك صلاة ربك ما دعت * فوق الغصون حمامة قمريا
قد كنت بعد محمد خلفا لنا * أوصى إليك بنا فكنت وفيا
فاليوم لا خلف نؤمل بعده * هيهات نمدح بعده إنسيا
قالت يا أمير المؤمنين لسان نطق وقول صدق ولئن تحقق فيك ما ظننا، فحظك أوفر والله ما أورثك الشناءة في قلوب المسلمين إلا هؤلاء، فأدحض مقالتهم وأبعد منزلتهم، فإنك إن فعلت ازددت بذلك من الله تبارك وتعالى قرباً ومن المؤمنين حباً، قال وإنك لتقولين ذلك قالت يا سبحان الله والله ما مثلك من مدح بباطل ولا أعتذر إليه بكذب، وإنك لتعلم ذلك من رأينا وضمير قلوبنا كان والله علي(ع) أحب إلينا من غيرك إذ كنت باقيا قال ممن قالت من مروان بن الحكم وسعيد بن العاص إلى أن قال معاوية: وإنهما ليطمعان في قالت هما والله لك من الرأي على مثل ما كنت عليه لعثمان رحمه الله قال والله لقد قاربت فما حاجتك قالت إن مروان بن الحكم تبنك بالمدينة تبنك من لا يريد البراح منها، لا يحكم بعدل، ولا يقضي بسنة، يتتبع عثرات المسلمين، ويكشف عورات المؤمنين، حبس ابن ابنيه فأتيته فقال كيت وكيت، فألقمته أخشن من الحجر، وألقعته أمر من الصبر، ثم رجعت إلى نفسي باللائمة فأتيتك يا أمير المؤمنين لتكون في أمري ناظرا وعليه معديا، قال صدقت لا أسألك عن ذنبه ولا عن القيام بحجته اكتبوا لها بإخراجه الخبر.فاذهب عليك صلاة ربك ما دعت * فوق الغصون حمامة قمريا
قد كنت بعد محمد خلفا لنا * أوصى إليك بنا فكنت وفيا
فاليوم لا خلف نؤمل بعده * هيهات نمدح بعده إنسيا
45- أم السيدين الرضي والمرتضى:
اسمها فاطمة بنت الناصر أبي محمد الحسن بن أحمد.
46- أم السيدين علي وأحمد ابني موسى بن جعفر بن طاوس:
في رياض العلماء: أم السيد ابن طاوس كانت من أجلّة العلماء، ذكرها بعض تلامذة الشيخ علي الكركي في رسالته المعمولة في ذكر أسامي المشايخ فقال ومنهم أم السيد ابن طاوس علي وهي بنت الشيخ الطوسي، أجاز لها جميع مصنفاته وروايته ويثني عليها بالفضل انتهى. والعبارة المنقولة في الرياض عن تلك الرسالة كانت ناقصة لأنه نقلها عن نسخة فيها سقم.
والمظنون أن صوابها ما ذكرناه ولها أخت أخرى من أهل العلم والفضل، ومرتا في ج 6 بعنوان ابنتا الشيخ الطوسي، ويأتيان في أم محمد بن إدريس، وقد أجازاهما أبوهما وأخوهما بجميع مصنفاتهما ورواياتهما وأثنيا عليهما بالفضل.
47- أم شريك:
عدّها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص) والنساء التي تُكنّى بأم شريك من الصحابيات أكثر من واحدة ولا يُعلم أنّ واحدة منهنّ من شرط كتابنا وهنّ:
48- أم شريك بنت أنس:
بن رافع بن امرئ القيس بن زيد الأنصاري من بني عبد الأشهل. في أسد الغابة بايعت رسول الله(ص) قاله ابن حبيب.
49- أم شريك بنت جابر بن حكيم:
في الطبقات الكبير لابن سعد: أم شريك واسمها غزية بنت جابر بن حكيم، كان محمد بن عمر الواقدي يقول: هي من بني معيص بن عامر بن لؤي، وكان غيره يقول هي دوسية من الأزد، ثم روى عن الواقدي بسنده: كانت أم شريك امرأة من بني عامر بن لؤي معيصية، وإنها وهبت نفسها لرسول الله(ص) فلم يقبلها، فلم تتزوج حتى ماتت، ثم روى بسنده أن النبي(ص) تزوج أم شريك الدوسية، وبسنده أنّ المرأة التي وهبت نفسها للنبي(ص) هي أم شريك امرأة من الأزد، وبسنده أنّ المرأة في قوله تعالى: وامرأة مؤمنة الآية هي أم شريك الدوسية.
وبسنده في حديث طويل حاصله أنه أسلم أبو العكر زوج أم شريك غزية بنت جابر الدوسية من الأزد، فهاجر مع دوس حين هاجروا، فجاء أهله إلى أم شريك فقالوا لعلك على دينه، قالت: أي والله، فعذبوها يطعمونها الخبز بالعسل ولا يسقونها، ووضعوها في الشمس وهم قائظون ثلاثة أيام قالت حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري، وقالوا لها في اليوم الثالث اتركي ما أنت عليه، فأشارت بإصبعها إلى السماء بالتوحيد، وقد بلغ بها الجهد إذ وجدت برد دلو على صدرها فشربت ثم رفع، ثم دلي فشربت هكذا ثلاث مرات، وأهرقت عليها منه، فنظروا إليها فقالوا من أين لك هذا يا عدوة الله، قالت إنّ عدوة الله غيري، هذا من عند الله، فأسرعوا إلى قربهم وأداوهم فوجدوها موكاة فأسلموا.
قال وهي التي وهبت نفسها للنبي(ص) وهي من الأزد وكانت جميلة فقبلها النبي(ص)، فقالت عائشة ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خير، قالت أم شريك أنا تلك فسماها الله مؤمنة أن وهبت نفسها للنبي، فلما نزلت هذه الآية قالت عائشة إن الله ليسرع لك في هواك.
قال محمد بن عمر الواقدي رأيت من عندنا يقولون أن هذه الآية نزلت في أم شريك وأنّ الثبت عندنا أنها امرأة من دوس من الأزد إلا في رواية أنها من بني عامر بن لؤي معيصية، وقال روت أم شريك عن رسول الله(ص) أحاديث منها بالإسناد عن سعيد بن المسيب عنها أمر رسول الله(ص) بقتل الوزغان انتهى.
وفي الاستيعاب: أم شريك القرشية العامرية اسمها غزية، وقيل غزيلة بنت دودان بن عوف، بن عمرو، بن عامر، بن رواحة، بن حجر ويُقال حجر بن عبد، بن معيص، بن عامر، بن لؤي، وقيل في نسبها أم شريك بنت عوف، بن جابر، بن ضباب، بن حجر، بن عبد، بن معيص، بن عامر، بن لؤي.
يُقال أنها التي وهبت نفسها للنبي (ص) واختلف في ذلك وقيل في جماعة سواها ذلك، روى عنها سعيد بن المسيب، وجابر بن عبد الله، يقال أنها المذكورة في حديث فاطمة بنت قيس بقوله(ع) اعتدي في بيت أم شريك.
وقد ذكرها بعضهم في أزواج النبي(ص) ولا يصح من ذلك شيء لكثرة الاضطراب فيه، ومن زعم أن النبي(ص) تزوجها قال كان ذلك بمكة وكانت عند أبي العكر بن سمي بن الحارث الأزدي فولدت له شريكا، وقيل كانت تحت الطفيل بن الحارث فولدت له شريكا، والأول أصح، وقيل أنّ أم شريك الأنصارية تزوجها رسول الله(ص) [...] انتهى.
وفي الإصابة غزيلة بالتصغير وغزية بتشديد اللام وقيل بفتح أوله، قال أبو عمر من زعم أن رسول الله(ص) نكحها قال كان ذلك بمكة انتهى. وهو عجيب فإن قصة الواهبة نفسها إنما كانت بالمدينة.
وفي أسد الغابة أم شريك الدوسية من المهاجرات ذكرها ابن منده، وقال أبو نعيم هي عندي العامرية انتهى.
وفي الإصابة فعلى هذا تكون نسبتها إلى بني عامر من طريق المجاز مع أنه يحتمل العكس بأن تكون قرشية عامرية فتزوجت في دوس، ثم قال والذي يظهر أن أم شريك واحدة اختلف في نسبتها أنصارية أو عامرية من قريش، أو أسدية من دوس، واجتماع هذه النسب الثلاث ممكن. كان يقول قرشية تزوجت في دوس فنسبت إليهم، ثم تزوجت في الأنصار فنسبت إليهم، أو لم تتزوج بل هي نسبت أنصارية بالمعنى الأعم انتهى.
50- أم شريك بنت جابر الغفارية:
في الاستيعاب ذكرها أحمد بن صالح البصري في أزواج النبي(ص) هكذا انتهى.
وفي أسد الغابة قال ابن حبيب بايعت النبي(ص).
51- أم شريك بنت خالد:
أم شريك بنت خالد بن خنيس، بن لوذان، بن عبد ود، بن زيد، بن ثعلبة، بن الخزرج، بن ساعدة.
في الطبقات الكبير لابن سعد تزوجها أنس بن رافع، بن امرئ القيس، بن زيد، بن عبد الأشهل، فولدت له الحارث بن أنس، وأسلمت وبايعت رسول الله(ص) انتهى.
وفي أسد الغابة بايعت رسول الله(ص) قاله ابن حبيب انتهى.
52- أم عبد الله بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق(ع):
في معجم البلدان: بالقرافة الصغرى في مصر مشهد فيه قبر يحيى بن الحسين بن زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وقبر أم عبد الله بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق.
53- أم عثمان:
اسمها جويرية، روى الكليني في الكافي في باب أنّ الولاء لمن أعتق عن بكر بن محمد الأزدي عن جويرية قالت مر بي أبو عبد الله(ع) وأنا في المسجد الحرام انتظر مولى لنا فقال لي يا أم عثمان الحديث.
54- أم عمر بنت الصلت:
قال ابن الأثير: كانت تتشيع فأتت زيدا يوم خرج بالكوفة تسلم عليه، وكانت جميلة حسناء قد دخلت في السن ولم يظهر عليها فخطبها زيد إلى نفسه، فاعتذرت بالسن وقالت لي ابنة هي أجمل مني وأبيض وأحسن دلا وشكلا فضحك زيد ثم تزوجها. وكانت ابنتها تلك هي ابنة عبد الله بن أبي العنبس الأزدي انتهى.
55- أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب:
في مناقب ابن شهرآشوب عن عبد الملك بن عمير والحاكم والعباس قالوا خطب لحسن(ع) عائشة بنت عثمان فقال مروان أزوجها عبد الله بن الزبير، فلما قبض الحسن(ع) ومضت أيام من وفاته كتب معاوية إلى مروان، وهو عامله على الحجاز، يأمره أن يخطب أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر لابنه يزيد، فأتى عبد الله بن جعفر فأخبره بذلك فقال عبد الله إن أمرها ليس إلي إنما هو إلى سيدنا الحسين(ع) وهو خالها، فأخبر الحسين بذلك فقال أستخير الله تعالى اللهم وفق لهذه الجارية رضاك من آل محمد فلما اجتمع الناس في مسجد رسول الله(ص) أقبل مروان حتى جلس إلى الحسين(ع) وعنده من الجلة وقال: إن أمير المؤمنين أمرني أن أخطب أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر لابنه يزيد وأن أجعل مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ مع صلح ما بين هذين الحيين مع قضاء دين أبيها واعلم أن من يغبطكم بيزيد أكثر ممن يغبطه بكم، والعجب كيف يستمهر يزيد وهو كفو من لا كفو له، وبوجهه يستسقى الغمام فرد خيرا يا أبا عبد الله، فقال الحسين(ع): الحمد لله الذي اختارنا لنفسه وارتضانا لدينه واصطفانا على خلقه ثم قال: يا مروان قد قلت فسمعنا أما قولك مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنة رسول الله(ص) في بناته ونسائه وأهل بيته وهو اثنتا عشرة أوقية يكون أربعمائة وثمانين درهما، وأما قولك مع قضاء دين أبيها فمتى كان نساؤنا يقضين عنا ديوننا، وأما صلح ما بين هذين الحيين فإنا قوم عاديناكم في الله فلم نكن نصالحكم للدنيا فلعمري لقد أعيا النسب فكيف السبب، وأما قولك العجب ليزيد كيف يستمهر فقد استمهر من هو خير من يزيد ومن أبي يزيد ومن جد يزيد، وأما قولك أن يزيد كفو من لا كفو له فمن كان كفوه اليوم ما زادته إمارته في الكفاءة شيئا، وأما قولك بوجهه يستسقى الغمام فإنما كان ذلك بوجه رسول الله(ص)، وأما قولك من يغبطنا به أكثر ممن يغبطه بنا فإنما يغبطنا به أهل الجهل ويغبطه بنا أهل العقل، ثم قال فاشهدوا أني قد زوجت أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر على أربعمائة وثمانين درهما وقد نحلتها ضيعتي بالمدينة، أو قال أرضي بالعقيق وإن غلتها في السنة ثمانية آلاف ففيها لهما غنى إن شاء الله.
قال فتغير وجه مروان وقال: عذرا يا بني هاشم تأبون الا العداوة فذكره الحسين (ع)خطبة أخيه الحسن عائشة وفعله، ثم قال فأين موضع الغدر يا مروان؟ فقال مروان: أردنا صهركم لنجد ودا قد أخلقه به حدث الزمان فلما جئتكم فجبهتموني وبحتم بالضمير من الشنآن فأجابه ذكوان مولى بني هاشم:
أماط الله عنهم كل رجس * وطهرهم بذلك في المثاني
فما لهم سواهم من نظير * ولا كفو هناك ولا مداني
أتجعل كل جبار عنيد * إلى الأخيار من أهل الجنان
فما لهم سواهم من نظير * ولا كفو هناك ولا مداني
أتجعل كل جبار عنيد * إلى الأخيار من أهل الجنان
وفي ترجمة أبي نيزر خبر خطبة معاوية أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر على ابنه يزيد بنحو من هذا مع بعض التفاوت وفي أول الخبر: تحدث الزبيريون وفي معجم البلدان بدله تحدث النيزريون ولعله هو الصواب، وحكى قبل ذلك عن محمد بن يزيد المبرد في الكامل أنه قال: رووا أن علي بن أبي طالب(ع) لما أوصى إلى ابنه الحسن في وقف أمواله وأن يجعل فيها عين أبي نيزر والبغيبغة قال وهذا غلط لأن وقفه هذين الموضعين كان لسنتين من خلافته، أه أقول وكان في كتاب الوقف الذي كتبه أمير المؤمنين علي(ع) في وقف عين أبي نيزر والبغيبغة المتقدم هناك أن لا توهبا حتى يرثهما الله وهو خير الوارثين إلا أن يحتاج إليهما الحسن والحسين. فلذلك نحلهما الحسين(ع) أم كلثوم أما عدم بيعه لها من معاوية كما مر هناك فلأنه لم يشأ أن يملك معاوية ما تصدق به أبوه وإن جاز له ذلك.
56- أم وهب زوجة عبد الله بن عمير الكلبي:
كانت مع زوجها عبد الله المذكور في كربلاء مع الحسين(ع).
قال ابن الأثير: كان زوجها عبد الله بن عمير الكلبي قد أتى الحسين من الكوفة وسارت معه امرأته، فبرز يسار مولى زياد وسالم مولى عبيد الله بن زياد وطلبا البراز فخرج إليهما مع عبد الله المذكور وحمل على يسار فقتله، فحمل عليه سالم فضربه فاتقاه الكلبي بيده فأطار أصابع كفه اليسرى، ثم مال عليه الكلبي فقتله، وأخذت امرأته عمودا وكانت تسمى أم وهب وأقبلت نحو زوجها وهي تقول فداك أبي وأمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد، فردها فامتنعت وقالت لن أدعك دون أن أموت معك، فناداها الحسين فقال جزيتم من أهل بيت خيرا ارجعي رحمك الله ليس الجهاد إلى النساء، فرجعت انتهى.
57- أم عطية:
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص) وفي الطبقات الكبير لمحمد بن سعد كاتب الواقدي: أم عطية الأنصارية أسلمت وبايعت رسول الله(ص) وغزت معه وروت عنه.
قال محمد بن عمر الواقدي شهدت أم عطية خيبر مع رسول الله(ص)، ثم روى بسنده عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية قالت غزوت مع رسول الله(ص) سبع غزوات فكنت أصنع لهم طعامهم، وأخلفهم في رحالهم، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى. وبسنده عن حفصة عن أم عطية: لما ماتت زينب بنت رسول الله(ص) قال لنا النبي اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا، واجعلن في الخامسة، وفي رواية في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور، وإذا غسلتنها فأعلمنني، فلما غسلناها أعلمناه، فأعطانا حقوه فقال أشعرنها إياه، قال إسحاق الأزرق: حقوه إزاره.
وبسنده عن أم شراحيل مولاة أم عطية قالت كان علي بن أبي طالب(ع) يقيل عند أم عطية الخبر، ومن هذا قد يظن بأنها من شرط كتابنا.
وفي الاستيعاب: أم عطية الأنصارية اسمها نسيبة بنت الحارث، وقيل نسيبة بنت كعب، والثاني قاله يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وفيه نظر؛ لأن نسيبة بنت كعب كنيتها أم عمارة، تعد أم عطية في أهل البصرة كانت من كبار نساء الصحابة، وكانت تغزو كثيرا مع رسول الله(ص) تمرض المرضى وتداوي الجرحى، وشهدت غسل ابنة رسول الله(ص) وحكت ذلك فأتقنت وحديثها أصل في غسل الميت، وكان جماعة من الصحابة وعلماء التابعين بالبصرة يأخذون عنها غسل الميت، ولها عن النبي(ص) أحاديث روى عنها أنس بن مالك، ومحمد بن سيرين، وحفصة بنت سيرين انتهى.
ثم في أسد الغابة ذكر أم عطية العوصية قال وقيل أم عصمة والأول أكثر، وقال إنها التي روت حديث ما من مسلم يعمل ذنبا إلا وقف الملك الموكل بإحصاء ذنوبه ثلاث ساعات فإن استغفر الله من ذنبه ذلك لم يرفعه عليه يوم القيامة انتهى.
أما في الإصابة فلم يذكر غير أم عصمة وذكر أم عطية الأنصارية نسيبة وذكر بعدها أم عطية الأنصارية الخافضة، وقال أفردها ابن منده والمستغفري عن الأولى وجوز أبو موسى أنها هي التي قبلها انتهى.
فأم عطية كانت تقوم مقام الفرقة الصحية في الحرب، وجعل الرداء شعارا يدل على انتفاع الميت بما فيه بركة.
المصدر: أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين. ج3.
اترك تعليق