مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

ظاهرة تبعث على الفخر: البریطانیات یعتنقن الإسلام بالجملة

ظاهرة تبعث على الفخر: البریطانیات یعتنقن الإسلام بالجملة

تتزاید أعداد النساء البریطانیات البارزات اللاتي یعتنقن الإسلام، حیث أصبح الإسلام یلج عالم السیاسة والفن والإعلام وغیره في بریطانیا.
إذ یمکن للمسافرین عبر محطات القطارات، أن تستوقفهم شرطیة ترتدي الحجاب وتطلب منهم فحص التذاکر أو تقدّم لهم خدمات  معلوماتیة مختلفة.
یقول أحدهم بأنه استوقفته شرطیة محجبة للسؤال عن التذکرة حیث کان متوجها إلى شمال بریطانیا واندهش بدایة کونها تعمل ضمن عناصر أضخم جهاز للشرطة في بریطانیا، وهو مشهد له دلالات کبیرة إذ یعني السماح لها بالعمل في موقع حساس خاصة في ظل المخاوف الأمنیة الغربیة الأخیرة.
وتولي الصحافة البریطانیة اهتماماً کبیراً لقصة إسلام الصحافیة "بوث" التي کانت أعلنت اعتناقها الدین الإسلامي وهي مجرد واحدة من عدد متزاید من النساء البریطانیات البارزات اللواتي یتحولن إلى الإسلام.
وأصبحت المذیعة والصحافیة بوث (43 عاما) ملتزمة بارتداء الحجاب کلما غادرت المنزل، وتؤدي الصلوات المفروضة یومیا بانتظام، واشتهرت بوث في بریطانیا بحصولها قبل ثلاثة أعوام على الجنسیة الفلسطینیة.
"محمد" الأوسع انتشارا..! یأتي تساؤل صحیفة بریطانیة بعد وقت قصیر من إعلانها عن أن اسم "محمد" احتل قائمة أسماء الموالید في بریطانیا، متفوقا بذلك على اسمي جاك وهاري، حسب تقاریر بریطانیة. وجاء في "دایلي میل" البریطانیة أن الاسم احتل المرتبة الأولى مقابل المرتبة الثالثة في العام الذی سبقه، مُطیحا بذلك باسم جاك الذی ظل یحتل هذا المرکز طیلة 14 عاما. وقالت الصحیفة: "7549 طفلاً سماهم أهلهم محمداً.
هذا وأن عدد المسلمین في بریطانیا تضاعف عشر مرات، وزاد بنحو 500 ألف مسلم لیصل إلى أکثر من 2.4 ملیون خلال أربعة أعوام فقط وفق إحصاءات رسمیة، حیث  تضاعف عدد المسلمین بصورة أسرع من باقي أفراد المجتمع البریطاني، حسبما أکد ذلك مکتب الإحصائیات الوطنیة، وفي الوقت نفسه بیّنت الأرقام تناقص عدد النصارى بأکثر من ملیونین.
ترى لماذا یعتنق البریطانیون الإسلام خاصة النساء منهم؟ یقول د."کیفن برایس" من جامعة "سوانسی" المتخصص في دراسة تحول البیض إلى الإسلام: "إنهم یسعون نحو الروحانیة، والمعاني السامیة، ولیکونوا من المفکرین المعمقین" وکان د. "برایس" حاول جاهدا أن یقنع مجموع من الغربیین للعدول عن إسلامهم غیر أنه جوبه بالرفض المطلق. فیما تحاول الصحافة البریطانیة التحریض باستمرار ضد الجالیات الإسلامیة وهو ما أظهرته العدید من التقاریر الإعلامیة واستطلاعات الرأي العام.
غیر أنه ما یزید من دهشة البریطانیین ازدیاد تحوّل النساء البارزات إلى الإسلام واختیار هذا الاتجاه لأنفسهن، مؤکدین في الوقت ذاته على أن الإسلام ینتشر بسرعة الهشیم في العالم غیر أن الجزء الأهم في الموضوع بالنسبة لهم هو تحول المواطنین الغربیین إلى الإسلام.
ومن تلك النساء اللواتی أسلمن "کریستین باکر" "43 عاما" التی تعمل مقدمة برامج في محطة MTV وکانت تعیش حیاة غربیة مرفّهة، حیث عزت إسلامها إلى أنها "وجدت کل شيء في مجتمعها الإباحی، مجرد أشیاء سطحیة".
وأضافت بأنها بدأت دراسة الدین الإسلامي وتحوّلت للإسلام في نهایة المطاف. وبالرغم من أنها أجرت مقابلات مع نجوم موسیقى الروك، وسافرت إلى جمیع أنحاء العالم، ورغم ذلك کانت تشعر بداخلها بفراغ کبیر لکنها الآن بدأت تشعر بالطمأنینة والراحة التي تفتقدها.. أصبح لها هدف في الحیاة.
وتکشف عن حقائق الحضارة الغربیة في الغرب حیث یهتمون أکثر بالأمور السطحیة مثل ارتداء الملابس وغیرها "لکن في الإسلام الجمیع یتطلع إلى هدف أسمى هو تسخیر کل شيء لإرضاء الله تعالى، إنه نظام قیم مختلف تماما یشعر الإنسان معه بالرفعة والسمو.
وتشید "باکر" بحفاوة الضیافة والدفء من الجالیة المسلمة، معتبرة أن لندن هي المکان الأفضل في أوروبا بالنسبة للمسلمین، وهناك ثقافة إسلامیة رائعة وهي سعیدة للغایة.
وتعتقد "کریستینا باکر"، التي کتبت کتاباً عن رحلتها الروحانیة الخاصة من قناة MTV الإیرانیة إلى مکة، أن السلالة الحدیثة والمستقلة من المسلمین بإمکانها التوحد معاً لتظهر للعالم أن الإسلام لیس عقیدة ترعرعت فیها فقط بل هو أحد الجهات المنادیة بحقوق المرأة.
وهي تعرف بعض النساء ممن ولدن مسلمات ولم یکترثن به أو لم یطبقنه. لکن لا علاقة لذلك بالإیمان، بل نتاج الثقافة، مؤکدة أنها عازمة على العمل من أجل أن تظهر للعالم جمال الإسلام الحقیقي.
أما الفتاة البریطانیة "لین علي – 31 عاما" التي کانت تعیش حیاتها کمراهقة بدون أي محرّمات قبل أن تلتقي إحدى الفتیات المسلمات التي حدثتها عن الإسلام، فشعرت کأنها وجدت ما کانت تبحث عنه فلم تکن تشعر في حیاتها السابقة المرفهة بشیء له قیمة حقیقیة. ومنذ أن اعتنقت "لین" الإسلام وهي ابنة 19 عاما بدأت ترتدي الحجاب ولا تظهر شعرها أبدا أمام الناس العامة وترتدي في منزلها أمام زوجها الملابس الغربیة المعتادة.
جمیع تلك النماذج التي یسوقها الإعلام البریطاني تؤکد أنهن نجوم ساطعة ومتعلمات ولم یعتنقن الإسلام إلا بعد تفکیر عمیق، والآن یشعرن بحماس شدید إزاء اختیارهن، غیر أن الأکثر إثارة بالنسبة للبریطانیین هو أن عدداً من معتنقي الدین الإسلامي حدیثا من نخبة المجتمع.

المصدر: مجلة الطاهرة، عدد: 220.

التعليقات (0)

اترك تعليق