مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

جامعيات قطيفيات: الشهادة الجامعية تُجبرنا على تحمل ضرائب الغربة

حب التعلم والطموح والوظيفة هي ما تجبر الفتاة القطيفية على إكمال دراستها الجامعية في أكحل الظروف، فهي مستعدة لتحمل جميع ا

حب التعلم والطموح والوظيفة هي ما تجبر الفتاة القطيفية على إكمال دراستها الجامعية في أكحل الظروف، فهي مستعدة لتحمل جميع الصعاب بما فيها الاغتراب عن العائلة والمجتمع الذي اعتادت العيش فيه لأجل الشهادة الجامعية فشهادة في اليد خيرا مما على الشجرة.
خصوصاً وأن القطيف لا تملك أي جامعة حكومية أو كلية غير كلية المجتمع التي تعتذر كثير من الطالبات عن الدراسة فيها، لقلة تخصصاتها التي لا تزيد عن اثنين في ظل عدم وجود مكافأة جامعية تدعم الطالبة..
وفي محاولة للمس هموم الطالبة المغتربة أجرت شبكة التوافق الإخبارية لقاء مع عدد من الطالبات الجامعيات اللاتي عايشن هموم الغربة ومصاعبها في سبيل الشهادة..
(م . ف ) تعرض تجربتها المريرة من خلال شبكة التوافق الإخبارية في الغربة والتي كانت لمدة سنة  واحدة وفقط، ولكنها بمثابة 10 أعوام بعيدا عن الأهل كما تقول: " كانت رغبة التربية الخاصة هي الأولى بالنسبة لي وحينما سجلت في جامعة الدمام لم يكن هذا التخصص ضمن كلياتها بل كانت تخصصات عادية لا تضمن لك وظيفة مستقبلية، فوضعت من ضمن رغباتي حفر الباطن لأدرس ما أضمن به العيش الكريم والفاجعة كانت أن التخصص لم يكن هنالك حتى تم افتتاحه هذا العام".
وتتابع سرد حكايتها: " كانت المشوار من القطيف للحفر مهلكا للغاية فخمس ساعات ليست بالقليلة أبدا، وكانت مصاريف السكن والنقل ذات تكلفة عالية فقد كنت أدفع شهريا 500 ريال للمواصلات و250 ريال للتنقل بين السكن والجامعة و400 ريال للسكن بخلاف الكتب والملابس والأكل .. فكان نتاج المبلغ خياليا ولم أتمكن من دفعه في أول ثلاثة أشهر والتي تكون عادة دون مكافئات لولا مساعدة عمي ومن حولي لتشجيعي على مواصلة الدراسة هناك".
وتضيف: "الحمد لله تم قبول نقلي لكلية التربية بالجبيل والتي تحمل تخصصات جيدة مقارنة بما هو أقرب منها، وبرغم أن الجبيل أيضا تحتاج وقت وتعب للوصول لها إلا أنها تهون أمام الخمس ساعات في السيارة، والخمسة أيام بدون أهلي وأحبتي".
مصاريف بالجملة
أما زهراء هاشم طالبة الطب في جامعة الملك فيصل في الأحساء فتشتكي من هول المصاريف الجامعية وفي حديثها للشبكة قالت: "أدفع قرابة 3500 ثمنا للسكن فقط في أقل مستوى ممكن وإن كنت أريد غرفة خاصة فقد تكلفني قرابة 8000 على الأقل، الكتب تحتاج مني مبالغ كثيرة قد تؤديها المكافأة والتي تبلغ 990 ريال فعشرة تذهب لصندوق الطلاب الجامعي و40 تظل في البطاقة نظرا لعدم إمكانية سحبها حتى موعد المكافأة القادم، بالرغم من أن بعض الكتب تبلغ قيمتها 1000 ريال وقد امتنعت عن شرائها وقمت بطباعتها من بعض الطالبات بخلاف تكلفة الغذاء، ولولا أن والدي يساعدني في ذلك لما أكملت، ولا أتخيل حال أب له أكثر من فتاة تدرس في الغربة فالمصاريف ستقصم ظهره".
وتتابع زهراء: "في كل ليلة سبت تودعني أمي بقولها: "كيف تذهبين وتتركينني وحيدة" فأشعر بالضيق الشديد ويبدأ شعور التقصير تجاهها، أما عن التحويل فبودي الدراسة في الدمام كونها أقرب ولكن أمر التحويل صعب جداً، فقد تنتظر الطالبة عدة شهور حتى تكتمل أوراق النقل وهو أمر مخيف نوعا ما فقد عايشت قصة لطالبة كانت تدرس معنا حاولت النقل للدمام وفي الوقت الذي أكدت فيه جامعة الملك فيصل نقلها للدمام وموافقتهم على ذلك سحبت ملفها متجهة للدمام ودرست لمدة ثلاثة أسابيع وإذا بعميدة الكلية تنفي موافقتها على النقل لتظل معلقة فلا فيصل تقبلها بعد سحب الملف ولا الدمام قبلتها ، ومن المستحيل أن أضع نفسي في موقف كهذا".
الغربة تقتل أغلى المشاعر
فاطمة حسين طالبة اللغة الإنجليزية في جامعة الملك فيصل  تعيش للتو تجربة الأمومة بطفلتها الصغيرة، و كانت كما تقول والدتها للتوافق تكتئب كل جمعة ولا تشتهي الأكل وتذرف الدموع وقت الوداع واليوم هي أم وستكون الغربة أصعب.
 تحدثت التوافق مع فاطمة حول شعور الغربة فقالت: "هذه السنة ستكون الغربة أصعب فأنا لا أستطيع أخذ طفلتي معي هناك فلا أعرف أحدا أتركها عنده ولا ائتمن عليها إلا عند والدتي لذا سأتركها هنا منذ الأسبوع القادم وأتوقع أن أبكي أثناء توديعها".
وتتابع: "سأحاول النزول للقطيف في أقرب فرصة بالقطار لأتمكن من الجلوس معها أكثر ولأتمكن من إرضاعها طبيعياً [...] مع أنني أفكر في تأجيل الدراسة ولكنني أخاف تأجيلها فأتركها لجمال ما سأعيشه من أوقات مع عائلتي فكم من مناسبات عائلية مبهجة لم أستطع المشاركة بها وسط الدراسة،..الغربة بالفعل شنيعة".
ظروف صعبة جدا
سكينة محمد عانت أصعب الظروف أثناء دراستها بالرياض -تخصص جغرافيا- قبل سنتين حيث أنها نزفت وهي حامل لأكثر من 5 ساعات بدون تلقي أي علاج لأسباب عديدة.
 تروي قصتها للتوافق بقولها: "كان الانتقال الأسبوعي من وإلى الرياض هو السبب الرئيسي لحدوث النزيف، حيث بدأ في وقت متأخر من الليل في سكن الطالبات حيث أعيش ولمجرد مغادرتنا من السكن إلى المستشفى مرت ساعة كاملة على النزيف في الوقت الذي كان يجهز فيه البواب ومشرفة السكن، قصدنا أحد المستشفيات الخاصة ولكن الفاجعة أنهم لم يوافقوا على استقبال الحالة على أساس أن ولي أمري ليس معي، في الوقت الذي ظللنا نحاول فيه اقناعهم بالعلاج ردوا بالنهاية أن ليست لديهم دكتورة نساء وولادة مناوبة".
وتتابع سكينة سرد الحكاية: "قصدنا مستشفى آخر خاص والقصد من ذهابنا للمستشفيات الخاصة هو تفادي ما قد يحدث في الحكومية من سين وجيم وما كنا نخافه وقعنا فيه في الخاص، حيث أن موظف الاستقبال في المستشفى أراد أن يبلغ الهيئة بوجود الحالة في احتمالية أن أكون غير متزوجة وأحاول إسقاط الجنين، تبرع سواق المجمع بأن يكون المسئول دون فائدة حتى اتصلت إحدى الطالبات بأخيها الساكن بالرياض وقدم للمستشفى هو وزوجته تاركين أطفالهم في المنزل وقام باستدعاء الطبيبة بمبلغ 1000 ريال لأن زوجي ليس معي في حين أن المبلغ الحقيقي هو 500 ريال وحينما أراد توقيع أوراق الدخول رفضت إدارة المستشفى توقيعه بحكم أن لا صلة قرابة بينه وبيني مما اضطر الطالبات للاتصال بزوجي في القطيف الذي تدارك الموضوع مباشرة وأتصل بأخيه الذي قصد الرياض مؤخرا لدراسة الماجستير فأتى مسرعا للمستشفى لإكمال الإجراءات فخرجوا لنا بقضية جديدة وهي أنه لابد من بطاقة العائلة للتأكد من أن حماي هو بالفعل كذلك، وحينما بحثنا عن البطاقة ساء الوضع جدا فلم نجدها".
وتكمل المعاناة: "دار شجار حاد بين موظف الاستقبال وحماي الذي كان يردد له كما تردد لمسامعي أن صحة المريض أولى من كل الإجراءات الرسمية وأنه عارف بذلك كونه موظف في الصحة دون جدوى، في نفس الوقت هرع زوجي لأقرب فاكس لإرسال بطاقة العائلة لي ليتم أخيرا معالجتي وحين خروجي من المستشفى بعد يومين  لم أعط تقريراً أو إجازة مرضية، وعلى أساسه منعت من إعادة الاختبار النهائي الذي فاتني في اليومين الماضيين، فحملت المادة ودرست مستوى دراسي أخير لأجلها فقط".

المصدر: موقع شبكة التوافق الإخبارية.

التعليقات (0)

اترك تعليق