مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

النساء المذكورة أسماؤهنّ في كتاب

النساء المذكورة أسماؤهنّ في كتاب "أعيان الشيعة" للسيد محسن الأمين(7)

110- زينب الصغرى بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع):
واسم أبي طالب عبد مناف وقبل الكلام عليها لا بد من الكلام على من تسمى بزينب ومن تسمى بأم كلثوم أو بهما من بنات علي(ع) ليتميز بعضهن عن بعض فنقول: ذكر المسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 92 في أولاد علي(ع) أم كلثوم الكبرى وزينب الكبرى أمهما فاطمة الزهراء بنت رسول الله(ص) وأم كلثوم الصغرى وزينب الصغرى ولم يذكر من هي أمهما لكن أم كلثوم الصغرى أمها أم سعد أو سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي كانت متزوجة من بعض ولد عمها عقيل اما زينب الصغرى فأمها أم ولد فدل كلامه على أن المسماة بزينب اثنتان كبرى أمها الزهراء وصغرى لم يذكر اسم أمها وأمها أم ولد والمسماة بأم كلثوم اثنتان أيضا كبرى أمها الزهراء وصغرى لم يسم اسم أمها واسمها أم سعيد.
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 2 ص 475 زينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى أمهما فاطمة بنت رسول الله(ص) وأم كلثوم الصغرى وزينب الصغرى لأمهات أولاد شتى.
وقال المفيد في الإرشاد عند تعداد أولاد أمير المؤمنين(ع) وزينب الكبرى وزينب الصغرى وعدّ معها غيرها وقال لأمهات شتّى فدل كلامه على أنّ المسماة بزينب من بنات أمير المؤمنين(ع) ثلاث إحداهن تسمى زينب الكبرى وأمها فاطمة بنت رسول الله(ص) واثنتان يسميان بزينب الصغرى والمائز بينهما أن إحداهما تُكنّى أم كلثوم وأمها فاطمة أيضاً، والثانية لا تُكنّى بأم كلثوم وأمها غير فاطمة(ع) وليس فيهن مَن تُسمى أم كلثوم ولا تُسمى بزينب فأم كلثوم عنده كنية لا اسم لكن لم يظهر الوجه في وصف كل من الزينبين بالصغرى ويمكن أن يكون وصف المكناة بأم كلثوم بالصغرى بالنسبة إلى شقيقتها زينب الكبرى ووصف التي لا تُكنى بأم كلثوم بالصغرى بالنسبة إلى زينب المكناة أم كلثوم أو إلى زينب الكبرى أما أنّ الصغرى المكناة بأم كلثوم والصغرى التي لا تُكنى بها أيهما أكبر فلا يفهم من كلامه ولعلهما في سن واحد لاختلاف أميهما.
وقال كمال الدين محمد بن طلحة في كتابه مطالب السؤول في مناقب آل الرسول عند ذكر الإناث من أولاده(ع) زينب الكبرى أم كلثوم الكبرى أمهما فاطمة بنت الرسول(ص) زينب الصغرى أم كلثوم الصغرى من أمهات أولاد فظهر مما مر هنا ومما مر في ج 3 من هذا الكتاب ومما يأتي في ترجمة زينب الكبرى أنّ من تسمى بزينب من بنات علي(ع) هما اثنتان كبرى أمها فاطمة الزهراء(ع) وهي العقيلة زوجة عبد الله بن جعفر وصغرى وهي التي كلامنا فيها.
وفي عمدة الطالب أمها أم ولد وكانت تحت محمد بن عقيل بن أبي طالب اه‍.
وعلى قول المفيد هن ثلاث والثالثة الصغرى المكناة بأم كلثوم شقيقة العقيلة. وإن من تسمى بأم كلثوم من بناته(ع) ثلاث أم كلثوم الكبرى وهي التي كانت متزوجة بالخليفة الثاني أمها فاطمة الزهراء(ع) وأم كلثوم الصغرى أمها أم سعد أو سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي كانت متزوجة ببعض ولد عمها عقيل وأم كلثوم الوسطى وهي زوجة مسلم بن عقيل وذكرنا الصغرى والكبرى في ج 3 وذكرنا الثلاث في ج 13 أما أم كلثوم التي كانت مع أخيها بالطف فالظاهر من مجاري أحوالها أنها شقيقة العقيلة لكن ذلك يتنافى مع كونها زوجة الخليفة الثاني التي توفيت قبل ذلك الحين بسقوط البيت عليها وعلى ابنها زيد ويمكن أن تكون زوجة مسلم حضرت مع أخيها الحسين بقصد الكوفة لأن زوجها هناك وخروجها قبل العلم بقتل مسلم وقد استظهرنا في ج 3 أن تكون أم كلثوم الكبرى وأم كلثوم الصغرى هما زينب الكبرى وزينب الصغرى ثم ظهر لنا أن هذا الاستظهار في غير محله أولا لما ذكرناه هنا وفي ج 13 من أن أم كلثوم الكبرى هي التي كانت متزوجة بالخليفة الثاني ومن المعلوم أن زينب الكبرى كانت زوجة عبد الله بن جعفر فهما اثنتان.
ثانيا: لتصريح المسعودي وغيره من أئمة هذا الشأن في كلامهم المتقدم بأن المسميات بزينب وبأم كلثوم من بنات علي هن أربع أو ثلاث لا اثنتان وفي عمدة الطالب ص 15 أبو محمد عبد الله بن محمد بن عقيل أمه زينب الصغرى بنت أمير المؤمنين علي(ع) أمها أم ولد ثم قال محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل أمه حميدة بنت مسلم بن عقيل وأمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب فعلم من ذلك أن مسلم بن عقيل كان متزوجا بأم كلثوم ابنة عمه علي بن أبي طالب.
قبر الست الذي في قرية راوية:
يوجد في قرية تُسمى راوية على نحو فرسخ من دمشق إلى جهة الشرق قبر ومشهد يسمى قبر الست ووجد على هذا القبر صخرة رأيتها وقرأتها كتب عليها هذا قبر السيدة زينب المكناة بأم كلثوم بسيدنا علي رضي الله عنه وليس فيها تاريخ وصورة خطها تدل على أنها كتبت بعد الستمائة من الهجرة ولا يثبت بمثلها شيء ومع مزيد التتبع والفحص لم أجد من أشار إلى هذا القبر من المؤرخين سوى ابن جبير في رحلته وياقوت في معجمه وابن عساكر في تاريخ دمشق وذلك يدل على وجود هذا القبر من زمان قديم واشتهاره قال ابن جبير في رحلته التي كانت في أوائل المائة السابعة عند الكلام على دمشق ما لفظه ومن مشاهد أهل البيت رضي الله عنهم مشهد أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ويقال لها زينب الصغرى وأم كلثوم كنية أوقعها عليها النبي(ص) لشبهها بابنته أم كلثوم رضي الله عنها والله أعلم بذلك ومشهدها الكريم بقرية قبلي البلد تعرف براوية على مقدار فرسخ وعليه مسجد كبير وخارجه مساكن وله أوقاف وأهل هذه الجهات يعرفونه بقبر الست أم كلثوم مشينا إليه وبتنا به وتبركنا برؤيته نفعنا الله بذلك اه‍.
وقال ياقوت المتوفى سنة 626 في معجم البلدان: راوية بلقط راوية الماء قرية من غوطة دمشق بها قبر أم كلثوم.
وقال ابن عساكر من أهل أوائل المائة الخامسة عند ذكر مساجد دمشق: مسجد راوية مسجد على قبر أم كلثوم وهي ليست بنت رسول الله(ص) التي كانت عند عثمان لأن تلك ماتت في حياة النبي(ص) ودفنت بالمدينة ولا هي أم كلثوم بنت علي من فاطمة التي تزوجها عمر بن الخطاب لأنها ماتت هي وابنها زيد بن عمر بالمدينة في يوم واحد ودفنا بالبقيع وإنما هي امرأة من أهل البيت سميت بهذا الاسم ولا يحفظ نسبها. ومسجدها هذا بناه رجل قرقوبي من أهل حلب اه‍. قرقوبي منسوب إلى قرقوب في انساب السمعاني بلدة بين واسط وكور الأهواز اه‍. فابن جبير وإن سماها زينب الصغرى وكناها أم كلثوم حاكيا أن الرسول(ص) كناها بذلك إلا أن الظاهر أن ذلك اجتهاد منه بدليل قوله إن أهل هذه الجهات يعرفونه بقبر الست أم كلثوم مما دل على أنها مشهورة بأم كلثوم دون زينب وقوله أولا الله أعلم بذلك مشعر بتشكيكه في ذلك وياقوت وابن عساكر كما سمعت لم يصرحا باسم أبيها ولا بأنها تسمى زينب بل اقتصرا على تسميتها بأم كلثوم فقط ومن هنا قد يقع الشك في أنها بنت علي(ع) فضلا عن أن اسمها زينب ويظن أنها امرأة أهل البيت لم يحفظ نسبها كما قال ابن عساكر وإن كان ما اعتمد عليه في ذلك غير صواب لتعدد من تسمى بأم كلثوم من بنات علي وعدم انحصارهن في زوجة عمر وكيف كان فلو صح أنها زينب الصغرى فهي التي كانت تحت محمد بن عقيل فما الذي جاء بها إلى راوية دمشق، ولكن ذلك لم يصح كما عرفت وإن كانت أم كلثوم كما هو الظاهر لدلالة كلام ابن جبير وياقوت وابن عساكر على اشتهارها بذلك فليست أم كلثوم الكبرى لما مر عن ابن عساكر فيتعين كونها إما أم كلثوم الوسطى زوجة مسلم بن عقيل التي تزوجها عبد الله بن جعفر بعد قتل زوجها ووفاة أختها زينب الكبرى وإما أم كلثوم الصغرى التي كانت مزوجة ببعض ولد عقيل وحينئذ فمجيء إحداهما إلى الشام ووفاتها في تلك القرية وإن كان ممكنا عقلا لكنه مستبعد عادة هذا على تقدير صحة انتساب القبر الذي في راوية إلى أم كلثوم بنت علي لكن قد عرفت أنه ليس بيدنا ما يصحح ذلك لو لم يوجد ما ينفيه ثم إنه ليس في كلام من تقدم نقل كلامهم ما يدل على أن من تسمى بزينب تكنى بأم كلثوم سوى كلام المفيد.

المصدر: أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين، ج7.

التعليقات (0)

اترك تعليق