مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

صحة قلبك..

صحة قلبك.. دليلك الشامل للحفاظ على قلب قوي وسليم

مقدمة:
أظهرت الدراسات أنّ أمراض القلب هي أحد أبرز أسباب وفاة النساء حول العالم، والغريب  في الأمر هو أن معظم النساء لا يتنبهن إلى هذا الخطر. وتؤدي أمراض القلب إلى وفاة أكثر من ١١٥٠٠ امرأة كل عام، بينما تحاول حوالي ٢٢٦٠٠ امرأة التعايش مع هذا المرض. وأظهرت الأبحاث أن الكثير من النساء يعتقدن أن أمراض القلب تصيب الرجال المسنين وحسب، غير أن هذه الأمراض تودي بحياة النساء والرجال على حد سواء.
وبما أن الوقاية هي خير وسيلة للحماية من أمراض القلب، حان الوقت لتفكري جديا في الإهتمام بصحة قلبك.
لذا نضع بين يديك هذا الدليل الخاص الذي أعد بالتعاون مع مؤسسة National Heart Foundation of Australia التي تضم نخبة من أهم الاختصاصيين لنساعدك على فهم طريقة عمل قلبك، واستعراض أكثر أمراض القلب انتشارا، وتزويدك بالنصائح الفعالة لحماية قلبك.

كيف يعمل قلبك؟
يوازي حجم قبضة اليد، وهو يتواجد في الجهة الأمامية والمتوسطة من صدرك، تحديدا خلف العظام مع ميل بسيطة غلى جهة اليسار.
يضخ قلبك الدم عبر جسمك الذي يشتمل على ما يقارب اﻟ٥ ليترات من الدم. وتمر كمية الدم هذه عبر قلبك كل دقيقة تقريبا، لكن عند ممارستك التمارين الرياضية، يضخ قلبك أربعة أضعاف هذه الكمية في الدقيقة.
حجرات القلب
يفصل بين جهتي قلبك اليمنى واليسرى ما يعرف بالحاجز. وتتألف كل جهة من حجرة صغيرة تسمى الأذين، تؤدي إلى حجرة كبيرة تضخ الدم وتسمى البطين. وبالتالي يتكون القلب من أربع حجرات هي الأذين والبطين والأيسرين، والأذين والبطين الأيمنين.
يتجمع الدم في الجهة اليمنى من قلبك بعد أن يسري في أنجاء جسمك. ويكون الدم الذي يدخل الجهة اليمنى من قلبك غير محمل بالكثير من الأوكسجين، لأن الدم يفقد الأوكسجين عند مروره بأعضاء جسمك.
ومن ثم يضخ قلبك الدم باتجاه رئتيك لتلقي المزيد من الأوكسجين. وما إن يحمّل دمك بالأوكسجين حتى يتجه إلى الجهة اليسرى من قلبك. حيث يُضخّ مجددا إلى أعضاء جسمك. ويكون البطين الأيسر عادة أكبر حجما وأكثر سماكة من البطين الأيمن لأنّه يضخّ الدم إلى أعضاء بعيدة في مواجهة ضغط أكبر مقارنة بالبطين الأيمن.
وتحرس صمّامات قلبك مداخل الحجرات ومخارجها للتأكّد من أنّ الدم يتدفّق في الاتجاه الصحيح ولإيقاف أي جريان له بالاتجاه المعاكس.
الدورة الدموية:
يشتمل جسمك على سبكو من الأوعية الدموية التي تقوم بنقل الدم الذي يضخه قلبك. فالشرايين تنقل الدم بعيدا عن قلبك، ويعدّ الشريان ألاورطي أكبر هذه الشرايين، إذ تتفرّغ منه شرايين صغيرة تنقل الدم إلى رأسك، وذراعيك، وساقيك، والأعضاء الموجودة داخل صدرك وبطنك.
وتشكّل الشرايين التاجيّة الفروع الأولى من الشريان الأورطي، وهي تمتد إلى سطح القلب لتغذية العضلة وتزويدها بالدم. أمّا الفروع الصغرى، فتغذّي الأوعية الدموية الصغيرة التي تعرف بالشعيرات الدموية والتي تسمح بمرور الأوكسجين والمغذيات إلى أنسجة جسمك.
معدل نبضات القلب:
في حال الراحة، ينبض قلبك بين ٦٠ و ١٠٠ مرّة في الدقيقة. ويكون معدّل نبضات القلب لدى الأطفال أعلى من معدّل نبضات القلب لدى البالغين. وبشكل عام، ينبض القلب بمعدّل ٢٫٥ مليار مرّة في حياة الإنسان. ومن الطبيعي أن يزداد معدّل نبضات قلبك بشكل ملحوظ حين تمرضين، أو تمارسين أيّ نشاط بدني، أو حتّى عندما تغمرك المشاعر. وتُقسم كل نبضة قلب إلى جزئين، الجزء الأوّل هو انقباض القلب أي عندما ينقبض قلبك لضخّ الدم، والجزء الثاني هو انبساط القلب، أي عندما ترتخي عضلة قلبك كي تتمكّن الحجرات من تعبئة الدم.
ومع كلّ خفقة قلب ينتقل الدم عبر شرايينك، وهكذا يتشكّل "النبض" الذي تشعرين به عندما تضعين إصبعك على شرايين معصمك والذي يُطلعك على سرعة خفقان قلبك.
تحقّقي من سلامة قلبك:
تهدّد النوبات القلبية حياة الرجال والنساء على حدّ سواء، غير أن الدراسات تظهر أنّ النساء هنّ أكثر عرضة للموت بنوبة قلبية من الرجال، ذلك أنّ النساء قليلا ما يتحقّقن من صحّة قلوبهنّ مقارنة بالرجال.
يستطيع طبيبك أن يقيّم احتمال تعرّضك لأمراض القلب، وأن يوصي بخضوعك لبعض الفحوصات الطبية اللازمة و/أو بتغيير أسلوب حياتك، لذا استفيدي من زيارتك إلى الطبيب لتطرحي عليه الأسئلة التالية:
تاريخ العائلة الصحي:
 هل يعرّضني تاريخ عائلتي الصحّي لخطر كبير؟
ضغط الدم:
 كم يجب أن يكون معدّل ضغط الدم لديّ؟
 هل يتوجّب عليّ قياس ضغط دمي باستمرار؟
 كيف يمكنني أن أخفّف ضغطي؟
الكوليستيرول:
 هل يجب أن أفحص مستويات الكوليسترول في دمي؟
 إلامَ تشير كلّ الأرقام المذكورة في نتائج فحوصات الكوليستيرول التي أجريتها؟
  ما هي مستويات الكوليستيرول التي يجب أن أحافظ عليها؟
 ماذا يمكنني أن أفعل لتخفيف نسبة الكوليسترول في دمي؟
أسلوب الحياة:
 ما هي التغييرات التي يمكنني أن أدخلها إلى أسلوب حياتي لأتمكّن من التحكم بضغط دمي أو بمستويات الكوليسترول لديّ؟
 أيّ نوع من التغذية الصحيّة قد يساعدني على الحدّ من خطر إصابتي بمشاكل القلب؟
 ما هي أنواع النشاطات البدنية التي يمكنني ممارستها؟
 ما هي المدّة التي يمكنني خلالها ممارسة النشاط البدني؟
 ماذا يمكنني أن أفعل للحفاظ على وزن صحّي؟
 كيف يمكنني الإقلاع عن التدخين؟
الأدوية:
 هل أحتاج لتناول الأدوية؟
 هل من أعراض جانبية للأدوية التي آخذها؟
 ما هي الفترة التي يتوجب عليّ خلالها تناول الدواء؟
الفحوصات:
 لِمَ أحتاج إلى إجراء هذا الفحص؟
 كيف يتم إجراء هذا الفحص؟
 هل هو مؤلم؟
 ما هي فوائده ومضاره؟
 متى أحصل على النتائج؟
ما هي أمراض القلب؟
يستخدم مصطلح أمراض القلب عادة للدلالة على الأمراض التي تصيب القلب والأوعية الدموية. وتنتج معظم أمراض القلب عن الانسداد التدريجي للشرايين التي تغذّي القلب بالدم، وهذا ما يُعرف بتصلّب الشرايين. ويبدأ تصلّب الشرايين في سنّ مبكرة، وقد يتفاقم في منتصف العمر، إذ تتجمّع المواد الدهنية والصلبة فتشكّل لويحات على الجدار الداخلي لكلّ شريان، ما يجعله أضيق ويُضعف جريان الدم فيه. وعندما يزداد انسداد الشرايين، يقلّ تدفّق الدم إلى عضلة القلب، ما يؤدّي إلى ظهور أعراض جانبية غير مستحبة كالخناق الصدري. وقد تُسدّ في بعض الأحيان الأوعية الدموية الرئيسية بالكامل، ما يتسبّب في نوبة قلبية خطيرة.
وفي معظم الأحيان، لا تظهر أيّ أعراض بارزة أو مُنذرة بخطر الإصابة بأمراض القلب. فما من سبب واحد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، بل ثمّة عوامل عدّة قد تضاعف احتمال الإصابة بها. أمّا الأمر الإيجابي، فهو أنّك تستطيعين حماية نفسك من أمراض القلب إلى حدّ كبير، لذا، من المهم أن تتنبّهي إلى المخاطر وتتخذي الخطوات الإيجابية للحفاظ على صحّة قلبك.
الأعراض:
لا يدرك العديد من المرضى أنّهم مصابون بأمراض القلب إلى أن يعانوا من الخناق الصدري أو يصابوا بنوبة قلبية. ولكن، إن كان طبيبك يظنّ بأنّك مصابة بمرض القلب أو معرّضة له، قد يطلب منك الخضوع لمجموعة من الفحوصات ليتفقّد صحّة قلبك ويصف لك العلاج المناسب.
هل أنت عرضة للخطر؟
تُقسم العوامل المسبّبة لأمراض القلب إلى نوعين، العوامل التي تستطيعين التحكّم بها. وكلّما تواجدت هذه العوامل في حياتك، ازداد احتمال إصابتك بأمراض القلب.
ومن العوامل الخطرة التي لا يمكنك التحكّم بها:
 التقدّم في السن.
 وجود أمراض القلب في تاريخ العائلة الصحّي.
أمّا العوامل التي يمكنك السيطرة عليها فهي:
 التدخين.
 ارتفاع نسبة الكوليسترول.
 ارتفاع ضغط الدم.
 الوزن الزائد.
 مرض السكري.
 قلّة النشاط البدني.
 الاكتئاب والعزلة.
إنّ أفضل الطرق للحدّ من خطر الإصابة بأمراض القلب والتخفيف من حدّتها عند الإصابة بها هي:
 الحد من العوامل التي يمكن التحكم بها.
 تناول الأدوية وفقا لوصفة الطبيب.
وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض العوامل المسببة لأمراض القلب كارتفاع معدّل الكوليسترول أو ضغط الدم قد لا تترافق مع ظهور أيّ أعراض جانبيّة أخرى. لذا، من المهم أن تراجعي طبيبك وأن تطلعي على نتائج فحوصاتك.
العلاج:
بالرغم من أن المريض لا يشفى من أمراض القلب، إلا أن العلاجات الحديثة المذكورة أدناه، ولا سيما الخيارات الصحية المرتبطة بتغيير أسلوب الحياة، يمكنها أن تحد من خطر الإصابة بمشاكل القلب، فضلا عن أنها تخفف من ظهور بعض العوارض الجانبية، مثل الخناق الصدري، وتساهم في السيطرة عليها.
الأدوية:
تتوفر مجموعة واسعة ومتنوعة من الأدوية لمعالجة أمراض القلب وعوامل الخطر التي ترافقها، مثل ضغط الدم المرتفع وزيادة نسبة الكولستيرول في الدم. أما الأدوية الشائعة (أو فئات الأدوية) فهي على الشكل التالي:
 الأسبرين.
 الأدوية المضادة للخناق الصدري (النترات).
 مثبّطات أنزيم تحويل الأنجيوتنسين.
 حاصرات بيتا.
 أدوية الستاتين التي تخفّض نسبة الكولستيرول.
 دواء الكوبيدوغريل.
 الوارفارين.
إنّ تناول هذه العقاقير وفق وصفة الطبيب يخفّف من خطر الإصابة بأيّ مشاكل إضافية في القلب.
رأب الأوعية الدموية وزراعة دعامة أو أنبوب داخل الأوعية الدموية بعملية التمييل تهدف عملية رأب الأوعية الدموية التاجية إلى تعزيز تدفق الدم إلى القلب، ذلك أن الشريان المسدود يُوسّع من الداخل بواسطة بالون خاص عند نقطة الضيق. ويمكن إجراء هذه العملية لمعالجة الذبحة القلبية، وقد تُجرى كعملية طارئة لمحاولة إعادة تدفق الدم إلى القلب بعد الإصابة بنوبة قلبية. وبعد إجراء عملية رأب الأوعية الدموية لفتح الشريان التاجي المسدود، يوضع عادة أنبوب معدني يُعرف بالدعامة في موقع الانسداد، ويُترك في الشريان ليبقى مفتوحا.
عملية المجازة:
تقوم عملية طعم مجازة الشريان التاجي على إعادة توجيه مجرى الدم حول المنطقة الضيقة في شريان تاجي واحد أو أكثر، ما يتيح للدم بأن يجري بحريّة أكثر في عضلة القلب.
مزيل الرجفان-مُقَوِّم نَظْم القلب القابل للزرع:
بعد التعرّض لنوبة قلبية، قد يُصاب بعض المرضى باضطراب في نبضات القلب، ما يهدّد حياتهم. وفي بعض الحالات يمكن أن يُغرس جهاز صغير في الصدر ويوصل بالقلب لمعالجة اضطراب نبضات القلب الذي قد يسبب الموت عند وقوعه. ويُعرف هذه الجهاز ﺒ"مزيل الرجفان-مُقَوّم نظم القلب القابل للزرع".
النساء وأمراض القلب:
تُصاب النساء بأمراض القلب في سن أكثر تقدّما من الرجال، ذلك أنّ خطر إصابة النساء بأمراض القلب يتضاعف بشكل ملفت بعد بلوغهنّ سنّ اﻟ٤٥.
ولا يزال السبب غامضا، بالرغم ممّا يشاع عن أنّ هرمون الإستروجين النسائي يؤمّن للمرأة بعض الحماية خلال سنوات الخصوبة. ولا يشكل تناول أدوية منع الحمل أي خطر على حياة النساء المعافات، غير أنّ خطر الإصابة بأمراض القلب يتضاعف إن كانت المرأة تدخّن خلال فترة أخذها هذه الأدوية.
إعرفي نتائج فحوصاتك:
أطلبي من طبيبك فحص مستويات الكولستيرول لديك، وضغط دمك، وقياس خصرك. وننصحك بإجراء هذه الفحوصات كلّ ٣ إلى ٦ أشهر إن بدت نتائجك غير طبيعية أو إن كنت تخضعين لعلاج ما، ويمكنك إجراؤها كلّ سنة أو سنتين إن كانت نتائجك طبيعية.
كولستيرول الدم:
الكولستيرول هو عبارة عن مادة دهنية يكونها الجسم بشكل طبيعي، وهي موجودة في الدم ولها فوائد عديدة. غير أن المشاكل تبدأ عادة عندما يكون مستوى الكولستيرول مرتفعا، ذلك أنه يؤدّي إلى تكوّن لويحة داخل الوعاء الدموي.
ينقسم كولستيرول الدم إلى نوعين:
 البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، وتُعرف أيضًا بالكولستيرول الضار لأنها قد تزيد من تكتّل اللويحة في الشريان، وتؤدي بالتالي إلى تضاعف خطر الإصابة بمرض القلب التاجي.
 البروتينات الدهنية عالية الكثافة، وتعرف أيضا بالكولستيرول المفيد لأنها تساعد على حمايتك من مرض القلب التاجي ويعتقد الخبراء الطبّيون أنّ البروتينات الدهنية عالية الكثافة قد تُبعد الكولستيرول عن الشرايين وتبطئ تكتّل اللويحات فيها.
إعرفي مستويات الكولستيرول في دمك:
يكشف فحص الدم عن مستويات الكولستيرول العالية، لذا يوصى بإجراء فحص دهون الدم بانتظام (لقياس مستويات المواد الدهنية في الدم) لكل البالغين ابتداء من سنّ اﻟ٤٥ وما فوق. كما يُنصح بإجراء الفحوصات للبالغين دون سنّ اﻟ٤٥، لا سيما الذين يواجهون عوامل أخرى تهددهم بالإصابة بأمراض القلب، مثل ظهور أمراض القلب في تاريخ العائلة الصحي، أو المعاناة من ضغط الدم المرتفع، أو التدخين.
أمّا المصابين بمرض القلب التاجي أو المعرّضين للإصابة به، فيجب أن تكون مستويات الكولستيرول في دمهم على الشكل التالي:
 البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة: أقلّ من ٢٫٠ ميليمول/لتر.
 البروتينات الدهنية عالية الكثافة: أكثر من ١٫٠ ميليمول/لتر.
 التريغليسريد: أقل من ١٫٥ ميليمول/لتر.
وما من أرقام ثابتة تشير إلى مستوى عال في كولستيرول الدم، ولكن كلما انخفض مستوى الكولستيرول لديك تمتعت بصحّة أفضل. وينصح الأطباء بالمحافظة على نسبة كوليسترول دون اﻟ٥ ميليمول/لتر، ويجب أن تناقشي هذه المسألة مع طبيبك. لكن بشكل عام، من الأأفضل أن تخفّفي نسبة البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، وتزيدي من استهلاك البروتينات الدهنية عالية الكثافة. ولبلوغ هذا الهدف، قد تحتاجين إلى تغيير عاداتك الغذائية. لذا إليكِ بعض النصائح:
 خفّفي من استهلاك الدهون المشبعة والمهدرجة عبر اختيار الألبان والأجبان قليلة الدسم. واستبدلي الزبدة بالسمن النباتي، وتخلّصي من الأطراف الدهنية في اللحوم، واختاري الدهون والزيوت الصحيّة، مثل زيوت الكانولا، ودوار الشمس، وفول الصويا، والزيتون، والفستق.
 أكثري من استهلاك الخضار والفاكهة.
 تناولي الوجبات الجاهزة مثل المعجّنات، والفطائر، والبيتزا، والهامبرغر مرة واحدة في الأسبوع على الأكثر.
وقد يحتاج بعض المرضى إلى أخذ أدوية للسيطرة على مستويات الكولستيرول في دمهم. ولا ترتبط حاجة المريض إلى تناول الأدوية بارتفاع مستوى الكولستيرول في دمه فحسب، بل بالخطر الإجمالي الذي يهدّد صحّة قلبه.
ضغط الدم المرتفع:
إنّ عبارة ضغط الدم تعني ضغط الدم الموجود في الشرايين عند ضخّ القلب للدم. أمّا ضغط الدم المرتفع، فهو أحد أبرز الاضطرابات التي تصيب القلب والأوعية الدموية. وكلّما ازداد ضغط الدم، بات عمل القلب أصعب. كما أن ضغط الدم المرتفع يرهق القلب ويسرّع الإصابة بمرض القلب التاجي.
وتجدر الإشارة إلى أنّ القلب، والدماغ، والكليتين هي أعضاء تستطيع التغلّب على ضغط الدم المرتفع لفترات طويلة، لذا قد لا يدرك المصاب بضغط الدم المرتفع مرضه لسنوات طويلة. غير أنّ عدم تشخيص هذا المرض  يؤدّي إلى عواقب خطيرة.
إعرفي ضغط دمك:
يُقاس ضغط الدم عادة من خلال لفّ كيس الهواء القابل للانتفاخ حول الذراع العلوية، ويوصل الكيس بجهاز قياس ضغط الدم. وعندما يقوم الطبيب بنفخ الكيس، يرتفع الضغط ويُعصر الشريان الأساسي في الذراع، إلى أن يتوقّف الدم عن الجريان فيه. أمّا عندما يُنفّس الكيس فينخفض الضغط ببطء. خلال هذا الوقت، يُجري الطبيب قراءتين: القراءة الانقباضية التي تقيس الضغط عندما ينبض القلب ليضخّ الدم في الشريان؛ والقراءة الانبساطية التي تقيس الضغط في الشريان عندما يستريح القلب. ويتألف ضغط الدّم من رقمين، مثلا: ٨٠/١٢٠.
ومن المفضّل أن تقيسي ضغط دمك عندما تكونين مرتاحة، أي عندما تكونين جالسة أو مستلقية. واعلمي كذلك أنّه ما من ضغط دم مثالي، ولكنّ خطر الإصابة بأمراض القلب، أو السكتة الدماغية، أو أمراض الأوعية الدموية يتضاعف كلما ارتفع ضغط الدم. لذا بشكل عام، كلّما انخفض ضغط الدم، تمتع الإنسان بصحة أفضل. وإليك هذا الدليل للقياسات الصحيّة:
ضغط الدم العادي: يكون أقل من ٨٠/١٣٠ مليمتر زئبق (أيّ أنّ ضغط الدم الانقباضي يكون أقلّ من ١٣٠ وضغط الدم الانبساطي أقل من ٨٠ مليمتر زئبق).
ضغط الدم المرتفع نسبيا: بين ٨٠/١٣٠ و ٩٠/١٤٠ مليمتر زئبق.
ضغط الدم المرتفع: ٩٠/١٤٠ مليمتر زئبق أو أكثر. إن كانت نتيجة قياس ضغط الدم تبلغ ١١٠/١٨٠ مليمت زئبق أو أكثر، فهذا يعني أن المريض يعاني من ارتفاع كبير في ضغط الدم.
إن كنت تعانين من ضغط الدم المرتفع، ننصحك بالإقلاع عن التدخين، وتخفيف استهلاك الملح عبر شراء المنتجات الغذائية المصنّعة التي تتضمّن عبارة "من دون أملاح مضافة" أو "ملح أقل"، والمحافظة على وزن صحّي، وتناول المأكولات الصحيّة، وممارسة النشاط الرياضي، واتباع ارشادات الطبيب. وقد تحتاجين أيضا إلى أخذ بعض الأدوية للسيطرة على ضغط دمك المرتفع.
قياس الوزن والخصر:
قد تتأثر صحتك بوزنك وبشكل جسمك، كما أن فائض الدهون الذي يغلف أعضاءك يشكل خطرا على صحتك. هذا ما يعرف بدهون البطن العميقة، فحتى الترسبات الصغيرة من هذه الدهون تضاعف خطر إصابتك بمشاكل صحيّة خطيرة، بما فيها أمراض القلب. كما أنّ الوزن الزائد حول وسطك يشير إلى وجود ترسبّات دهنية داخلية، لذا فإنّ قياس محيط خصرك يدلّك على مدى خطر إصابتك بمرض مزمن.
إعرفي قياسات خصرك:
استنادا إلى توصيات منظّمة الصحة العالمية ومجلس الأبحاث الطبية، نقدّم لك الإرشادات التالية:
يرتفع خطر الإصابة بمرض مزمن عندما يكون قياس الخصر على الشكل التالي:
الرجال: أكثر من ٩٤ سم.
النساء: أكثر من ٨٨ سم
يكون الخطر كبيرًا عندما يكون قياس الخصر:
الرجال: أكثر من ١٢٠ سم.
النساء: أكثر من ٨٨ سم.
السكري وأمراض القلب:
إن المريض المصاب بداء السكري معرض لخطر كبير جدا للإصابة بأمراض القلب، ذلك أن دمه يحتوي على جزيئات كثيفة من البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، ما قد يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية لديه. فإن كنت مصابة بداء السكري، من المهم أن تتحكمي بحالتك الصحية عبر ممارسة النشاط البدنيـ وتناول الأطعمة الصحية، وتخفيف الوزن الزائد. ومن المهم أيضا أن تمتنعي عن التدخين، وتخففي مستويات الكولستيرول في دمك، وتسيطري على ضغط دمك، وتراجعي طبيبك بانتظام. وقد تحتاجين لتناول بعض الأدوية للتحكم بمستويات الكولستيرول وغلوكوز الدم العادية.
أمراض القلب:
الخناق الصدري:

إنّ الخناق الصدري هو عبارة عن ألم أو انزعاج في الصدر ينتج عن ضعف في تدفّق الدم إلى عضلة القلب،وذلك بسبب عطل مؤقت في جزء من عضلة القلب، بحيث لا يتمكن القلب من تلقّي الكميّة الكافية من الدم والأوكسجين. ويصاب الإنسان بالخناق الصدري عندما يتعرّض القلب لإجهاد كبير بحكم حاجته إلى كمية كبيرة من الدم والأوكسجين. وقد يحدث ذلك مثلا خلال ممارسة التمارين الرياضية، أو عند بذل أيّ مجهود، أو كردّ فعل على انفعال عاطفي. ولا يتعرّض الإنسان للخناق بشكل دائم، لأنّ تدفق الدم، وإن ضعف، يستطيع عادة أن يلبّي احتياجات القلب الطبيعية. ولا تعني الإصابة بالخناق الصدري أنّ عضلة القلب متضرّرة، إذ يختلف الأمر عن النوبة القلبية. ولا يتعرض الكثير من المرضى المصابين بخناق صدري لنوبة قلبية، ولكنّ المرضى الذين يتعرّضون للخناق الصدري بشكل متكرّر يكونون أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية.
وقد تؤثّر عدم معالجة الخناق الصدري بشكل فعّال سلبا على نمط الحياة الناشط.
الأعراض:
يشعر المريض المصاب بالخناق الصدري بأعراض عدّة، منها الألم المحكم والمطبق الذي يتراوح بين الخفيف والحاد. ويشعر المريض عادة بالخناق الصدري في وسط الصدر، ولكنّ هذا الألم قد يمتدّ إلى كتف واحدة أو إلى الكتفين معا، أو إلى الرقبة، أو الفكّ، أو نزولا باتّجاه الذراع. وقد يشعر المريض أحيانا بالألم أو الانزعاج في هذه المناطق من دون أن يُحسّ بأيّ ضيق في الصدر. ومع ذلك، قد لا يعاني كثيرون من أيّ ألم، بل من شعور مزعج أو ضيق بسيط في الصدر. ويُصاب الأشخاص بالخناق الصدري بطرق مختلفة، فقد يشعر البعض بألم في الصباح الباكر وحسب، فيما يشعر آخرون بالألم في حالة الراحة أو خلال النوم. ويعاني العديد من المرضى من هذه الأعراض خلال الطقس البارد أو بعد تناولهم وجبة دسمة.
التحكّم بالأعراض:    
إن أخذ قسط من الراحة يخفّف من حدّة الخناق الصدري. ولأنّ الراحة وحدها لا تكفي لتخفيف الخناق الصدري بشكل سريع وفعّال، غالبا ما يحتاج المريض إلى تناول دواء النترات، على شكل أقراص أو بخّاخ النيتروغليسرين (ثلاثي نترات الجليسرين). ويسكن الألم أو يخفّ الانزعاج عادة خلال بضع دقائق. وإن دامت الأعراض لمدّة ١٠ دقائق على الأقلّ وكانت حادّة أو ساءت بسرعة، يجب الاتّصال بالإسعاف على الفور.
قصور القلب:
إنّ قصور القلب هو مرض مزمن يصيب الإنسان عندما تصبح عضلة قلبه ضعيفة جدا وعاجزة عن ضخّ الدم إلى جسمه بشكل فعّال وطبيعي، ما يؤّدي إلى تجمّع السوائل في رئتيه أو أنسجة أخرى في جسمه. أمّا أسباب قصور القلب فعديدة، ومنها الإصابة بمرض القلب التاجي، أو النوبة القلبية، أو المعاناة من ضغط الدم المرتفع، أو اعتلال عضلة القلب (وهي أمراض لا تعمل عضلة القلب فيها كما يجب)، أو علّة في أحد صمّامات القلب.
ومن بين هذه الأعراض:
 قصور التنفّس.
 انتفاخ الرجلين أو الكاحلين.
 زيادة الوزن.
 التعب.
 فقدان الشهية.
 الدوار.
 خفقان القلب.
 ألم الصدر.
 السعال الناشف والمزعج.
التحكّم بالأعراض:
لمعالجة قصور القلب، يتوجّب على المريض تناول الأدوية وإجراء تعديلات على أسلوب حياته. ويمكن التغلّب على الأعراض وتخفيف إمكانية الإصابة بضرر إضافي في القلب عبر المحافظة على توازن السوائل في الجسم، وتقليل استهلاك الملح، والإقلاع عن التدخين، وممارسة النشاط البدني، والاهتمام بالوزن، وتناول الأدوية وفق وصفة الطبيب.
اضطراب نبضات القلب:
هو عبارة عن عدم انتظام في إيقاع ضربات القلب، وقد تتضمّن بعض حالات الإصابة بهذا المرض دقّات ناقصة أو دقّات إضافية لمرّة أو عدّة مرّات. ولكن هذه الحالة لا تؤثر على الصحة العامّة أو على قدرة المريض على متابعة حياته الطبيعية. ومع ذلك، يعاني البعض من اضطرابات أخرى أكثر خطرا، وفي حال لم يتمّ علاجها بسرعة، قد تؤثر على ضخّ القلب للدم، ما يؤدّي إلى الإحساس بالدوار أو الإغماء، أو إلى قصور في التنفس، أو إلى مضاعفات خطيرة أخرى.
وقد تتسبّب العيوب الأخرى في النظام الكهربائي للقلب بأنواع مختلفة من اضطرابات نبضات القلب، بما فيها:
بطء نبضات القلب:
قد يبدو بطء نبضات القلب طبيعيا عندما يرتبط بتعزيز الرشاقة البدنية، ولكنّه يصبح خطيرا عندما يعجز القلب عن ضخّ الدم الكافي الذي يحتاج إليه الجسم. وقد يتسبّب بطء خفقان القلب، في حال لم تتمّ معالجته، بحالة من التعب المفرط، أو الدوار، أو الضعف، أو الشعور بالغثيان لأنّ الدماغ لا يحصل على كمية كافية من الدم.
سرعة نبضات القلب:
قد تكون سرعة نبضات القلب طبيعية خلال ممارسة النشاط البدني، ولكنها تصبح مقلقة في بعض الحلات.
وتُعدّ سرعة نبضات القلب البطينية مرضا يعرّض حياة الإنسان للخطر ويجب أن يُعالج على أنّه حالة طبيّة طارئة. ويمكن معالجة هذه الحالة عبر إجراء تعديلات على نمط الحياة، أو تناول الأدوية، أو الخضوع لجراحة أو عملية طبّية مثل العمليات الخاصة بتركيب جهاز تنظيم ضربات القلب أو جهاز مزيل الرجفان القابل للزرع.
النوبة القلبية:
يستخدم مصطلح النوبة القلبية عندما يؤدّي تخثّر الدم إلى سدّ أحد الشرايين التاجية التي تغذّي عضلة القلب بالدم الذي تحتاج إليه بشكل مفاجئ. وغالبا ما يعاني المرضى المصابون بنوبة قلبية من أمراض القلب.
تبدأ النوبة القلبية عادة عندما تتصدّع منطقة اللويحة في الشريلنظن فتلتصق خلايا الدم وسائر أجزاء الدم على المنطقة المتضرّرة وتكوّن كتلة (تسمّى بالتجلّط أو التخثّر) وتسدّ مجرى الدم بالكامل وتمنع وصوله إلى عضلة القلب. وإن بقي الشريان مسدودا، يؤدي نقص الدم إلى إحداث ضرر مزمن في المنطقة التي يغذّيها ذلك الشريان في القلب. واعلمي أنّ الخثار أو الانسداد التاجي هما مصطلحان طبّيان يستخدمان للدلالة على هذا الانسداد المفاجئ بتجلّط الدم (خثرة) في شريان القلب.
أعراض النوبة القلبية:
عندما يصاب المريض بنوبة قلبية، يشعر بالألم والضغط والثقل والضيق في منطقة واحدة أو أكثر من الجزء العلوي من جسمه، وقد يشعر بأعراض أخرى أيضا. وبشكل عام، غالبا ما يشتكي المصابون بنوبة قلبية من عدم الراحة والشعور بالانزعاج. أمّا الشعور بالألم أو الثقل الضاغط أو الضيق، فقد يصيب المريض في:
 الصدر.
 الكتف (الكتفين).
 العنق.
 الذراع (الذراعين).
 الفك.
 الظهر
كما قد يشعر المريض ﺒ:
 الغثيان.
 الدوار.
 العرق البارد.
 قصور التنفّس.
تختلف أعراض النوبة القلبية، فلا تكون دائما حادّة أو مفاجئة. وتبدأ نوبات كثيرة ببطء، وبشعور خفيف بالألم أو الانزعاج. وقد يظهر عارض واحد لدى البعض، بينما يعاني آخرون من أعراض عدّة. وتجدر الإشارة إلى أنّ أعراض النوبة القلبية قد تكون خفيفة، فلا تتأخري من طلب المساعدة الطبّية إن شعرت بتوعّك.
ما الذي عليك فعله عند ظهور هذه الأعراض؟
إذا استمرت أيّ من هذه الأعراض لمدّة ١٠دقائق على الأقل، ازدادت حدّة مع مرور الوقت عليك التوجّه فورا إلى المستشفى. وتُعدّ سيّارة الإسعاف أفضل وسيلة للتنقّل في هذه الحالة.
لماذا عليك التوجّه فورا إلى المستشفى؟
إنّ معظم المرضى الذين يتلقّون عناية مباشرة وفورية في المستشفى يتماثلون إلى الشفاء من دون أن يعانوا من مضاعفات خطيرة. غير أنّ نوعية الحياة التي يجب أن يتبعها المريض بعد النوبة القلبية تعتمد على نسبة الضرر الذي أصاب عضلة القلب. فإن تمّ فتح الشريان المسدود بعد فترة وجيزة من النوبة القلبية، لاسيّما خلال ساعة أو ساعتين من وقوعها، تتقلّص نسبة الضرر الذي قد يصيب عضلة القلب، وبالتالي تتعزّز فرص الشفاء بنسبة كبيرة، كما أنّ عضلة القلب تزداد قوّة وعافية.
السكتة القلبية:
إنّ السبب الذي يستدعي التوجّه مباسرة إلى المستشفى هو معالجة أيّ تغيّرات قد تطرأ على إيقاع نبضات القلب، وهو ما يترافق عادة مع النوبة القلبية ويعرّض حياة المريض للخطر. أمّا مشكلة الرجفان البطيني، فتصيب الإنسان عندما تبدا عضلة القلب بالرجفان فجأة، ما يجعلها عاجزة عن ضخّ الدم لتغذية أعضاء الجسم، وهذا ما يؤدي إلى الإصابة بسكتة قلبية.
إنّ جهاز مزيل الرجفان هو عبارة عن قطعة تستخدم لمحاولة إيقاف الرجفان البطيني وإعادة القلب إلى إيقاعه الطبيعي.
وتقدّم هذه الآلة صدمة كهربائية مضبوطة أو سلسلة من الصدمات الكهربائية للقلب. ويكون هذا العلاج ناجحا عندما يتمكّن جهاز مزيل الرجفان من إعادة القلب إلى إيقاعه الطبيعي ما يتيح ضخّ الدم بشكل فعّال . ولكي يكون هذا الجهاز فعّالا، يجب أن يستخدم فورا بعد الإصابة بسكتة قلبية.
أمّا إذا أصيب المريض بسكتة قلبية ولم يتوفّر جهاز مزيل الرجفان، فيتوجّب إنعاش القلب والرئة لمحاولة إبقاء المريض على قيد الحياة إلى أن يتوفر جهاز مزيل الرجفان.
النوبة القلبية:
غالبا ما يشخّص الأطبّاء النوبة القلبية بسرعة ويعالجونها بطريقة فعّالة.
وتتمّ مراقبة إيقاع القلب بشكل مستمر خلال اليوم الأول أو اليومين التاليين للنوبة للتنبّه لأيّ مضاعفات. ومن ثمّ يُضاعف النشاط الجسدي تدريجيا، وغالبا ما يغادر المريض المستشفى بعد فترة تتراوح بين يومين أو ٧ أيّام.
ويتماثل معظم المرضى للشفاء من النوبة القلبية ولا يحتاجون إلى الجراحة. ومع ذلك، تضاعف النوبة القلبية خطر الإصابة بمشاكل في القلب، لذا، غالبا ما يصف الطبيب الأدوية التي تخفّف هذا الخطر.
لا تستخفّي بالإشارات والأعراض التالية:
يجب أن تستشيري طبيبك إن لاحظت ظهور أيّ من العلامات أو الأعراض المذكورة أعلاه:
خفقان القلب:
تدلّ سرعة خفقان القلب على نبض القلب. وقد تشعرين بأنّ قلبك يخفق بقوّة أو أنّه لا ينبض بانتظام.
وقد تشكين من خفقان القلب:
 خلال التمارين الرياضية.
 عند التعرّض لضغط نفسي.
 بعد استهلاك الكافيين أو النيكوتين.
ولا يُعدّ خفقان القلب مؤلما ولكنّه مقلق، لذا استشيري طبيبك ما إن تشعري بهذا الخفقان. وعادة، لا يكون الخفقان خطيرا، لكن عليك أن تطلبي العناية الطبية على الفور إن شعرت بألم في الصدر أو بوهن يترافق مع خفقان سريع في دقات القلب.
قصور التنفس:
قد يشير قصور التنفس غير المعتاد، خاصة نتيجة النشاطات اليومية العادية، إلى مشاكل في القلب والرئتين. وغالبا ما ينام الأشخاص المصابون بقصور القلب غير المعالج على وسادات عدّة لأنّ تنفّسهم يصبح صعبا إن هم استلقوا على ظهورهم. وقد يكون سعالهم ناشفا، ويستيقظون في الليل بسبب نوبات مفاجئة من قصور التنفّس الذي يزول بعد أن يجلسوا لبعض الوقت. وقد تشير هذه الأعراض إلى الإصابة بنوبة قلبية لذا يجب معالجتها بشكل طارئ.
ألم الساق:
قد يشير الألم المتزايد في بطة الساق عند ممارسة التمارين الرياضية، والذي يخفّ بسرعة عند الراحة، إلى انسداد الشرايين التي تغذّي الساقين بالدم. وتدلّ هذه الأعراض إلى الإصابة بالمرض الوعائي الذي يصيب الأوعية الدموية الموجودة خارج القلب والدماغ، مثل الساقين والرجلين. ويعدّ التدخين السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض.
الدوار أو الإغماء:
تظهر هذه الأعراض نتيجة أسباب عدّة، منها أمراض القلب والأوعية الدموية. ومن الطبيعي أن تشعري بالدوار والإغماء عندما تقفين فجأة، وهذا ما يعرف بانخفاض ضغط الدم المرتبط بوضعية الجسم، لكن إن كنت تعانين من الإغماء بشكل متكرّر، يجب أن تستشيري طبيبك.
الانتفاخ:
ينتج قصور القلب عن تكدّس السوائل في الرئتين وفي أنسجة أخرى من الجسم. وقد يؤدّي إلى الشعور بالتعب، وقصور التنفس، وانتفاخ الرجلين والكاحلين. ولا تظهر عادة أعراض بارزة تنذر بمرض القلب، لذا من المهم أن تتنبّهي إلى عوامل الخطر التي تهدّد صحتك.
الحياة الصحية:
يسهم تناول المأكولات الصحية، وممارسة النشاطات الرياضية، والحفاظ على وزن صحّي في الحدّ من خطر الإصابة بمشاكل في القلب، والوقاية من تفاقم المشاكل الموجودة أصلا.
الطعام الصحي:
إنّ تناول المأكولات والمشروبات الصحيّة جزء مهمّ من الاهتمام بصحّة القلب، ذلك أنّ تناول المأكولات الصحيّة واتّباع حمية غذائية متوازنة يساعدان على الحدّ من أنواع الأطعمة التي ترفع مستويات الكولسترول في الدم، وتزيد الوزن، وتضاعف خطر الإصابة بمرض القلب.
وتوصي مؤسسة The National Heart Foundation of Australia باتّباع نمط غذائي يحمي القلب ويتضمّن:
 الخضار من كلّ الألوان: بمعدّل ٥ حصص في اليوم.
 الفاكهة: بمعدّل حصّتين في اليوم.
 البازلاء الجافة، والحبوب أو العدس الجاف أو المعلّب: بمعدّل مرّتين في الأسبوع.
 اختيار الألبان والأجبان قليلة الدسم لا سيّما البدائل المغذيّة من الألبان.
 الطيور والدجاج واللحوم الخالية من الدهون.
 الأرزّ الأسمر غير المقشور، ورقائق الفطور والمعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة.
 السمن النباتي.
 الطهو بمجموعة من الزيوت الأحادية غير المشبعة والزيوت الثنائية غير المشبعة.
 تناول الوجبات الخفيفة من الكسّرات والحبوب غير المقشورة وغير المملّحة.
 تناول الأطعمة الغنية بالاوميغا ٣ وأقراص زيت السمك.
 شرب الماء باستمرار.
 تجنّب مصادر الدهون المهدرجة مثل الأطعمة المقلية في الزيت العميق، والأطعمة الجاهزة، والأطعمة التجارية المخبوزة مثل كعكة الحلوى، والمعجّنات، والفطائر، والبسكويت.
 تناول الأطعمة المصنّعة قليلة الملح أو غير المملّحة.
كوني نشيطة كل يوم:
إنّ ممارسة النشاط الرياضي باعتدال وبانتظام مفيدة لصحّة القلب، ذلك أنّها تساعد على التحكّم بعوامل الخطر، مثل ضغط الدم المرتفع والوزن الزائد. وللمزيد من الفوائد الصحية، يجب أن تمارسي نشاطا جسديا معتدلا (مثل المشي السريع) لمدّة نصف ساعة ثلاث مرات في الأسبوع، أو كلّ يوم إن أردت.
ويمكنك ممارسة النشاط نفسه على مراحل قصيرة، مثل المشي ﻟ١٠ دقائق ثلاث مرّات يوميا. وإن كنت من هواة النشاط المنتظم، فعلى الأرجح أنّك:
 ستعيشين فترة أطول.
 ستشعرين أنك مفعمة بالطاقة.
 ستكونين أقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية.
 ستتحكمين بوزنك بشكل أفضل.
 ستحافظين على مستويات صحيّة للكولستيرول في دمك.
 لن تعاني من ضغط الدّم المرتفع.
 سستتماثلين للشفاء من أيّ نوبة قلبية بشكل أفضل.
ملاحظة: من المفيد أن تطلبي نصيحة الطبيب قبل أن تبدئي بممارسة نشاط رياضي أو مضاعفة نشاطك الحالي، خاصة إن تجاوزت سن اﻟ٤٥.

توصّلي إلى الوزن الصحّي وحافظي عليه:
تختلف قياسات الأشخاص وبنية أجسامهم، فما يُعدّ وزنا صحيا لشخص ما قد لا يكون صحيا لشخص آخر، كما أنّ الإفراط في النحافة أو البدان ليس صحيّا. لذا عليك أن تجدي الوزن المثالي الخاص بك عبر استشارة الطبيب أو أخصّائية التغذية. ويجب أن تأخذي المبادرة فورا إن كان وزنك يشكّل خطرا على صحّتك، أو إن كان يؤثّر على استمتاعك بالحياة. ولتخسري الوزن الزائد، عليك اتخاذ خيارات التغذية الصحيّة وممارسة التمارين الرياضية. ولكن لا تستبقي الأمور، بل أعطي نفسك الوقت الكافي لإجراء تغييرات بسيطة على عاداتك الغذائية ومستوى نشاطك. وبهذا الشكل، قد تنجحين في تحويل هذه التغييرات البسيطة إلى عادات صحيّة تستمرّ لمدى الحياة.

أقلعي عن التدخين:
يُعدّ الإقلاع عن التدخين أهمّ مبادرة يمكنك أن تقومي بها للحدّ من خطر إصابتك بأمراض القلب. ويساعد الإقلاع عن التدخين على حماية صحّة الآخرين أيضًا، ذلك أنّ خطر إصابة الشخص غير المدخّن بمرض القلب قد يتضاعف من ٢٥ إلى ٣٠٪ إذا تعرّض للتدخين السلبي (غير المباشر عبر التعرّض لأبخرة الدخان). واعلمي أنّ الوقت لم يتأخّر لاتّخاذ هذا القرار، فهو يتطّلب التمرين والتخطيط والمساعدة تماما كأيّ خطوة جديدة تقدمين عليها. ومن الخطوات الأولى التي يمكنك اتّخاذها:
 فكّري ﺒ"متى" و "كيف" تدخّنين؟
 ضعي لائحة بالأسباب التي تدعوك للإقلاع عن التدخين.
 حدّدي تاريخ التنفيذ بعد أسبوعين أو ثلاثة من اتّخاذك قرار الإقلاع عن التدخين.
قد يبدو الإقلاع عن التدخين صعبا ولكن العديد من البرامج التي تتوفّر اليوم لمساعدتك على ذلك. لذا استشيري طبيبك ليساعدك على اختيار الطريقة المثالية لك. وإن لم تنجحي في المحاولة الأولى، حاولي مجددا، إذ غالبا ما يحتاج المدخنون إلى عدّة محاولات جديّة للإقلاع عن التدخين نهائيا.
الاكتئاب ومرض القلب:
إعلمي أنّك أكثر عرضة للإصابة بمرض القلب إن كنت تعانين من الاكتئاب أو العزلة الاجتماعية، أو إن لم يكن لديك المحيط الاجتماعي الداعم. وليس الاكتئاب مجرّد مزاج عكر أو شعور بالحزن، بل هو مرض بالفعل، ذلك أنّ المصابين بالاكتئاب يشعرون بشكل عام بالحزن أو الإحباط أو اليأس.
وفي معظم الأحيان يجد المكتئبون صعوبة في ممارسة حياتهم الطبيعية، فيمتدّ شعورهم بالاكتئاب من بضعة أسابيع إلى عدّة أشهر إن لم تتمّ معالجته. ولقد أظهرت الدراسات أنّ برامج إعادة تأهيل القلب، وممارسة النشاط الخفيف والمنتظم، مفيدان للمرضى المصابين بالاكتئاب وبأمراض القلب، لذا ناقشي الخيارات المتاحة مع طبيبك.
ملاحظة عامة:
إنّ هذه المعلومات لا تهدف إلّا إلى التعريف بأمراض القلب، ولا تغني عن استشارة الطبيب. لقد اتخذنا كل التدابير اللازمة للتأكد من أنّ المعلومات الواردة في هذا الدليل خالية من أيّ خطأ أو هفوة، غير أن الناشر والمحرر وأيّ شخص شارك في تحضير هذا الدليل الطبي لا يتحملون مسؤولية أي ضرر قد يلحق بأي شخص نتيجة تصرف فردي يقوم به باعتماد هذا الدليل. فهذه المعلومات غير كافية لاتخاذ التدابير العلاجية الفردية، لذا لا بد من استشارة الطبيب الخاص قبل البدء بأي علاج طبي.  
      
المصدر: مجلة Good Health  العربية -العدد 02- مايو 2012.


 

التعليقات (0)

اترك تعليق