مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

زواج السيدة تكتم من الإمام الكاظم(ع)

زواج السيدة تكتم من الإمام الكاظم(ع)

قال هشام بن أحمد: قال لي الإمام الكاظم(ع): (هل علمتَ أحداً من أهل المغرب قدم)؟ قلت: لا.
فقال(ع): (بلى، قَد قَدِم رجل).
ثمّ قال(ع): (انطلق بنا إليه)، فركب(ع) وركبنا معه حتّى انتهينا إلى الرجل، فإذا رجل من أهل المغرب معه رقيق.
فقال الإمام الكاظم(ع) للرجل: (اعرض علينا)، فَعرض علينا تسع جاريات، كلّ ذلك ويقول الإمام(ع): (لا حاجة لي فيها).
ثمّ قال(ع) له: (اعرض علينا)، فقال: ما عندي شيء.
فقال(ع) له: (بلى، اعرض علينا)، قال: لا والله ما عندي إلاّ جارية مريضة.
فقال(ع) له: (ما عليك أن تعرضها)، فأبى الرجل، ثمّ انصرف(ع).
ثمّ إنّه(ع) أرسلني من الغد إليه، فقال(ع) لي: (قُل له: كم غايتك فيها؟ فإذا قال: كذا وكذا ـيعني من المال- فقل: قد أخذتُها).
قال هشام: فأتيت الرجل، فقال الرجل: ما أُريد أن أنقِصُها من كذا وعَيَّن مبلغاً خاصّاً، فقلتُ: قد أخذتها، وهو أيّ المال لك.
فقال الرجل: الجارية لك، ولكن من الرجل الذي كان معك بالأمس؟ فقلت: رجل من بني هاشم.
فقال: من أيِّ بني هاشم؟ فقلت: من نُقَبَائِهِم.
فقال: أُريد أكثر من هذا ، فقلت: ما عندي أكثر من هذا.
فقال الرجل: أُخبرك عن هذه الجارية: إنّي اشتريتها من أقصى المغرب، فَلَقِيَتنِي امرأة من أهل الكتاب فقالت: من هذه الوصيفة معك؟ فقلت: اشتريتُها لنفسي.
فقالت: ما ينبغي أن تكون عند مثلك، إنّ هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض، فلا تلبث عنده -عند خير أهل الأرض- إلاّ قليلاً حتّى تَلِدَ منه غلاماً يَدينُ له شرقُ الأرض وغَربُها.
فأتيته(ع) بها، فلم تلبث عنده إلاّ قليلاً حتّى ولدت له الإمام الرضا(ع).
روي أنّ الإمام الكاظم(ع) قال لأصحابه: (والله ما اشتريت هذه الجارية إلاّ بأمر من الله وَوَحيِهِ).
وَسُئِل(ع) عن ذلك فقال: (بينما أنا نائم إذ أتاني جدّي وأبي(ع)، ومعهما قطعة حرير فنشراها، فإذا قميص فيه صورة هذه الجارية.
فقالا(ع): يا موسى، لَيكوننَّ لك من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك.
ثمّ أمرني أبي(ع) إذا وُلِد لي وَلَد أن أُسمّيه عليّاً، وقالا(ع): (إنّ الله عَزَّ وجلَّ سيظهر به العدل والرحمة، طوبى لمن صدقهُ، وويلٌ لِمَن عَادَاهُ وجحده).
كانت السيدة تكتم مُلكاً للسيّدة حميدة أُمّ الإمام الكاظم(ع)، وقد قالت حميدة لابنها الإمام الكاظم(ع): يا بني إنّ تكتم جارية ، ما رأيتُ جارية قط أفضل منها، ولست أشكّ أنّ الله تعالى سيظهر نسلها، وقد وهبتها لك فاستوصِ بها خيراً.
الرسول(ص) يأمر بالزواج الطاهر:
روي أنّ حميدة اُمّ موسى بن جعفر(ع) لمّا اشترت نجمة رأت في المنام رسول الله(ص) يقول لها: يا حميدة، هبي نجمة لابنك موسى(ع) فإنه سيلد لـه منها خير أهل الأرض فوهبتها له(1).
قال علي بن ميثم: سمعت أبي يقول: سمعت أمي تقول: كانت نجمة بكراً لما اشترتها حميدة.

الهامش:
(1) إعلام الورى: ص314 ب7 فصل1.


المصادر:
http://al-shia.org

التعليقات (0)

اترك تعليق