مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

قصة زواج السيدة حميدة(ع) بالإمام الصادق(ع)

قصة زواج السيدة حميدة(ع) بالإمام الصادق(ع)

وقصة زواج السيدة حميدة(ع) بالإمام الصادق(ع) تتضمّن كرامات عديدة، حيث ورد أنّ ابن عكاشة بن محصن الأسدي دخل على أبي جعفر(ع)، وكان أبو عبد الله(ع) قائماً عنده، فقدّم إليه عنباً، فقال: حبة حبة يأكله الشيخ الكبير والصبي الصغير، وثلاثة وأربعة يأكله من يظن أنه لا يشبع، وكله حبّتين حبّتين فإنه يستحب.
فقال لأبي جعفر(ع): لأي شيء لا تزوّج أبا عبد الله(ع)، فقد أدرك التزويج؟
قال: وبين يديه صرّة مختومة.
فقال: سيجيء نخّاس(1) من أهل بربر فينزل دار ميمون فنشتري لـه بهذه الصرّة جارية.
قال: فأتى لذلك ما أتى.
فدخلنا يوماً على أبي جعفر(ع)، فقال: «ألا اُخبركم عن النخّاس الذي ذكرته لكم؟ قد قدم، فاذهبوا فاشتروا بهذه الصرّة منه جارية».
قال: فأتينا النخّاس، فقال: قد بعت ما كان عندي، إلاّ جاريتين مريضتين إحداهما أمثل من الاُخرى.
قلنا: فأخرجهما حتى ننظر إليهما، فأخرجهما.
فقلنا: بكم تبيع هذه الجارية المتماثلة؟
قال: بسبعين ديناراً.
قلنا: أحسن.
قال: لا أنقص من سبعين ديناراً.
قلنا: نشتريها منك بهذه الصرّة ما بلغت ولا ندري ما فيها، وكان عنده رجل أبيض الرأس واللحية قال: فكّوا وزنوا.
فقال: النخّاس: لا تفكّوا فإنّها إن نقصت حبّة من سبعين ديناراً لم اُبايعكم.
فقال الشيخ: ادنوا.
فدنونا وفككنا الخاتم ووزنا الدنانير فإذا هي سبعون ديناراً لا تزيد ولا تنقص.
فأخذنا الجارية فأدخلناها على أبي جعفر(ع) وجعفر(ع) قائم عنده، فأخبرنا أبا جعفر(ع) بما كان.
فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال لها: ما اسمك؟
قالت: حميدة.
فقال: حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة، أخبريني عنك، أبكر أنت أم ثيّب؟
قالت: بكر.
قال: وكيف ولا يقع في أيدي النخّاسين شيء إلاّ أفسدوه؟
فقالت: قد كان يجيئني فيقعد منّي مقعد الرجل من المرأة فيسلّط الله عليه رجلاً أبيض الرأس واللحية فلا يزال يلطمه حتّى يقوم عنّي، ففعل بي مراراً، وفعل الشيخ به مراراً.
فقال(ع): يا جعفر خذها إليك، فولدت خير أهل الأرض موسى بن جعفر(ع)(2).



الهوامش:
(1) النخّاس: بائع الرقيق، (لسان العرب) مادّة نخس.
(2) الكافي: ج1 ص477 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر(ع) ح1.



المصدر: كتاب "أمهات المعصومين(ع)" للإمام الراحل الشيرازي(قده).

التعليقات (0)

اترك تعليق