مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

السيدة عفاف الحكيم: حرب ناعمة استكبارية صهيونية تستهدف وحدة المسلمين وقيمهم

السيدة عفاف الحكيم لـ"تنا": حرب ناعمة استكبارية صهيونية تستهدف وحدة المسلمين وقيمهم الدينية

بمناسبة ذكرى ولادة الرسول الأكرم محمد(ص)، وانطلاق أسبوع الوحدة الإسلامية الذي أعلنه الإمام الخميني (قدس سره)، أكدت مسؤولة الهيئات النسائية في حزب الله الحاجة عفاف الحكيم أنّ الأمة الإسلامية تواجه مؤامرة تفتيتية وتشويهية تقودها القوى الاستكباراتية والصهيونية العالمية في وجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومة في لبنان وكل قوى الممانعة في المنطقة داعية مسلمين العالم للعودة والتمسك بالقرآن الكريم وسيرة الرسول الأكرم(ص) لمواجه قضاياهم بحيوية وفاعلية وبيقظة أكبر بكثير مما هي عليه الآن لإسقاط المشروع الاستكباراتيـ الصهيوني.

إطلاق أسبوع الوحدة هو لجعل هذه الذكرى مناسبة إسلامية جامعة وموحدة لكل المسلمين:
الحاجة عفاف الحكيم وفي حديث خاص لوكالة أنباء التقريب "تنا "، إذ أوضحت أنه عندما نذكر مولد الرسول الأكرم نتذكر تلك الأمة العظيمة التي أسسها رسول الله محمد(ص) والتماسك الذي تميزت به لتكون النواة الحقيقية لخير أمة، فالقرآن الكريم أكد على اعتصام الجميع بحبل الله ووصايا الرسول من خلال الآية الكريمة "واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا..." ولهذا نتفاجأ مما هي عليه الأمة اليوم من تفتيت مخالفة بذلك النصوص القرآنية ووصايا الرسول(ص).

واعتبرت الحكيم أنّ هذه الفرقة وعدم التماسك جعل الأمة الإسلامية تتراجع كثيراً عن أهدافها وما خطط لها رسول الله(ص) مشيرة إلى أنه عندما أطلق الإمام الخميني(قده) أسبوع الوحدة الإسلامية كان يريد لفت الأنظار إلى أهمية هذه الذكرى لتكون المناسبة الإسلامية الجامعة والموحدة المسلمين.

وأضافت أن الإمام الخميني(قده) كان يعلم أن المسلمون إذا توحدوا واستخدموا قدراتهم وإمكانياتهم، تمكنوا من تغيير وجه هذه الأمة وتقريبها من مشروعها العظيم الذي خطه وأرساه لها الرسول(ص). لافتة إلى أن الإمام الخميني(قده) عمل بشكل دؤوب لجعل الوحدة شعار الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

لا بد من الوحدة والتمسك بنصوص القرآن لمواجهة الهجمة التي تقودها القوى الاستكباراتية
وانطلاقاً مما يجري في العالم العربي والإسلامي من محاولات التمزيق وتشتيت هذه الأمة وزرع بذور الفتنة، رأت مسؤولة الهيئات النسائية في حزب الله أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق علماء الدين لإيجاد النواة الأساسية للأمة الإسلامية الحقيقية.
وفي هذا الإطار لفتت الحكيم إلى الدور الفعال الذي يقوم به مجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية على المستوى العالمي في هذا الصدد مؤكدة على وجود العديد من العوائق والصعوبات التي تعترض هذا مجمع في تحقيق أهدافه المرجوّة.
من هنا أكدت الحكيم على ضرورة وضوح الرؤية لدى المسلمين والتضحية والصبر والصمود في مواجهة هذه الهجمة التي تقودها القوى الاستكباراتية والصهيونية العالمية في وجه الجمهورية الإسلامية والمقاومة في لبنان وكل قوى الممانعة في العالم مشددة على العودة إلى القرآن الكريم والتمسك بالنصوص القرآنية التي تدعونا للوحدة، فالله يجمعنا ،والقرآن يجمعنا، والرسول(ص) يجمعنا، وفلسطين تجمعنا، وكل القضايا الرئيسية تجمعنا فلماذا التفرقة إذا؟!
وأمام هذا الواقع شددت الحكيم على أنه لا بد للمسلمين أن يكونوا موحدين ولديهم توجه واضح في هذه الوحدة والاعتصام بحبل الله لمواجهة قضاياهم بحيوية وفاعلية وبيقظة أكبر بكثير مما هي عليه الآن.
ما نشاهده على الفضائيات إنما هو لأجل تفكيك الرابط بين المسلمين وقرآنهم:
وحول العوامل النفسية والنوازع اللاأخلاقية وأثرها على الوحدة، اعتبرت الحكيم أن العوامل النفسية واللاأخلاقية التي نشاهدها على الفضائيات المشوّهة لصورة الإسلام الناصعة إنما هي لأجل تفكيك الرابط بين المسلمين وقرآنهم، وبين المسلمين وقيمهم الدينية الإسلامية وتنفيرهم من إسلامهم وتنفير العالم من الدين الإسلامي.
وأمام هذه الحرب، أكدت الحكيم على دور ومسؤولية كل مسلم انطلاقاً من موقعه لإعادة الوحدة بين المسلمين معتبرة وجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيادة الإمام الخامنئي(دام ظله) المليئة بالمحبة والتسامح تجاه كل العالم وتجاه كل المسلمين باختلاف مذاهبهم هي نعمة كبيرة لا بد أن ننتهزها لنرتاح جميعاً.
وفي سياق متصل أشارت الحكيم إلى مؤتمر الوحدة الإسلامية المزمع عقده في طهران بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف الذي سينظمه المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية رغم كل هذه الأجواء الصعبة التي تمر بها، وأملت أن تتمكن الفعاليات المشاركة في هذا المؤتمر العودة إلى بلادها وفي جعبتها ذخيرة كبيرة تمكنها من تغيير واقعها وواقع مجتمعاتها في سبيل مرضاة الله تعالى ورسوله.
دور المرأة في المقاومة وتحقيق الوحدة الإسلامية:
ووسط كل هذا لم تغفل الحكيم عن دور المرأة في تحقيق الوحدة الإسلامية، ورأت أن المرأة تتحمل مسؤولية كبيرة فهي نصف الأمة ونصف المجتمع، وهي العامود الفقري بالنسبة للأسرة موضحة أن دور المرأة يبدأ من الأسرة من خلال تربية أولادها على حب الله ورسوله(ص) والقيم الإنسانية وحب المسجد وما إلى ذلك...
وانطلاقاً من هذا الدور المهم والكبير، أكدت الحكيم أن عظمة المقاومة في لبنان تنبع وتعود إلى عظمة الأمهات والزوجات ووجود الأخوات، فالمرأة المسلمة قادرة على تربية جيل مضحي في سبيل الله ومرضاته من خلال تركيز مفاهيم الدين في أبنائها وتركيز القيم الإسلامية فيهم ليكونوا صالحين وفرحتها في الدنيا والآخرة.
هناك حرب ناعمة تشنها القوى الاستكباراتية لاستقطاب شبابنا وتجيرهم في إطار أهدافها الخبيثة
وعلى مقلب آخر، أكدت الحكيم على وجود مؤامرة استكباراتية صهيونية تستهدف مجتمعاتنا الإسلامية، موضحة أن القوى الاستكباراتية تخطط وتعمل من أجل إرباك مجتمعاتنا وبطرق مختلفة ومن بينها الحرب الناعمة وأساليبها التي تحدث عنها الإمام الخامنئي(دام ظله) والتي تهدف إلى استقطاب شبابنا وطلابنا في المدارس والشخصيات في المجتمع وتجيرهم في إطار أهدافها الخبيثة.
من هنا شددت الحكيم على أهمية اليقظة للرد على كل ما تخطط له القوى الاستكباراتية وعلى رأسها أميركا والصهيونية العالمية ومواجهة هؤلاء الأعداء اللذين يعملون على محاربة الإسلام بشكل أساسي ومحاربة النوعيات المخلصة من أبنائه لأنهم يشعرون بأن هؤلاء المخلصون لله ورسوله يهددون مصالحهم وأهدافهم سواء كانوا أفراد أو جماعات أو دول.
المقاومة تجدد الحضارة الإسلامية ولهذا شنت عليها تلك الهجمة الشرسة:
وحيال قيام بعض الدول العربية والإسلامية بدعم المجموعات الإرهابية التي لم تترك شيئاً مخالفاً للدين الإسلامي والقيم الإنسانية والإسلامية إلا وارتكبتها، أعربت الحكيم عن خيبة أملها بتلك الدول التي تتبنى دون خجل تلك المجموعات الإرهابية التي تقتل وتشرد وتقطع الرؤوس وتشق الصدور باسم الإسلام متسائلة أين هم من الإسلام المحمدي الأصيل والعظيم؟
وبحزن كبير، أسفت الحكيم لتلك الأمور التي تدمي القلب، حيث يرتكب أولئك المجرمون أفظع الجرائم بحق المدنيين والمسلمين ويشوهون الإسلام وكل ذلك بأموال المسلمين التي من المفترض أن تصرف في سبيل وحدة المسلمين وإعلاء كلمة الله والإسلام في العالم.
إلى ذلك أوضحت الحكيم أن العالم ينظر إلى المقاومة بأنها تجدد الحضارة الإسلامية التي بناها رسول الله(ص) ولذا عندما رأت قوى الاستكبار انجذاب المسلمين لإيران والمقاومة والسيد القائد كانت صدمتها كبيرة وعملت على وضع الخطط والمكائد لإبعاد المسلمين عن المقاومة في لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وفي الختام خلصت للقول أن كل من يدعم ويمول هذه المجموعات الإرهابية التكفيرية من ملوك وحكام ودول هم عملاء يقفون صفاً واحداً وفي خندق واحد مع قوى الاستكبار العالمي والصهيونية العالمية للقضاء على هذه الأمة وتفتيتها.


المصدر: وكالة أنباء التقريب.
حوار: منال عبد الله

التعليقات (0)

اترك تعليق