مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

والدة الأسير

والدة الأسير "بربخ": 19 عاماً انقضت دون مُعانقة ولدي

أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، تقف منى بربخ في العقد الخامس من عمرها، رافعة صورة نجلها رامي الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وتخرج والدة الأسير رامي بربخ من بيتها الكائن في مدينة خان يونس، جنوب القطاع، كل يوم اثنين، قاصدة وجهتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر للمشاركة في اعتصام أهالي الأسرى الأسبوعي.
وتتلهف الأم لتسعة من الأبناء اثنين منهم شهداء إلى جانب شقيقهم الأسير، لأي خبر أو نبأ عن الأسرى، وخاصة نجلها المعتقل منذ صباه، وتحديداً في الخامسة عشر من عمره.
واعتقل الاحتلال الفتى رامي على خلفية تهمة قتله ضابطا إسرائيليا إبان عام 1994م، وقد حكم عليه الاحتلال بالسجن مدى الحياة.
وعانى الأسير ظروف اعتقال صعبة للغاية في سجون الاحتلال، عايش خلالها جميع الإضرابات التي شهدتها الحركة الأسيرة، إضافة إلى شتى الحملات القمعية التي تشنها مصلحة سجون الاحتلال ضد الأسرى بين الحين والآخر.
وحاولت والدة الأسير شرح مراحل حياة نجلها لـ"فلسطين"، من خلال صور تعود له في صباه، وأخرى في سجون الاحتلال جمعتها داخل ألبوم خاص.
وتصطحب والدة الأسير الألبوم في حقيبتها، إلى جانب بعض أحفادها للاعتصام الأسبوعي، تضامناً مع نجلها وللفت الأنظار لنجلها.
وتقول لـ"فلسطين": "اعتقل رامي وهو طفل، وهو الآن قد كبر وشاب رأسه، ولا يعرف إخوانه ولا أبناء إخوانه".
وتضيف "رامي اليوم كبير، ولا يعلم أحداً من الخارج"، معليةً صوتها متسائلة: "وين العرب؟. وين المسلمين؟".
وتستذكر الوالدة إحدى القصص التي قصها نجلها المعتقل عليها، خلال زيارتها الأخير له في ديسمبر 2012م، والتي جاءت بعد انقطاع دام لست سنوات.
وتنقل الأم المكلومة عن رامي، قوله: "أنا لا أعلم من هم إخواني يا أمي، ولا أستطيع التعرف عليهم؟".
لحظات بسيطة أثقلت خلالها الدموع جفني الأم، ثم عادت تلقط أنفاسها لتقول: "نفسي إخوانه يزوروه، ويتعرفوا على بعض".
وحرم الاحتلال الإسرائيلي أهالي قطاع غزة من الزيارة، بعد أسر المقاومة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في حزيران 2006م، غير أنها عاودت استئناف تلك الزيارات عقب خوض الأسرى إضراباً مفتوحاً عن الطعام في السابع عشر من أبريل/ نيسان الثاني 2012.
وخاض الأسرى إضرابهم المفتوح بعد تعنت الاحتلال في ممارساته التعسفية بحقهم، وبحق صفقة تبادل الأسرى التي تمت بين حركة حماس و(إسرائيل) في الثامن عشر من أكتوبر 2011م، والتي رعت بنودها جمهورية مصر العربية.
19 عاماً:
وعادت أم رامي في حديثها إلى زيارة ديسمبر العام الماضي، لتشرح المعاناة التي لاقتها خلال زيارتها لنجلها الذي حرمت منه سنوات طويلة.
وتشير إلى أنها حاولت رسم معالم نجلها، إلا أن معالم السجن والشيب كانت أكبر من تخيلاتها وتصوراتها.
ولفتت إلى أن الزيارة المنتظرة تمت من خلف لوح زجاجي، دون معانقته، معاودة إعلاء صوتها مرة أخرى: "12 سنة مرت دون مشاهدة ولدي، و19 سنة لم أقبل فيها ولدي، ولم أمسك يديه".
ويسمح الاحتلال بزيارة ذوي الأسرى من درجة القرابة الأولى (الأم، والأب)، إلا أن سياسة "المنع الأمني" التي يتعمدها الاحتلال، تحول دون زيارة الكثير من العائلات لأبنائهم.

وتتساءل: "أين الإنسانية في العالم؟ وأين حقوق الإنسان الدولية؟".
وطالبت والدة الأسير جميع دول العالم بالضغط على "إسرائيل" للإفراج عن نجلها المحكوم بالسجن مدى الحياة، كما طالبت الصليب الأحمر بالسماح للعائلة برؤية ابنها المعتقل، والجلوس معه، وملامسته ومسامرته.
وتعتقل "إسرائيل" ما يزيد عن 4500 أسير، في ظروف اعتقالية سيئة للغاية ضاربة بعرض الحائط جميع القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.


المصدر: فلسطين أون لاين.

التعليقات (0)

اترك تعليق