قيادة المرأة للسيارة.. مضايقات دائمة بسبب رفض المجتمع
تختلف نظرة مجتمعنا في أغلب الأحيان إلى قيادة المرأة للسيارة، فبعضٌ يعدها عيبًا أو حرامًا، ويرى أنه لا يجوز للمرأة أن تقود السيارة ما دام هناك رجل يرعى مسئولياتها وأمورها، وبعضٌ آخر يراها تخفيفًا من الأعباء التي يحملها الرجل، وأنها بتعلمها للقيادة تتخلص من حاجز الخوف والرهبة، في "نوافذ" هذه المرة نتحدث عن تقبل المجتمع فكرة قيادة المرأة للسيارة، والردود ترونها في تقريرنا التالي:
متعة وتحدٍّ:
رنا الشرافي:
قيادة السيارة تعني لي المتعة، والاستقلالية، والتحدي؛ لأنني بتعلمي القيادة أتحدى الخوف الذي ينتابني في بعض الأحيان لأني أقود السيارة، أيضًا عندما أتمكن من قيادتها بشكل صحيح أتفاخر في بعض الأحيان، لكنني في الوقت نفسه أشعر بصعوبة، خاصة عندما أصطحب أطفالي الصغار في رحلة؛ فأتشتت بين قيادة السيارة وبكاء طفلي، أذكر أنني خرجت برحلة مع أطفالي، واضطررت إلى الوقوف في الطريق أكثر من ثلاث مرات؛ لأسكت ابني وأعطيه زجاجة الحليب.
برأيي هناك من الرجال من يجبرك على احترامه؛ لأنه يساعد الفتاة على القيادة ويحترمها، لكن أرى أن هناك أشخاصًا على العكس تمامًا لا يفضلون قيادتها للسيارة نهائيًّا مهما كلفهم الأمر.
المرأة في الدرجة الثانية:
صابرين أبو لحية:
في عملي مدربة قيادة للفتيات أؤكد بشدة أن مجتمعنا شرقي بالدرجة الأولى مهما تطور ومهما حصل على درجات؛ فهو ينظر دائمًا إلى المرأة على أنها في الدرجة الثانية بعد الرجل، ولا يمكن أن تكون في الدرجة الأولى نهائيًّا.
أذكر موقفًا شهدته قبل عام عندما أرادت سيدة أن تذهب إلى محل لشراء أغراض لها، لكن ابنها رفض بشدة، وعبر عن استيائه، فكيف تقود هي السيارة وهو موجود؟!، على الرغم من أنه ابنها وليس زوجها، وهي حاصلة على رخصة قيادة ومتمكنة.
أغلب المجتمع يرى أن قيادة المرأة عيب، وليس من حقها، ويقولون بالصوت العالي: "ماذا سيقول الناس وأنت تقودين سيارة؟!، وأين دورنا بصفتنا أزواجًا وإخوة؟".
أعتقد أنه مهما تطور مجتمعنا فستبقى النظرة السلبية إلى المرأة وقيادتها للسيارة، هذا فضلًا عن المضايقات التي تحصل بشكل واضح وكبير؛ كون السائق أنثى، رغم أن هذه الفكرة لم تكون موجودة منذ 10 سنوات.
تخفيف المسئولية:
رانية عبد:
قيادة المرأة للسيارة هي أمر ضروري في كثير من الأحيان، فقد تدفعها مسئولياتها تجاه بيتها إلى ذلك، فمثلًا بعض الأمهات يوصلن أبناءهن إلى المدارس، ويقضين العديد من الاحتياجات المنزلية، ما يخفف عن الزوج عبء المسئولية.
وهذا الأمر يغنيها عن أن تكون عرضة لكثير من الأمور الخانقة خلال ركوبها في "التاكسيات"، ويخفف عنها ثقل التنقل من (تاكسي) إلى آخر.
أشجع بشدة:
أسعد الغراب:
أنا لا أرفض قيادة المرأة للسيارة؛ فزوجتي حصلت على رخصة قيادة، لكنها عملت حادثة بعد حصولها على الرخصة بأسبوع، وصدمت حينها بأربع سيارات، واضطررت إلى دفع غرامة قيمتها 6 آلاف شيكل، لكن مع ذلك أنا مع قيادة المرأة للسيارة، حتى إن حماتي تقود سيارة.
صحيح أن زوجتي الآن تخاف قيادة السيارة بسبب الحادث، لكن أحاول إعادة الثقة في نفسها؛ كي تعود للقيادة مرة أخرى، وتتميز فيها.
أرفض تعليم زوجتي:
رائد شامية:
أنا ضد قيادة المرأة للسيارة؛ بسبب ازدحام الطرق في غزة وكثرة المضايقات والمعاكسات التي تلاقيها النساء من وراء قيادتهن للسيارة.
في بعض الأحيان عندما أرى سيارة بطيئة أمامي أتحقق أن هذه السيارة لفتاة، لذلك أحاول أن أخفف من حدة السرعة كي لا تصطدم بي، وأعتقد أن المرأة أكثر خوفًا من الرجل في القيادة، ولديها رهبة تجعلها عرضة للحوادث.
على صعيدي الشخصي طلبت مني زوجتي أن تتعلم القيادة، لكنني رفضت؛ فما دمت موجودًا ستذهب معي، ودون ذلك لن أرضى.
رفض تام:
الاختصاصية النفسية والاجتماعية شيرين زقوت:
أعتقد أن مجتمعنا ينظر إلى كل ما هو جديد باستنكار أو برفض تام، ومن ذلك قيادة السيارة؛ فهي _من وجهة نظري_ ليست ظاهرة في مجتمعنا، أيضًا أي شيء جديد يأخذ وقتًا كي يتأقلم الناس معه.
ما أستطيع أن أؤكده أن هناك رجالًا يعرفون بحقوق المرأة وهم حاصلون على درجات علمية عالية، لكنهم يرفضون قيادة المرأة للسيارة، لا أعرف لماذا!
وأوجه رسالة للشباب بأن المرأة تعرض لكثير من المضايقات في سيارات الأجرة، وتعرض أيضًا لمواقف محرجة عندما تجلس في المقعد الأخير بجانب الرجال، وهي بحصولها على رخصة القيادة تستطيع أن تتخلص من هذه المضايقات وتتحرر منها.[...]
المصدر: وكالة فلسطين اليوم.
اترك تعليق