النساء المذكورة أسماؤهنّ في كتاب "أعيان الشيعة" للسيد محسن الأمين (3)
عدّها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص) وفي الطبقات الكبير لابن سعد: أم العلاء الأنصارية أسلمت وبايعت رسول الله(ص) وروت عنه، وهي التي قالت إن الأنصار تنافسوا في المهاجرين حتى اقترعوا عليهم فطار لنا في القرعة عثمان بن مظعون، أي حين اقترعت الأنصار على المهاجرين في السكنى.
كما في رواية أخرى قال وشهدت أم العلاء مع رسول الله(ص) خيبر انتهى.
وفي الاستيعاب: أم العلاء الأنصارية من المبايعات حديثها عند أهل المدينة، روى عنها خارجة بن زيد بن ثابت وعبد الملك بن عمير، وكان رسول الله(ص) يعودها في مرضها.
وذكر ابن السكن أنّ أم العلاء التي روى عنها خارجة بن زيد غير التي روى عنها عبد الملك بن عمير، وذكر العلاء امرأة ثالثة حديثها عن أهل الشام في عيادة رسول الله(ص) انتهى.
وفي الإصابة أم العلاء الأنصارية نسبها غير أبي عمر فقال بنت الحارث بن ثابت، بن حارثة، بن ثعلبة، بن الجلاس، بن أمية، بن حدارة، بن عوف، بن الحارث، بن الخزرج، يُقال إنها والدة خارجة بن زيد بن ثابت الراوي عنها انتهى.
ولم يُعلم أنها من شرط كتابنا.
59- أم علي زوجة الشهيد في أمل الآمل:
كانت فاضلة تقية فقيهة عابدة، وكان الشهيد يأمر النساء بالرجوع إليها انتهى.
60- أم عيسى بنت عبد الله:
عدّها الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق(ع).
61- أم غانم صاحبة الحصاة في إعلام الورى للطبرسي:
ومما شاهده أبو هاشم يعني داود بن القاسم الجعفري من دلائله يعني الحسن العسكري(ع) ما ذكره أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال: حدثني أبو علي أحمد بن محمد، بن يحيى العطار، وأبو جعفر محمد بن أحمد، بن مصقلة القميان، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف، حدثنا داود بن القاسم الجعفري أبو هاشم قال: كنت عند أبي محمد(ع) فاستؤذن لرجل من أهل اليمن فأذن له، فإذا هو رجل جميل طويل جسيم فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول، وأمره بالجلوس فجلس إلى جنبي، فقلت في نفسي ليت شعري من هذا، فقال أبو محمد هذا من ولد الأعرابية، صاحبة الحصاة، التي طبع آبائي عليها، ثم قال هاتها فأخرج حصاة وفي جانب منها موضع أملس فأخذها وأخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع، وكأني أقرأ الخاتم الساعة الحسن بن علي، إلى أن قال فسألته عن اسمه فقال اسمي مهجع بن الصلت، بن عقبة، بن سمعان، بن أم غانم، وهي الأعرابية اليمانية صاحبة الحصاة، التي ختم فيها أمير المؤمنين (ع).
وقال أبو هاشم الجعفري في ذلك:
وأعطاه آيات الإمامة كلها * كموسى وفلق البحر واليد والعصا
وما قمص الله النبيين حجة * ومعجزة إلا الوصيين قمصا
وإن كنت مرتابا بذاك فقصره * من الأمر ان تتلو الدليل وتفحصا
في أبيات قال أبو عبد الله بن عياش هذه أم غانم صاحبة الحصاة غير تلك صاحبة الحصاة، وهي أم الندى حبابة بنت جعفر الوالبية الأسدية، وهي غير صاحبة الحصاة الأولى التي طبع عليها رسول الله(ص) وأمير المؤمنين(ع)، فإنها أم سليم وكانت وارثة الكتب، فهن ثلاث ولكل واحدة منهنّ خبر قد رويته ولم أطل الكتاب بذكره انتهى.
إعلام الورى أقول لم أجد هذا الخبر في مقتضب الأثر لأحمد بن محمد بن عياش المطبوع، وإنما ذكر فيه خبر أم سليم صاحبة الحصاة، وقال إنها ليست بحبابة الوالبية، ولا بأم غانم صاحبتي الحصاة هذه أم سليم غيرهما وأقدم منهما كما مر في أم سليم، ولعل ابن عياش ذكره في غير مقتضب الأثر ونقله الطبرسي عنه.
62- أم فروة:
ويقال أم القاسم بن محمد بن أبي بكر اسمها فاطمة، وقيل قريبة وذكرت في فاطمة.
63- أم الفضل:
زوجة العباس بن عبد المطلب، اسمها لبابة بنت الحارث، قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص) أم الفضل اسمها لبابة.
64- أم قيس بنت محصن:
عدّها الشيخ في رجاله من أصحاب الرسول(ص).
وفي الاستيعاب: أم قيس بنت محصن بن حرثان الأسدية، أخت عكاشة بن محصن، أسلمت بمكة قديما وبايعت النبي(ص) وهاجرت إلى المدينة، شرّفها الله تعالى وزادها تعظيماً وتكريماً، روى عنها من الصحابة وابصة بن معبد، وروى عنها عبيد الله بن عبد الله ونافع مولى خمنة بنت شجاع انتهى.
وفي المستدرك للحاكم بسنده عن مصعب الزبيري ابن خوات بدل ابن حرثان، وقال هاجرت إلى المدينة مع أهل بيتها وعاشت بعد رسول الله(ص) وروت عنه انتهى. ولم يُعلم أنها من شرط كتابنا.
65- أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط الأموية:
عدّها الشيخ في رجاله من أصحاب رسول الله(ص) أم كلثوم بنت عقبة.
وفي الاستيعاب: أم كلثوم بنت عقبة بن معيط أبي أبان بن أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. هاجرت سنة سبع في الهدنة بين رسول الله(ص) ومشركي قريش وكانوا صالحوه على أن يرد عليهم من جاءه مؤمنا، وفيها نزلت إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات الآية، فإنها لما هاجرت لحقها أخواها الوليد وعمارة ليرداها فمنعها الله بالإسلام.
قال ابن إسحاق قدما على رسول الله(ص) يسألانه أن يردها عليهما بالعهد الذي كان بينه وبين قريش في الحديبية فلم يفعل وقال أبى الله ذلك، فتزوجها زيد بن حارثة، فقتل عنها يوم مؤتة، فتزوجها الزبير فولدت له زينب ثم طلقها، فتزوجها عبد الرحمن بن عوف فولدت له إبراهيم وحميدا قيل ومحمدا وإسماعيل ومات عنها، فتزوجها عمرو بن العاص فمكثت عنده شهرا وماتت، وهي أخت عثمان لأمه.
روى عنها ابنها حميد وحميد بن نافع وغيرهما، روت عن النبي(ص) ليس بالكاذب الذي يقول خيرا وينمي خيرا ليصلح بين الناس انتهى.
باختصار وروي في الطبقات الكبير لابن سعد أن الزبير كانت فيه شدة على النساء وكانت أم كلثوم له كارهة فكانت تسأله الطلاق فيأبى، حتى ضر بها الطلق وهو لا يعلم فألحت عليه فطلقها، ثم وضعت فأخبر بوضعها فقال: خدعتني خدعها الله فأتى النبي(ص) فأخبره فقال سبق فيها كتاب الله فاخطبها قال لا ترجع إلي أبدا انتهى.
وفي الطبقات أيضا أسلمت بمكة وبايعت قبل الهجرة وهي أول من هاجر من النساء، ولم نعلم قرشية خرجت من بين أبويها مسلمة مهاجرة إلى الله ورسوله غيرها، خرجت من مكة وحدها وصاحبت رجلا من خزاعة حتى قدمت المدينة في هدنة الحديبية، فخرج في أثرها أخواها الوليد وعمارة ابنا عقبة، قدما المدينة من الغد يوم قدمت، فقالا يا محمد ف لنا بشرطنا وما عاهدتنا عليه، وقالت أم كلثوم يا رسول الله أنا امرأة وحال النساء إلى الضعف ما قد علمت فتردني إلى الكفار يفتنوني في ديني ولا صبر لي، فأنزل الله في النساء المحنة وحكم في ذلك بحكم رضوه كلهم، ونزل فيها «إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفارة» الآية، فامتحنها رسول الله(ص) وامتحن النساء بعدها بقول والله ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام، وما خرجتن لزوج ولا مال، فإذا قلن ذلك تركن فلم يرددن إلى أهلهن، فقال رسول الله(ص) للوليد وعمارة قد أبطل الله العهد في النساء بما قد علمتماه فانصرفا انتهى.
وكان أبوها عقبة بن أبي معيط أسر يوم بدر فأمر رسول الله(ص) بقتله فقال للنبي(ص) يا محمد من للصبية فقال النار فقتله علي وقيل غيره، وإلى ذلك أشار علي(ع) في كتاب له إلى معاوية: ومنا سيدا شباب أهل الجنة ومنكم صبية النار.
وهي أخت الوليد بن عقبة بن أبي معيط، الذي كان واليا على الكوفة فشرب الخمر وصلى الصبح بالناس أربعا ثم التفت إليهم وقال: أزيدكم فقال له ابن مسعود ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم وتقيأ الخمر في المحراب، وشهدوا عليه بذلك عند عثمان، وأخذوا خاتمه من يده وهو لا يشعر فجلده علي بن أبي طالب الحد، أو أمر عبد الله بن جعفر بجلده وعزله عثمان عن الكوفة، وفي ذلك يقول الحطيئة:
نادى وقد تمت صلاتهم * أأزيدكم سكرا وما يدري
فأبوا أبا وهب ولو أذنوا * لقرنت بين الشفع والوتر
كفوا عنانك إذ جريت ولو * تركوا عنانك لم تزل تجري
وكان الوليد من أعدى الناس لعلي، وكان من أصحاب الجمل ومع معاوية يوم صفين، ولكن أخته أم كلثوم هذه أسلمت طائعة وهاجرت ماشية، وأنُزل فيها قرآن يُتلى، رفع به حكم جائز عن الإسلام ومع ذلك لا نعلم أنها من شرط كتابنا.
66- أم كلثوم بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع):
زوجة مسلم بن عقيل بن أبي طالب في عمدة الطالب: محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، أمه حميدة بنت مسلم بن عقيل، أمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب انتهى.
فهذا يدل على أن مسلماً كان متزوجا بأم كلثوم بنت عمه علي بن أبي طالب وولده له منها بنت اسمها حميدة، وحميدة هذه تزوجها ابن عمها عبد الله بن محمد بن عقيل، وولدت له محمد بن عبد الله بن محمد عقيل.
وأم كلثوم هذه التي هي زوجة مسلم بن عقيل غير أم كلثوم الصغرى الآتية التي كانت متزوجة بأحد أعقابه فلا يمكن أن تكون زوجته، وغير الكبرى الآتية أيضا؛ لأنه لم يقل أحد أنها كانت متزوجة بمسلم.
ثم إن بنات أمير المؤمنين علي(ع) اللواتي اسمهن أو كنيتهن أم كلثوم هنّ ثلاث أو أربع:
أم كلثوم هذه زوجة مسلم ولعلها الوسطى، وأم كلثوم الصغرى الآتية، وأم كلثوم الكبرى الآتية زوجة عمر بن الخطاب التي تزوجها بعده عون بن جعفر ثم أخوه محمد ثم أخوهما عبد الله بن جعفر كما ستعرف. وهناك زينب الصغرى المكناة أم كلثوم المنسوب إليها القبر الذي في قرية راوية شرقي دمشق كما نذكره في ترجمتها إن شاء الله، فيمكن أن تكون هي زينب الصغرى وتكون هي وأم كلثوم الصغرى واحدة، ويكون المكنيات بأم كلثوم ثلاثا، ويمكن أن تكون غيرها فيكن أربعا فيكون لنا زينب الكبرى وزينب الصغرى المكناة بأم كلثوم وأم كلثوم الكبرى وأم كلثوم الصغرى والأخيرة اسمها كنيتها أم كلثوم زوجة مسلم بن عقيل والله أعلم.
ثم إنّ أم كلثوم بنت أمير المؤمنين(ع) التي كانت مع أخيها الحسين(ع) بكربلا لا يدري أيهن هي فيمكن أن تكون هي زوجة مسلم بن عقيل فتكون قد خرجت مع أخيها الحسين، كما خرجت معه أختها زينب، وزوجها عبد الله بن جعفر حي بالمدينة، فخرجت معه هي ووالداها عون وجعفر.
وهذه كان قد خرج زوجها مسلم إلى الكوفة وخرج أولاده مع الحسين، ويمكن أن يكون فيهم من هو من أولادها فهي أحق بالخروج مع أخيها الحسين من كل امرأة، ويمكن أن تكون هي الصغرى، ويمكن على بعد أن تكون الكبرى جاءت مع أخيها مع وجود زوجها.
وأم كلثوم التي كانت بالطف قد خطبت خطبة بالكوفة بعد ورودها من كربلا ذكرها ابن طاوس في كتاب الملهوف، وذكرناها في لواعج الأشجان والمجالس السنية برواية ابن طاوس، وهي مذكورة في كتاب بلاغات النساء قال: كلام أم كلثوم(ع) عن سعيد بن محمد الحميري أبو معاذ، عن عبد الله بن عبد الرحمن رجل من أهل الشام، عن شعبة عن حزام الأسدي. وقال مرة أخرى حذيم قال قدمت الكوفة سنة إحدى وستين، وهي السنة التي قُتل فيها الحسين(ع) فرأيت نساء أهل الكوفة يومئذ يلتد من مهتكات الجيوب الحديث.
ثم ذكر الحديث وهو على لفظ هارون بن مسلم، وأخبر هارون بن مسلم بن سعدان قال أخبرنا يحيى بن الحجاج عن جعفر بن محمد عن آبائه(ع) قال: ورأيت أم كلثوم(ع) ولم أر خفرة، والله انطلق منها كأنما تنطق وتفزع على لسان أمير المؤمنين(ع) وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا، فلما سكنت الأنفاس وهدأت قالت: ابدأ بحمد الله والصلاة والسلام على أبيه أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختر والخذل ألا فلا رقأت العبرة ولا هدأت الرنة، إنما مثلُكُم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم، ألا وهل فيكم إلا الصلف والشنف وملق الإماء وغمز الأعداء، وهل أنتم إلا كمرعى على دمنة وكفضة على ملحودة، ألا ساء ما قدّمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون، أتبكون أي والله فابكوا وإنكم والله أحرياء بالبكاء، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً، فلقد فزتم بعارها وشنارها ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا، وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة وسيد شبان أهل الجنة، ومنار محجتكم، ومدرة حجتكم، ومفرخ نازلتكم، فتعسا ونكسا، لقد خاب السعي وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله، وضُربت عليكم الذلة والمسكنة، لقد جئتم شيئاً إذا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا، أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم، وأي كريمة له أبرزتم، وأي دم له سفكتم، لقد جئتم بها شوهاء خرقاء، شرها اطلاع الأرض والسماء، أفعجبتم إن قطرت السماء دما، ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا يُنظرون، فلا يستخفنكم المهل فإنه لا تحفزه المبادرة، ولا يخاف عليه فوت الثار كلا إن ربك لنا ولهم لبالمرصاد.
ثم ولّت عنهم، قال: فرأيت الناس حيارى وقد ردوا أيديهم إلى أفواههم، ورأيت شيخا كبيرا من بني جعفي وقد أخضلت لحيته من دموع عينيه وهو يقول:
ولكن ابن طاوس في الملهوف نسب هذه الخطبة مع بعض التفاوت إلى زينب بنت علي(ع)، ونسب إلى أم كلثوم خطبة غيرها بالكوفة فقال: وخطبت أم كلثوم بنت علي(ع) في ذلك اليوم من وراء كلتها رافعة صوتها بالبكاء فقالت:
يا أهل الكوفة! سوءة لكم ما لكم خذلتم حسينا وقتلتموه، وانتهبتم أمواله وورثتموه، وسبيتم نساءه ونكبتموه، فتبا لكم وسحقا، ويلكم أتدرون أي دواه دهتكم، وأي وزر على ظهوركم حملتم، وأي دماء سفكتموها، وأي كريمة أصبتموها، وأي صبية أسلمتموها، وأي أموال انتهبتموها، قتلتم خير رجالات بعد النبي(ص)، ونزعت الرحمة من قلوبكم، ألا إن حزب الله هم المفلحون وحزب الشيطان هم الخاسرون، ثم قالت:
سفكتم دماء حرم الله سفكها * وحرمها القرآن ثم محمد
ألا فأبشروا بالنار إنكم غدا * لفي سقر حقا يقينا تخلدوا
واني لأبكي في حياتي على أخي * على خير من بعد النبي سيولد
بدمع غزير مستهل مكفكف * على الخد مني دائما ليس يجمد
قال الراوي فضج الناس بالبكاء والنوح ونشر النساء شعورهن، ووضعن التراب على رؤوسهن، وخمشن وجوههن، ولطمن خدودهن، ودعون بالويل والثبور، وبكى الرجال فلم ير باكية وباك أكثر من ذلك اليوم.
ومن أخبارها يوم الطف أنه لما أوصى الحسين(ع) النساء يوم كربلاء بدأ بأم كلثوم فقال: يا أختاه يا أم كلثوم، وأنت يا زينب، وأنت يا فاطمة، وأنت يا رباب، انظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيبا، ولا تخمشن علي وجها، ولا تقلن هجرا الحديث.
وروى ابن طاوس في كتاب الملهوف وغيره أنه لما جلس الحسين(ع) يوم الطف وجون مولى أبي ذر يصلح سيفه والحسين يقول: يا دهر أف لك من خليل الأبيات، جعلت أم كلثوم تنادي: وامحمداه واعلياه واأماه واأخاه واحسيناه واضيعتنا بعدك يا أبا عبد الله.
فعزّاها الحسين(ع) وقال لها يا أختاه تعزي بعزاء الله فإنّ سكان السماوات يفنون وأهل الأرض كلهم يموتون وجميع البرية يهلكون.
وروى ابن طاوس أيضا: أنه لما قرب الذين معهم السبايا والرؤوس من دمشق دنت أم كلثوم من شمر، وكان في جملتهم، فقالت له لي إليك حاجة فقال وما حاجتك قالت: إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظارة، وتقدم إليهم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل وينحونا عنها، فقد خزينا من كثرة النظر إلينا ونحن في هذه الحال، فأمر في جواب سؤلها أن يجعلوا الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل بغيا منه وكفرا، وسلك بهم بين النظارة على تلك الصفة حتى أتى بهم باب دمشق فوقفوا على درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي انتهى.
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي: إنّ أم كلثوم بنت أمير المؤمنين(ع) لها ذكر في خبر وفاة أمها الزهراء(ع) ولا يدري أيهن هي من بناته ع اللواتي تكنى كل منهن بأم كلثوم كما مر . فقد روي أن الزهراء(ع) لما توفيت خرجت أم كلثوم وعليها برقعها تجر ذيلها متجللة برداء وهي تقول يا أبتاه يا رسول الله الآن فقدناك فقدا لا لقاء بعده أبدا.
وإن أمير المؤمنين(ع) لمّا غسّل الزهراء(ع) لم يحضرها غيره وغير الحسنين وزينب وأم كلثوم وفضة جاريتها وأسماء بنت عميس، والظاهر أنّ التي حضرت وفاة أمها الزهراء(ع) هي التي حضرت وفاة أبيها أمير المؤمنين(ع).
روى الشيخ الطوسي في الأمالي أنه لما ضُرب أمير المؤمنين(ع) احتمل فأُدخل داره فقعدت لبابة عند رأسه، وجلست أم كلثوم عند رجليه، ففتح عينيه فنظر إليهما فقال: الرفيق الأعلى خير مستقرا وأحسن مقيلا.
وقال المفيد: فنادت أم كلثوم عبد الرحمن بن ملجم يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين قال: إنما قتلت أباك. قالت يا عدو الله إني لأرجو أن لا يكون عليه باس، قال لها فأراك إنما تبكين علي والله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم الخبر.
67- أم كلثوم الصغرى:
بنت أمير المؤمنين(ع) زوجة عبد الله الأصغر بن عقيل هكذا وجدت في مسودة الكتاب، ولا أعلم الآن من أين نقلته، وعقيل هذا إن أريد به عقيل بن أبي طالب فليس له ولد يسمى عبد الله بل له مسلم قتيل الكوفة منقرض، ومحمد بن عقيل قاله في عمدة الطالب، وإن أُريد به عقيل بن محمد بن عبد الله الأكبر بن محمد، بن عقيل بن أبي طالب فابنه عبد الله الأصغر بينه وبين عقيل بن أبي طالب خمسة آباء، فكيف يتزوج بأم كلثوم التي ليس بينها وبين علي أخي عقيل أحد، فلذلك نظن أن الصواب زوجة عبد الله الأكبر بن محمد بن أبي طالب.
68- أم كلثوم الكبرى:
بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، زوجة عمر بن الخطاب، توفيت بالمدينة في سلطنة معاوية وإمارة سعيد بن العاص على المدينة، وذلك قبل سنة 54. وهي أم كلثوم الكبرى كما قلنا، فقد وجدنا في مسودة الكتاب كما ستعرف، أنّ أم كلثوم الكبرى زوجة عون بن جعفر، ومعلوم أنّ التي تزوجها عون هي التي كانت زوجة عمر، وعليه فما في تكملة الرجال من الجزم بأنّ زينب الصغرى المكنّاة أم كلثوم هي زوجة عمر في غير محله بل هي غيرها.
وفي طبقات ابن سعد الكبير: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وأمها فاطمة بنت رسول الله(ص)، تزوجها عمر بن الخطاب وهي جارية لم تبلغ، فلم تزل عنده إلى أن قتل وولدت له زيد بن عمر ورقية بنت عمر، ثم خلف على أم كلثوم بعد عمر عون بن جعفر بن أبي طالب فتوفي عنها، ثم خلف عليها أخوه محمد بن جعفر بن أبي طالب فتوفي عنها، فخلف عليها أخوه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بعد أختها زينب بنت علي بن أبي طالب، فقالت أم كلثوم إني لأستحيي من أسماء بنت عميس أنّ ابنيها ماتا عندي، وإني لأتخوف على هذا الثالث، فهلكت عنده ولم تلد لأحد منهم شيئا انتهى.
وروى الكليني في الكافي في باب المتوفي عنها زوجها أين تعتد بإسناده عن الصادق(ع) أنّ عليا(ع) لما مات عمر أتى أم كلثوم فانطلق بها إلى بيته، وفي رواية أخرى أتى أم كلثوم فأخذها بيده فانطلق بها إلى بيته، ورواهما الشيخ أيضا في التهذيب.
وفي أسد الغابة بالإسناد إلى أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، بسنده عن ابن إسحاق عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، قال: لما تأيمت أم كلثوم بنت علي من عمر بن الخطاب دخل عليها حسن وحسين أخواها فقالا لها إنك ممن قد عرفت سيدة نساء العالمين وبنت سيدتهن، وإنك والله إن أمكنت عليا من رمتك لينكحنك بعض أيتامه، ولئن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبينه.
فوالله ما قاما حتى طلع علي إلى أن قال فقال أي بنية إن الله عز وجل قد جعل أمرك بيدك فانا أحب أن تجعليه بيدي. فقالت أي أبة إني امرأة أرغب فيما يرغب فيه النساء وأحب أن أصيب مما تصيب منه النساء من الدنيا، وأنا أريد أن أنظر في أمر نفسي. فقال لا والله يا بنية ما هذا من رأيك ما هو إلا رأي هذين، ثم قام فقال: والله لا أكلم رجلا منهما أو تفعلين. فأخذا بثيابه فقالا اجلس يا أبة فوالله ما على هجرتك من صبر، اجعلي أمرك بيده فقالت قد فعلت.
قال فوالله فإني قد زوجتك من عون بن جعفر وإنه لغلام وبعث لها بأربعة آلاف درهم وأدخلها عليه انتهى.
وفي هذا الخبر بهذه الكيفية ما يوجب الريبة فالحسنان(ع) أعظم شأنا، وأجل قدراً، وأرجح حلماً، وأكثر إعظاما لأبيهما من أن يوصيا أختهما بمخالفة أبيهما طمعا في الدنيا ورغبة بها عن أهلها وأقربائها إلى الغرباء لأجل المال. هذا ما لا يكون ولا تساعد عليه سيرة أهل البيت الطاهر.
وفي الطبقات: أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن جعفر بن محمد عن أبيه أنّ عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم فقال علي إنما حبست بناتي على بني جعفر، فقال عمر أنكحنيها يا علي فوالله ما على ظهر الأرض أحد يرصد من حسن صحابتها ما أرصد، فقال علي قد فعلت، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين فقال رفئوني فرفئوه وقالوا بمن يا أمير المؤمنين؟ قال بابنة علي بن أبي طالب، إن النبي(ص) قال كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا.
ثم روى أنه أمهرها أربعين ألفا ثم قال: قال محمد بن عمر هو الواقدي وغيره: لما خطب عمر بن الخطاب إلى علي ابنته أم كلثوم قال يا أمير المؤمنين إنها صبية فقال إنك والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك، ثم ذكر أنه أمر ببرد فطوي وأرسله معها وأرسل إليه إن رضيت البرد فامسكه، وإن سخطته فرده، فقال قد رضينا فزوجها إياه فولدت له زيدا وإن زيدا وأم كلثوم ماتا فصلى عليهما ابن عمر فجعل زيدا مما يليه وأم كلثوم مما يلي القبلة وكبر عليهما أربعا، وفي رواية صلى عليها سعد بن العاص وكان أمير الناس يومئذ انتهى.
وقد رُوي من طرق أصحابنا عن القداح عن الصادق عن أبيه(ع) قال ماتت أم كلثوم بنت علي(ع) وابنها زيد بن عمر بن الخطاب في ساعة واحدة لا يدرى أيهما مات قبل، فلم يورث أحدهما من الآخر وصلي عليهما جميعا.
وفي الاستيعاب في ترجمة إياس بن السكن قال هو والد محمد بن إياس. ومحمد ابن إياس هو القائل يرثي زيد بن عمر بن الخطاب، وكان قتل في حرب بين بني عدي ثم قال زيد بن عمر بن الخطاب أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله(ص) انتهى.
وفي الإصابة قال الزبير: ولدت لعمر ابنيه زيدا ورقية، وماتت أم كلثوم وولدها في يوم واحد، أصيب زيد في حرب كانت بين بني عدي فخرج ليصلح بينهم فشجه رجل وهو لا يعرفه في الظلمة، فعاش أياما وكانت أمه مريضة فماتا في يوم واحد انتهى.
وفي الاستيعاب: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، ولدت قبل وفاة رسول الله(ص)، أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله(ص)، خطبها عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب فقال إنها صغيرة فقال له زوجنيها يا أبا الحسن، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد فقال له علي: أنا أبعثها إليك فإن رضيتها فقد زوجتكها، فبعثها إليه ببرد وقال لها قولي له هذا البرد الذي قلت لك، فقالت ذلك لعمر، فقال قولي له قد رضيت ووضع يده على ساقها فكشفها فقالت أتفعل هذا لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك، ثم خرجت حتى جاءت أباها فأخبرته الخبر وقالت بعثتني إلى شيخ سوء فقال يا بنية إنه زوجك.
ثم روى بسنده أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها فقيل له ردك فعاوده فقال له ابعث بها إليك وذكر نحوا مما مر.
وفي أسد الغابة: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وذكر مثله إلى قوله أنه زوجك ثم قال فتزوجها على مهر أربعين ألفا.
وفي الإصابة بسنده أن عمر خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها فقيل له أنه ردك فعاوده فقال له علي أبعث بها إليك وذكر مثل ما مر في رواية الاستيعاب. ثم إن ما في مجموع هذه الأخبار يومئ إلى أن تزويجها لم يكن عن طيبة خاطر كاعتذاره تارة بأنه حبس بناته على ولد جعفر، وأخرى بصغرها وأنها صبية ولذلك قيل له ردك وقد فهم عمر منه كراهته ذلك فلذلك قال له: إنك والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك. ومن ذلك يعلم أن ما في بعض هذه الروايات من إرسالها إليه بتلك الصورة لا يمكن تصديقه، ولا يمكن صدوره من ذي غيرة، فضلاً عن أمير المؤمنين، وما ذلك إلا فعل السفلة والأوباش وحاشا أمير المؤمنين من مثله ولو كانت عنده أمة لقبح أن يرسلها بهذه الصفة، وكيف يرسلها بهذه الكيفية وهو قد دافع أولا واعتذر بعدة أعذار.
وما ذا الذي يحمله على إرسال ابنته إليه بهذه الصورة المستهجنة وهي لا تعلم بأنه بعلها، وكيف يقول له فإن رضيتها فقد زوجتك، وهل كان يُحتمل أن لا يرضاها بعد إصراره على خطبتها غير مرة، ثم كيف يصح التزويج بهذا الترديد وبالإيجاب بدون لفظ القبول ولم يذكر مهرا كما في بعض هذه الروايات ثم يروى بعد ذلك أنه تزوجها على أربعين ألفا.
كل ذلك يوجب الجزم بأن بعض هذه الأخبار مختلق.
وقال المرتضى في الانتصار: فأما تزويجه بنته فلم يكن عن اختيار والخلاف فيه مشهور فإن الرواية وردت بأن عمر خطبها إلى علي فدافعه وماطله فاستدعى عمر العباس ثم ذكر أنه تهدده وتهدد بني هاشم وعليا، بما لا حاجة بنا إلى ذكره، فمضى العباس إلى علي فخبره بما سمعه من الرجل، فقال قد أقسمت أن لا أزوجها إياه، فقال له رد أمرها إلي ففعل فزوجه العباس إياها.
قال ويبين أن الأمر جرى على إكراه ما روي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، وذكر حديثا في ذلك انتهى.
وقال في كتاب تنزيه الأنبياء والأئمة: بينا في كتاب الشافي أنه ما أجابه إلى ذلك إلا بعد توعد وتهدد ومراجعة ومنازعة وكلام طويل مأثور، وإن العباس لما رأى أنّ الأمر يفضي إلى الوحشة ووقوع الفرقة سأله رد أمرها إليه ففعل فزوجها منه، ثم روى عن الصادق(ع) ما يدل على أن عليا لم يكن راضيا بذلك.
ووجدت في مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته ما صورته: أم كلثوم الكبرى بنت أمير المؤمنين(ع) زوجة عون بن جعفر الطيار، أمها فاطمة الزهراء (ع) انتهى.
وبناء على ذلك تكون أم كلثوم التي تزوجها عمر هي الكبرى؛ لأنها هي التي تزوجت بعده عون بن جعفر.
69- أم كلثوم بنت محمد رسول الله (ص):
توفيت في شعبان سنة 9 من الهجرة. أمها خديجة بنت خويلد أم المؤمنين(ع). أدركت الإسلام وهاجرت، تزوجها عثمان بن عفان وماتت عنده، وجاء في بعض أدعية شهر رمضان عن أئمة أهل البيت(ع) اللهم صل على رقية وأم كلثوم بنتي نبيك إلخ.
وفي مجمع البحرين: كان لرسول الله(ص) من خديجة أربع بنات كلهن أدركن الإسلام وهاجرن وهنّ زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم.
وقال الطبرسي في إعلام الورى وغيره أن أم كلثوم بنت رسول الله(ص) تزوجها عثمان بعد أختها رقية وتوفيت عنده ومثله عن ربيع الشيعة لابن طاوس.
وفي الطبقات الكبير لابن سعد: أم كلثوم بنت رسول الله(ص) وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، تزوجها عتيبة بن أبي لهب بن عبد المطلب قبل النبوة، فلما بعث رسول الله(ص) وأنزل الله تبت يدا أبي لهب قال له أبوه أبو لهب رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته، ففارقها ولم يكن دخل بها، فلم تزل بمكة مع رسول الله(ص) وأسلمت حين أسلمت أمها، وبايعت رسول الله(ص) مع أخواتها حين بايعه النساء، وهاجرت إلى المدينة حين هاجر رسول الله(ص)، وخرجت مع عيال رسول الله(ص) إلى المدينة فلم تزل بها، فلما توفيت رقية بنت رسول الله(ص) خلف عثمان بن عفان على أم كلثوم بنت رسول الله(ص) وكانت بكرا، وذلك في شهر ربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة، وأدخلت عليه في هذه السنة في جمادى الآخرة، فلم تزل عنده إلى أن ماتت، ولم تلد له شيئا، وماتت في شعبان سنة 9 من الهجرة، ثم روى أنه نزل في حفرتها أبو طلحة وأنه قال فيكم أحد لم يقارف الليلة فقال أبو طلحة أنا يا رسول الله قال انزل.
وروى أيضا أنه نزل في حفرتها علي بن أبي طالب والفضل بن عباس وأسامة انتهى.
ولم ينزل بعلها في حفرتها مع أنه أولى بدفنها من الأجانب؛ لأنه كان قد قارب تلك الليلة كما ورد في روايات من طرق أهل السنة لم يقع عليها نظري ساعة تحرير هذه السطور.
وفي قوله(ص) فيكم أحد لم يقارف الليلة إيماء إلى مضمونها وفي شرحها تأويلات وتفصيلات لهم وذكر جميع ما ورد في ذلك لا تسمح لنا به الأحوال. ثم إن الروايات من الفريقين متفقة على أن عثمان تزوج أم كلثوم بعد رقية ولكن في تكملة الرجال عن قرب الإسناد لعبد الله بن جعفر الحميري عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، قال حدثني جعفر بن محمد عن أبيه قال ولد لرسول الله(ص) من خديجة القاسم والطاهر وأم كلثوم ورقية وفاطمة وزينب، فزوج عليا فاطمة، وتزوج أبو العاص بن الربيع وهو من بني أمية زينب، وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم ولم يدخل بها حتى هلكت، وزوجه مكانها رقية الحديث. ثم قال والسند ضعيف بمسعدة أقول وهو يخالف ما مر في أمرين الأول جعله تزويج عثمان برقية بعد أم كلثوم والروايات السابقة متفقة على العكس الثاني قوله أنه لم يدخل بها حتى هلكت.
70- أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري:
كان أبوها أحد السفراء الأربعة في الغيبة الصغرى، وهي جدة أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب أم أمه، كانت فاضلة جليلة، راوية للحديث، روت عن أبيها أبي جعفر، وروت عنها ابنتها أم أبي نصر، وروى أبو نصر المذكور عن أمه، عن جدته أم كلثوم، وأورد الشيخ في كتاب الغيبة كثيرا من الأخبار عنها، ومن ذلك خبر نص أبيها على الحسين بن روح كما يأتي في ترجمة الحسين، وأخبار أبيها محمد بن عثمان أيام سفارته كما يأتي في ترجمة أبيها.
71- أم مبشر:
عدّها الشيخ في رجاله من أصحاب الرسول(ص).
وفي الاستيعاب أم مبشر الأنصارية امرأة زيد بن حارثة، يُقال لها أم مبشر بنت البراء بن معرور، وكانت من كبار الصحابة، روى عنها جابر بن عبد الله أحاديث انتهى.
ولم يُعلم أنها من شرط كتابنا.
72- أم مجد الدولة الديلمي:
من ملوك بني بويه، مرتب عنوان أم رستم زوجة فخر الدولة وأم مجد الدولة.
73- أم مسطح:
بنت أبي رهم أنيس بن المطلب بن عبد مناف القرشية المطلبية أنيس في أسد الغابة والإصابة بفتح الهمزة وكسر النون انتهى.
في الطبقات الكبير: أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي وأمها ريطة بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة، تزوجها أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف فولدت له مسطحا من أهل بدر وهندا، وأسلمت أم مسطح فحسن إسلامها، وكانت من أشد الناس على مسطح حين تكلم مع أهل الإفك انتهى.
وفي أسد الغابة هي ابنة خالة أبي بكر الصديق، أمها بنت صخر بن عامر، يُقال اسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة، لها ذكر في حديث الإفك انتهى.
وفي الإصابة: أم مسطح القرشية التيمية ويقال المطلبية، هي بنت أبي رهم أنيس بن المطلب بن عبد مناف، ويقال بنت صخر بن عامر بن كعب بن تميم بن مرة. هكذا حكى أبو موسى وهو غلط فإن هذا نسب سلمى أم الخير والدة أبي بكر هي بنت صخر إلخ، والذي قال غيره أنها بنت خالة أبي بكر الصديق، أمها رائطة بنت صخر إلخ هكذا قال ابن سعد ويُقال اسمها سلمى، ويُقال ريطة وهي مشهورة بكنيتها، ثبت ذكرها في الصحيحين في قصة الإفك حين خرجت مع عائشة لقضاء الحاجة فعثرت فقالت تعس مسطح، فقالت عائشة أتسبين رجلا شهد بدرا فقالت أولم تعلمي ما قال فذكرت قصة الإفك وكان مسطح ممن تكلم في ذلك انتهى.
وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد عن أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة: أخبرنا أبو زيد حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا غسان بن عبد الحميد قال: لما تخلف علي عن البيعة واشتد أبو بكر وعمر في ذلك خرجت أم مسطح بن أثاثة فوقفت عند قبر النبي(ص) ونادته يا رسول الله:
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
انتهى. ومن ذلك يُعلم تشيعها.
74- أم محمد بن إدريس الحلي الفقيه المشهور:
بنت الشيخ الطوسي مرت مع أختها بعنوان ابنتا الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، وذكرنا هناك أنّ صاحب الرياض قال إنهما كانتا عالمتين فاضلتين، إحداهما أم ابن إدريس، وأمها بنت المسعود بن ورام. وكانت أم ابن إدريس فيها الفضل والصلاح، وقد أجازها وأختها بعض العلماء، ولعل المجيز أخوهما أبو علي ابن الشيخ الطوسي، أو والدهما الشيخ الطوسي انتهى.
وقد مر في ترجمة السيد أحمد بن موسى بن طاوس أنّ أمه وأم أخيه السيد علي بن موسى هي بنت الشيخ الطوسي المجازة هي وأختها أم ابن إدريس من أبيهما الشيخ الطوسي برواية جميع مصنفاته ومصنفات الأصحاب عنه وأمها بنت الشيخ مسعود بن ورام بن أبي فراس بن حمدان.
المصدر: أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين. ج3.
اترك تعليق