صحة المرأة في مرحلة (انقطاع الطمث) Menopause
ما هي مرحلة سن (انقطاع الدورة الشهرية)؟
مع تقدم المرأة في العمر وبحكمة ربانية تتماشى مع احتياجاتها الصحية يحصل لها ما يعرف بمرحلة سن (انقطاع الدورة الشهرية ) وهو المسمى الصحيح بدلاً من (سن اليأس).. لأنه يعبر بوضوح عن السبب الرئيسي لما تمر به المرأة في هذه المرحلة.
إن المرأة التي تنقطع عنها الدورة الشهرية لمدة 12 شهراً متتاليةً تعتبر قد دخلت في مرحلة سن (انقطاع الدورة الشهرية) قد يسبق هذه المرحلة من الانقطاع الكلي تناقصا في عدد الدورات الشهرية أو تباعدا فيما بين فتراتها المعتادة تمهيداً للانقطاع الكلي هذه المرحلة تعرف بمرحلة (ما قبل انقطاع الدورة الشهرية) والتي عادة تبدأ أعراضها الجسدية والنفسية في الظهور في أواخر الأربعينات أو بداية الخمسينات من عمر المرأة وقد تحصل في عمر مبكر قبل ذلك لدى نسبة أقل من النساء كما سنذكر لاحقاً.
تتميز مرحلة (ما قبل انقطاع الدورة الشهرية) بما يلي:
- تغير نمط حدوث الدورة الشهرية عن النمط المعتاد وعادة يكون بتباعد فتراتها.
- اضطراب انتاج هرمون الاستروجين والبروجسترون
- نقص عدد البويضات المخزونة في المبايض
توقيت مرحلة (انقطاع الدورة الشهرية):
يوجد عاملان رئيسيان يؤثران في العادة على إبطاء أو تسريع بداية هذه المرحلة وهما:
1- التدخين:
حيث أثبتت الدراسات أن التدخين يعجل بدخول المرأة لهذه المرحلة بما يعادل سنتين عن الوقت الطبيعي لها مقارنة بقريناتها من غير المدخنات.
2- العامل الوراثي:
عادة ما تجد المرأة أنها قد دخلت هذه المرحلة وبدأت تلاحظ أعراضها في نفس الفترة التي مرت فيها والدتها أو أخواتها.
وكذلك هناك أسباب طبية متعددة تسبب حصول مرحلة انقطاع الدورة الشهرية بشكل مبكر عن العمر الطبيعي ومن هذه الأسباب:
• التعرض للعلاج الكيمائي أو الإشعاعي لمنطقة الحوض.
• النساء اللاتي لم يلدن قد يتعرضن لحدوثها بشكل مبكر.
• وجود تاريخ مرضي لأمراض القلب
• أمراض مزمنة مثل الاكتئاب والصرع
• عمليات جراحية في منطقة الحوض.
ومن الجدير بالذكر انه لا توجد أي علاقة بين توقيت مرحلة (انقطاع الدورة الشهرية ) وبين الأعراق المختلفة أو سن البلوغ للمرأة.
التشخيص:
لا يلزم إجراء تحليل هرمونات لتشخيص مرحلة انقطاع الدورة الشهرية فغالبا لا يحتاج الطبيب المعالج إلى ذلك وتحديد مستوى الهرمونات يتم فقط لتقييم مسببات أخرى للاضطراب الهرموني مثل فحص الغدة الدرقية وغيره.
ولكن في حال قررت الطبيبة إجراء فحص للهرمونات فمن المهم أن نوضح أن قراءة وحيدة لا تكفي خاصة لو عرفنا إن هرمونات الأستيروجين والبروجستيرون متفاوتة المستوى على مدار اليوم.
ما هي التغيرات التي ستواجهينها؟
من النادر أن تتطابق مرحلة (انقطاع الدورة الشهرية) لدى كل النساء أو حتى بين امرأتين في آن واحد، فالبعض قد تمر عليها هذه الفترة بدون أي صعوبات تذكر أو أعراض مصاحبة والبعض الآخر قد تعاني من بعض الأعراض كما سيتضح أدناه إن اضطراب مستوى الهرمونات وتباين إنتاجها في الجسم يؤدي إلى عدد من الأعراض مثل:
• عدم انتظام الدورة الشهرية حسب المعتاد.
• زيادة التعرق الليلي.
• نوبات من السخونة والحرارة المفاجئة.
• إرهاق عام.
• أوجاع بالجسم.
• تغير في الرغبة الجنسية.
• تغييرات في شكل الجلد وملمسه.
• صعوبات في التحكم بالمثانة.
• جفاف منطقة المهبل.
• اضطراب في نمط النوم المعتاد وما ينتج عنه من صعوبة في النوم.
• تقلبات في المزاج على غير المعتاد.
• ضعف الذاكرة أو فقدانها.
ولذلك فإننا في المجال الطبي لا نعتبر فترة مرحلة انقطاع الدورة الشهرية مرضاً يستدعي العلاج وإنما هو مرحلة زمنية نحرص خلالها أن نهييء المرأة للانتقال إليها بشكل صحي وبأقل الصعوبات الممكنة ويبدأ ذلك بفهمها الصحيح لهذه المرحلة واحتياجاتها وان تحرص على الممارسات الصحية العامة من تناول الطعام الصحي والحفاظ على مستوى جيد من اللياقة البدنية و الحفاظ على دعم المحيطين بها من أفراد الآسرة والأصدقاء والاستفادة من المشورة الطبية فيما يستدعي من أعراض طارئة أو مشاكل صحية أخرى.
تعرفي أولاَ على مرحلة (ما قبل انقطاع الدورة الشهرية):
وهي المرحلة التي ستنبئك بقرب انتقالك لمرحلة (انقطاع الدورة الشهرية)
تبدأ دورتك الشهرية في الاضطراب ويصبح نمطها غير متوقعاً مقارنة بالفترة الماضية، فتجدينها أصبحت أقل حدوثا عما اعتدتيه لتكون أقل ندرة في مدتها ومختلفة في كميتها (بالزيادة أو النقصان)أو فترات حدوثها لتكون أقل من مرة شهرياً
وبالنسبة للأعراض الجسدية والنفسية الأخرى فإنها تبدأ في الظهور خلال هذه المرحلة وهي تجهيز لجسمك لمرحلة انقطاع الدورة وعادة ما تختفي مع مرور الوقت، وهناك عوامل تزيد من نسبة حدوث هذه الأعراض من ضمنها زيادة الوزن.
الأعراض الأساسية (أو الأولية): وهي ما يكون سببها المباشر هو اضطراب الهرمونات في داخل الجسم مثل نوبات الحرارة المفاجئة. وتستغرق عادة فترة ما بين الستة أشهر إلى السنتين وفي الحالات النادرة قد تمتد إلى عشرة سنوات.
أما الأعراض المصاحبة (أو الثانوية) الأخرى فهي أعراض جسدية مصاحب لتقدم السن.
• الأعراض الأساسية (أو الأولية)
نوبات من السخونة والحرارة المفاجئة
زيادة التعرق الليلي
خفقان
اضطرابات النوم
دوار
نوبات من العصبية
غثيان
• الأعراض المصاحبة (أو الثانوية)
صعوبة في التركيز
إرهاق عام
توتر
ضعف الذاكرة
تقلب في المزاج
اضطرابات النوم:
صعوبة النوم هو إحدى العلامات المميزة لمرحلة (ما قبل انقطاع الدورة الشهرية) وعادة ما تواجه المرأة في مرحلة (انقطاع الدورة الشهرية) نوعين من اضطرابات النوم: توقف التنفس أثناء النوم والأرق.
قد تجد المرأة أنها تواجه مشكلة الاستيقاظ المتكرر مقروناً بالنوبات المفاجئة من الحرارة والسخونة ويصعب عليها العودة إلى النوم بسهولة. وقد تحتاج إلى الاستعانة ببعض الوسائل المساعدة مثل: العلاج السلوكي والاسترخاء والمحافظة على طقوس ما قبل النوم (أو الترتيبات المعتادة التي تسبق النوم) وفي حالات أخرى إن لم تستجب لهذه المساعدات قد تلجأ إلى العلاج السلوكي المعرفي. هناك أيضا بعض المركبات المعروفة بتأثيرها الايجابي المساعد على النوم مثل الفايتو أستروجين(phytoestrogens) وعشبة السيت جونز ورت (St. John’s Wort). وبالنسبة لحالات توقف التنفس أثناء النوم فينصح بمراجعة الطبيب لتقييمها.
تقلب المزاج وضعف أو فقدان الذاكرة:
فقدان الذاكرة يمكن أن يشكل تحديا للمرأة في مرحلة (انقطاع الدورة الشهرية) إذ كلما تقدمت المرأة في العمر فإنها قد تلاحظ وجود صعوبة في الحصول على المعلومات الجديدة أو حفظها أو ترميزها في ذاكرتها.
كذلك فإن تقلب المزاج يشكل تحديا آخر للمرأة ومجتمعها المحيط بها، وأكثرها شيوعاً في تلك المرحلة مزاج التوتر والاضطراب، وسهولة البكاء والقلق والاكتئاب وعدم وجود الحافز والشعور بانعدام الطاقة. غالباً ما ترتبط هذه الأعراض بمشاكل اضطرابات النوم. ولهذه المشاكل عموماً علاجات فعالة مساندة وحتى إن لجأت المرأة للحبوب المضادة للاكتئاب فإنها ستخففها عنها بدرجة كبيرة كما أنها ستساهم في معالجة نوبات الحرارة والسخونة المفاجئة.
زيادة الوزن:
تكتسب المرأة في هذه المرحلة زيادة في وزنها تعادل في المتوسط 1.8 – 4 كجم. وهذه الزيادة لا تتأثر بالمعالجات الهرمونية سواء استخدمت على المدى القصير أو على المدى الطويل لذلك فإننا ننصح المرأة في هذه الفترة بأنها إذا أرادت أن تتحكم بزيادة الوزن فإن عليها أن تتحكم بنسبة الدهون في غذائها اليومي وتخفض الكمية العامة اليومية للسعرات الحرارية وان تحافظ على ممارسة تمارين رياضية منتظمة ضمن روتين حياتها اليومي أو الأسبوعي.
آلام المفاصل وتغيرات الجلد:
من الأعراض التي تشكو منها المرأة خلال انتقالها إلى مرحلة (انقطاع الدورة الشهرية) هي الآم المفاصل بشكل عام. وقد تخففها العلاجات الهرمونية ولكن النشاط البدني هو أفضل الطرق العلاجية لهذه الآلام.
وكما ذكرنا سابقاً بخصوص التغيرات المصاحبة للمرحلة في الجلد من ناحية الشكل والملمس والتي هي نتيجة اضطراب الهرمونات وكذلك التعرض للشمس و(التدخين إن وجد) فبالتالي هي تغيرات زمنية طبيعية قد تفيد العلاجات الهرمونية المختلفة في الحفاظ على مستوى مادة الكولاجين ومنع فقدانه وبالتالي الحفاظ على صحة ونضارة الجلد.
العين:
كما هو متوقع ً فإنه مع تقدم العمر بالإضافة إلى اضطراب الهرمونات قد تواجه المرأة تغيراً بسيطا في وظيفة العين وصحة الرؤية وخاصة أثناء القراءة.
مرحلة (انقطاع الدورة الشهرية):
الأعراض:
بعد مرور اثني عشر شهراً من انقطاع الدورة الشهرية فإنك ستلاحظين عددا من الأعراض المرتبطة بالجهاز البولي والتناسلي تحدث بشكل تدريجي في الفترة التي تلي ذلك من السنوات اللاحقة مثل:
• جفاف المهبل.
• الإفرازات المهبلية.
• نزيف مهبلي.
• التهابات بولية متكررة.
• فقدان القدرة على التحكم بالمثانة (سلس البول).
• فقدان الرغبة الجنسية
وإذا كنت تعانين من هذه الأعراض الشديدة أو المتوسطة الشدة المذكورة أعلاه فعليك بمراجعة الطبيبة للعلاج.
دعوة لحياة أفضل:
• بفضل الله تعالى فإن المرأة حالياً يمكنها الاستعانة بالعديد من الوسائل والطرق التي تمنع أو تخفف من أعراض هذه الفترة بشكل كبير حتى تتمكن من ممارسة حياتها المعتادة، خاصة أن الأعراض المصاحبة النفسية أو الجسدية تشكل تحديا للمرأة بشكل أو آخر.
ويمكننا أن نلخص بنود العلاج المتاحة إلى ما يلي:
o تغيير نمط الحياة.
o العلاج بدون هرمونات.
o العلاج التكميلي وبالطب البديل.
o العلاج بالهرمونات.
وبنظرة شمولية أكثر فإن المرأة ينبغي لها أن تحرص على الفحص الدوري السريري والذي يشمل فحص الثدي بالأشعة ومسحة المهبل وغير ذلك حسب التوصيات العالمية ومما لاشك فيه إن مثل هذه الخطوة تعزز مستوى الصحة لدى المرأة.
تغيير نمط الحياة:
انقطاع الطمث قد يعني نهاية حصول الدورة الشهرية، لكنه بالتأكيد لا يعني نهاية التمتع بالحياة الطيبة. ووصولك لهذه المرحلة خاصة إن كنت تمرين ببعض أعراضها يدعوك إلى العناية بنفسك والاهتمام بصحتك بشكل أكبر من السابق ، وخاصة في مجال نمط الحياة اليومي فكثير من الدراسات المتزايدة حالياً تؤكد على أن الاهتمام بالغذاء الصحي والرياضة المنتظمة والتحكم بالضغوطات والتوتر لها تأثيراتها الايجابية المهمة في الحفاظ على صحتك. ومثلها من الدراسات تدعو إلى التوقف عن التدخين والتقليل من شرب القهوة.
أولا: الإقلاع عن التدخين:
مع التقدم الطبي بات من الممكن والسهل جدا أن تقلع المرأة المدخنة عن التدخين فالوسائل العلاجية المتاحة متعددة والعيادات المتخصصة متوفرة. ومثل هذه الخطوة يقلل بشكل كبير الكثير من المخاطر الصحية ذات العلاقة المباشرة بالتدخين.
ثانيا: التمارين الرياضية المنتظمة:
قلة النشاط البدني عموماً هي أحد عوامل الخطر بالنسبة للعديد من الأمراض الشائعة حالياً. وممارسة الحد الأدنى من الرياضة المنتظمة عامل هام للحفاظ على الصحة ولكنه غالبا ما يكون مفقودا في حياة المرأة. إن العديد من الرياضات مثل المشي السريع والجري وتمارين الأيروبك الرياضية، والتنس، ورياضات الوزن تساعد كثيرا على الحفاظ على صحة القلب والعظام والعضلات، والوزن، وعلى الشعور العام بالصحة.
الرياضة الصحية تعتبر مساعدا علاجيا قويا لكثير من الشكاوي الصحية. كما أنها لا تعزز فقط النوم الصحي، ولكنها أيضا تحفز إنتاج الاندورفين ("مادة الشعور الأحسن" التي يفرزها الدماغ) وهي تقلل من الأفكار السلبية ومشاعر الاكتئاب. وقد أثبتت بعض التقارير أن النساء اللواتي حافظن على ممارسة الرياضة بانتظام قد خفت لديهن نوبات الحرارة والسخونة المفاجئة بشكل ملحوظ.
. الخطوة الصحيحة الأولى فيما يتعلق بالرياضة هو أن تضعي خطتك الواقعية على مدى زمني بعيد والتي تناسب وضعك الصحي والاجتماعي والمادي، ويلي ذلك التزامك بتطبيقها لعدة أشهر دون توقف، وعادة ما تجد المرأة نتائجها الايجابية فتكون هي الحريصة على ألا تتوقف عنها إطلاقا.
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من التمارين: الأيروبيك وتمارين تعزيز الوزن وتمارين المرونة، والمرونة، وكلها لها أهميتها:
1- فالممارسة المعتدلة لرياضة الأيروبيك مثل نصف ساعة يومياً تعتبر الأفضل لصحة القلب والرئة و كذلك من رياضات الايروبيك الجيدة المشي السريع لمسافة 2 ميل
2- وأما بالنسبة لتمارين تعزيز الوزن مثل المشي السريع أو حمل الأوزان لبناء العضلات فهي جيدة للحفاظ على صحة العظام ومنع أو تأخير فقدان العظام، وعند ممارساتها في وقت مبكر من العمر تساعد على بناء العظام بشكل أفضل، ولاحقا عند ممارستها تؤخر فقد العظام.
3- تمارين المرونة، مثل اليوغا والتمدد، تساعد على الحفاظ على مرونة العضلات والمفاصل وكذلك هي تعزز التوازن الأمر الذي يمكن أن يقلل من خطر السقوط وحدوث الكسور الناجمة عنه.
يمكنك الاستعانة بطبيبة الأسرة للبدء بوضع الخطة الأولية الملائمة لك في سبيل جعل الممارسة الرياضية هي جزء من روتين حياتك. ومن النصائح الهامة التي تساعدك على الاستمرارية هو مشاركة أحد أفراد الأسرة أو الصديقات لك.
ثالثا: اتباع نظام غذائي صحي:
من العوامل الحياتية الرئيسية التي تحافظ على مستوى صحي جيد هو اتباع نظام غذائي متوازن تقل فيه الدهون المشبعة ويكون غنياً بالحبوب والفواكه والخضروات مع كمية كافية من المياه، والفيتامينات، والمعادن، ويمكننا أن نلخص احتياجات المرأة الغذائية اليومية في مرحلة (انقطاع الدورة الشهرية) ما لم يستدعي وضعها الصحي تعديلات معينة ما يلي:
1- البروتينات (150-165 جرام).
(قد تختلف الخيارات من اللحوم والدواجن والأسماك والبقول، البازلاء والمكسرات، والبذور)؛
2- الفواكه: حصة ونصف.
3- الخضروات: كوبان إلى كوبين ونصف ما يعادل (500-625 مليلتر)؛
4- الحليب ( قليل الدسم أ, منزوع الدسم) ثلاثة أكواب ( 750 مل) أو ما يعادله من المصادر البديلة مثل الجبن أ, لبن الزبادي.
5- الحبوب: 5-6 أونصات (150-180 جرام) (الحبوب، الخبز والبسكويت والأرز والمعكرونة)، بما في ذلك ما لا يقل عن 3 أوقية (90 جرام) من الحبوب الكاملة؛
6- تجنب السكر أو المحليات إضافة إلى الأغذية والمشروبات
7- الإقلال من الملح؛
8- الحد من استهلاك الدهون، وخاصة الدهون المشبعة( الموجودة في اللحوم ومنتجات الألبان والاستوائية زيوت مثل جوز الهند والنخيل)
9- الفيتامينات والمعادن: ننصح المرأة في هذه المرحلة باستخدام حبة يومياً التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن التي قد لا تغطيها مصادر الغذاء اليومية، وبالنسبة للحديد فليس بالضرورة احتوائها عليها لأن المرأة في هذه المرحلة لا تعتبر عرضة لنقص الحديد كما هو الحال في الفترة السابقة عمرها.
10- الكالسيوم. هو أحد العناصر الغذائية الهامة لصحة المرأة في مرحلة انقطاع الدورة الشهرية ويساهم في الحفاظ على قوة العظام حتى في حال كون المرأة تستخدم علاجات هشاشة العظام. إن توفير الكميات المناسبة ليومياً للجسم من الكالسيوم تساهم بشكل كبير في الإقلال من خطر هشاشة العظام حيث انه يدعم بناء كتلة العظام خاصة في الذروة في فترة العشرينات من العمر والتي يبدأ الجسم في استهلاكها لاحقاً مع مرور العمر خاصة مع هبوط مستوى الاستروجين وما ينتج عنه من خسارة تدريجية لكتلة العظام والذي يجعل من الاستهلاك اليومي للكالسيوم له أهميته البالغة. والنسبة اليومية التي ينصح بها للمرأة في مرحلة (انقطاع الدورة الشهرية) هي ما لا تقل عن 1200 ملجم من الكالسيوم يوميا.
المصادر الغذائية هي الوسيلة المفضلة للحصول على الكالسيوم الكافي، وتمثل منتجات الألبان مثل الحليب والجبن، واللبن الزبادي من الخيارات الممتازة. كوب من الحليب أو جزء من منتجات الألبان الأخرى ويوفر نحو 300 ملغ من الكالسيوم. ولا يوجد اختلاف في نسبة الكالسيوم بين المنتجات كاملة الدسم أو قليلة الدسم.
وبالنسبة للمنتجات من غير الأجبان والألبان فتوجد مصادر أخرى للكالسيوم فيها مثل الخضروات ذات الأوراق الخضراء وأنواع محددة من المكسرات (مثل اللوز)، وأنواع معينة من الفاصوليا ، وسمك السلمون (ولكن فقط إذا تم أكل العظام).
وللنساء اللواتي لا يتناولن الحد الأدنى المطلوب من مصادر الغذاء المتعددة فتعتبر الحبوب المحتوية على الكالسيوم بدلا لهن، سواء كانت مستقلة أو ضمن حبة الفيتامينات اليومية طالما أنها تسد الاحتياج اليومي المحدد أعلاه. وبالنسبة للآثار الجانبية من هذه الحبوب الموصى بها من عادة ما تكون ملحوظة. بعض النساء تجد صعوبة في بلع الحبوب الكبيرة أو تعاني من آثار جانبية معوية مثل زيادة الغازات أو إمساك. ولمن تعاني من هذه الأعراض يمكنها محاولة الاكتفاء من المصادر الطبيعية.
ينبغي ألا تزيد المرأة من الجرعة اليومية للكالسيوم لأنها في حال تجاوزت2500 ملجم / يوم فإنها ترفع من نسبة تكون حصى بالكلى. ولذلك تنصح المرأة التي يوجد لديها تاريخ مرضي حصاوى الكلي إن تراجع الطبيب قبل البدء في تناول حبوب الكالسيوم.
11- فيتامين (د) لا يستطيع الجسم أن يمتص الكالسيوم بدون وجود كمية كافية من هذا الفيتامين الهام أيضا لصحة العظام. ومصدره الممتاز هو التعرض لأشعة الشمس إلا إن كانت المرأة تستخدم كريمات واقية من الشمس أو تعيش في منطقة لا تتعرض فيها إلى أشعة الشمس بشكل كافي.
ولذلك قد تحتاج المرأة الحصول على هذا الفتيامين من مصادر أخرى مثل: بعض الأطعمة التي تحتوي على فيتامين (د)، كالأسماك الدهنية (السلمون ). في الحليب وعصير البرتقال المقوى بفيتامين (د) تتوفر 100 (وحدة دولية) من فيتامين (د) لكل (250 مل). أو حبوب الفيتامنيات اليومية تحتوي على الجرعة المطلوبة وهي 400 وحدة دولية من فيتامين (د)
تزداد الكمية المطلوبة من الفيتامين للنساء اللواتي تجوزن السبعين عاماً لتصبح 600 وحدة دولية في اليوم، ولمن يعتبر تعرضها للشمس أقل فتحتاج إلى جرعة أكبر. وتلك ربما مع التعرض لأشعة الشمس قليلا حاجة أكثر. عامة فإنه من المناسب أن نوضح أن الحد الأقصى الآمن من الفيتامين (د) هو 2000 وحدة دولية/ يوم.
رابعاً: التحكم الصحي بالوزن:
تعتبر السمنة أو زيادة الوزن من عوامل الخطورة التي تزيد من نسبة حدوث أمراض القلب وغيره، مثل مرض السكري وخشونة المفاصل.وتعتبر الزيادة المركزية (عند الوسط أو البطن) هي الاخطر على صحة القلب.
وعادة ما تواجه المرأة في هذه المرحلة العمرية ميلاً للزيادة السنوية في الوزن تعادل (1كجم) بسبب انخفاض حرق الجسم اليومي للسعرات وكذلك وانخفاض مستواها الحركي ونشاطها البدني لذلك فإننا ننصح المرأة بأن تحافظ على توزان حركي.
خامساً: الحد من الإجهاد:
إن تعرض المرأة لفترات من التوتر والإجهاد قد يؤثر سلباُ بشكل كبير على صحتها، ومرحلة (انقطاع الدورة الشهرية) بحد ذاتها ليست مرتبطة بارتفاع مستوى التوتر ولكن قد ترتبط هذه الفترة الزمنية بحدوث عوامل مستجدة على المرأة أو ظروف تسبب لها التوتر والإجهاد النفسي.
ولمن تعاني من التوتر اللجوء إلى التمارين المساعدة على الاسترخاء أو استشارة الطبيبة لتدريبها على بعض المهارات لمواجهة التوتر.
هل تحتاجين إلى مزيد من المساعدة؟
عادة ما تساعد كثيرا النصائح المذكورة أعلاه السيدات في مرحلة (انقطاع الدورة الشهرية) خاصة من تمر منهن بها في عمرها الطبيعي المتوقع ولا تحتاج إلى مزيد من التدخل الطبي، وأما بالنسبة للحالات التي تمر بمرحلة مبكرة من انقطاع الدورة الشهرية فهي ولاشك تحتاج إلى عناية طبية منتظمة وذلك حفاظا على الصحة العامة حيث إن جسدها قد فقد الهرمونات بشكل مبكر عما يحتاجه فعلياً.
لذلك ننصحك سيدتي بأن تستفيدي من المشورة الطبية في حال عدم اكتفائك بالنصائح السابقة أو كونك قد دخلت في هذه المرحلة مبكرا عن المعتاد، لأنه توجد ولله الحمد عدة تدخلات علاجية يمكنها أن تساعدك بإذن الله.
المصدر: مجلة الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع.
اترك تعليق