مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

نوبل إسلامي أم الدفاع عن حرمات الدين!

نوبل إسلامي أم الدفاع عن حرمات الدين!

مما يؤسف له هو أن بعض الأخوة العرب الذين يقفون في مقام الأولوية أمام مسؤولية الدفاع عن شخصية الرسول الأكرم محمد(ص)، لم يقدموا شيئا في هذا الجانب، بل أصبحوا حجر عثرة أمام المسلمين الغيارى الذين تصدوا لهذه المسؤولية العظيمة على مستوى الحكومات والشعوب.
في خطوة لم تكن الأولى ولا الأخيرة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أعلن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية في غيران، عن اعتزام الجمهورية الإسلامية إنشاء "جائزة علمية دورية" تحت شعار " النبي الأعظم(ص)".
وواضح المصدر أن الجائزة تمنح في كافة المجالات العلمية وعلى الصعيد العالمي، لعلماء المسلمين الذين تختارهم اللجنة المسؤولة، نظرا لجهودهم العلمية والبحوثية الممتازة، وذلك في محاولة من الجمهورية الإسلامية لتشجيع العلماء على تعزيز أعمالهم والارتقاء بها، وإعدادهم لمنافسات أكثر قسوة وصعوبة على المستويات العالمية مثل جائزة نوبل.

وقالت نائبة الرئيس الإيراني للشؤون العلمية والتقنية "نسرين سلطان خواه" إن الجائزة تمنح كل سنتين من خلال لجنة علمية مرموقة تتكون من محكمين دوليين كبار من إيران وخارجها؛ مبينة إن اختيار الشخصيات لهذه الجائزة تتم على أساس ترشيح اللجنة للعماء المعنيين وليس بناء على طلب من العلماء أنفسهم.
وأضافت سلطان خواه، إن مراسيم الدورة الأولى لمنح جائزة النبي الأعظم(ص) ستقام العام القادم خلال أسبوع الوحدة الإسلامية تزامنا مع احتفالات المولد النبوي الشريف؛ مؤكدة أن في إيران يوجد العديد من الشخصيات العلمية المؤهلة لنيل هذه الجائزة، وذلك نظرا لما حققته الجمهورية الإسلامية الإيرانية من تقدم هائل في مجالات مختلفة من العلوم والتكنولوجيا؛ كالمعرفة النووية إلى الخلايا الجذعية وإنتاج الدواء وكذالك تقنية النانو، وكل ذلك بفضل هؤلاء العلماء.

صحيفة عربية تقلل من شأن الجهود الإيرانية للدفاع عن حرمة الرسول الأعظم(ص):
وفي خطوة مؤسفة جدا، علقت صحف عربية وبمباركة بعض الأنظمة الحاكمة  في العالم العربي، علقت بكل سلبية على مبادرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي عرفت طوال العقود الثلاثة المارة على انطلاقتها، بمبارداتها المميزة من اجل الدفاع عن الدين الإسلامي المبين والحفاظ على قدسية رموزه لاسيما شخصية الرسول الأكرم محمد بن عبد الله(ص) وال بيته الكرام(ع).

وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر ما جاء (سابقا) في مقال نشر عبر صحيفة "العرب" اللندنية التي تعد أول الصحف العربية الصادرة في لندن منذ عام ١٩٧٧؛ حيث وصفت "جائزة النبي الأعظم(ص)"، بـ "الخرافة" وعدتها بـ "الجائزة التي جاءت متأخرة عشرين عاما عن فتوى القتل التي أطلقها أية الله الخميني بحق كاتب لمجرد انه كتب رواية خيالية"؛ على حد تعبير الصحيفة. وذلك في إشارتها للفتوى التي أصدرها الإمام الخميني(قده) ضد الكاتب الهندي المرتد سلمان رشدي، مؤلف كتاب "آيات شيطانية".
وقالت صحيفة العرب في مقال بقلم مدير تحريرها أن "الجائزة الإيرانية الجديدة أشبه بمعادل للغيبّيات الإيرانية التي تحكم البلاد بمفاتيح الجنة وعودة المهدي المنتظر للانتصار على الشيطان الأكبر"؛ على حد التعبير أيضا.
وتساءل كاتب المقال "الم تكن ومازالت جائزة للقتل، فهل ستحجبها جائزة نوبل الإيرانية الجديدة؟". وأختتم مقاله بالقول "ألم تتأخر جائزتكم كل هذه السنين، فكيف لنا أن نصدق أن من يعرض المال لمن يقتل هو نفسه من يمنح المال لمن يبدع".
وهنا، مما يؤسف له هو أن هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم في مقام الأولوية أمام مسؤولية الدفاع عن شخصية الرسول الأكرم محمد(ص) ومواجهة الإساءات التي تصدر عن أعداء المسلمين بحقهم، لم نرى منهم حتى الآن أي عمل مشرف يمكن الفخر به، دفاعا عن حرمات الدين والتصدي للإساءات بحق النبي الأكرم محمد(ص) وحرق القرآن الكريم والتعدي على المسلمين في الغرب؛ بل العكس هو الصحيح أي أنهم أصبحوا حجر عثرة أمام المسلمين الغيارى الذين تصدوا لهذه المسؤولية العظيمة على مستوى الحكومات والشعوب. وها هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تبنت المسؤولية بكل جدارة وبما لديها من طاقات؛ والأمثلة كثيرة في هذا الخصوص.
ورغم أن جهود إيران الإسلامية، وكما أسلفنا، واجهت محاولات محبطة من قبل بعض الأخوة المسلمين في العالم العربي، لكن هذه المحاولات لم ولن تثنيها عن مواصلة سيرها نحو الدفاع عن كيان الإسلام ورموز المسلمين ومقدساتهم.
ومراعاةً للاختصار، أتوجه في ذات السياق، إلى كل من يقلل من شأن الجهود الإيرانية الإسلامية في الدفاع عن الإسلام وحرماته، بما فيها فتوى الإمام الخميني الراحل ضد سلمان رشدي، و"جائزة النبي الأعظم(ص) العلمية"، وأقول متسائلا بعض الأخوة "العرب" الذين يدّعون الأولوية بحرمات الإسلام من إخوانهم "العجم"، ماذا لو فرضنا جدلا أن الإمام الخميني(رحمه الله) كان قد مرّ مرّ الكرام على الافتراءات الشيطانية للمرتد سلمان رشدي ولم يصدر فتواه التاريخية بهدر دمه، فهل يا ترى كان المسيئون قد صبروا كل هذه الفترة، وبحسب صحيفة العرب اللندنية عشرين عاما، ليبدأو من جديد محاولاتهم للنيل من ديننا الحنيف؟! وهل إذا كان المسلمون، عربا وعجما، قد اتحدوا ضد كل هذه الفتن ونبذوا خلافاتهم جانبا وساروا على درب فتوى الإمام الخميني(قده)، صيانة لمقدساتهم من كل محاولة شريرة شرسة، فهل كانت الفرصة ستسنح من جديد لمرضاء العقول في الغرب كي ينتقصوا من رموز الإسلام ويتعدوا على نبينا الكريم؟!

المصدر: وكالة أنباء التقريب.

*حيدر العسكري.

التعليقات (0)

اترك تعليق