أعراض جلدية لا تتجاهلها قد تخفي وراءها أمراض خطرة
هل سبق أن سألت نفسك ما إذا كان الطفح الجلدي أو ظهور بقعة ما أو شامة على جسدك قد يكونان إشارة لوجود مشكلة صحية جدية؟ الحقيقة أن الجلد ليس طبقة تغطي الجسم وحسب، بل هو عضو فعال يرتبط بشكل قوي بكل الأجهزة الموجودة فيه.
هناك أعراض هي الأكثر شيوعا بين المشكلات الجلدية، والتي قد تشير إلى وجود حالة مرضية أخرى، فما هذه الأعراض، ما الفحوص التي تجري من أجل التشخيص، وما العلاجات المناسبة لكل حالة من تلك الحالات؟
• الجروح التي لا تشفى عندما يتعرض جلد الإنسان للجرح، ويستغرق فترة طويلة لكي يشفى ويندمل، فذلك يعني أن هذا الشخص يعاني ضغطا نفسيا شديدا، وبالتالي يزداد عنده إنتاج هرمون الكورتيزول الذي يتدخل بجهاز المناعة، ويؤثر في قدرته على العمل. وهناك حالات أخرى تضعف عملية شفاء الجرح كمرض السكري الذي يجعل المرضى المصابين به أكثر عرضة للتقرحات المفتوحة التي يتم شفاؤها بشكل بطيء. لكن المهم في الأمر هنا إنه إن مضى على الجرح أكثر من أسبوعين ولم يندمل، فلا بد عندئذ من مراجعة الطبيب لمعرفة السبب وتحديد العلاج المناسب.
• احمرار الجلد إذا كان جلد المرء يحمرّ بسهولة فهذا قد يعني أنه مصاب بارتفاع ضغط الدم "القاتل الصامت"، وهذه الحالة غالبا ما تفتقر إلى أعراض واضحة، لكنها قد تسبب مشكلات صحية خطرة كمرض القلب، ومرض الكلى، والسكتة الدماغية. الطريقة الوحيدة التي تدل على إصابة الأفراد بارتفاع ضغط الدم هي عندما تحمر وجوههم بسهولة إذا ما كانوا في حالة من الغضب أو الفرح، ففي حالات نفسية معينة، ينتج الجسم مادة الادرينالين، والتي تسبب ارتفاعا في مستويات ضغط الدم، واحمرار وتوهجا في الجلد، لكن ليس بالضرورة أن كل شخص يحمر وجهه مصاب بضغط الدم المرتفع، فهذا الاحمرار والتوهج قد يكونان مجرد استجابة طبيعية لحالات عاطفية قوية، وهناك كذلك حالات أخرى قد يدل فيها الاحمرار على وضع صحي معين كالإصابة بالحمى، أو دخول المرأة في مرحلة سن اليأس.
قد يكون هناك كثير من الأشخاص مصابين بضغط الدم المرتفع ولا يدركون ذلك، ولهذا ينصح الأطباء بأن يتم قياس الضغط بين فترة وأخرى، وهذه الحالة تعالج غالبا بإجراء بعض التعديلات على النظام الغذائي كتخفيف كمية الملح المستهلكة، وتناول الغذاء الذي يحتوي على القليل من الدهون والكثير من الخضار والفواكه، وممارسة التمارين الرياضية، وأساليب الاسترخاء كاليوجا مثلا.
• الشحوب قد يدل الشحوب على الإصابة بالأنيميا أو فقر الدم الذي ينجم عن نقص في ضخ الدم إلى الجلد، أو نقص في عدد كريات الدم الحمراء. وللتأكد مما إذا كان الشخص مصابا في فقر الدم، يجري الطبيب فحصا لكريات الدم الحمراء لمعرفة ما إذا كانت نسبتها طبيعية. عادة تكون نسبة الحديد المنخفضة هي السبب الأكثر شيوعا للإصابة بفقر الدم عند السيدات في مرحلة ما قبل سن اليأس، ويكون العلاج عندئذ عبر تناول مكملات الحديد، بالإضافة طبعا إلى تناول الأطعمة الغنية بهذا المعدن الحيوي، لكن إن لم يكن ذلك ناجعا، يتم إجراء فحص لنقي العظام لمعرفة ما إن كان العظم لا ينتج كميات كافية من كريات الدم الحمراء.
على أي حال، لا يجوز أن يستهتر المرء بنفسه غن كان لديه شحوب في شفتيه، أو لسانه أو راحة يديه أو في عينيه. كذلك قد يجري الطبيب فحصا لمعرفة ما إذا كان فقر الدم ناجما عن نزف في المسالك المعدية المعوية، أو قد يطلب إجراء تخطيط لصدى القلب إن كا يشك بأن الشحوب في الجلد ربما كان نتيجة لمشكلة قلبية.
• زرقة الشفاه والاظفار إن اللون المائل إلى الزرقة يعني أن الجلد لا يحل على كمية كافية من الدم المؤكسج فالدم المشبع بالأكسجين يكون أحمر اللون، بينما الذي ينقصه الأوكسجين يكون مائلا إلى الزرقة، وقد تحدث هذه الحالة نتيجة لمرض مزمن في الرئة أو القلب. وهناك أسباب أخرى لازرقاق الجلد وتشمل: مرض ذات الرئة، الربو، أو تعرض المرء لهواء أو ماء بارد جدا، فإن ظهرت أعراض غير مفهومة واستمرت لفترة طويلة كألم في الصدر، انقطاع في النفس، سعال شديد، نقص في الوزن، وتراجع الشهية للطعام يجب مراجعة الطبيب الذي سيستفسر عن بعض الأمور وما إن كان أحد أفراد العائلة تعرض لها، وسيجري بعض التحاليل والفحوص لمعرفة سبب المشكلة.
• جفاف الجلد إذا كان الجلد مصابا بجفاف غير طبيعي، فإن ذلك قد يدل على إصابة المرء بقصور الغدة الدرقية التي تصبح عاجزة عن إنتاج الكمية المناسبة من الهرمون الخاص بها، وهذا القصور قد يجعل الجلد أكثر جفافا وعرضة للتقشر. أما البقع الكثيرة الحراشف فقد تكون نتيجة لداء الصدفية الذي يتم فيه إعادة إنتاج خلايا الجلد بسرعة فائقة مما يؤدي لتراكمها بعضها فوق بعض بشكل كبير، أما الأسباب الاخرى والأقل خطورة لجفاف الجلد فهي غسل اليدين بإفراط أو نسبة الرطوبة المتدينة في الجلد وتعرضه للشمس. يقول الأطباء إنه يمكن وضع كريم مرطب لمعالجة الجفاف، لكن إن كان الجفاف مصحوبا بالإرهاق، الحساسية الشديدة للبرد، ازدياد الزون، تشنج عضلي، تساقط في الشعر، تراكم السوائل في الجسم، عدم انتظام الدورة الشهرية، أو الإصابة بالإمساك، عندئذ لا بد من مراجعة الطبيب الذي سيجري تحليلا للدم لمعرفة مستويات هرمون الغدة الدرقية، وهذا الإجراء يكشف عن فرط نشاط أو قصور هذه الغدة، وبناء على النتيجة يتم تحديد العلاج المناسب للمريض.
• .... وميله للاصفرار عندما يصفر الجلد، فقد يدل ذلك على الإصابة بأحد أمراض الكبد كالتهاب الكبد، أو التليف الكبدي الذي تسببه المواد السامة كالكحول، فيؤثر ذلك في مقدرة وعمل الكبد في التخلص من الفضلات في الجسم، يقول الأطباء إن تراكم "الصفراء"، وهي مادة يفرزها الجسم وتختزن في المرارة، يعطي الجسم لونا أصفر، وإن كان هناك أعراض أخرى كآلام في البطن، انتفاخ في الرجلين، حكة، إرهاق، حمى، فقد الشهية، غثيان أو إقياء، فيجب مراجعة الطبيب الذي سيجري تحاليل عدة للدم للتأكد من عمل الكبد، فإذا أظهرت النتائج أن هناك خللا ما في الكبد، فسيتم إجراء فحوص إضافية للمريض، فإن تم الكشف عن التهاب في الكبد، فسيصف الطبيب الأدوية تبعا لحالة الشخص ومدى تطورها.
المصدر: مجلة كل الأسرة -العدد: 1038، 4 سبتمبر/ أيلول 2013- 28 شوال 1434
إعداد: سهاد منصور
اترك تعليق