مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

هل تؤثر الحياة العصرية على صحّتك؟

هل تؤثر الحياة العصرية على صحّتك؟

قد يكون نمط الحياة في القرن الحادي والعشرين مريحا، لكن هل يهدّد صحّتك النفسية والجسدية؟
الإدمان على الهاتف الجوّال:
* قد يصعب عليك الابتعاد عن هاتفك ولو للحظة

كم مرّة تتفقدين فيها هاتفك في اليوم؟ هل تشعرين بالضياع من دونه؟ نوكّد لك أنّك لست الوحيدة، إذ تعمّقت ديانا جيمس من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا في مشكلة الإدمان على استخدام الهاتف الجوّال لسنوات عدّة وتوصّلت إلى نتيجة مفادها أنّه بالرغم من اعتمادك على هاتفك الجوّال، إلّا أنّ التواصل الدائم يرهقك. وهي تسمّى هذه الظاهرة بالقيد العاطفي، لأنّك مقيّدة بهاتفك ومقيّدة بالتكنولوجيا، ما يستنزفك عاطفيًّا وجسديًّا.
وقد أظهرت الدراسة أنّ مستخدمي الهواتف الجوّالة عانوا من آثار سلبية عدّة بدءًا بانخفاض الانتاجية وصولًا إلى الحرمان من النوم. وبالرغم من أن الحكم النهائي بشأن ما إذا كانت الهواتف الجوّالة تسبّب ورمًا دماغيًا خبيثًا أم لا لم يصدر بعد، إلّا أنّ بعض الباحثين يصرّون على أنّ الأطفال هم الأكثر عرضة لهذه المخاطر.
خفّفي من الخطر...
نظّمي طريقة استخدامك للهاتف الجوّال، وضعي قاعدة تقضي بإغلاق هاتفك في ساعة معيّنة كلّ ليلة، لتجبري نفسك على الاسترخاء، بدلا من أن يكون دماغك دائم الاستجابة وذلك بحسب عالمة النفس جاكي مانينغ. واعمدي إلى إغلاق هاتفك الجوّال أو تفقّده مرّة أو مرّتين فقط خلال عطلة نهاية الأسبوع، حتّى يصبح التخفيف من استعمال الهاتف سهلا عليك.
مشغّل الموسيقى:
إن كنت تستمعين باستمرار إلى الموسيقى العالية على جهاز تشغيل الموسيقى الخاص بك فإنّك قد تؤذين سمعك بحسب الدكتور بيتر فريدلند، الأخصائي في شؤون السمع. ويوضح فريدلاند أنّ الصوت يُقاس بوحدات الديسيبل، ففي حين تساوي قوّة الهمس ٣٠ ديسيبلًا، وتهادل قوّة الكلام العادي ٥٠ إلى ٦٠ ديسيبلًا، يصبح أي صوت تتخطّى حدّته اﻟ٨٠ إلى ٨٥ ديسيبلًا مضرًّا...
واعلمي أنّه لدى استماعك إلى الموسيقى عبر أجهزة تشغيل الموسيقى، يكون الصوت عاليًا جدًّا بما أنّ مكبّر الصوت يكون ملتصقًا بأذنيك، ما يشكّل خطرًا فعليًا على حاسة السمع لديك. ولا تظهر علامات خسارتك للسمع إلّا بعد ١٠ إلى ١٥ عامًا من تعرّضك للصوت العالي وغالبًا ما يكون ذلك بعد فوات الأوان.
خففي من الخطر...
حاولي أن تريحي أذنَيك وتمتنعي عن الاستماع إلى مشغّل الموسيقى لساعات طويلة. أمّا إن كنت تعملين في بيئة صاخبة فاعمدي إلى استخدام سمّاعات عازلة للصوت (أو أخرى مصنوعة خصّيصا لك إن كنت تحترفين عزف الموسيقى).
ويظنّ بعض الأشخاص أنّ السمّاعات العازلة تسيء إلى نوعية الصوت، لكن كما تعزّز النظّارات الشمسيّة الرؤية وسط الأضواء الساطعة، يمكن للسمّاعات العازلة أن تحافظ على نوعية الصوت وتحمي أذنيك في آن. يمكنك الخضوع لاختبار السمع من خلال زيارة موقع
www.hearingdirect.com/.pages/Hearing-Check.html 

الوجبات السريعة:

* تدفعين صحتك ثمنًا للوجبات الجاهزة
غالبًا ما تلجاين إلى تناول الوجبات السريعة ليلًا نظرًا لسهولة طلبها إلى المنزل. ويبدو أنّ أعلى نسبة استهلاك للوجبات السريعة هي في المملكة العربية السعودية، إذ كشف أخصائيون في التغذية أنّ معدل استهلاك الأسرة السعودية للوجبات السريعة ارتفع نسبة تصل إلى ٨٥٪. لكن هل ستواظبين وعائلتك على تناول الوجبات السريعة ليلا إن علمت أنّ وجبة برغر واحدة تحتوي على كمية الدهن التي يحتاجها جسمك طوال اليوم؟
وتوضح أخصائية التغذية ماريسا أولسن من جامعة "تشارلز ستورت" أنّ وجبة برغر واحدة مولّفة من اللحم البقري والجبن والبصل المقلي والخبز الأبيض تمدّك بحوالي ٧٠ غ من الدهون، أي أنها تتخطّى بكثير كميّة الدهون الموصى بها يوميًّا للرجال والنساء البالغين. وتحتوي وجبة البرغر على ٥ غ من الألياف فقط - في حين أنّ الكميّة اليومية الموصى بها تتراوح ما بين ٢٥ و ٣٠ غ - فضلًا عن أنها تحتوي على ٢٤٠٠ ملغ من الصوديوم، أي ما يفوق الحدّ الأعلى الموصى بها يوميًا. واعلمي أنّك تعرّضين نفسك لخطر أكبر للإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكّري من النوع الثاني إن واظبت على تناول الوجبات السريعة بكثرة.
خففي من الخطر....
أحسني اختيار المأكولات التي تتناولينها إذ تختلف القيمة الغذائية للوجبات السريعة بحسب نوعيتها، فالسلطات المتبّلة بصلصات قليلة الدسم أو أطباق الخضار المطهوّة على البخار أو المسلوقة والمتبّلة بصلصات قليلة الدسم تُعدّ مثالية من حيث قيمتها الغذائية، لكن تنبّهي أثناء اختيارك للوجبات الجاهزة فقد يحتوي بعضها على دهون وأملاح بقدر الوجبات السريعة الأخرى، لذا اعمدي إلى تناول طبق يحتوي على أقل من ١٠ غ من الدهون لكلّ ١٠٠ غ، وأقلّ من ١٢٠ ملغ من الصوديوم لكلّ ١٠٠ غ، وعلى أكثر من ٨٪ من الألياف. 

الإفراط في أخذ الأدوية
* هل تأخذين الأدوية بدلا من تغيير نمط حياتك؟
هل تعانين من الصداع؟ من آلام الدورة الشهرية؟ من ألم في الركبة؟ من الزُكام؟ لا شكّ في أنّ وصفات المهدّئات، أو مضادّات الاحتقان، أو المضادّات الحيوية تنهال عليك ما إن تعبّري عن معاناتك من أيّ من هذه العوارض. لكن هل تعرفين ما هي كميّة الأدوية التي يمكنك الاستغناء عنها إن أدخلت تغييرات صحيّة على نمط حياتك؟ يؤكّد الدكتور ليون ماساج أنّه يسعك تفادي تناول الكثير من الأدوية لأنّ الهديد منها لا يعالج إلا العوارض. ويمكنك أن تجرّبي طرقا بديلة أخرى كأن تحظي بقسط وافر من الراحة، أو تشربي كميّة أكبر من السوائل، أو تأخذي يوم عطلة إن كنت تعانين من الزكام. ومن الأمثلة الصارخة على الإفراط في تناول الأدوية، اللجوء إلى أدوية التنحيف التي تقوم بتقليص معدّل امتصاص الدهون في الجسم وتؤدّي إلى الإصابة بالإسهال. فلماذا لا تعمدين إلى التخفيف من كميّة الدهون التي تتناولينها بدلا من استهلاك الوجبات الدسمة، وأخذ هذا الدواء، والمعاناة من الإسهال، ودفع المال؟
خففي من الخطر...
حاولي أن تعالجي مشاكلك الصحيّة من خلال تغيير نمط حياتك، بدلا من أن تعاني من الأعراض الجانبية للأدوية، واكتفي بأخذها عندما تدعو الحاجة. ويشمل ذلك المضادّات الحيوية التي يفرط الكثير من الأشخاص في أخذها. ويعمد بعض الأطبّاء إلى وصف المضادّات الحيوية عندما لا يكون المرضى بحاجة حقيقية إليها، ما يتسبّب في ارتفاع معدّلات مقامة المضادّات الحيوية فتصبح غير فعّالة في محاربة أمراض من المفترض أن تعالجها. لذا امتنعي عن تناول المضادات الحيوية إن أمكنك تفاديها.

معضلة الماء
* هل يجب تخزين الماء في عبوات بلاستيكية؟
كثُر الكلام عن أخطار البلاستيك الذي يُستخدم في صناعة زجاجات الماء البلاستيكية، وذلك بسبب احتوائه على مادّة البيسفينول A التي تُعرف باسم BPA. وتُعطّل هذه المادة عمل الغدد الصمّاء، وترجّح الدراسات انتقالها إلى محتوى العبوات البلاستيكية ومنه إلى جسم الإنسان. ولم يُصدر العلماء حكما نهائيا على هذه المادّة، لكن تشير الدراسات إلى أنّ وجود معدّلات قليلة من اﻟ BPA في الجسم يؤثّر على الخصوبة.
خفّفي من الخطر...
إعمدي إلى اقتناء كوب زجاجيّ أو زجاجات ماء خالية من مادة اﻟ BPA  عوضًا عن شراء زجاجات الماء البلاستيكية.

* أعيدي النظر في عادات سيّئة أخرى

الشموع المعطّرة
إياك واستخدام الشموع الرخيصة التي تشترينها من المحال التجارية غير المعروفة، إذ غالبا ما تكون مصنوعة من مادّة البارافين التي يُعتقد أنّها مسرطنة فضلا عن أنها تسبّب الحساسية والربو. استبدلي الشموع الرخيصة بالشموع المصنوعة من مواد طبيعية واعمدي إلى تهوئة الغرفة بانتظام.
الرذّاذ المنعش للجو
يُعتبر الرذّاذ المنعش للجو طريقة سريعة ومناسبة لإخفاء روائح الطعام والروائح المزعجة، إلّا أنّ دراسة أميركية نُشرت في صحيفة Environmental Health أظهرت أنّ الرذّاذ الصناعي المنعش للجوّ يحتوي على مواد كيميائية مسرطنة تُعرف باسم "فتاليتس" Phthalates وقد تبيّن أنّها تسبب أوجاع الرأس أيضا. استبدلي الرذّاذ المنعش للجو برذّاذ العلاج بالعطور الطبيعية.
جل تعقيم اليدين
يُعدّ جل تعقيم اليدين عمليّا، إلّا أنّه قد يؤدّي إلى جفاف يديك وجعلهما أكثر عرضة للجروح والالتهابات. ويؤكّد بعض الخبراء أنّ منتجات تعقيم اليدين تساهم في خفض القدرة على مقاومة البكتيريا، لذا حاولي قدر الإمكان تنظيف يديك بالماء والصابون.

المصدر: مجلة Good Health  العربية العدد 03 0 يونيو 2012.

التعليقات (0)

اترك تعليق