مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

لأول مرة باحثة تحصل على دكتوراة بجامعة الأزهر فى رسالة عن ثائرة إيرانية

لأول مرة باحثة تحصل على دكتوراة بجامعة الأزهر فى رسالة عن ثائرة إيرانية

حصلت الباحثة رقية الشبراوى إبراهيم المدرس المساعد بشعبة اللغات الشرقية بالقسم الفارسي بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر على درجة الدكتوراه في رسالة هي الأولى من نوعها عن إحدى الشاعرات الثائرات بإيران، حيث قررت لجنة الحكم والمناقشة التي تكونت من الدكتور عبد العزيز مصطفى بقوش أستاذ اللغة الفارسية وآدابها بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة والدكتورة آمال على حسن سلامة أستاذ اللغة الفارسية وآدابها بالكلية والدكتورة زكية الشربينى أستاذ اللغة الفارسية وآدابها بالكلية والدكتورة آمال حمزة عبد الله أستاذ اللغة الفارسية وآدابها المساعد بالكلية منح الباحثة درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى وقالت إن الرسالة وما بها من محتوى علمي تعتبر إضافة جديدة في مجال اللغة الفارسية وآدابها حيث تناولت بالبحث والتحليل والترجمة  أعمال شاعرة ثائرة بحق رائدة من رواد الشعر النسائي الإيراني، وعلم من الأعلام على طريق الحرية والاستقلال وشاعرة مؤمنة من الطراز الأول، من الشاعرات المؤمنات العارفة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وقد انتهجت الطالبة المنهج العلمي السليم فى كتابة الرسائل العلمية.
وقد أشارت الباحثة في دراستها العلمية عن -شعر الشاعرة الإيرانية طاهرة صفار زاده- لنيل درجة الدكتوراه إلى أن المسرح الشعري في إيران شهد عدداٍ من الشاعرات الثائرات اللائي لمع نجمهن على الساحة الأدبية سواء كان قبل الثورة الإسلامية أو بعدها، وأبدعن بعطائهن الوفير، من خلال قوالب مختلفة، وموضوعات شتى.  وأوضحت أن اختيارها للبحث يرجع إلى التعرف على فكر ورؤى المرأة الإيرانية، خاصة بعد الثورة الإسلامية وكذلك توضيح دور المرأة الإيرانية في الحياة الثقافيـــــة والاجتماعيـــة والسياسيـــــــة، والذي لا يقل في حمل لواء البسالة والشجاعة والإصلاح عن دور الرجل، ولكنهما يعمــــــــلان سوياً للنهوض بالمجتمع وتقدمه. وتوصلت الباحثة في بحثها أن نشأة طاهرة في أسرة ذات علم ودين كان لها أثر بالغ في تكوينها الثقافي والفكري، وباعتبارها واحدة من جيل الثورة، ومن المؤيدين لها فقد ركزت في أعمالها علــــى التغيير والإصلاح مستلهمة من الدين قيمه وأفكاره. وكان الشعر إحدى وسائلها لتعميق هــــــذا الاتجاه.
وكشفت الدراسة قدرة الشاعرة في تصوير العديد مما كان يموج في عصرها من وقائع وأحداث على كافة المستويات[السياسية– والاجتماعية– والثقافية والفكرية] وذلك وفقاً لرؤيتها لتلك الأحـــداث التي التزمت الشاعرة فيها بالمصداقية والواقعية، الأمر الذي لفت إليها الأنظار وتبين على نطاق المضامين السياسية أنها وفقت –إلى حد بعيد– في تصوير ما تعرض له وطنها من معاناة وبخاصة مما آلت إليه البلاد نتيجة للاستعمار والنتائـــج الوخيمة التي تترتب على وجوده مــن دمار وهــــلاك واستنفاذ للثروات، لـــــذا كانت صيحات الشاعرة ودعوتها لضرورة مجابهــــة كل يـــــد تحاول أن تعبث بالوطن ومقدراته، وتستولي على خيراته حتى لو وصل الأمر للتضحية والاستشهاد فى سبيله! كما تبين من خلال البحث أن الشاعرة لم تكن بمعزل عن الظواهر الواضحة في شعر الثورة، التي اعتنق مبادئها الكثيرون، وبخاصة تلك التي ترتكز على معركة كربلاء، وثقافة عاشوراء واستدعـــــاء روحها.
أما ما يتعلق بالموضوعات الاجتماعية فقد بدت براعة الشاعرة في تصوير غربة الإنسان عــن نفسه وإن تواجد في مجتمعه من خلال المآسي، وقسوة الحياة التي يحياها الفرد في ظل سلطان القهر، والجهل، والظلم، وعلاوة على هذا فقد كشفت النقاب عما ساد المجتمع الإيراني من رذائل من قبيل [الرشوة– والمحسوبيات] ولهذا فقد قامت طاهرة بدور الناصح والكاشف حتى يقوّم الإنسان من مساره، أيضاً حازت قضية العلم والتعلم على قدرٍ من الاهتمام والعناية لدى طاهرة، فقد حثت ولفتت الأنظار إلى ضرورتــــه، موضحة مدى أهمية العلم التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع. إلى غير ذلك من الموضوعات التي أشارت الشاعرة إليها.
وأوضحت الباحثة أن طاهرة صفار زاده أسست مركزاً اسمه (كانون فرهنـگى ونهضت اسلامى أي المركز الثقافي للنهضة الإسلامية بدعمٍ من الكتاب الإسلاميين المعروفين مع بداية الحركة الإسلامية، كما تعهدت العديد من هواة الفن في مجالات عدة، منها: (الرسم، والتصوير، والخط والشعر، والقصة، والمسرح...وغيرها)، وقد أصبح هؤلاء فيما بعد مسئولين ثقافيين في الجمهورية الإسلامية.
واختيرت بعد انتصار الثورة الإسلامية عميــدةً لكلية الآداب في جامعة الشهيد بهشتي، ثم رئيسة لنفس الجامعة، وقد قدمت خلال هذه المدة مشروع (طرح باز آموزى دبيران أي خطة تدريب المعلمين).
 
المصدر: صحيفة يوزر سيف.

التعليقات (0)

اترك تعليق