مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

ماذا بعد تصغير المعدة؟

ماذا بعد تصغير المعدة؟

لم تعد أنواع الريجيم والأدوية المنحِّفة وآلات التنحيف السبل الوحيدة المعتمدة لإنقاص الوزن والتمتع بالرشاقة، فقد انتشرت اليوم عمليات تصغير المعدة جراحياً، كعلاج نهائي وواقٍ من السمنة. ولكن هل يمكن لأي شخص مصاب بزيادة في الوزن اللجوء إلى هذه العملية؟ وما هو مدى تأثيرها على الوزن؟ وما هي إيجابياتها وسلبياتها؟
*كيف يجري تصغير المعدة؟

تصغير المعدة يتم من خلال تصغير مساحة وسِعَة المعدة باستخدام طرق جراحية وطبية مختلفة، فمنها ما يكون بقص الجزء الأكبر من المعدة أو بتقطيب المعدة، أو ربطها، وتعتمد أيضاً طرق أخرى. ولكن الوسيلة الأنجح والأقل ضرراً هي طريقة قص المعدة (sleeve gastrectomy).1
*المرشحون لهذه العملية:
تُجرى هذه العملية للذين فشلوا في إنقاص وزنهم باتباع حمية أو دواء معين من قبل أخصائيين في هذا المجال، بالإضافة إلى كونهم يعانون من إحدى هذه المشاكل:
1. السمنة المرضية أي التي تترافق مع أمراض، كأمراض القلب والسكري والضغط وغيرها.
2. الذين تجاوز مؤشر كتلة جسمهم الـ40.
3. أو الذين تجاوز مؤشر كتلة جسمهم الـ 35 مع عوارض صحية أخرى.
ومؤشر كتلة الجسم هو مؤشر يدل على صحة الجسم من حيث البدانة أو النحافة.
*إيجابيات العملية:
1. انخفاض الوزن من30 إلى 40 % عن الوزن السابق للعملية. وذلك بسبب تصغير حجم المعدة، الذي يؤدي إلى تغير في حاسة الذوق وتقلص نسبة إفراز هورمون الغريلين Ghrelin في المعدة، المسؤول عن فتح الشهية.
2. في معظم الحالات، يتعافى المرضى من أمراضهم التي كان سببها الرئيس السمنة؛ كالضغط العالي، السكري من النوع الثاني ويلاحظ انخفاضه بعد أيام قليلة من العملية، الكوليستيرول ومؤشرات أمراض القلب المرتفعة، الاختناق الليلي، الارتجاع المعوي-المريئي (Gastro esophageal Reflux) أوجاع المفاصل وغيرها...
3. تقليص نسبة خطر الموت من السمنة المرضية.
4. تحسن صورة الذات والتخلّص من المشاكل النفسية.
*سلبيات العملية:
إن لعملية تصغير المعدة جراحياً سلبياتها كما أي عملية جراحية، إلا أنه يمكن تفادي القسم الأكبر منها أو تصحيحها. ومن هذه السلبيات:
1. الإفراغ المعوي السريع (Dumping Syndrome):
يتعرض له الذين خضعوا لنوع من أنواع عمليات تصغير المعدة Gastric Bypass، الذي يؤدي إلى فقدان الجزء السفلي من المعدة. والخاضعون لهذه العملية يشعرون عادة بعد تناول وجبتهم الغذائية - خاصة في الفترة الأولى - بأوجاع في المعدة، هبّات ساخنة، دقات قلب سريعة، وحاجة إلى الاستلقاء. وقد ينتابهم بعد حوالي ساعة من تناول الطعام مغصٌ شديدٌ وإسهال. وبعد حوالي ساعتين يشعرون بجوع شديد وهبوط في سكر الدم ونقص في التركيز.
هؤلاء الأشخاص عليهم تجنّب السكريّات، وتخفيض كميّة النشويات، وجعل معظم طعامهم من الحبوب الكاملة، والإكثار من البروتينات كاللحوم والبقول، وكذلك الإكثار من الألياف الموجودة في الخضار والفواكه إلى أن يبدأ المريض في التحكّم تدريجياً بحجم الوجبة الغذائية ثمّ لن تلبث هذه الأعراض أن تخفّ.
2. الحساسية من الحليب:
قد تنشأ لدى بعض الخاضعين لهذه العملية حساسية من الحليب وبالتالي زيادة أعراض أوجاع البطن. لذلك على المريض أن يتدرج في كمية تناول الحليب إلى أن يتحسن عمل الجهاز الهضمي.
3. هبوط في سكر الدم:
وقد يحصل بعد ساعة إلى ساعتين من تناول الطعام. وذلك لأن امتصاص الطعام في الأمعاء الدقيقة يصبح أسرع من الحالات الطبيعية، ما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في سكر الدم ثمّ يلحقه هبوط مفاجئ.
لذلك على المريض أن يمتنع عن تناول النشويات البسيطة؛ كالسكر، والمربى، والعسل، والمشروبات الغازية، والحلويات، والمعجنات وغيرها، إلا إذا كانت محضرة بالسكر الاصطناعي. كما ويفضل أن يرافق كل وجبة مصدر بروتيني كاللحوم والأجبان والألبان والبقول والبيض.
4. نقص في الفيتامينات والمعادن:
عادة ما يتعرض الخاضع لعملية تصغير المعدة إلى نقص في بعض هذه الفيتامينات والمعادن: الحديد - الفوليك أسيد والفيتامين ب 12.
لذلك على المريض أن يخضع لفحوصات دورية، لمراقبة مستوى هذه الفيتامينات والمعادن، وتعويضها، وهذا ما يحدده الطبيب.
*هل تضمن هذه العملية الرشاقة مدى الحياة؟
لقد تبين في إحدى الدراسات أن نسبة كبيرة من الذين خضعوا لهذه العملية، لم يستطيعوا الثبات على وزنهم المفقود بعد العملية، أي بعد 5 سنوات تقريباً، وذلك بسبب نظامهم الغذائي غير المتوازن والعالي الدهون والسعرات الحرارية، وعدم مراجعتهم لأخصائيي التغذية. لذلك يجب على الخاضعين لعملية تصغير المعدة تحسين عاداتهم الغذائية والاستعانة لذلك بأخصائيي التغذية لتنظيم وجباتهم؛ كمّاً ونوعاً.
* نصائح هامة لمريض تصغير المعدة:
1- عليك الاعتناء بنظام غذائي يبدأ بالسوائل ومن ثم الأطعمة المهروسة للانتقال من ثم إلى الأطعمة الصلبة.
2 - امضغ الطعام جيداً وبهدوء لتجنب انسداد مجرى المعدة.
3
 - اجعل وجباتك الغذائية صغيرة ومقسمة على دفعات خلال النهار.
4 - تجنّب تناول السوائل مع الطعام وافصل بين أوقات تناولهما من نصف ساعة إلى ساعة.
5
- لا تنسَ أن النظام الغذائي السليم المرتكز على تناول مصادر الحبوب الكاملة ومنتجاتها، واللحوم المنزوعة الدهن، والسمك، والألبان والأجبان قليلة الدسم، والفواكه والخضار، والابتعاد عن الدهون خاصة المقلية منها. وهذا النظام ضامن للحفاظ على وزن صحي مدى الحياة.
6
- مارس الرياضة بانتظام واجعل الحركة من أولوياتك.
7
- عليك مراجعة الطبيب باستمرار لمتابعة حالتك التي تحتاج إلى نظام وعناية طويلة الأمد.
* أخطاء شائعة:
1 - نتيجة للانزعاج من تناول الأطعمة الصلبة، يلجأ البعض إلى استهلاك مشروبات عالية السعرات الحرارية بطريقة غير مدروسة كبديل عن الطعام، الأمر الذي يقلّل من فعالية العملية الجراحية في إنقاص الوزن.
2
- إن التحسس من الحليب لا يعني الامتناع عن شربه نهائياً، لأن ذلك يؤدي إلى نقص الكالسيوم وبالتالي إلى مرض ترقق العظام. لذلك يجب إما إدخاله بالتدريج أو استبداله بمصادر أخرى عالية بالكالسيوم كاللبن وحليب الصويا والأجبان.


الهامش:
1-
www.pubmed.com/ Carlin AM,..; The Comparative Effectiveness of Sleeve Gastrectomy, Gastric Bypass, and Adjustable Gastric Banding Procedures for the Treatment of Morbid Obesity; Ann 2013 Mar 6.
 
المصدر: مجلة بقية الله، العدد: 261.

التعليقات (0)

اترك تعليق