
إعادة التدوير المنزلي لبقايا الأقمشة والملابس القديمة
هي خطوة في تكريس علم بيئة "منزلي" جديد. يحاول إعادة اللحمة "التصالحية" بين الإنسان و"أشيائه". ويسعى إلى التعامل مع البقايا/المخلفات المنزلية عموما، وبقايا الأقمشة خصوصا، باعتبارها موردا نافعا تتم الاستفادة منه، وإبداع الحلول لاستثماره، وإعادة تدويره Recycling، وليس عبئا منزليا وبيئيا ثقيلا. ذلك لكونها تشغل حيزا من مستودعات المنزل، فضلا عن أن التخلص منها عبر "إحراقها"، يضيف تلوثا آخر إلى ملوثات الجو.
إن ارتفاع القيمة الاقتصادية لبقايا الأقمشة والملابس لا يحدث إلا إذا تم تصنيفها جيدًا. أقمشة التنجيد والستائر بجميع أنواعها، يمكن أن تتم إعادة تدويرها لصنع:
- أغطية لسلاسل الغسيل، ولبعض الأدوات في دورات المياه، أو لسلة المهملات، أو لعلب المناديل الورقية، مع إضافة بعض القطع الجمالية كالورد أو الخرزولتوضع بشكل جمالي في أي ركن مناسب في المنزل.
- غطاء لكرسي قديم في المكتب أو المطبخ.
- عمل وسائد صغيرة توزع على الأثاث أو تجمع في ركن أو زاوية فارغة.
- مفارش صغيرة ويتم تزيينها بالدانتيل والكلف المناسبة أو الخرز.
- ألعاب ودمى الحيوانات أو كرات صغيرة للأطفال، يتم حشوها بقطع من القماش أو اللباد، وتخاط.
- ورد أو قلوب صغيرة ملونة بألوان زاهية، بعد حشوها وتزيينها بشرائط من الساتان، ويتم تجميل الغرف وبخاصة غرف الأطفال.
- ستارة صغيرة توضع فوق لوحة قديمة فتعطي لمسة فنية جديدة، وديكورا مختلفا.
- قفازات لإمساك الأواني الساخنة في المطبخ.
أما الأقمشة الأخرى كقماش الأورجنزا فيمكن إعادة تدويره لصنع أكياس للورد المجفف، أو لعمل صرة للحلوى المقدمة في المناسبات أو كهدايا.
عمل مفارش للطاولات، ويمكن أن تزيني به، مع بعض الخرز والكلف الصغيرة، فتكون قطعة جميلة لتغطية براد الشاي.
من قماش الشيفون يمكن عمل أربطة منوعة للشعر/ مناديل/ شالات منوعة وبالتطريز تصبح أجمل.. وتستثمر بقايا أقمشة الساتان في عمل أغطية لسلاسل قديمة أو للورد المجفف، أو في عمل محفظة صغيرة لأدوات الزينة. وبالرسم أو الطباعة على بقايا الأقمشة الحريرية تتحول إلى قطع فنية ذات قيمة جمالية. كما يمكن صنع حقيبة صغيرة مطرزة تصلح للمناسبات المختلفة.
كما تستخدم بقايا الأقمشة خاصة القطع القطنية، في صناعة كوافيل الأطفال الرضع، فضلا عن أن قطع القماش التي يكون حجمها كبيرا تستخدم في كتابة اللافتات الإعلانية التي ترغب في وضعها الشركات والمحال التجارية.
ومن هذه الأقمشة وغيرها يمكن صنع حقائب وشنط للأولاد، واكسسوارات للشعر والملابس، ومفارش، ومزهريات جميلة، وزهور صناعية تصنع (من الساتان والحرير والأورجنزا الخ). كما يعاد تدوير وتشكيل الشراشف القديمة (النظيفة الزاهية الألوان) لصنع مفرش أو لحاف للطفل. كما تستخدم قطع القماش في عمل مناشف لتنظيف الماكينات، أو مسح الأيادي، وكذا في مراكز تشحيم وغسل السيارات. أما مخلفات النسيج فتستخدم في عمل حشو للأغطية المستخدمة في موسم الشتاء.
الملابس غير المستعملة:
في بعض البلدان يعتبر معدل استعمال قطعة من الكساء بنحو ثلاث سنوات، فالأزياء في تبدل دائم، وهذا ما يدفع الناس لشراء ما هو جديد، من جانب آخر يكبر الأأطفال وتضيق بهم ثيابهم بشكل سريع. لكن يمكن إصلاح الثياب أو تعديل شكلها، كما كانت العادة في الماضي، ليعاد استعمالها، بدلا من رميها واستبدالها بملابس جديدة. والملابس غير المستعملة، يمكن إعطاؤها للغير، أو للجمعيات والأسواق الخيرية/ مراكز لتجميع المعونات الكسائية لمناطق الكوارث، أو تباع للمتاجر/ المصانع التي تتجر في هذه الثياب المستعملة، أو التي يعاد تصنيعها واستخراج الألياف (النباتية، الصناعية، الحيوانية/ الصوف/ الجلد/ المطاط...الخ) الداخلية في صناعتها. أما ما بقي من ملابس فيمكن قص ما بها من رسوم وتطريز فني، وتثبيته كإضافات جمالية جديدة على ملابس/ فستان/ حقيبة/ أو أشياء أخرى. مع تثبيت أطرافها جيدا بغرزة الحشو. كذلك نزع الأزرار والحلقات والأشرطة وإعادة استعمالها.[...]
في الختام: ثمة حاجة إلى ترشيد الاستهلاك، وعدم التأثر بالإعلانات التسويقية التي تستحدث رغبات غير ضرورية لزيادة المبيعات، واستمرار دوران ماكينات الإنتاج الرأسمالي المتعاظم. كما أنه من الضروري تفعيل مظاهر "التكافل الاجتماعي" عبر تصريف "العفو" وما زاد على الحاجة، الفردية والأسرية والمجتمعية، من ملابس وأقمشة وعاديات...إلخ لمن هم في حاجة ماسة إليها. وينبغي عمل أقسام للتأهيل على تصنيف وفرز الأقمشة حسب الأنواع والأحجام، مع العمل المستمر على تطوير وتحسين مواد خام صناعية جديدة للأقمشة توفر شروطًا صحية وبيئية واقتصادية...التحدي الصناعي والتقني المستمر.
صفوة القول: لقد تبدل الوضع البشري، ليصبح الهم الأكبر هو حماية البيئة من الإنسان وتغول نشاطاته المختلفة، وسلوكياته عليها. فمع الطفرات الاقتصادية والإنتاجية، وتنوع وتعقَّد المواد الخام الصناعية، وتزايد الأنماط والمعدلات الاستهلاكية تنوعت وتضخمت وتراكمت المخلفات المنزلية ومنها الأقمشة، ما أفرز متاعب متنوعة. فضلًا عن العبء الثقيل على البيئة، فهي لم تعد قادرة على تحمل/تحليل هذه المخالفات، فضلًا عن أنها تنوء بارتفاع أنواع ومعدلات الملوثات. ولقد بات من الضرورة الوقائية والاقتصادية تجنب تلك المخلفات أصلًا، فاستغلالها إن نتجت، فمعالجتها إن بقيت.
المصدر: البيت العربي العدد(٢٤)-ملحق مجلة العربي-العدد٦٦٠- نوفمبر ٢٠١٣م.
د. ناصر أحمد سنه-مصر.
اترك تعليق