مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

النساء المذكورة أسماؤهنّ في كتاب

النساء المذكورة أسماؤهنّ في كتاب "أعيان الشيعة" للسيد محسن الأمين(4)

75- أم محمد:
بنت محمد بن جعفر في مشيخة الفقيه في طريقه إلى أسماء بنت عميس عن عمار بن مهاجر عن أم جعفر وأم محمد ابنتي محمد بن جعفر عن أسماء بنت عميس.
76- أم محمد زوجة الكاظم(ع):
مر ما يتعلق بها في إسحاق بن جعفر بن محمد فراجع.
77- أم المقدام الثقفية:
في مشيخة الفقيه في طريقه إلى جويرية بن مسهر عن الواحد بن المختار الأنصاري عن أم المقدام الثقفية عن جويرية بن مسهر.
78- أم موسى سرية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع):
في لسان الميزان: أم موسى سرية علي رضي الله عنه قيل اسمها فاختة وقيل حبيبة عن علي وعنها مغيرة بن مقسم انتهى وفي تهذيب التهذيب وضع عليها رمز بخ د س ق إشارة إلى أنه أخرج حديثها البخاري في الأدب المفرد والنسائي وابن ماجة القزويني في سننهما وقال: أم موسى سرية علي بن أبي طالب قيل اسمها فاختة وقيل حبيبة روت عن علي بن أبي طالب وعن أم سلمة روى عنها مغيرة بن مقسم الضبي قال الدارقطني حديثها مستقيم يخرج حديثها اعتبارا قلت وقال العجلي كوفية تابعية ثقة انتهى.
79- أم الندى:
قيل هي حبابة الوالبية ومر في أم غانم قول ابن عياش أن أم الندى حبابة بنت جعفر الوالبية الأسدية ومر عن الشيخ نقل القول بان أم البراء كنية حبابة الوالبية وبعض قال إن كنيتها أم غانم لكن مر أنها كنية لغيرها.
80- أم هانئ من أصحاب الباقر(ع):
روى الكليني في باب في الغيبة من أصول الكافي بسنده عن محمد بن إسحاق عن أم هانئ قالت سألت أبا جعفر محمد بن علي(ع) عن قول الله تعالى فلا أقسم بالخنس الحديث. وبسنده عن أسيد بن ثعلبة عن أم هانئ قالت لقيت أبا جعفر محمد بن علي فسألته عن هذه الآية فلا أقسم بالخنس الحديث.
81- أم هانئ بنت أبي طالب:
اسمها فاختة عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص) وتأتي ترجمتها في فاختة.
82- أم أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب:
جدها أبو أمها أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري ولم نعرف اسمها روى عنها ابنها أبو نصر هبة الله بن محمد الكاتب وروت هي عن أمها أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري كما في بعض أحاديث كتاب الغيبة للشيخ الطوسي
83- أم هشام بنت حارثة:
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص) وفي الطبقات الكبير لابن سعد أم هشام بنت حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار تزوجها عمارة بن الحبحاب بن سعد بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، أسلمت أم هشام وبايعت رسول الله(ص) ثم روى بسنده عنها أنها قالت لقد مكثنا سنة أو سنة وبعض سنة وإنّ تنورنا وتنور رسول الله(ص) واحد، وما أخذت ق والقرآن المجيد إلا عن رسول الله(ص) يقرؤها على الناس في كل جمعة إذا خطبهم، هكذا قال عبد الله بن نمير راوي الحديث أم هاشم وهي أم هشام انتهى.
وفي الاستيعاب أم هاشم وقيل أم هشام بنت حارثة بن النعمان الأنصارية روى عنها حبيب بن عبد الرحمن بن يساف ويحيى بن عبد الله ولم يسمع منها بينهما غير عبد الرحمن بن سعد قال أحمد بن زهير عن أبيه بايعت بيعة الرضوان انتهى.
وفي الإصابة تعقبه ابن فتحون بان حبيبا إنما روى عنها بواسطة وهو كما قال انتهى. وفي أسد الغابة عنها عبد الرحمن بن سعد وحبيب بن عبد الرحمن وعمرة ولم يعلم أنها من شرط كتابنا.
84- أم الهيثم بنت الأسود ويقال بنت العريان النخعية:
تابعية من أصحاب أمير المؤمنين(ع) وشيعته شاعرة ولم نجد من ذكرها باسم غير أم الهيثم، ولعل اسمها كنيتها أو اشتهرت بالكنية، وقد اختلفت كلماتهم في اسم أبيها. فالمفيد في الإرشاد وأبو مخنف فيما حكاه عنه أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين قالا أم الهيثم بنت الأسود النخعية. وابن عبد البر في الاستيعاب وابن الأثير في أسد الغابة قالا: أم الهيثم بنت العريان النخعية. وابن حجر في الإصابة قال: أم الهيثم النخعية ولعلها نسبت تارة إلى أبيها وأخرى إلى جدها.
قال المفيد في الإرشاد إنه لما قتل ابن ملجم استوهبت أم الهيثم بنت الأسود النخعية جثته من الحسن بن علي(ع) لتتولى إحراقها فوهبها لها فأحرقتها بالنار انتهى.
والذي عثرنا عليه من شعرها هو قصيدة ترثي بها أمير المؤمنين عليا(ع) ومر منها بيتان في ترجمة أمامة بنت أبي العاص فإنهما من جملتها برواية أبي الفرج عن أبي مخنف، وقد اختلفت رواية الرواة في هذه القصيدة اختلافا كثيراً ويظهر أنه وقع خلط من المؤرخين بين القصيدة وقصيدة أبي الأسود الدؤلي التي هي على وزنها وقافيتها، حتى أن القصيدة المنسوبة إلى أم الهيثم نسبها بعضهم بتمامها إلى أبي الأسود، والظاهر أنه لاتحاد الوزن والقافية بين القصيدتين أدخل شيء من قصيدة أم الهيثم في قصيدة أبي الأسود وبالعكس اشتباها كما وقع نظير ذلك في ميمية الفرزدق في مدح زين العابدين(ع) وميمية أخرى للحزين الليثي أو الكناني في مدح بعض بني أمية، كما نبه عليه في الأغاني وفصلناه في الجزء الثالث من معادن الجواهر، وقد ذكر هذه القصيدة صاحب الاستيعاب وتبعه صاحب أسد الغابة، وذكرها أبو الفرج في مقاتل الطالبيين عن أبي مخنف ببعض المخالفة لما في الاستيعاب، ونحن نجمع بين الروايتين فنذكرها أولا برواية الاستيعاب، ثم نذكرها برواية أبي مخنف.
ففي الاستيعاب: قال أبو الأسود وأكثرهم يرويها لأم الهيثم بنت العريان النخعية.
وفي أسد الغابة من ذلك ما قاله أبو الأسود الدؤلي وبعضهم يرويها لام الهيثم بنت العريان النخعية:
ألا يا عين ويحك أسعدينا * أ لا تبكي أمير المؤمنينا
تبكي أم كلثوم عليه * بعبرتها وقد رأت اليقينا
ألا قل للخوارج حيث كانوا * فلا قرت عيون الشامتينا
أفي الشهر الحرام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا
قتلتم خير من ركب المطايا * فذللها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثاني والمبينا
وكل مناقب الخيرات فيه * وحب رسول رب العالمينا
لقد علمت قريش حيث كانت * بأنك خيرها حسبا ودينا
إذا استقبلت وجه أبي حسين * رأيت البدر راق الناظرينا
وكنا قبل مقتله بخير * نرى مولى رسول الله فينا
يقيم الحق لا يرتاب فيه * ويعدل في العدى والأقربينا
وليس بكاتم علما لديه * ولم يخلق من المتجبرينا
كان الناس إذ فقدوا عليا * نعام حار في بلد سنينا
فلا تشمت معاوية بن حرب * فان بقية الخلفاء فينا
وفي مقاتل الطالبيين: قال أبو مخنف وقالت أم الهيثم بنت الأسود النخعية ترثي أمير المؤمنين(ع):
ألا يا عين ويحك فاسعدينا * ألا تبكي أمير المؤمنينا
رزينا خير من ركب المطايا * وحيسها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثاني والمئينا
وكنا قبل مقتله بخير * نرى مولى رسول الله فينا
يقيم الدين لا يرتاب فيه * ويقضي بالفرائض مستبينا
ويدعو للجماعة من عصاه * وينهك قطع أيدي السارقينا
وليس بكاتم علما لديه * ولم يخلق من المتجبرينا
لعمر أبي لقد أصحاب مصر * على طول الصحابة أوجعونا
وغرونا بأنهم عكوف * وليس كذاك فعل العاكفينا
أفي شهر الصيام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا
ومن بعد النبي فخير نفس * أبو حسن وخير الصالحينا
كان الناس إذ فقدوا عليا * نعام جال في بلد سنينا
ولو إنا سئلنا المال فيه * بذلنا المال فيه والبنينا
أشاب ذؤابتي وأطال حزني * امامة حين فارقت القرينا
تطوف به لحاجتها اليه * فلما استيأست رفعت رنينا
وعبرة أم كلثوم إليها * تجاوبها وقد رأت اليقينا
فلا تشمت معاوية بن حرب * فان بقية الخلفاء فينا
واجمعنا الامارة عن تراض * إلى ابن نبينا والى أخينا
فلا نعطي زمام الامر فينا * سواه الدهر آخر ما بقينا
وان سراتنا وذوي حجانا * تواصوا ان نجيب إذا دعينا
بكل مهند عضب وجرد * عليهن الكماة مسومينا
أمينة الأنصارية قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين: قالت أمينة الأنصارية ترثي أبا الهيثم مالك بن التيهان وقتل مع أمير المؤمنين علي(ع) بصفين:
منع اليوم أن أذوق رقادا * مالك إذ مضى وكان عمادا
يا أبا الهيثم بن تيهان اني * صرت للهم معدنا ووسادا
إذ عدا الفاسق الكفور عليهم * إنه كان مثلها معتادا
أصبحوا مثل من ثوى يوم أحد * يرحم الله تلكم الاجسادا
وفي تهذيب التهذيب: أمينة بنت أنس بن مالك الأنصارية لها ذكر في صحيح البخاري انتهى.
أقول يحتمل أنها هذه ويحتمل غيرها.
85- أميمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب(ع) المعروفة بسكينة:
توفيت سنة 117 بالمدينة في أيام هشام بن عبد الملك.
الخلاف في اسمها في تذكرة الخواص: اسمها آمنة وقيل أميمة.
وفي الأغاني: اسم سكينة أميمة وقيل أمينة وقيل أمية وقيل آمنة، وسكينة لقب لقبت به وقال مصعب: اسمها آمنة.
وفي شذرات الذهب اسمها أميمة. وقيل أمينة وسكينة لقب لها.
وفي مرآة الجنان: قيل اسمها أمينة وقيل أميمة وهو الراجح، وسكينة لقب لها انتهى. وروى في الأغاني بسنده عن ابن الكلبي عن أبيه قال لي عبد الله بن الحسن ما اسم سكينة بنت الحسين فقلت له سكينة، فقال لا اسمها آمنة، قال وروي أن رجلا سأل عبد الله بن الحسن عن اسم سكينة فقال أمينة، فقال إن ابن الكلبي يقول أميمة فقال سل ابن الكلبي عن أمه وسلني عن أمه وسلني عن أمي.
قال المدائني حدثني أبو إسحاق المالكي قال سكينة لقب واسمها آمنة وهذا هو الصحيح انتهى.
ووجدت في مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته قيل اسمها أمامة ويمكن أن يكون أميمة تصغير أمامة.
وفاتها ومدفنها وفي الأغاني بسنده ما حاصله: أنها ماتت وعلى المدينة خالد بن عبد الملك فآذنوه بالجنازة وذلك في أول النهار في حر شديد فجعل يماطلهم إلى أن صليت العشاء ولم يجئ فجعلوا يصلون عليها جمعا جمعا فرادى وينصرفون فأمر علي بن الحسين(ع) من جاءه بطيب وإنما أراد خالد فيما ظن قوم أن تنتن وأتي بالمجامر فوضعت حول النعش انتهى.
وفي طبقات ابن سعد اشتري لها كافور بثلاثين دينارا.
وفي تذكرة الخواص: اختلفوا في وفاتها قال ابن سعد توفيت بالمدينة وعلى المدينة خالد بن عبد الله بن الحارث بن الحكم وأما غير ابن سعد فيقول إنها توفيت بمكة انتهى.
وفي شذرات الذهب توفيت بالمدينة والعامة تزعم أنها بمكة في طريق العمرة انتهى وفي مرآة الزمان توفيت سكينة بالمدينة الشريفة هكذا ذكر موتها بالمدينة في كل تاريخ وقفت عليه خلاف ما يقوله العامة من أنها مدفونة خارج مكة في القبة التي في الزاهر في طريق العمرة انتهى.
أما القبر المنسوب إليها بدمشق في مقبرة الباب الصغير فهو غير صحيح لإجماع أهل التواريخ على أنها دفنت بالمدينة ويوجد على هذا القبر المنسوب إليها بدمشق صندوق من الخشب كتبت عليه آية الكرسي بخط كوفي مشجر رأيته وأخبرني الثقة العدل الورع الزاهد العابد الشيخ عباس القمي النجفي الذي هو ماهر في قراءة الخطوط الكوفية بدمشق في رجب أو شعبان سنة 1356 إن الاسم المكتوب بآخر الكتابة التي على الصندوق سكينة بنت الملك، بلا شك ولا ريب. وكسر ما بعد لفظة الملك، فالقبر إذا لإحدى بنات الملوك المسماة سكينة.
أمها في الأغاني: أمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي القضاعية وهي أخت عبد الله الرضيع أمها الرباب. وبسنده عن مالك بن أعين سمعت سكينة بنت الحسين(ع) تقول عاتب عمي الحسن أبي في أمي فقال وفي بعض الروايات زيادة البيت الأخير: لعمرك
إنني لأحب دارا * تكون بها سكينة والرباب
وأحبهما وأبذل جل مالي * وليس لعاتب عندي عتاب
فلست لهم وإن عتبوا مصيخا * حياتي أو يغيبني التراب

وروي أن يزيد بن معاوية لما أدخل عليه نساء أهل البيت قال للرباب زوجة الحسين(ع) أنت التي كان يقول فيك الحسين وفي ابنتك سكينة: لعمرك إنني لأحب دارا الأبيات فقالت نعم.
أزواجها كانت سكينة قد سميت لابن عمها القاسم بن الحسن فقتل يوم الطف. وفي الأغاني في رواية أسندها أن أول أزواجها ابن عمها عبد الله بن الحسن وهو أبو عذرتها وأنه قتل عنها ولم تلد له.
وفي رواية أن أبا عذرها عمر بن الحسن بن علي.
وفي الطبقات الكبير لابن سعد تزوجها مصعب بن الزبير بن العوام ابتكرها فولدت له فاطمة.
وفي تذكرة الخواص في قول بعضهم إن أول من تزوجها مصعب بن الزبير قهرا وهو الذي ابتكرها ثم قتل عنها وقد ولدت له فاطمة وكان أصدقها ستمائة ألف درهم. وفي الأغاني أن مهرها ألف ألف درهم وولدت له بنتا سمتها الرباب باسم أمها، وأنها قالت دخلت على مصعب وأنا أحسن من النار الموقدة في الليلة القراء.
وقال سبط ابن الجوزي ولدت من مصعب ابنة سمتها الرباب وكانت فائقة الجمال لم يكن في عصرها أجمل منها فكانت تلبسها اللؤلؤ وتقول ما ألبسها إياه إلا لتفضحه انتهى.
ثم ذكر أبو الفرج من أزواجها عبد الله بن عثمان الحزامي وزيد بن عمرو بن عثمان والأصبغ بن عبد العزيز بن مروان ولم يدخل بها، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ولم يدخل بها انتهى.
وفي تذكرة الخواص: تزوجها بعد مصعب عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن الحكيم بن حزام فولدت له عثمان الذي يقال له قرير أو قرين ثم تزوجها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان أخو عمر بن عبد العزيز ثم فارقها قبل الدخول بها، ولما قتل عبد الملك بن مروان مصعب بن الزبير خطبها فقالت أبعد ما قتل ابن الزبير لا والله لا كان هذا انتهى.
أقوال العلماء في حقها في تذكرة الخواص:
لها السيرة الجميلة والكرم الوافر والعقل التام وهذا قول ابن قتيبة وكانت من الجمال والأدب والظرف والسخاء بمنزلة عظيمة وكانت تؤوي إلى منزلها الأدباء والشعراء والفضلاء فتجيزهم على مقدارهم انتهى.
وفي شذرات الذهب: جمالها وحسن خلقها مشهور وفي مرآة الجنان لليافعي: السيدة سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب كانت من أجمل النساء وأظرفهن وأحسنهن أخلاقا.
أخبارها حضرت وقعة الطف مع أبيها(ع) وشاهدت مصرعه وروى ابن طاوس في كتاب الملهوف إن سكينة اعتنقت جسد أبيها بعد قتله فاجتمع عدة من الأعراب حتى جروها عنه انتهى.
وأخذت مع الأسرى والرؤوس إلى الكوفة ثم إلى الشام ثم عادت مع أخيها زين العابدين ع إلى المدينة.
وفي الأغاني بسنده عن مصعب كانت سكينة ظريفة مزاحة وفيه قال محمد بن سلام كانت سكينة مزحة فلسعتها دبرة فقالت لها أمها ما لك يا سيدتي فضحكت وقالت لسعتني دبيرة مثل الابيرة أوجعتني قطيرة ثم ذكر من مزاحها أشياء كثيرة لا حاجة بنا إلى نقلها.
وفي شذرات الذهب: لها نوادر منها أنها لما سمعت قول عروة بن أذينة في رثاء أخيه بكر:
على بكر أخي فارقت بكرا * وأي العيش يصلح بعد بكر

قالت ومن بكر؟ أهو ذاك الأسود الذي كان يمر بنا؟ قيل: نعم، قالت: لقد طاب بعده كل عيش حتى الخبز والزيت. وفي الأغاني عن أبي إسحاق المالكي: قيل لسكينة أمك فاطمة وأنت تمزحين كثيرا، وأختك فاطمة لا تمزح فقالت لأنكم سميتموها باسم جدتها فاطمة وسميتموني باسم جدتي التي لم تدرك الإسلام آمنة بنت وهب هذا يدل على أن اسمها آمنة وبسنده أن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب خطب إلى عمه الحسين(ع) فخيره في ابنتيه فاطمة وسكينة فاختار فاطمة فكان يقال إن امرأة تختار على سكينة لمنقطعة القرين.
وبسنده: كانت سكينة في مأتم فيه بنت لعثمان فقالت بنت عثمان أنا بنت الشهيد فسكتت سكينة فقال المؤذن أشهد أنّ محمدا رسول الله(ص) فقالت سكينة هذا أبي أو أبوك فقالت العثمانية لا أفخر عليكم أبدا وفي الأغاني بسنده: جاء قوم من أهل الكوفة ليسلموا على سكينة فقالت لهم الله يعلم إني أبغضكم قتلتم جدي عليا وقتلتم أبي الحسين وأخي عليا وزوجي مصعبا فبأي وجه تلقونني أيتمتموني صغيرة وأرملتموني كبيرة انتهى.
ولكنني أقول لها: إن أهل الكوفة شيعتكم ومحبوكم وناشرو فضائلكم قديما وحديثا دون غيرهم. وفيه ما حاصله أنه خرجت بها سلعة في أسفل عينها حتى كبرت ثم أخذت وجهها وعينها فدعت بالطبيب فسلخ الجلد وأخرج عروق السلعة وكان شيء منها تحت الحدقة ثم رد الحدقة وهي مضطجعة لا تتحرك ولا تئن وبرئت من ذلك. وفيه بسنده: كانت سكينة تجيء يوم الجمعة فتقوم بإزاء ابن مطير وهو خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم إذا صعد المنبر فإذا شتم عليا شتمته هي وجواريها فكان يأمر الحرس يضربون جواريها.
أخبارها مع الشعراء في بعض الأخبار أنها كانت تجالس الأجلة من قريش ويجتمع إليها الشعراء وهو باطل، وإنما كان الشعراء يجتمع على بابها فتخرج إليهم بعض جواريها وتسمع أقوالهم وتسمعهم أقوالها بواسطة جواريها وعلى لسانهن.
ففي تذكرة الخواص عن هشام بن محمد الكلبي.
وفي الأغاني بسنده عن عمر بن شبه موقوفا عليه وفيه عن أبي الزناد وبين الروايات بعض التفاوت ونحن نأخذ ما نذكره من مجموعها: قال هشام اجتمع على باب سكينة بنت الحسين(ع) جماعة من الشعراء لتخاير بينهم وكانوا يرضون بحكمها لما يعرفون من أدبها وبصارتها بالشعر فأحسنت ضيافتهم وأكرمتهم وكان فيهم الفرزدق وجرير وكثير عزة وجميل ونصيب.
وفي رواية أبي الفرج أنهم اجتمعوا في ضيافتها فمكثوا أياما ثم أذنت لهم فدخلوا عليها فقعدت حيث تراهم ولا يرونها وتسمع كلامهم وقال هشام فنصبت بينها وبينهم ستارة وأذنت لهم فدخلوا عليها وكانت لها جارية قد روت الأشعار والأخبار وعلمتها الأدب فخرجت من عندها الجارية.
وفي رواية أبي الفرج ومعها قرطاس فقالت أيكم الفرزدق فقال ها أنذا فقالت ألست القائل:
هما دلتاني من ثمانين قامة * كما انقض باز أقتم الريش كاسره
فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا * أحي فيرجى أم قتيل نحاذره

وزاد أبو الفرج:
فقلت ارفعوا الامراس لا يشعروا بنا * وأقبلت في إعجاز ليل أبادره

أبادر بوابين قد وكلا بنا * وأحمر من ساج تبص مسامره
فقال نعم فقالت فما الذي دعاك إلى إفشاء السر خذ هذه ألف دينار والحق بأهلك هذه رواية هشام ونحوها رواية أبي الفرج، وفي رواية أخرى لأبي الفرج عن أبي الزناد أن الفرزدق لما قال ها أنذا قالت أنت الذي تقول:
أبيت أمني النفس أن سوف نلتقي * وهل هو مقدور لنفسي لقاؤها
فإن ألقها أو يجمع الدهر بيننا * ففيها شفاء النفس منها وداؤها

قال نعم قالت قولك أحسن من منظرك وأنت القائل:
ودعنني بإشارة وتحية * وتركنني بين الديار قتيلا
لم أستطع رد الجواب عليهم * عند الوداع وما شفين غليلا
لو كنت أملكهم إذا لم يبرحوا * حتى أودع قلبي المخبولا

قال نعم قالت أحسنت أحسن الله إليك وأنت القائل:
هما دلتاني من ثمانين قامة * كما انقض باز أقتم الريش كاسره
فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا * أحي فيرجى أم قتيل نحاذره
فقلت ارفعوا الأسباب لا يشعروا بنا * ووليت في اعجاز ليل أبادره
أحاذر بوابين قد وكلا بها * وأحمر من ساج تبص مسامره
فأصبحت في القوم القعود وأصبحت * مغلقة دوني عليها دساكره
قال نعم قالت سوأة لك أفشيت السر فضرب بيده على جبهته وقال نعم فسوأة لي، ثم دخلت الجارية على مولاتها وخرجت وقالت أيكم جرير فقال: ها أنذا قالت أنت القائل:
رزقنا به الصيد الغزير ولم نكن * كمن نبله محرومة وحبائله
فهيهات هيهات العقيق ومن به * وهيهات حي بالعقيق نواصله

قال نعم قالت أحسن الله إليك وأنت القائل:
كان عيون المجلتين تعرضت * وشمسا تجلى يوم دجن سحابها
إذا ذكرت للقلب كاد لذكرها * يطير إليها واعتراه عذابها

قال نعم قالت أحسنت وأنت القائل:
سرت الهموم فبتن غير نيام * وأخو الهموم يروم كل مرام
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا * وقت الزيارة فارجعي بسلام
لو كان عهدك كالذي حدثتني * لوصلت ذاك فكان غير لمام
تجري السواك على أغر كأنه * برد تحدر من متون غمام

قال: نعم، قالت: سوأة لك جعلتها صائدة القلوب حتى إذا أناخت ببابك جعلت دونها حجابا ألا قلت:
طرقتك صائدة القلوب فمرحبا * نفسي فداؤك فادخلي بسلام

قال نعم فسوأة لي قالت فخذ هذه الألف دينار والحق بأهلك ودخلت الجارية وخرجت وقالت أيكم كثير عزة، فقال: ها أنذا فقالت: أنت القائل:
وأعجبني يا عز منك خلائق * خسان إذا عد الخلائق أربع
دنوك حتى يطمع الصب في الصبا * وقطعك أسباب الصبا حين تقطع
فوالله ما يدري كريم مطلته * أيشتد ان قاضاك أم يتضرع

قال نعم قالت أعطاك الله مناك وأنت القائل:
هنيئا مريئا غير داء مخامر * لعزة من اعراضنا ما استحلت
فما انا بالداعي لعزة في الورى * ولا شامت ان نعل عزة زلت
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة * ورجل رمى فيها الزمان فشلت

قال نعم قالت أحسن الله إليك وفي رواية تذكرة الخواص أنها قالت لكثير أنت القائل:
يقر بعيني ما يقر بعينها * وأحسن شيء ما به العين قرت
قال نعم، قالت أفسدت الحب بهذا التعريض خذه ألف دينار وانصرف.

ثم دخلت الجارية وخرجت وقالت أيكم نصيب فقال ها أنذا أنت القائل:
ولولا أن يقال صبا نصيب * لقلت بنفسي النشأ الصغار
ألا يا ليتني قامرت عنها * وكان يحل للناس القمار
فصارت في يدي وقمرت مالي * وذاك الربح لو علم التجار
على الاعراض منها والنواني * فان وعدت فموعدها ضمار
بنفسي كل مهضوم حشاها * إذا قهرت فليس بها انتصار
إذا ما الزل ضاعفن الحشايا * كفاها إن لا يلاث بها إزار
ولو رأت الفراشة طار منها * مع الأرواح مستطار

قال نعم قالت والله إنّ إحداهن لتقوم من نومتها فما تحسن أن تتوضأ لا حاجة لنا في شعرك.
وفي رواية تذكرة الخواص أنها قالت لنصيب أنت القائل:
من عاشقين تواعدا وتراسلا * حتى إذا نجم الثريا حلقا
باتا بأنعم ليلة والذها * حتى إذا وضح الصباح تفرقا

قال نعم قالت وهل في الحب تدان خذ هذه ألف دينار وانصرف ثم دخلت الجارية وخرجت وقالت أيكم جميل قال ها أنذا قالت أنت القائل:
لقد ذرفت عيني وطال سفوحها * وأصبح من نفسي سقيما صحيحها
ألا ليتنا كنا جميعا وإن نمت * يجاور في الموتى ضريحي ضريحها
أظل نهاري مستهاما ويلتقي * مع الليل روحي في المنام وروحها
فهل لي كتمان حبي راحة * وهل تنفعني بوحة لو أبوحها

قال نعم قالت بارك الله عليك وأنت القائل:
خليلي فيما عشتما هل رأيتما * قتيلا بكى من حب قاتله قبلي
أبيت مع الهلاك ضيفا لأهلها * وأهلي قريب موسعون ذوو فضل
فيا رب إن تهلك بثينة لا أعش * فواقا ولا أفرح بما لي ولا أهلي
ويا رب إن وقيت شيئا فوقها * حتوف المنايا رب واجمع بها شملي

قال نعم قالت أحسنت أحسن الله إليك وأنت القائل:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بوادي القرى إني إذا لسعيد
لكل حديث عندهن بشاشة * وكل قتيل بينهن شهيد
ويا ليت أيام الصبا كن رجعا * ودهرا تولى يا بثين يعود
إذا قلت ردي بعض عقلي اعش به * تناءت وقالت ذاك منك بعيد
فما ذكر الخلان الا ذكرنها * ولا البخل الا قلت سوف تجود
فلا أنا مردود بما جئت طالبا * ولا حبها فيما يبيد يبيد
يموت الهوى مني إذا ما لقيتها * ويحيا إذا فارقتها ويزيد

قال نعم قالت الله أنت جعلت لحديثها ملاحة وبشاشة وقتيلها شهيدا وأنت القائل:
ألا ليتني أعمى أصم تقودني * بثينة لا يخفى علي مكانها

قال نعم قالت قد رضيت من الدنيا أن تقودك بثينة وأنت أعمى أصم، قال نعم، ثم دخلت الجارية وخرجت ومعها مدهن فيه غالية، ومنديل فيه كسوة، وصرة فيها خمسمائة دينار، فصبت الغالية على رأس جميل حتى سالت على لحيته ودفعت إليه الصرة والكسوة، وأمرت لأصحابه بمائة مائة.
وفي رواية تذكرة الخواص أنها قالت لجميل جزاك الله خيرا جعلت لحديثنا بشاشة وقتيلنا شهيدا، قد حكمنا لك على الجميع، خذ هذه أربعة آلاف دينار وانصرف راشدا انتهى.
وفي الأغاني بسنده عن عامر الشعبي. قال وذكر أيضا أبو عبيدة معمر بن المثنى. ورواه البيهقي في المحاسن والمساوي أنّ الفرزدق خرج حاجّا فلما قضى حجّه أتى إلى المدينة فدخل على سكينة بنت الحسين(ع) مسلما وينبغي أن يكون دخوله إلى دارها بحيث لا يراها، وخطابه لها وخطابها له بواسطة بعض جواريها كما في الخبر الآخر المتقدم، فقالت له يا فرزدق من أشعر الناس قال أنا، قالت كذبت أشعر منك الذي يقول:
بنفسي من تجنيه عزيز * علي ومن زيارته لمام
ومن أمسي وأصبح لا أراه * ويطرقني إذا هجع النيام

فقال أما والله لئن أذنت لي لأسمعك أحسن منه فقالت لا أحب فأخرج عني، ثم عاد من الغد فدخل عليها، فقالت يا فرزدق من أشعر الناس قال أنا، قالت كذبت صاحبك أشعر منك حيث يقول:
لولا الحياء لهاجني استعبار * ولزرت قبرك والحبيب يزار
كانت إذا هجر الضجيع فراشها * كتم الحديث وعفت الأسرار
لا يلبث القرناء ان يتفرقوا * ليل يكر عليهم ونهار

وفي المحاسن والمساوي قالت أشعر منك الذي يقول:
يا بيت عاتكة الذي أتعزل * حذر العدى وبه الفؤاد موكل
إني لأمنحك الصدود وانني * قسما إليك مع الصدود لأميل

فقال والله لئن أذنت لي لأسمعنك أحسن منه، فأمرت به فأخرج ثم عاد إليها في اليوم الثالث فقالت يا فرزدق! من أشعر الناس؟ قال أنا! قالت كذبت صاحبك أشعر منك حيث يقول:
إنّ العيون التي في طرفها مرض * قتلتنا ثم لم يحيين قتلانا
يصر عن ذا اللب حتى لا حراك به * وهن أضعف خلق الله أركانا

فقال يا بنت رسول الله ضربت إليك من مكة إرادة السلام عليك فكان جزائي منك تكذيبي ومنعي من أن أسمعك وبي ما قد عيل معه صبري وهذه المنايا تغدو وتروح ولعلي لا أفارق المدينة حتى أموت فإن أنا مت تأمرين بتكفيني في ثياب هذه! وأشار إلى جارية من جواريها كأنها تمثال، فضحكت سكينة وقالت: هي لك! وضمت إليها جارية وكسوة انتهى.
86- أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي: قال محمد بن سعد في الطبقات الكبير: أمها بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم تزوجها في الجاهلية جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حليف حرب بن أمية بن عبد شمس فولدت له عبد الله شهد بدرا، وعبيد الله وعبدا وهو أبو أحمد، وزينب بنت جحش زوج رسول الله(ص) وحمنة بنت جحش. وأطعم رسول الله(ص) أميمة بنت عبد المطلب أربعين وسقا من تمر خيبر انتهى.
وفي الإصابة: أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية، عمة رسول الله(ص) اختلف في إسلامها فنفاه محمد بن إسحاق ولم يذكرها غير محمد بن سعد فقال: ثم ذكر ما تقدم. ثم قال: قلت فعلى هذا كانت لما تزوج النبي(ص) ابنتها زينب موجودة.
87- بكارة الهلالية: كانت من أصحاب أمير المؤمنين علي(ع) ومواليه وناصريه والمتهالكين في حبه كما يدل عليه ما يأتي من خبرها ولسنا نعلم من أحوالها شيئا سوى ما في خبر وفودها على معاوية الذي ذكره صاحبا بلاغات النساء والعقد الفريد، وصاحب البلاغات رواه بطريقين ثانيهما موافق لرواية العقد.
ففي كتاب بلاغات النساء تأليف أبي الفضل أحمد بن أبي طاهر طيفور المولود ببغداد والمتوفى 280 ما لفظه كلام بكارة الهلالية حدثني عبد الله بن عمرو قراءة من كتابه علي، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن المفضل، قال حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن الوليد عمن سمعه من حذافة الجمحي قال: دخلت بكارة الهلالية على معاوية بن أبي سفيان بعد أن كبرت سنها، ودق عظمها، ومعها خادمان لها وهي متكئة عليهما، وبيدها عكاز فسلمت على معاوية بالخلافة فأحسن عليها الرد، وأذن لها في الجلوس، وكان عنده مروان بن الحكم، وعمرو بن العاص، فابتدأ مروان فقال: أما تعرف هذه يا أمير المؤمنين، قال ومن هي، قال هي التي كانت تعين علينا يوم صفين، وهي القائلة:
يا زيد دونك فاستثر من دارنا * سيفا حساما في التراب دفينا
قد كان مذخورا لكل عظيمة * فاليوم أبرزه الزمان مصونا

فقال عمرو بن العاص وهي القائلة:
يا أمير المؤمنين أترى ابن هند للخلافة مالكا * هيهات ذاك وما أراد بعيد
منتك نفسك في الخلاء ضلالة * أغراك عمرو للشقا وسعيد
فارجع بانكد طائر بنحوسها * لاقت عليها أسعد وسعود

فقال سعيد يا أمير المؤمنين وهي القائلة:
قد كنت آمل أن أموت ولا أرى * فوق المنابر من أمية خاطبا
فالله أخر مدتي فتطاولت * حتى رأيت من الزمان عجائبا
في كل يوم لا يزال خطيبهم * وسط الجموع لآل أحمد عائبا

ثم سكت القوم، فقالت بكارة: نبحتني كلابك يا أمير المؤمنين، واعتورتني، فقصر محجني، وكثر عجبي، وعشي بصري، وأنا والله قائلة ما قالوا، لا أدفع ذلك بتكذيب، فامض لشأنك فلا خير في العيش بعد أمير المؤمنين، الخبر البكالي يوصف به نوف بن فضالة.
88- جرهمة الأنصارية:
أورد لها ابن شهرآشوب في المناقب هذه الأبيات في أمير المؤمنين علي(ع) ولا نعلم من أحوالها شيئا غير ذلك:
صهر النبي فذاك الله أكرمه * إذ اصطفاه وذاك الصهر مدخر
لا يسلم القرن منه ان ألم به * ولا يهاب وان أعداؤه كثروا
من رام صولته آنت منيته * لا يدفع الثكل عن أقرانه الحذر

89- جروة ابنة مرة بن غالب التميمية: في كتاب الوافدين والوافدات على معاوية عندنا منه نسخة مخطوطة قال: اختجم معاوية يوما بمكة فلما أمسى أرق أرقا شديدا، فأرسل إلى جروة ابنة مرة، وكانت مجاورة بمكة، فلما دخلت عليه قال لها: مرحبا يا ابنة مرة أزعجناك!
قالت: إي والله، طرقت في ساعة ما طرق فيها الطير في وكره، فأرعب قلبي، وأرعب صبياني، وأفزع عشيرتي، وتركت بعضهم يموج في بعض، يتراجعون القول ويترددون الأمر، ويرصدون الكلام خشية منك وخوفا علي.
فقال ليسكن روعك ويطب قلبك، فإن الأمر على خلاف ما ظننت، إني احتجمت وقد أعقبني ذلك أرقا، فأرسلت إليك لتحدثيني عن قومك.
قالت عن أي قوم تسألني؟
قال: عن بني تميم.
قالت: يا أمير المؤمنين هم أكثر الناس عددا، وأوسعهم بلدا، وأبعدهم أمدا، الذهب الأحمر والحسب الأفخر والعدد الأكثر.
قال: صدقت! فنزليهم لي.
قالت: أما بنو عمرو ابن تميم فأصحاب بأس ونجدة وتحاشد وشدة، لا يتحاذلون عند اللقاء ولا يطمع فيهم الأعداء، سلمهم فيهم، وسيفهم على عدوهم.
قال: صدقت ونعم القوم لأنفسهم.
قالت: وأما بنو سعد بن زيد مناة، ففي العدد الأكثرون، وفي النسب الأطيبون، يضرون إن غضبوا، ويدركون إن طلبوا، أصحاب سيوف وحجف ونزال وزلف، على أنّ بأسهم فيهم وسيفهم عليهم. وأما بنو حنظلة فالبيت الرفيع، والحسب البديع، والعز المنيع، المكرمون الجار، والطالبون الثار، والرافعون الآثار (والناقضون الأوتار).
فقال لها: إن حنظلة شجرة تفرع.
قالت: صدقت يا أمير المؤمنين، وأما البراجم فأصابع مجتمعة وأكف ممتنعة، وأما بنو طميعة (طهية) فقوم هوج وقرن لجوج، وأما بنو ربيعة فصخرة صماء وحية رقشاء، عزهم لغيرهم ويفخرون بقومهم، وأما بنو يربوع ففرسان الرماح وأسود الصباح، يعتقون الأقران ويقتلون الفرسان، وأما بنو مالك فجمع غير مفلول وعز غير مجهول، ليوث هرارة وخيول كرارة، وأما بنو دارم فكرم لا يداني، وشرف لا يسامى، وعز لا يوازى.
قال: أنت أعلم الناس بتميم فكيف علمك بقيس؟
قالت: كعلمي بنفسي!
قال: فأخبريني عنهم.
قالت: أما غطفان فأكثر سادة وأمنع قادة، وأما فزارة فبيتها المشهور وحسبها المذكور، وأما ذبيان فخطباء شعراء أعزة أقوياء، وأما بنو عبس فجمرة لا تطفى وعقبة لا تعلى وحية لا ترقى، وأما هوازن فحلم ظاهر وعز قاهر، وأما سليم ففرسان الملاحم وأسود ضراغم، وأما نمير فشوكة مسمومة وهامة مكمومة وأرنة معلومة (وراية ملمومة)، وأما هلال فاسم فخم وعز ضخم، وأما بنو كلاب فعدد كثير وفخر أثير وحلم كبير.
قال لها معاوية لله أنت، فما قولك في قريش؟
قالت: أما قريش فهم ذروة السنام، وسادة الأنام، والحسب القمقام.
قال: فما قولك في علي بن أبي طالب؟
قالت: جازوا لله في الشرف حدا لا يوصف وغاية لا تعرف، وبالله أسألك إعفائي مما أتخوف.
قال: قد فعلت.
90- جوهرة جارية أبي عبد الله(ع):
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق(ع).
91- جويرية بنت الحارث:
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول(ص) وما يوجد في بعض نسخ رجال الشيخ من رسمها جديرة أو جويرة تصحيف.
92- حكيمة بنت الإمام محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع):
مدفونة بسامراء هي ونرجس أم المهدي مع الإمامين العسكري والهادي ولا يحضرنا الآن تاريخ وفاتها. والصواب أن اسمها حكيمة بالكاف كما هو الموجود في كتب التواريخ والأخبار. وما يجري على السنة العامة من تسميتها حليمة باللام تحريف. كانت من الصالحات العابدات الفاتنات لها أخبار في تزويج الإمام الحسن العسكري بنرجس أم المهدي وفي ولادة الإمام المهدي عليه وعلى أبيه السلام.
قال المسعودي في كتاب إثبات الوصية: روى لنا الثقات من مشايخنا أن بعض أخوات أبي الحسن علي بن محمد الهادي(ع) كانت لها جارية ولدت في بيتها وربتها تسمى نرجس، فلما كبرت وعبلت دخل أبو محمد الحسن العسكري(ع) فنظر إليها فأعجبته، فقالت له عمته أراك تنظر إليها، فقال إني ما نظرت إليها إلا متعجبا أما إن المولود الكريم على الله جل وعلا يكون منها، ثم أمرها أن تستأذن أبا الحسن(ع) في دفعها إليه، ففعلت فأمرها بذلك.‍
إنّ المسعودي كما ترى لم يسمها، ولكن الصدوق في كمال الدين سماها حكيمة، فروى بسنده عن الطهري عن حكيمة بنت الإمام محمد الجواد(ع) قالت كانت لي جارية يُقال لها نرجس فزارني ابن أخي أي الحسن العسكري وأقبل يحد النظر إليها فقلت له يا سيدي لعلك هويتها فأرسلها إليك، فقال لا يا عمة لكن أتعجب منها سيخرج منها ولد كريم على الله عز وجل، الذي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما مُلئت جورا وظلما، فقلت فأرسلها إليك يا سيدي، فقال استأذني أبي فأتيت منزل أبي الحسن(ع) فبدأني وقال يا حكيمة ابعثي بنرجس إلى ابني أبي محمد، فقلت يا سيدي على هذا قصدتك، فقال يا مباركة إن الله تبارك وتعالى أحب أن يشركك في الأجر، فزينتها ووهبتها لأبي محمد(ع) فمضى أبو الحسن(ع) وجلس أبو محمد مكانه فكنت أزوره كما كنت أزور والده، فجاءتني نرجس يوما تخلع خفي، وقالت يا مولاتي ناوليني خفك، فقلت بل أنت سيدتي ومولاتي والله لا دفعت إليك خفي ولا خدمتني بل أخدمك على بصري، فسمع أبو محمد(ع) ذلك فقال جزاك الله خيرا يا عمة، فلما غربت الشمس صحت بالجارية ناوليني ثيابي لأنصرف، فقال يا عمتاه بيتي الليلة عندنا فإنه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عز وجل الذي يحيى الله به الأرض بعد موتها.
وروى الصدوق في إكمال الدين رواية أخرى في حضور حكيمة عمة الحسن العسكري ولادة المهدي ليلة النصف من شعبان، [...].
وروى الصدوق في إكمال الدين والكليني في الكافي، والشيخ في كتاب الغيبة بألفاظ متقاربة عن بشر بن سلمان النخاس من ولد أبي أيوب الأنصاري وأحد موالي أبي الحسن وأبي محمد العسكريين وجارهما بسر من رأى ذكر حديثا طويلا [...]أيضا وفيه أن الإمام عليا الهادي(ع) أرسل بشرا هذا إلى بغداد فاشترى أم المهدي وأن اسمها مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وأنها لحقت بجيش الروم الخارج لقتال المسلمين متنكرة وسمت نفسها نرجس باسم الجواري فكان من أمرها ما كان وهو يخالف ما مر.


المصادر:
1- أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين. ج3.
2- أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين. ج4.
3- أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين. ج6.

التعليقات (0)

اترك تعليق