مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

خلال وداع الشهيد

خلال وداع الشهيد.. كلمات مؤثرة لأم شهيد:" لا تدفنوه، بدي أحضنه بيرجع يعيش"

ما أن أُعلن عن استشهاده حتى ملأ أسمه فلسطين، "ساجي" الشهيد الذي أطلق جندي صهيوني النار عليه فطارت روحه إلى ربها بالقرب من مستوطنة احتلت أرضا واسعة في بلدته، وليس أي شهيد، هو الشهيد عن قصد ونيه معلنه....
ساجي أبن 19 عاما ضاقت روحه باحتلاله فأنطلق يحرر نفسه... كتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "أعذريني يا أمي شهيدا أريد أن أكون"، فكان أجمل الشهداء.
وعلى صفحته الخاصة أيضا نعى نفسه شهيدا حينما كتب في وداع الشهيد معتز وشحه و الذي أستشهد قبل عشرة أيام "قولوا لأمي بالله لا تبكيني... قولولا دمعات عيونها بتكويني"، إلا أن هذه الكلمات لم تصل لأمه التي بكت ملئ العين والقلب على وداعه.
قالت وهي تنتظره لتودعه في منزلها: "الله يرضى عليك يما.. صلى المغرب وطلع، اليهود طخوه وتركوه ينزف حتى مات، وتابعت" مش عارفة كيف بدي أشوفه وهو ممدد قدامي.. مش راح أخليه يطلع من عندي لما يجي".
وحينما حضر بين يداها أبكت كل من حضر بدموعها، قالت لهم: "لا تدفنوه هاتولي ياه لا تدفنوه، بخبيه بحضني برجع بعيش... ما بدي أشي بس رجعولي ابني".
هي أمه التي رق قلبه لحالها قبل استشهاده بأشهر، فكان كل شهيد يسقط ينعى نفسه ويصبر أمه على فراقه، ولعل أبرز ما كتبه بعد استشهاد الشبان روبين فارس (32 عاما)، ويونس جحجوح (22 عاما) وجهاد أصلان (19 عاما) من مخيم قلنديا شمال رام الله في أغسطس/آب الفائت: "ساعات قليلة وننام وكأن شيءً لم يكن.... لكن هدوء هدوء هدوء ،اصمت قليلاً استمع لآهات أم الشهيد وهي تقف على باب غرفته ليلاً وتشهق... أيا ليل لا تأتي بالآم والعذابات رفقاً بأم الشهيد".
وكان لكل شهيد نصيبه من صفحته شهداء قلنديا وأسلام الطوباسي من مخيم جنين وشهداء الجلزون وشهيد بيرزيت الذي سبقه بإيام "معتز الوشحه".
والمتتبع لصفحته لا يحتاج لكثير العناء ليلحظ خفة روحه وصفاء قلبه وهشاشة مشاعره، فكان للأطفال والشهداء والأسرى نصيبهم، وكان النصيب الأكبر لتلك الصور التي كانت ابتسامته تملؤها، وتنخر في القلب بعيدا لمن رآها وتداولها بعد استشهاده.


المصدر: وكالة فلسطين اليوم.
 



 
 

التعليقات (0)

اترك تعليق