مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

ساعدي أولادك على تناول الطعام الصحّي

ساعدي أولادك على تناول الطعام الصحّي

أظهرت دراسات مختلفة أنّ عددا قليلا فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الأربع سنوات والثلاث عشرة سنة يتناولون الحصذة الموصى بها يوميا من الخضار. وقد تريحك معرفة هذه الحقيقة، إذ ستدركين أنّك لا تواجهين هذه المشكلة بمفردك، ولكنّ هذه الدراسات تشير إلى صعوبة التحدّي الذي تواجهينه والفرص المتاحة أمامك لتنظيم عادات أولادك الغذّائية في سنّ مبكرة.
وقد لفتت الدراسات إلى أنّ الأهل هم الذين يحدّدون نظام أطفالهم الغذائيّ بشكل عام، لكنّ الأولاد يختارون أطعمتهم بأنفسهم عندما يكبرون.
لذا من الضروريّ أن تحدّدي نمطا غذائيّا صحيّا لأولادك منذ صغرهم وفقا للإرشادات التالية:
المثابرة: نوّعي أصناف الطعام

قد تلاحظين أنّ طفلك الذي كان يتناول السبانخ المطحونة، والعدس، والعديد من الأطعمة الأخرى، أصبح فجأة يتردّد في قبول أي نوع من الطعام باستثناء البطاطا؟ اعلمي أنّ هذا الأمر طبيعي لأنّ الأطفال يطوّرون شعورا طبيعيّا بالحذر من أنواع الطعام ابتداء من عمر السنتين.
ويُفضّل أن تتعاطي مع المسألة بطريقة إيجابيّة، أيّ أن تعتبري هذا الحذر أمرا طبيعيّا ناجما عن نمّو طفلك وتطوّره، ذلك أنّ الطفل في المجتمعالت البدائيّة كان ما إن يبلغ الثانية من عمره (لا سيّما في حال ولادة طفل آخر في العائلة) حتى يبدأ بالتحرّك بحريّة، فيترك الكهف ويتجوّل بحثا عن طعامه، ما يدفعه إلى توخّي الحذر تجاه بعض الأصناف.
الخطّة!
شجّعي طفلك على تجربة أنواع جديدة من الطعام حتى بعد تخطّيه مرحلى الطفولة الحذرة، لكن لا تتوقّعي أن يُنهي طعامه كلّه، إذ ينصحك الدكتور ريك كوسمان، مولّف كتاب Then What? If not Dieting بألا تشعري بالقلق إذا رفض طفلك تناول الطعام، فمن الأفضل أن تصبري وألّا تتوقّعي أن يُقبل طفلك فورا على التهام نوع جديد من الخضار، لكن احرصي على أن تقدّمي له طعاما متنوّعا وشجّعيه بهدوء على تذوّق أطعمة مختلفة، علما بأنّه يمكنك تطبيق هذه الفلسفة خارج حدود المائدة أيضا.

الصبر: حافظي على هدوئك
قد يبدو المديح وسيلة مفيدة للتعامل مع بعض الأاطفال، لكنّ بعض الأابحاث تشير إلى أنّ رشوة طفلك لتشجيعه على تناول الخضار أو المأكولات الصحيّة الأخرى غير مفيدة، فأن تعديه مثلا بإعطائه قطعة بسكويت مقابل تناوله البازيلاء، قد يؤدّي به إلى اتخاذ موقف سلبيّ من البازيلاء. لذا، يقترح عليك الباحثون من حامعة بنسلفانيا أن تقدّمي لطفلك أنواعا مختلفة من المأكولات بشكل متكرّر، وذلك لتحفيزه على اختيار أطعمته بنفسه.
الخطّة!
حاولي وضع البروكولي أمام طفلم على المائدة ١٥مرّة، فإذا رفض تناوله مرارا، تصرّفي وكأنّ هذا الأمر غير مهم وقولي له إنّك ستتناولين البروكولي بنفسك، ولا تستخدمي أسلوب الرشوة أو التهديد أو التشجيع الصريح كي لا تحثّي طفلك على الرفض الغريزي. وننصحك أيضا بألا تستخدمي الأطعمة التي يحبّها كرشوة في حالات أخرى، كأن تقولي له مثلا: "إذا أنهيت فرضك فستحصل على الحلوى"، إذ أنّ ذلك قد يحثّ طفلك على أن يصبّ كل تركيزه على الطعام. لذا استخدمي مكافآت أخرى كأن تعديه باللعب معا بعد إنهاء فرضه أو بشراء درّاجة جديدة إذا حقّق نتائج جيّدة.

الحزم: إعرفي قوّتك
قد يصعب على طفلك أن يستمتع بتناول وجبة الخضار المسلوقة إذا كان والده يتناول اللحم والبطاطا المقلية ذلك أنّ الأطفال يتعلّمون أن يحبّوا كلّ ما يستمتع به أهلهم.
الخطّة!
إحرصي على أن يجتمع أفراد عائلتك أثناء تناول الطعام ودعي طفلك يرى الجميع يأكلون الأطعمة الصحيّة بشهيّة. وكوني منتظمة في حميتك الغذائيّة ذلك أنّ عدم الالتزام بالمبادئ الغذائية الصحيّة يُفسد عادات طفلك الغذائيّة.

وجهة النظر: راقبي ردّة فعل طفلك
تصرّفي بهدوء أثناء محاولتك إقناع طفلك بتناول الخضار بدلا من الحلوى. وحاولي ألّا تصنّفي الطعام بين جيّد وسيّئ كي لا يشعر طفلك بالذنب إذا أراد تناول الشوكولاته مثلا، فقد يشكّل هذا عاملا أساسيا لربط الطعام بالمشاعر.
الخطّة!
لا تصنفي الأطعمة على أنّها جيّدة أو سيّئة، ولا تتشدّدي في الحكم على المأكولات غير الصحيّة أو تلك التي لا تحتوي على عناصر غذائيّة مهمة، وذلك لكي لا يّبدي طفلك ردّة فعل عكسيّة. ويمكنك تصنيف المأكولات على أنّها أطعمة "يوميّة" أو "ظرفيّة"، كما يمكنك وصفها بالغنيّة بالدهون أو الغنيّة بالسكّر؛ لكن المهمّ هو ألا تستخدمي العبارات العاطفيّة مثل "جيّدة" أو "سيّئة". فأنت تتناولين أحيانا بعض الأطعمة الغنيّة بالدهون أو السكّر كجزء من نمطك الغذائيّ. لذا، من المهم أن يتّبع أفراد عائلتك الفلسفة الغذائيّة نفسها.

المشاركة: أشركيهم في إعداد الوجبات
اسمحي لأطفالك بأن يشاركوا في إعداد الطعام وإن كنت ستمضين وقتا إضافيا في المطبخ حيث ستعم الفوضى، إذ يشكّل ذلك وسيلة ذلك وسيلة مهمّة لتشجيعهم على الإهتمام بالطعام الصحيّ. فقد أظهرت دراسة أجريت في جامعة كولومبيا أنّ الأطفال الذين شاركوا في حصص إعداد الأطعمة الصحيّة في المدرسة الابتدائيّة، اختاروا هذه المأكولات لتناولها خلال وجبة الغذاء.
الخطّة!
اصطحبي أطفالك لشراء مكوّنات الطهو، وأعدّي أطباقك برفقتهم إذا كان ذلك ممكنا، إذ يستطيع الأطفال الصغار تمزيق أوراق السبانخ أو تقطيع حبّات الفطر بسكين بلاستيكي ووضعها على عجينة البيتزا. وتشير اختصاصيّة التغذية جولي ماري وود إلى أنّ مفتاح تجربة الطهو الناجحة مع الأطفال هو أن تخصّصي وقتا كافيا لتنفيذ هذه المهمة.

الإقناع: حلّي النكهة
تنبعث من بعض أنواع الخضار رائحة كريحة أثناء طهوها، واعلمي أنّه إذا كان الكبار لا يتقبّلون هذه الرائحة، فمن الطبيعي أنّه إذا كان الكبار لا يتقبّلون هذه الرائحة، فمن الطبيعي أن يرفضها الصغار أيضا.
الخطّة!
حاولي إضافة القليل من العسل إلى الخضار الساخنة، على أن تقلّلي كميّة العسل تدريجيا حين يبدأ طفلك بالتعرّف إلى طعم الخضار. وفي البداية اسمحي له بتناول الكاتشاب مع طعامه ثمّ قلّلي الكميّة تدريجيا. أمّا إذا كنت تواجهين صعوبة في إطعامه الخضار، فاعتمدي الحيلة وأضيفي بعضا منها إلى طبقه المضل، إذ يمكنك مثلا أن تصنعي له كعكة الخضار (أضيفي كوبا ونصف الكوب من الخضار إلى مزيج كعكة الشوكولاته)، أو فطائر اليقطين، أو كعكة الكوسى.

الخضار والمراهقون: كيف تشجعين أولادك المراهقين على تناول المزيد من الخضار؟
أظهرت دراسة أميركيّة أنّك إذا أقنعت أولادك المراهقين بأنّهم مانوا يحبّون نوعا من الخضار في صغرهم، فسيتناولون هذا النوع بكميات أكبر. وقد سأل الباحثون طلّاب المدارس عن المأكولات التي كانوا يحبّون تناولها في صغرهم، قبل أن يطلبوا منهم قراءة لائحة الطعام وطلب وجبة افتراضيّة. وبعد أسبوع، استدعى الباحثون الطلاب لإعلامهم بالنتائج التي أظهرت أنّ نصفهم اختاروا الهليون كطعام أحبّوه في صغرهم، بالرغم من أنّ ذلك غير صحيح. وقد جعلتهم هذه الذكرى الخاطئة يعتبرون الهليون طعاما مفضلا لديهم ويطلبونه كوجبة افتراضية.

المصدر: مجلة Good Health  العربية- العدد 07- أكتوبر 2012.

التعليقات (0)

اترك تعليق