مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

وحدُهُم..وحدُهُن!!

وحدُهُم..وحدُهُن!! أمهات يفِضنَ بالألم والغضب يعتصمن وحدهن كل يوم أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة البيرة.

على مقاعد معدودة تعيد أمهات يفِضنَ بالألم والغضب الإعتصام وحدهن كل يوم أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة البيرة... ولا مواسي سوى إيمانهن الكامل بعزيمة أبنائهن وأزواجهن الأسرى المضربين "رغم تعفن أمعائهم" عن الطعام.
 سيمر الكثيرون من أمام ذلك المكان، بعضهم يدري بإضراب أسراهن ووقوفهم على حافة الموت لأجل استعادة حقوقهم وكرامتهم المنتهكة كل يوم في سجون الإحتلال ... وغالبية تتعامى ولا تهتم بذلك..، رغم عبارة كبيرة تعصف بالوجدان علقت هناك بكلمات: "الشعب الفلسطيني الوفي لن يتخلى عن مناضليه"..
يستوقفني اليوم مشهد "مروع" في استفزازه وفي دلالته المفجعة... حيث يحضر رئيس الوزراء إلى خيمة الإعتصام التي خلت من المتضامنين تقريبا، رغم إعلان الأمهات أنفسهن الإضراب عن الطعام...
 ويفاجأ الجميع بحشد كبير من الحضور... حتى الأمهات ذاتهن كن في حالة ذهول واستغراب وربما نشوة سمحت لهن أن يتراجعن للإلتصاق بصور أبنائهن على الجدارن كي يفسحن المكان "للمتضامنين"...
 كلمات قليلة، وربما نصف ساعة تضامن لا أكثر... يغادر رئيس الوزراء المكان، ويغادر معه كل من جاء ... ويعود الفراغ إلا من إحباط كبير تعزز هناك..
 لم يكن هذا المشهد تضامنا إذاً .. كانوا إما مرافقين لرئيس الوزراء، أو شخصيات أرادت إثبات وجودها للترحيب به، أو صحفيين جاؤوا للتغطية فقط لا غير!!...
 حتى مدير مكتب الصليب الأحمر الذي لم يشاهَد في المكان عادة، تساوق مع المشهد وجاء ليدلي بتصريحه وذهب مع الريح بعد دقائق!!
 وفي هذا الضجيج، تصيح أمٌّ ضاقت بكلمات بروتوكولية وصور كثيرة للمسؤولين أمام الصحافة: إبني بموت ..!!!  يحاول البعض إسكاتها لإتاحة المجال أمام أحد المسؤولين الذي يلقي تصريحاً عن العدالة، لكنها تكمل: إبني مقعد ومريض، وين العدالة!!
 وينكم!!
 وينكم "هذه التي ينتظر آلاف الأسرى وأمهاتهم أن يجيب أحدنا عليها بصدق وصراحة!!...
"كُتبت عن قهر" !! ليس إلا.
 
المصدر:
وكالة فلسطين اليوم. 

التعليقات (0)

اترك تعليق