مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

تسلل عبر الأنفاق ليتزوجها: شاب صيني تزوج بفتاة من غزة

تسلل عبر الأنفاق ليتزوجها: شاب صيني تزوج بفتاة من غزة

لم تكن إيمان أبو سبيتان وهي شابه فلسطينيه تبلغ من العمر 25 عاما تتخيل يوما أن فارس أحلامها سيأتي من الصين، فهي تعيش في بلده دير البلح بوسط قطاع غزه الذي تسيطر عليها حركة حماس، ويرزح تحت وطاه حصار اقتصادي إسرائيلي منذ ست سنوات.
القصة تعود للعام 2010، عندما زار شاب صيني القطاع ضمن وفد تضامني صيني مع المحاصرين في غزه، وكان يتقن اللغة العربية فقد عمل كمترجم في ذلك الوقت وأطلق على نفسه اسم موسى، وحينها التقى بإيمان ونشأت علاقة بينهما نمت وتطورت عبر الأنترنت حتى بعد عودته إلي بلاده.
وتقول إيمان أنها لمست في موسي مشاعر صادقه واكتشفت أيضا أنه مسلم ويحفظ القرآن، "وكان كثيرا ما يرفع من معنوياتي ويخفف عني لاسيما عندما كنت أتكلم معه عن الواقع الذي نعيشه في غزه."
وتقول إيمان إن موسي طلب الزواج منها، وقد أكدت له أن هذا الأمر يبدو مستحيلا فكيف يمكن أن يزور غزه مره أخرى وكيف يمكن أن تقنع أهلها بزواجها من شخص ليس فلسطينيا أو حتى عربي.
لكن موسي كان مصرا علي قراره وكان يقول دائما إن أي إنسان يمكن أن يحقق حلمه لو كان يملك الإرادة والإيمان.
وبحسب مقربين من موسي، فقد قرر في نوفمبر الماضي، أن يزور غزة، وقد سافر بالفعل من الصين إلى مصر، وانتقل إلى منطقه الحدود بين مصر وغزه، وتم تهريبه عبر أحد أنفاق التهريب الممتدة تحت الحدود حيث كان أصدقاؤه في انتظاره في الجانب الفلسطيني، وعلي الفور قاموا بترتيب موعد مع والد إيمان وقام بزيارته وطلب منه يدها.
وتقول إيمان إن والدها لم يكن موافقا تماما على هذا الزواج لكنه وأمام إصرارها وما لمسه من شجاعة موسي وقدومه إلى غزه وتحديه لكل الصعوبات وافق على طلبه، وقال لها إنها الآن في عمر يسمح لها بتحمل المسؤولية.
وأقيم حفل الزفاف في أحد أزقه بلده دير البلح، ورقص موسى مع جيران إيمان وأقربائها حتى الصباح على أنغام الموسيقي التراثية وعلى أصوات الطبل والناي، واستقل سيارته وجلست هي إلى جانبه بثوب زفافها وتجولوا في شوارع غزه الصغيرة وهم يطلقون العنان لبوق السيارة تعبيرا عن انتصارهم.
الطريف في الأمر، إنني علمت بهذه القصة عن طريق الصدفة، فخلال شهر نوفمبر شنت إسرائيل عملية عسكرية علي قطاع غزه لمنع الفصائل الفلسطينية من إطلاق الصواريخ على أراضيها، وقتل ما يقارب من 200 فلسطيني، في ذلك الحين كان موسي وإيمان يقضيان ليلتهما الأولى في أحد فنادق غزه عندما بدأت الطائرات الإسرائيلية بقصف عشرات الأهداف في مناطق غزه بشكل عنيف.
موسى أمضى ليلتين من ليالي الحرب الثمانية، قبل أن تنجح الاتصالات في ترتيب مغادرتهما عبر معبر رفح البري، هناك قامت إحدى صديقات إيمان وهي مدونه شابه، بتوثيق اللحظات الأخيرة لهما في منطقه المعبر، وتحدثت مع موسى وسجلت كلماته بكاميرتها الصغيرة، وهي تسأله ما هو شعورك تجاه إيمان فقال وهو يضحك "أنا أحبها، وكما يقول المثل الصيني أين قلبك يطمئن فجسمك يطمئن وأنا مرتاح جدا لكل ما حصل..".
وحول تجربته التي خاضها في غزه يقول موسى: "لقد كنا نسمع أصوات الطائرات والصواريخ من غرفتنا في الفندق نحن كشعب صيني وحتى الفلسطينيين نحب السلام ولا نحب الحرب نحن نكره الحروب..".
وتقول إيمان وهي تجلس على بوابة المعبر بانتظار السماح لها بمغادره القطاع أنها تعلمت كثيرا عن الأكلات الصينية، وكيف تستخدم الأعواد الصينية في الأكل، وتقول إنها ستحاول أن تنقل الثقافة الفلسطينية والمأكولات الفلسطينية إلى الصين، بل إنها تفكر مستقبلا في افتتاح مطعم في الصين لأعداد الأكلات الشامية والفلسطينية.


المصدر: شبكة الألوكة.

التعليقات (0)

اترك تعليق