مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

ملكيّة السيدة تكتكم(ع)

ملكيّة السيدة تكتكم(ع)

هناك روايتان:
الأُولى:
تُثبت أنّها(رض) كانت ملكاً للسيّدة حميدة المصفّاة(رض) ـأُمّ الإمام الكاظم(ع)ـ ثمّ وهبتها لابنها الإمام الكاظم(ع)، قائلة له: «يا بني، إنّ تكتم جارية، ما رأيت جارية قط أفضل منها، ولست أشكّ أنّ الله تعالى سيظهر نسلها إن كان لها نسل، وقد وهبتها لك فاستوص خيراً بها»(1).
وروى الشيخ الصدوق(قده) بسنده عن علي بن ميثم عن أبيه، أنّ السيّدة حميدة رأت في المنام رسول الله(ص) يقول لها: «يا حميدة، هبي نجمة لابنك موسى، فإنّه سيولد له منها خير أهل الأرض. فوهبتها له»(2).
والرواية الثانية: تُثبت ملكيّتها للإمام الكاظم(ع) حيث هو اشتراها، فقد روى الشيخ الكليني(قده) بسنده عن هشام بن أحمر أنّه قال: «قال لي أبو الحسن الأوّل: هل علمت أحداً من أهل المغرب قدم؟ قلت: لا، قال: بلى، قد قدم رجل فانطلق بنا، فركب وركبت معه حتّى انتهينا إلى الرجل، فإذا رجل من أهل المدينة معه رقيق، فقلت له: اعرض علينا، فعرض علينا سبع جوار، كلّ ذلك يقول أبو الحسن(ع): لا حاجة لي فيها.
ثمّ قال: اعرض علينا، فقال: ما عندي إلّا جارية مريضة، فقال له: ما عليك أن تعرضها، فأبى عليه فانصرف، ثمّ أرسلني من الغد، فقال: قل له: كم كان غايتك فيها؟ فإذا قال كذا وكذا، فقل: قد أخذتها، فأتيته فقال: ما كنت أُريد أن أنقصها من كذا وكذا، فقلت: قد أخذتها. فقال: هي لك، ولكن أخبرني مَن الرجل الذي كان معك بالأمس؟ فقلت: رجل من بني هاشم، قال: من أيّ بني هاشم؟ فقلت: ما عندي أكثر من هذا.
فقال: أخبرك عن هذه الوصيفة، أنّي اشتريتها من أقصى المغرب، فلقيتني امرأة من أهل الكتاب، فقالت: ما هذه الوصيفة معك؟ قلت: اشتريتها لنفسي. فقالت: ما يكون ينبغي أن تكون هذه عند مثلك، إنّ هذه الجارية أن تكون عند خير أهل الأرض، فلا تلبث عنده إلّا قليلاً حتّى تلد منه غلاماً، ما يولد بشرق الأرض ولا غربها مثله، قال: فأتيته بها، فلم تلبث عنده إلّا قليلاً حتّى ولدت الرض(ع)»(3).
ويمكن الجمع بين الروايتين، بأن يقال: أنّ الإمام الكاظم(ع) اشتراها جارية لأُمّه، فمكثت عند أُمّه مدّة، ثمّ وهبتها أُمّه إليه، وبذلك يرتفع التنافي بين الروايتين.
وروي: أنّ الإمام الكاظم(ع) قال لأصحابه: «والله ما اشتريت هذه الجارية إلّا بأمر من الله ووحيه، وسئل عن ذلك، فقال: بينما أنا نائم إذ أتاني جدّي وأبي، ومعهما قطعة حرير، فنشراها، فإذا قميص فيه صورة هذه الجارية، فقالا: يا موسى، ليكونن لك من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك، ثمّ أمرني أبي إذا ولد لي ولد أن أُسمّيه عليّاً، وقالا: إنّ الله عزّ وجل سيظهر به العدل والرحمة، طوبى لمن صدّقه، وويل لمن عاداه وجحده»(4).
 

الهوامش:
(1) راجع عيون أخبار الرضا(ع): ج1 ص14 ح1-2.
(2) الشقّة: القطعة، (لسان العرب) مادّة شقق.
(3) دلائل الإمامة: ص175.
(4) إعلام الورى: ص314 ب7 فصل1.


المصدر: http://alshirazi.com

التعليقات (0)

اترك تعليق