المرأة لبنة المجتمع، إذا تربت جيدا سيكون المجتمع سليما والعكس صحيح!
ينبغي على المرأة أن تشارك الرجل المسلم نشاطاته في خارج البلدان الإسلامية ولدى المجتمعات الغربية لتشكل لوبي من أجل الضغط على الحكومات في الغرب لإعادة النظر ووضع حد للهجمات الشرسة التي تشن من بلدانهم ضد المسلمين.. المرأة لبنة المجتمع، إذا تربت جيدا سيكون المجتمع سليما وجيدا والعكس صحيح أيضا، فإن حصل تماهلا في تربية المرأة الناتج سيكون ظهور مجتمعات فاسدة وهو ما نشاهده اليوم في العالم الغربي.
عبارات صريحة معبّرة، نطقت بها اثنتان من الشخصيات الإسلامية النسائية المشاركة في "الملتقى الأول للاتحاد العام للمرأة المسلمة" الذي عقد بتاريخ 7/9/2013 في طهران؛ وذلك خلال حديث لهما مع مراسلتنا في وكالة أنباء التقريب (تنـا).
وأكدت السيدة "سعيدة بن حبيلس" الوزيرة والبرلمانية الجزائرية السابقة، والحائزة على جائزة الأمم المتحدة للمجتمع المدني، ضرورة تفاعل المرأة المسلمة مع باقي أطياف المجتمع لمواجهة التحديات؛ مبينة أنه "لا يجوز للمرأة المسلمة أن تقف كالمتفرج لما يجري حولها، وإنما تشارك في العمل الميداني من أجل التصدي للأخطار التي تضرب بالمجتمعات الإسلامية اليوم".
السيدة حبيلس:
يجب على المرأة المسلمة، وكما هو الحال بالنسبة لأخيها الرجل، أن تعمل على توظيف الاختلافات المذهبية لتكون مصدر قوة وتكامل لمجتمعاتنا الإسلامية وليس لضرب كيان العالم الإسلامي..
شددت الناشطة الجزائرية على انه "يجب على المرأة المسلمة، وكما هو الحال بالنسبة لأخيها الرجل، أن تعمل على توظيف الاختلافات المذهبية لتكون مصدر قوة وتكامل لمجتمعاتنا الإسلامية وليس لضرب كيان العالم الإسلامي"؛ مبينة أن الغرب يعمل على استغلال التعدديات المذهبية كأخطر وسيلة يواجه بها المسلمين.
وحثت السيدة حبيلس، المرأة المسلمة على مشاركة الرجل في نشاطات خارج العالم الإسلامي، وبالأخص في الدول الغربية "لتشكيل لوبي ضغط على الحكومات في هذه الدول ومطالبتها بإعادة النظر حيال سياساتهم ضد الإسلام ووضع حد للهجمات الشرسة التي تشن من بلدانهم ضد المسلمين وحكوماتهم.
وحول دور اتحاد المرأة المسلمة في مجال التقريب بين المذاهب الإسلامية قالت أن الإتحاد النسائي الذي يلعب دورا مهما وتحسيسيا جدا في مجال التقريب بين المسلمين ولم شمل العالم الإسلامي؛ مبينة ضرورة "التفكير بمنطق التكامل والقوة لا بمنطق التفرقة، في هذا الجانب.. وهو ما يقع على كاهل الاتحاد كما المؤسسات الشعبية الأخرى"؛ مؤكدة أن "منطق التفرقة فرض على المسلمين من جانب الغربيين لاستغلال الاختلافات المذهبية والطائفية فيهم من أجل ضرب وحدة الشعوب الإسلامية. لذا يلزم علينا كنساء مسلمات أن نقوم بحملة توعية دون التفريق بين أتباع المذهب السني والشيعي والتمسك بالقواسم المشتركة التي تجمع بين المسلمين جميعا بغية التصدي لهذه المؤامرات الاستكبارية".
وأضافت، إن الاختلافات المذهبية في الفروع هي مصدر قوة لتكامل هذه المذاهب، وعليه فينبغي للمرأة المسلمة من خلال
منطق التفرقة فرض على المسلمين من جانب الغربيين لاستغلال الاختلافات المذهبية والطائفية فيهم من اجل ضرب وحدة الشعوب الإسلامية. لذا يلزم علينا كنساء مسلمات أن نقوم بحملة توعية دون التفريق بين أتباع المذهب السني والشيعي والتمسك بالقواسم المشتركة التي تجمع بين المسلمين جميعا بغية التصدي لهذه المؤامرات الاستكبارية..
تواجدها في جميع الميادين كالبرلمان وسن القوانين، ومؤسسات المجتمع المدني، والجمعيات الشعبية، وبمشاركتها العمل الميداني عبر هذه الجمعيات، كما حضورها في الإعلام بشكل عام، أن تتفادى هذا الفخ الذي وضع للمسلمين من طرف قوى الشر والامبريالية وعلى رأسها الصهيونية العالمية.
وتابعت الوزيرة الجزائرية السابقة قائلة "إن المرأة المسلمة يجب أن تتصدى للإعلام الغربي المعادي لدينها الحنيف، والذي يرمي الإسلام بشتى التهم ليشوّه صورته أمام العالم، وهنا يأتي دور المرأة المسلمة لتثبت للعالم بأن الإسلام ليس مصدر تخلف لها كما يصوره الغربيون، وذلك يستدعي أن تكون المرأة مقتنعة بهذه الحقيقة أولا، ومن ثم يجب عليها أن تبرز للعالم بأنها ليست عنصرا وآلة دون روح تستعمل لأغراض غير مشروعة كما هو الحال في الغرب أيضا؛ ولا يتأتّى ذلك إلا من خلال تواجد المرأة المسلمة القوي في العمل الميداني والمشاركة مع الرجل في كافة المجالات التنموية لبلادها".
بدورها أكدت الدكتورة "نزيهة صالح" الباحثة الاجتماعية التي مثلت بلدها لبنان في الملتقى الأول للاتحاد النسائي بطهران، أكدت أن للمرأة مكانة رفيعة ومهمة في الصحوة الإسلامية؛ مبينة أن المرأة خرجت إلى الشارع مع جميع أفراد أسرتها لتكوّن زخما كبيرا وتمنح قوة ودعما بالغ الأهمية للصحوة الإسلامية.
وتابعت السيدة صالح، بالقول: المرأة المسلمة تتوق لترى تطبيق الحكم الإسلامي على وجه الأرض وذلك من خلال المؤسسات الإسلامية والشعبية، التي تشارك في تكوينها وتعمل على نشرها في العالم الإسلامي والعربي.
وأوضحت أن "المرأة تعرف بأن تربيتها لأبنائها في المنزل لا يكفي من دون دعم هذه المؤسسات التربوية وإذا كانت المؤسسات في الخارج غير إسلامية عند ذلك سترى أن تربيتها لأبنائها وجيل المستقبل لن تجدي نفعا".
وفي إشارة للسبل الكفيلة بتفعيل مشاركة المرأة المسلمة في العمل الميداني، استدلت الباحثة اللبنانية بكلام للإمام الخميني (ره) الذي أكد فيه بأن المرأة تشكل نصف المجتمع؛ معقبة بالقول "أنها تشارك الرجل في مسؤوليات النصف الآخر أيضا".
وأضافت السيدة صالح: وبالتالي فالمرأة لها الدور الأساسي في بناء المجتمعات السليمة،
السيدة صالح: المرأة خرجت إلى الشارع مع جميع أفراد أسرتها لتكوّن زخما كبيرا وتمنح قوة ودعما بالغ الأهمية للصحوة الإسلامية.
ولكي تثبت نفسها في هذا الصدد، يلزم على المرأة أن تؤسس نفسها في التعليم والثقافة وعندما سنحت لها الفرصة تخرج للاضطلاع بالعمل الميداني وتشارك في تطور المجتمعات والمشاريع الإنمائية.. على المرأة المسلمة أن تكون متعلمة واعية لما يجري حولها من التطورات والتحديات الداخلية والخارجية؛ لاسيما الهجمة الشرسة على الإسلام. وبذلك ينبغي عليها أن تلعب دورا فاعلا من أجل التصدي لهذه المخططات التي تنفذ بشكل مستمر على الصعيد العالمي.
وتابعت الناشطة اللبنانية : المرأة هي العنصر المكمل لانجاز المهمة في تطوير المجتمعات الإسلامية، والرجل لوحده غير قادر على تأدية هذه المسؤولية وهو بحاجة إلى النصف الآخر.
ولفتت إلى أن "العمل في المنزل وتربية الأبناء والأجيال لا يتنافي مع مسؤوليات المرأة في خارج المنزل أبدا؛ فالأمر يعود إلى المرأة نفسها وكيفية العمل على إيجاد التناغم والتنسيق بين كلا الجانبين".
وردا على سؤال مراسلة "تنـا" حول أهمية الاتحاد العالمي للمرأة المسلمة، في مجال التقريب بين المذاهب الإسلامية شددت الدكتورة نزيهة صالح على أن "المرأة تستطيع أن تؤدي دورا مهما في مجال التقريب بين المسلمين، لأنها بطبيعة حالها أقرب إلى العاطفة والكل يعرف بأن الخطاب التقريبي
السيدة صالح: المرأة تستطيع أن تؤدي دورا مهما في مجال التقريب بين المسلمين، لأنها بطبيعة حالها أقرب إلى العاطفة والكل يعرف بأن الخطاب التقريبي بحاجة إلى عاطفة والكلمة الطيبة، أكثر منه إلى القوة والسيف.
بحاجة إلى عاطفة والكلمة الطيبة، أكثر منه إلى القوة والسيف".
واستدلت الباحثة الاجتماعية بالآية القرآنية التي يكلم الله فيها نبيه المكرم محمد (ص) قوله (عز من قائل) [أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك..الآية].
وأكدت أن هذه الآية تشير إلى "ضرورة العمل على تقرب المسلمين إلى بعضهم البعض من خلال الحوار والكلمة الطيبة واليّن في الدعوة إلى سبيل الرشاد والسعادة".
وخلصت السيدة صالح إلى القول بأن "المرأة المسلمة والمتعلمة لديها هذه المهارة وتستطيع أن تنجح في هذا الخطاب. كما أنها تستطيع أن تربي أبناءا لديهم القناعة بمحاورة الآخرين، وليس إقصائهم. المرأة لبنة المجتمع، إذا تربت جيدا سيكون المجتمع سليما والعكس صحيح، فإن حصل تماهلا في تربية المرأة الناتج سيكون ظهور مجتمعات فاسدة، وهو ما نشاهده اليوم في العالم الغربي عندما توقفوا عن تربية المرأة فسدت مجتمعاتهم".
هذا، وأقيم الملتقى الأول للاتحاد العالمي للمرأة المسلمة أعماله السبت (7/9/2013) في طهران، برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية. وحضره سماحة الشيخ محسن الآراكي الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية وآية الله الشيخ محمد علي التسخيري المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية في شؤون العالم الإسلامي، والسيدة لاله افتخاري أمين المؤتمر ومدير شؤون المرأة في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية؛ إلى جانب جمع غفير من المفكرين والباحثين والشخصيات النسائية الإسلامية وناشطين في مجال حقوق الإنسان، من مختلف الدول الإسلامية والعربية، بما فيها تركيا وباكستان وتونس وكندا و..
المصدر: وكالة أنباء التقريب.
اترك تعليق