مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة

تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة "خنساء فلسطين"

كان شريط الفيديو الذي جمعها مع نجلها محمد منفذ إحدى العمليات الاستشهادية هو بداية معرفة الناس بأم نضال فرحات من سكان حي الشجاعية في غزة قبل أن يعود اسمها ليتردد من جديد كلما سقط شهيد... تتكشف تفاصيل جديدة عن المرأة التي آوت في بيتها ذات مرة الشهيد عماد عقل قبل أن تدخل عالم السياسة عبر عضويتها في المجلس التشريعي الفلسطيني نائب عن حركة حماس.
الأم أم نضال فرحات التي جسدت مدرسة بأكملها بإيمانها وصبرها، ورباطة جأشها وقفت شامخة بكل تواضع تدعو إلى الجهاد، تدعو الأمهات وتدعو شعب فلسطين وتدعو المسلمين جميعـًا للجهاد لتقول إن هذه الأمة التي أنجبت الخنساء قادرة على أن تنجب خنساوات كثيرات في كل عصر.
إن شريط الذكريات توقف ليتحول إلى حقيقة حين نقف أمام التضحيات الجسام التي قدمتها تلك الأم الفلسطينية المؤمنة التي تتقبل استشهاد فلذة كبدها بالزغاريد وتحمد الله وتشكره على هذه النعمة الذي أنعم عليها الله بها أم نضال فرحات كانت من الأمهات الفلسطينيات التي دفعت الغالي والنفيس من أجل وطنها الغالي فلسطين والتي يطلق عليها اليوم "خنساء فلسطين" دفعت ولدها في عتمات الليل لتجعل من جسده شعلة مضيئة على طريق تحرير فلسطين.
صبيحة هذا اليوم فجعت غزة بوفاة الأم الفلسطينية التي عودتنا دائما على أن تكون مصنعـًا للرجال، أم نضال هي أم الأسير، وهي أم الثلاثة شهداء محمد فرحات من سكان حي الشجاعية بمدينة غزة أحد أبطال عز الدين القسام، والشهيد نضال فرحات أحد القادة الميدانيين لكتائب عز الدين القسام والشهيد رواد فرحات.
الابن وسام فرحات والمحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ ثلاث سنوات يقول "تدهورت حالة والدتي بعد عودتنا من مصر الأسبوع الماضي ولكن قضاء الله وقدره شاء أن تموت على تراب فلسطين التي روتها بدماء أبنائها الشهداء".
ويتابع "كانت أمي تعاني من تسمم حاد في الكبد بالإضافة إلى مرض القلب التي خضعت على إثره لعدة عمليات قسطرة حيث أعلن الأطباء وفاتها بعد صلاة الفجر من صبيحة هذا اليوم".
أما الإبنة إيناس البالغة من العمر "26" عاما تقول بكلماتها المحتسبة الصابرة المؤمنة كما عودتها والدتها "الحمدلله على قضاء الله وقدره.. إن العين لتدمع والقلب ليحزن على فراقك يا أمي ولكني أحتسبك عند الله لعل أن تكون وفاتها راحة لها بعد أن ذاقت آلام المرض".
وتضيف إيناس لمعا في ردها عن أخر المواقف التي جمعت بينها وبين والدتها قبل سفرها للعلاج في مصر "كانت أمي تحب لنا أن نكون أسعد وأهنأ الناس، ففي أحد الأيام اعتزمنا أنا وأخوتي أن نصطحب الأطفال في نزهة بعد إجازة المدارس وفي ذاك اليوم كان قد اشتد الألم على أمي واستحلفت أخوتي الشباب بعدم الاتصال بنا أو عدم إخبارنا باصطحابها للمشفي حتى لا تفسد علينا نزهتنا".
وتوضح إيناس "أنه قبل أيام من رجوعها إلى غزة كانت قد اتصلت بي لتخبرني أنها رأت في منامها الشهيد عماد عقل وابنها الشهيد نضال فرحات يبتسمان لها ويصطحباها معهما لتعلن في صبيحة اليوم التالي أنها تعتزم أن تعود إلى أرض غزة فكانت تشعر بقدوم ساعة الأجل".
الطفلة إيمان فرحات (9) سنوات ابنة الشهيد نضال فرحات كانت لها حكاية أخرى مع جدتها تسرد لنا تلك الحكاية بدموع اعتصرها الألم على فراقها لجدتها التي كانت دائما تأتي بالألعاب لها في كل سفر كانت تقوم به.

وتقول "في الأيام الأخيرة لجدتي كنت دائما أكون بجوارها وأقوم بمساعدتها ولا أتركها أن تتعب فكل شيء كانت تريده كنت أحضره لها".
لقد سنّت أم نضال سنة حسنة جديدة ربما في الواقع هي قديمة بقدم تاريخ الأرض وجسدت صورة ونقلة نوعية في مشاعر الأمومة لتخفي وراءها جيشًا من الأمهات والآباء الصابرين ولكن هذه الصورة اليوم وارت ثرى أرض غزة التي لطالما عشقتها وبذلت الغالي والرخيص لأجلها..

المصدر: وكالة معا.

التعليقات (0)

اترك تعليق