مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الشيخ شعبان: الغرب حول المرأة من قيمة إنسانية إلى سلعة اقتصادية

الشيخ شعبان: الغرب حول المرأة من قيمة إنسانية إلى سلعة اقتصادية

اليوم فقد حول الغرب المرأة من قيمة إنسانية إلى وسيلة ترويج اقتصادية مادية أخلاقية وغير أخلاقية وكانت ردة فعل البعض بسجن المرأة وسلبها دورها الشرعي في الدعوة والتربية.
إنما النساء شقائق الرجال، بهذا الحديث الشريف المنقول عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه بدأ الشيخ بلال شعبان الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي محاضرته حول مكانة المرأة في الإسلام خلال تلبيته لدعوة من اللجنة الاجتماعية في الحركة لمناسبة الهجرة النبوية الشريفة.
وقد تحدث فضيلته عن مكانة المرأة في الدين الحنيف حيث اعتبرها الشارع نصف المجتمع وقد قيل ” إنما النساء شقائق الرجال” وعلاوة على ذلك فهي تربي النصف الثاني منه فالمرأة هي محضن الفتيان ومصنع الرجال.
وعلاوة على ذلك فهي شريك فعلي في مشروع الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على قدم المساواة مع الرجل بنص القرآن الكريم «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُؤمِنُونَ بِاللهِ».
وقد ضربت الأمثلة في الكثير من النساء ودورهن الرائد في تاريخ الدعوة.
- فآسيا زوجة فرعون مثلا للذين آمنوا.
- وسيدتنا هاجر رضي الله عنها أم اسماعيل عليه السلام عنوان للتسليم والالتزام بأمر الله حيث قالت لزوجها لسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام يوم تركها وحيدة مع وليدها بواد غير ذي زرع: "آالله أمرك بذلك!!؟؟ قال نعم قالت إذن لن يضيعنا الله، وسعت بين الصفا والمروة طلبا للرزق ونحن اليوم وبعد آلاف السنين في حجنا وعمرتنا نسعى حيث سعت امرأة وهي أمنا هاجر عليها الصلاة والسلام وهي قدوتنا يقتدي بها المسلمون على مر العصور والأزمان، فهل يتعلم شبابنا القاعد المتقاعس اليوم بحجة البطالة والعطالة، فلو تعلموا من هاجر معنى السعي لما قعدوا ولو اقتدوا بها لما سكنوا وفتروا.
- وأمنا خديجة رضي الله عنها هي مثال في احتضان الدعوة والتخفيف عن صاحب الرسالة(ص) وقد عبر عن ذلك عليه الصلاة والسلام حين سئل عن شدة حبه لها حتى بعد وفاتها فقال: "لقد آمَنَتْ بِي حِينَ كَفَرَ بِيَ النَّاسُ، وَآوَتْنِي إِذْ رَفَضَنِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَرُزِقَتْ مِنِّي الْوَلَدَ إِذْ حُرِمْتُمُوهُ مِنِّي". قَالَتْ: فَغَدَا وَرَاحَ بِهَا عَلَيَّ شَهْرًا"
وسيدتنا وابنة سيدنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ودورها في تخفيف الأذى عن أبيها في مطلع دعوته”.
إلى ما لا يمكن إحصاؤه أو حصره من الأمثلة، كل ذلك يؤكد الشراكة الفعلية للمرأة في مشروع الحياة سواء بسواء مع الرجل، لذلك أحب الرسول المرأة وأمر بإكرامها فقال: "أكرموا النساء فما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم وفي زيادة للحديث وأحب أن أكون كريما مغلوبا على أن أكون لئيما غالبا ".
وأحبها النبي(ص) فقال: "حبب إلي من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة".
وأضاف فضيلته "كثير من الشباب المسلم وغير المسلم يحاول أن يفهم الحديث على طريقته أو ربما يحاول جاحدا أن يغمز من قناة رسول الله(ص) ويحمل هذا الحديث على المحمل الشهواني أو الغرائزي، صحيح أن المرأة هي الخطيبة والمحبوبة والزوجة ولكنها أيضا الجدة والأم والعمة والخالة والابنة والحفيدة فقد أحبهن رسول الله كلهن ولم يقتصر حبه على الصنف الأول منهن مع أنه حلال ومباح وهذا التفسير الأرحب هو أصدق تفسير لمحبته للنساء صلوات ربي وسلامه عليه.
أما اليوم فقد حول الغرب المرأة من قيمة إنسانية إلى وسيلة ترويج اقتصادية مادية أخلاقية وغير أخلاقية وكانت ردة فعل البعض بسجن المرأة وسلبها دورها الشرعي في الدعوة والتربية وتحولت مجتمعاتنا في الغالب الأعم إلى مجتمعات ذكورية ليس فيها نفحة الحب والتقدير المحمدية للمرأة ودورها في المجتمع، [...]
وتابع فضيلته أمتنا بحاجة إلى ثقافة الحب، الحب الحقيقي، محبة الله ومحبة رسوله ومحبة الناس، وليست تلك المحبة الغرائزية، وإنما محبة الخير لهم والهداية لهم والعطف عليهم، محبة نمسح بها رأس اليتيم ونكفكف دمعة المسكين ونواسي بها الأرملة.
[...]

المصدر: وكالة أنباء التقريب.

التعليقات (0)

اترك تعليق