مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

صفة الرسول(ص) في الإنجيل

صفة الرسول(ص) في الإنجيل

حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله)، قال: حدثنا عبد العزيز ابن يحيى الجلودي، قال: [حدثنا محمد بن عطية، قال: حدثنا عبد الله بن عمرو بن سعيد البصري، قال: حدثنا](1) هشام بن جعفر، عن حماد، عن عبد الله بن سليمان(2)، وكان قارئا للكتب، قال: قرأت في الإنجيل:
يا عيسى، جد في أمري ولا تهزل، واسمع وأطع، يا بن الطاهرة الطهر البكر البتول، أتيت(3) من غير فحل، أنا خلقتك آية للعالمين، فإياي فاعبد، وعلي فتوكل، خذ الكتاب بقوة، فسر لأهل سوريا السريانية، وبلغ من بين يديك أني أنا الله الدائم الذي لا أزول، صدقوا النبي(ص) الأمي صاحب الجمل والمدرعة(4) والتاج -وهي العمامة- والنعلين والهراوة -وهي القضيب- الأنجل العينين(5)، الصلت الجبين(6)، الواضح(7) الخدين، الأقنى الأنف، المفجل(8) الثنايا، كأن عنقه إبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقيه ، له شعرات من صدره إلى سرته، ليس على بطنه ولا على صدره شعر، أسمر اللون، دقيق المسربة(9)، شثن(10) الكف والقدم ، إذا التفت التفت جميعا، وإذا مشى كأنما يتقلع(11) من الصخرة وينحدر من صبب(12)، وإذا جاء مع القوم بذهم(13)، عرقه في وجهه كاللؤلؤ، وريح المسك ينفح منه ، لم ير قبله مثله ولا بعده ، طيب الريح ، نكاح النساء ذو النسل القليل، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة ، لا صخب فيه ولا نصب، يكفلها في آخر الزمان كما كفل زكريا أمك، لها فرخان مستشهدان، كلامه القرآن، ودينه الإسلام، وأنا السلام، طوبى لمن أدرك زمانه، وشهد أيامه، وسمع كلامه.
قال عيسى(ع): يا رب، وما طوبى؟
قال: شجرة في الجنة، أنا غرستها، تظل الجنان، أصلها من رضوان، ماؤها من تسنيم، برده برد الكافور، وطعمه طعم الزنجبيل، من يشرب من تلك العين شربة لا يظلما بعدها أبدا.
فقال عيسى(ع): اللهم اسقني منها.
قال: حرام -يا عيسى- على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي، وحرام على الأمم أن يشربوا منها حتى تشرب أمة ذلك النبي، أرفعك إلي ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب، ولتعينهم على العين الدجال، أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم إنهم أمة مرحومة(14).


الهوامش:
1- أثبتناه من كمال الدين: 159/ 18، وللسند نظائر في الخصال: 59/ 80 وكمال الدين: 385/ 1، و: 392/.
2- في نسخة: عن حماد بن عبد الله بن سليمان، وكذا في كمال الدين: 159/ 18، وفي الخصال 59/ 80 وكمال الدين: 385/ 1، عن حماد، عن عبد الله بن سليمان، وفي: 394/ 5 هشام بن جعفر بن حماد، عن عبد الله بن سليمان، والظاهر أنه مصحف هشام بن سنبر ، عن حماد بن أبي سليمان، انظر تهذيب الكمال، 7: 271 و 30: 216.
3- في نسخة: أنت.
4- المدرعة: ثوب صوف، وجبة مشقوقة المقدم.
5- العين النجلاء: الواسعة الحسنة.
6- جين صلت: واضح في سعة وبريق.
7- الواضح: الأبيض.
8- قنى الأنف: ارتفاع وسط قصبته وضيق منخريه، وفلج الأسنان: تباعدها.
9- المسربة: الشعر المستدق الذي يأخذ من الصدر إلى السرة.
10- الشثن: الغليظ الخشن.
11- في نسخة: ينقلع، والمراد قوة مشيه، أي كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعا قويا، لا كمن يمشي اختيالا ويقارب خطاه، فإن ذلك من مشي النساء.
12- الصيب: الموضع المنحدر.
13- أي غلبهم وسبقهم.
14- بحار الأنوار 14: 284/ 6.


المصدر: الأمالي: الشيخ الصدوق. ط1، مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة، 1417

التعليقات (0)

اترك تعليق