آسية بنت مزاحم في القرآن والسنة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» [التحريم/ 12]
ضرب المثل بإيمانها وحكمته امرأة فرعون التي ضرب الله بها المثل في هذه الآية الكريمة من سورة التحريم للذين آمنوا من عباده هي آسية بنت مزاحم كما يظهر من بعض النصوص ويصرح به بعض المفسرين كالطبرسي، والرازي وغيرهما(1) وهي زوجة فرعون موسى الذي بلغ من طغيانه وكفره أن قال: «أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى» [النازعات/ 25]. حسب النص القرآني. ولكن زوجته آسية كانت مؤمنة إيمانا عميقا بالله ورسله واليوم الآخر ومؤمنة بموسى رسول زمانها ومخلصة إخلاصا حقيقيا تاما بأعمالها وعباداتها لله عز وجل. وإنما ضرب الله بها المثل لعباده المؤمنين لثبات إيمانها وعدم تزلزله مع أنها نشأت وعاشت في بيئة كفر، وبيت كفر بالرغم من ذلك استطاعت أن تنجي نفسها وتسير وحدها على الطريق المستقيم والإيمان الثابت الصحيح. وهذا هو شأن المؤمن الحقيقي المخلص لله وحده لا شريك له. قال إمامنا أمير المؤمنين(ع) في بعض خطبه "لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة، ولا تفرقهم عني وحشة". فالله تعالى قد ساق المثل لعباده المؤمنين بها دون غيرها من سائر المؤمنين والمؤمنات ليثبتوا على إيمانهم ولا يتأثروا في البيئة التي يتغلب عليها الكفر والفسق فينجوا أنفسهم من طغيان الكافرين والفاسقين كما أنجت امرأة فرعون نفسها بمحافظتها على إيمانها وعبادتها فقد تبرأت من قصر فرعون طالبة إلى ربها بيتا في الجنة وقالت "رب ابن لي عندك بيتا في الجنة" وتبرأت من صلتها بفرعون وهي ألصق الناس به فسألت ربها النجاة منه. كما تبرأت من عمله مخافة أن يلحقها من عمله سوء فطلبت النجاة منه أيضا بقولها "ونجني من فرعون وعمله" وتبرأت من قوم فرعون (وهي تعيش بينهم) لأنهم ظالمون فقالت: "ونجني من القوم الظالمين". وإنما تبرأت من فرعون ومن عمله وقومه لعمق إيمانها. ذلك لأن المؤمن يجب عليه بحكم الشرائع الإلهية كلها أن يبرأ من أعداء الله ومن أعمالهم، ولا سيما في الشريعة الإسلامية الخالدة، أما إذا لم يبرأ من أعداء الله ومن أعمالهم فإنه يكون معهم ومشاركا لأعمالهم، ومن هنا روت الصحاح والسنن والمسانيد من طرق عديدة عن النبي(ص) أنه قال: "المرء مع من أحب". وقال(ص): "من أحب قوما حشر معهم وفي زمرتهم". وعن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: "سمعت حبيبي رسول الله(ص) يقول: "من أحب قوما حشر معهم، ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم". راجع الغدير ج 2 ص 292 في مصادر هذه الأحاديث.
فهي إذا نموذج عال في التجرد لله، حيث لم تتأثر بفرعون وسيطرته وهو يومئذ أعظم ملوك الأرض، ولم تتأثر بقصره وهو أمتع مكان تجد المرأة فيه ما تشتهي. بل استعلت على هذا وذاك بإيمانها الثابت في قلبها من أول أمرها واستمرت عليه حتى قتلها فرعون أخيرا وهي صابرة مجاهدة. فاعتبروا بها يا أولي الألباب، واجعلوها قدوة في الثبات على الإيمان.
نعم كانت مؤمنة بربها من أول أمرها ولكنها تكتم إيمانها(2) عن فرعون تقية منه، وتعبد الله سرا في مكان لا ينبغي أن يعبد الله فيه إلا اضطرارا. وأخيرا أظهرت إيمانها وأصرت عليه حتى قتلت شهيدة. السبب في إظهارها الإيمان وفي قتلها وكان السبب في ذلك قيل إنها بعد أن عاينت المعجزة الباهرة من عصى موسى التي جعلها الله ثعبانا تلقف ما يأفك الساحرون، وعلمت بإيمان السحرة وإعلانهم الإيمان بالله عز وجل أظهرت لفرعون إيمانها فنهاها فلم تنته حتى قتلها(3) وقيل أظهرت إيمانها لفرعون وازدادت إيمانا ويقينا بعد قتل فرعون لامرأة حزقيل مؤمن آل فرعون.
من هو مؤمن آل فرعون؟ ومن هي امرأته؟
وحزقيل مؤمن آل فرعون هو رجل من آل فرعون حسب النص القرآني (أي من عشيرته) وينقل الطبرسي في (مجمع البيان) (4) عن السدي ومقاتل بن سليمان أنهما قالا: "كان ابن عم فرعون وذكر أكثر المفسرين أنه ولي عهده وبذلك صرح الفخر الرازي في (مفاتيح الغيب) وغيره(5). وكان أول من أمن بموسى، ولكنه كان يكتم إيمانه(6) وقد أنزل الله تعالى في إيمانه آيات بينات في سورة قد سميت بسورة المؤمن نسبة إليه وفيها يقول الله تعالى: «وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ» [المؤمن/ 29] . فهو من السابقين إلى الإيمان من قوم موسى، ومن الصديقين كما جاء في الحديث النبوي الشريف: "سباق الأمم ثلاثة - لم يشركوا بالله طرفة عين. علي بن أبي طالب وصاحب ياسين ومؤمن آل فرعون. فهم الصديقون حبيب النجار مؤمن آل ياسين وحزقيل مؤمن آل فرعون وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم(7) ويصرح هذا الحديث بأن هؤلاء الثلاثة لم يشركوا بالله طرفة عين. فإذا مؤمن آل فرعون نشأ من أول أمره على الإيمان واستمر عليه حتى لحق بربه، وأما امرأته فإنها ماشطة بنات فرعون وكانت مؤمنة من إماء الله الصالحات إلا أنها كانت مع بنات فرعون تخدمهن وكان من قصتها ما رواه الثعلبي بالأسانيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس إن رسول الله(ص) قال: "لما أسري بي إلى السماء مررت برائحة طيبة فقلت لجبرئيل ما هذه الرائحة فقال: رائحة ماشطة آل فرعون وأولادها كانت تمشط ذات يوم بنت فرعون فوقع المشط من يدها فقالت: بسم الله. فقالت بنت فرعون. أبي قالت: لا بل ربي ورب أبيك. فقالت لها لأخبرن بذلك أبي. فلما أخبرته، دعا بها وبولدها، وقال لها. من ربك؟ فقالت: إن ربي وربك الله، فأمر بتنور من نحاس فأحمي وأمر بها وبولدها أن يلقوا فيه، فقالت له: إن لي إليك حاجة، فقال: وما هي؟ قالت : تجمع عظامي وعظام ولدي فتدفنها. قال: لك ذلك لما لك علينا من الحق ثم أمر بأولادها فالقوا قبلها واحدا واحدا في التنور حتى كان آخر أولادها ولدا صبيا رضيعا -فأنطقه الله قبل أوان نطقه- فقال: اصبري يا أماه فإنك على الحق وألقيت في التنور مع ولدها. فسئل ابن عباس فيمن تكلم في المهد قال أربعة: عيسى بن مريم، وشاهد يوسف، وصاحب جريج(8)... وهذا الصبي(9).
ولما قتل فرعون امرأة حزقيل(10) وأولادها، كانت آسية متطلعة من كوة في قصر فرعون تنظر إلى الماشطة امرأة حزقيل كيف تعذب وتقتل، وحينما قبضت روحها عاينت آسية الملائكة وقد عرجت بروحها وقد كشف الله عن بصرها فرأت ما رأت لما أراد الله من كرامتها وما أراد من الخير لها فزادها يقينا بالله وتصديقا به. وبينما هي كذلك إذ دخل عليها فرعون وأخبرها بما صنع بامرأة حزقيل، فقالت له آسية: الويل لك يا فرعون ما أجرأك على الله تعالى، فقال لها: لعلك قد اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبتك، فقالت: ما اعتراني جنون ولكني آمنت بالله ربي وربك ورب العالمين، فدعا فرعون بأمها وقال لها: إن أبنتك قد أخذها الجنون الذي أخذ الماشطة، ثم انه أقسم لتذوقن الموت أو لتكفرن بإله موسى فخلت بها أمها وسألتها موافقة فرعون فيما أراد فأبت وقالت: تريدين أن أكفر بالله، فلا والله لا أفعل ذلك أبدا، فأمر بها فرعون، فمدت بين أربعة أوتاد ثم ما زالت تعذب حتى ماتت، لذلك قال الله في وصف فرعون «وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ» [الفجر/ 10](11).
آسية تنظر إلى منزلها في الجنة قبل خروج روحها:
وفي خبر آخر : إن آسية قالت وهي في العذاب: رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين فاستجاب الله دعاءها فكانت لا تجد للعذاب ألما، وأوحى الله إليها أن ارفعي رأسك فرفعت رأسها، وكشف لها عن بصرها فرأت بيتها في الجنة من در فضحكت، وقال فرعون: انظروا إلى جنونها تضحك وهي في العذاب. وروى السيوطي الشافعي في (الدر المنثور) ج 6 ص 245 فقال: أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير، وابن المنذر، والحاكم وصححه، والبيهقي في (شعب الإيمان) عن سلمان قال: كانت امرأة فرعون تعذب بالشمس، فإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها، وكانت ترى بيتها في الجنة(12).
التحقيق لهذا الموضوع واثبات إمكانيته وليس بغريب ولا عجيب من قدرة الله عز وجل الذي هو على كل شيء قدير أن يكشف عن بصر آسية حتى ترى منزلها في الجنة، كما قد كشف عن بصرها من قبل فرأت الملائكة يعرجون بروح الماشطة إلى السماء وكم لهذا من نظير في الأخبار الواردة من طرق الفريقين من المسلمين في أن الله يكشف عن أبصار من يشاء من عباده فيريهم (عند حضور آجالهم) ما وراء الحجب مما يريد الله أن يطلعهم عليه لاقتضاء بعض المصالح في ذلك، وإن كان هذا عجيبا أو مستغربا في القرون السابقة فقد زال هذا الاستغراب والتعجب في قرننا هذا حيث أننا نشاهد بواسطة آلة التلفزيون صورة المذيع أو المذيعة، كل ما يعرض في هذه الآلة من أنواع الصور فنراها ماثلة أمامنا بكل حركاتها وسكناتها ونسمع حديث أربابها مع كثرة الحجب بيننا وبين أصحاب تلك الصور، ومع بعد المسافات الشاسعة، فإذا هذه حقائق ممكنة في نفسها وغير مستحيلة بذاتها وهكذا قد جاءت كثير من المكتشفات الحديثة مدعمة ومؤيدة لكثير مما جاء من النصوص في القرآن المجيد وفي السنة النبوية وفي أحاديث أهل البيت(ع) قال تعالى: «لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ» [ق/ 23].
أصحاب الحسين يرون منازلهم في الجنة قبل قتلهم:
وبذلك لا يبعد أيضا صحة ما روي عن الحوراء زينب(ع) من أن الحسين(ع) ليلة العاشر من المحرم لما خطب وأذن لأصحابه بالتفرق عنه، وأعلمهم أن أعداءه ليس لهم قصد سوى قتله وقتل من هو معه، وقد جعلهم في حل من بيعته، وأن من أحب منهم الانصراف عنه في سواد ذلك الليل فلينصرف. وعلى أثر تلك الخطبة قام أهل بيته وأصحابه معربين له عن تصميمهم على بذل أرواحهم دونه بكل ثبات وإقدام، فلما رأى الحسين صدق النية وحقيقة الفداء والتضحية دونه ودون بنات الرسالة قال لهم الحسين: ارفعوا إذا رؤوسكم وانظروا إلى منازلكم في الجنة، وكشف لهم الغطاء ورأوا منازلهم وقصورهم وحورهم وهن ينادينهم: العجل العجل فإنا مشتاقون إليكم، فقاموا في وجه الحسين وقد سلوا سيوفهم من إغمادها وقالوا: يا أبا عبد الله أأذن لنا أن نغير على القوم ونقاتلهم حتى يفعل الله بنا وبهم ما يشاء، فقال(ع): اجلسوا رحمكم الله وجزاكم الله عن أهل بيت نبيكم خيرا(13).
وهذا المعنى جاء صريحا في حديث مسند رواه شيخنا الصدوق في (علل الشرائع) بسنده عن ابن عمارة عن أبي عبد الله الصادق(ع) قال: قلت له: أخبرني عن أصحاب الحسين وإقدامهم على الموت. فقال: إنهم كشف لهم الغطاء حتى رأوا منازلهم من الجنة فكان الرجل منهم يقدم على القتل ليبادر إلى حوراء يعانقها وإلى مكانه من الجنة(14). ولقد أجاد من قال: ولقد تمثلت القصور وما بهم لولا تمثلت القصور قصور ثم قال لهم الحسين: ألا ومن كان في رحله امرأة فلينصرف بها إلى بني أسد.... الخ.
الهوامش:
1- راجع مجمع البيان للطبرسي ج 5 ص 319 ومفاتيح الغيب للفخر الرازي ج 8 ص 176 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير الدمشقي ج 4 ص 394. والدر المنثور للسيوطي الشافعي ج 6 ص 246 وغيرهم. وهذا هو المنصوص عليه في الأحاديث النبوية. ومن هنا لا نرى معنى لتردد الأستاذ سيد قطب في تفسيره (في ظلال القرآن) ج 28 ص 173 حيث يقول: لعلها (أي امرأة فرعون) كانت آسيوية من بقايا المؤمنين بدين سماوي قبل موسى (إلى أن قال) والله أعلم إن كانت هي المقصودة في هذه السورة أم أنها امرأة فرعون موسى... الخ فتردده خلاف النصوص النبوية وأقوال المفسرين.
2- مما يدل على إيمانها من أول أمرها ما رواه السيوطي في الدر المنثور ج 5 ص 262 في تفسير سورة يس قال: وأخرج ابن عدي وابن عساكر: ثلاثة ما كفروا بالله قط. مؤمن آل ياسين، وعلي بن أبي طالب، وآسية امرأة فرعون. ورواه الصدوق أيضا في "الخصال" باب الثلاثة ج 1 ص 174 بسنده عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (ص) ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين... الخ البحار ج 13 ص 161.
3- راجع (مجمع البيان) ج 5 ص 319. و(مفاتيح الغيب) ج 8 ص 176.
4- ج 4 ص 521 و(مفاتيح الغيب) ج 7 ص 213.
5- (مفاتيح الغيب) ج 7 ص 213. كما ورد عن الحسن العسكري عن آبائه عن الصادق(ع) في كيفية المكر بمؤمن آل فرعون وكيف وقاه الله سيئات ما مكروا به وأنه كان ابن عم فرعون وخليفته على ملكه، وولي عهده. راجع البحار ج 13 ص 160 نقلا عن التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري وعن (الاحتجاج) للطبرسي. وصرح كثير من المفسرين أنه كان أبن عم فرعون وولي عهده. كالفخر الرازي كما تقدم. والمراغي في تفسيره ج 24 ص 63.
6- قال الطبرسي: يكتم إيمانه على وجه التقية، قال أبو عبد الله(ع): التقية ديني ودين آبائي. ولا دين لمن لا تقية له. والتقية ترس الله في الأرض لان مؤمن آل فرعون لو أظهر الإسلام لقتل (مجمع البيان) ج 4 ص 521 البحار ج 13 ص 158. مصادر حديث الصديقون ثلاثة.
7- رواه بهذا اللفظ الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص 46 ط النجف، الغري مسندا. وقال معلقا عليه: هذا سند أعتمد عليه الدار قطني واحتج به. ورواه بسند آخر ص 47 ولفظ آخر قال: قال رسول الله(ص): الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي قال: "اتبعوا المرسلين" وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: "أتقتلون رجلا ان يقول ربي الله" وعلي بن أبي طالب. وهو أفضلهم. ثم علق عليه بقوله: هكذا رواه أبو نعيم في (حلية الأولياء) في ترجمة علي(ع) واخرج محدث الشام في تاريخه عنه وألحقه بخطه في الحاشية في آخر الجزء التاسع والأربعين بعد الثلاثمائة من كتابه. ورواه الفخر الرازي في (مفاتيح الغيب) ج 7 ص 213. ورواه السيوطي في (الدر المنثور) ج 7 ص 154 من طرق عديدة عن ابن أبي حاتم وابن مردويه، ورواه محب الدين الطبري الشافعي في (الرياض النضرة) ج 2 ص 202 و 208 نقلا عن ابن الضحاك في ( الآحاد والمثاني ) نقلا عن ابن أبي ليلى وعن ابن عباس. ورواه الثعلبي في (قصص الأنبياء) ص 107 ط عاطف بمصر، وابن كثير الدمشقي في تفسيره ج 4 ص 283 ورواه ابن المغازلي عن ابن عباس كما في (ينابيع المودة) للشيخ سليمان الحنفي ص 60 ورواه السيد عطاء الله في (روضة الأحباب) والعلامة الشيخ عبيد الله الحنفي في (أرجح المطالب) ص 83 والشوكاني في (فتح القدير) ج 5 ص 148 ط مصطفى الحلبي بمصر والآلوسي في تفسيره (روح المعاني) ج 27 ص 114 ط المنيرية بمصر وهذه المصادر الأربعة الأخيرة نقلناها بواسطة (إحقاق الحق) ج 3 = ص 116 - 118. ورواه الزمخشري في (الكشاف) ج 4 ص 10 في تفسير يس ، وأخرجه المعلق على أحاديث (الكشاف) عن كل من الثعلبي والعقيلي والطبراني وابن مردويه ورواه السيوطي في (الدر المنثور) ج 5 ص 262 عن كل من الطبراني وابن مردويه والبخاري في تاريخه وابن داود وأبي نعيم وابن عساكر والديلمي، ورواه الصدوق في الأمالي ص 285 مجلس 72. كما رواه أيضا مختصرا في (الخصال) ج 1 ص 184 باب الثلاثة والشيخ سليمان الحنفي في (الينابيع) ص 185 نقلا عن (الجامع الصغير) للسيوطي: الصديقون ثلاثة... الخ. ثم قال: لأبي نعيم وابن عساكر عن ابن أبي ليلى وروى ابن النجار ما بمعناه عن ابن عباس.
8- قصة صاحب جريج. وصاحب جريج هو صبي تكلم قبل أوان نطقه ذكر قصته البخاري في صحيحه ج 4 ص 201 عن أبي هريرة عن النبي (ص) وهي أنه: كان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج. كان يصلي فجاءته أمه فدعته. فقال ( أي في نفسه ) أجيبها أو أصلي، فلم يجبها. فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعته، فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت -كذبا وزورا-: من جريج. فآتوه وكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام (الرضيع) فقال: من أبوك يا غلام؟ قال: الراعي. قالوا: نبني صومعتك من الذهب، قال: لا إلا من الطين. تجد القصة قي (التجريد الصريح) لصحيح البخاري، ج 2 ص 44.
9- قصص الأنبياء للثعلبي ص 107 وقصص الأنبياء المسمى بـ (النور المبين) للجزائري ص 203 والمجلسي في البحار ج 13 ص 163. ومستدرك الصحيحين للحاكم ج 2 ص 496 ونص على صحته، وكذلك الذهبي في تلخيصه ج 2 ص 497. وذكره السيوطي في (الدر المنثور) ج 4 ص 150 عن كل من أحمد والنسائي والبزار والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في (الدلائل) بسند صحيح عن ابن عباس الخ. وينقله عن (الدر المنثور) العلامة الطباطبائي في تفسيره (الميزان) ج 13 ص 28 في تفسير سورة الإسراء.
10- تحقيق في اسم مؤمن آل فرعون. جاء في (مجمع البيان) مجلد 4 ص 521 وينقله عنه المجلسي في (البحار) ج 13 ص 158 أنه (حزبيل) بالباء المعجمة الموحدة، وفي (كفاية الطالب) للكنجي الشافعي في حديثين ص 47 أنه (حزئيل) بالهمزة وفي أكثر التفاسير وفي الأمالي للصدوق ص 285 وغيره من كتب التاريخ والحديث أنه حزقيل بالقاف ولعل هذا هو الأصح والله أعلم.
11- تراجع المصادر السابقة.
12- صرح كثير من المفسرين أن آسية رأت بيتها في الجنة قبل قبض روحها، راجع الزمخشري في (الكشاف) ج 4 ص 572 ط دار الكتاب العربي -بيروت- والفخر الرازي في (مفاتيح الغيب) ج 8 ص 176. وابن كثير الدمشقي في تفسيره ج 4 ص 394 وابن جرير في تفسيره (جامع البيان) ج 28 ص 110 ط بولاق.
13- راجع فيما مر من أن الله كشف عن أبصار أصحاب الحسين حتى رأوا منازلهم ، وفي قوله لهم : ألا ومن كان في رجله امرأة... الخ. (معالي السبطين) ج 1 ص 210 ط النجف العلمية.
14- راجع (علل الشرائع) ج 1 ص 229 باب 163 رقم -1-
المصدر: فاطمة والمفضلات من النساء، عبد اللطيف البغدادي.
اترك تعليق